عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-06-2011, 02:42 AM
 
مقام رجل من الصالحين " عند الخليفة المنصور

بسم الله اللهم انصر الاسلام واغز المسلممين ودممر اعداء الدين اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر وارنا فيهم عجائب قدرتك وارنا به باسك الذي لا يرد عن القوم الفاسقين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد السلام عليكم ورحمة الله يقول ابن خلدون رحمه الله العدل اساس العمران وهذا لا يشك فيه اي عاقل ولكن مشكلة ولاة الامور انهم لا يعتبرون بما بحدث ولا يقراون واذا قراوا لا يفهمون فمقولة ابن خلدون تقتضي تحقيق العدالة لأنها مصدر التنمية الاقتصادية الحقيقية وبها فلاح الأمم ونهوضها، ولقد بشر ابن خلدون الحكومات التي تضطهد شعوبها بحجج سياسية واقتصادية بأن مصيرها الانحطاط والزوال، لله دره من مفكر وعالم اجتماع لقد صحّت تننباته فبدا بانهيار النظام في تونس و مصر وليبيا والثورات اخذت في الاتساع لتشمل كل الطغاة و رموز الفساد والله من ورائهم محيط فهل من مدكر لهذه الموعظة البليغة التي جائت في العقد الفريد تابعوا يرحمنا ويرحمكم الله

بينما المنصور في الطواف بالبيت ليلا إذ سمع قائلا يقول؛ اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الطمع. فخرج المنصور، فجلس ناحية من المسجد، وأرسل إلى الرجل يدعوه، فصلى ركعتين واستلم الركن وأقبل مع الرسول فسلم عليه بالخلافة، فقال المنصور: ما الذي سمعتك تذكر من ظهور الفساد والبغي في الأرض؟ وما الذي يحول بين الحق وأهله من الطمع؟ فوالله لقد حشوت مسامعي ما أرمضني.

فقال: إن أمنتني يا أمير المؤمنين أعلمتك بالأمور من أصولها، وإلا احتجرت منك واقتصرت على نفسي فلي فيها شاغل. قال: فأنت آمن على نفسك فقل. فقال: يا أمير المؤمنين، إن الذي دخله الطمع وحال بينه وبين ما ظهر في الأرض من الفساد والبغي لأنت؛ فقال: فكيف ذلك ويحك! يدخلني الطمع والصفراء والبيضاء في قبضتي والحلو والحامض عندي؟ قال: وهل دخل أحد من الطمع ما دخلك، إن الله استرعاك أمر عباده وأموالهم، فأغفلت أمورهم، واهتممت بجمع أموالهم، وجعلت بينك وبينهم حجابا من الجص والآجر، وأبوابا من الحديد، وحراسا معهم ال****،

ثم سجنت نفسك عنهم فيها، وبعثت عمالك في جبايات الأموال وجمعها، " وقويتهم بالرجال وال**** والكراع " ، وأمرت أن لا يدخل عليك أحد من الرجال إلا فلان وفلان نفرا سميتهم، ولم تأمر بإيصال المظلوم ولا الملهوف ولا الجائع العاري " ولا الضعيف الفقير " إليك، ولا أحد إلا وله في هذا المال حق، فلما رآك هؤلاء النفر الذين استخلصتهم لنفسك، وآثرتهم على رعيتك، وأمرت أن لا يحجبوا دونك، تجبي الأموال وتجمعها، قالوا: هذا قد خان الله فما لنا لا نخونه، فإئتمروا أن لا يصل إليك من علم أخبار الناس شيء إلا ما أرادوا، ولا يخرج لك عامل " فيخالف أمرهم " إلا خونوه عندك ونفوه، حتى تسقط منزلته، فلما انتشر ذلك عنك وعنهم أعظمهم الناس وهابوهم وصانعوهم، فكان أول من صانعهم عمالك بالهدايا والأموال، ليقووا بها على ظلم رعيتك،

ثم فعل ذلك ذوو المقدرة والثروة من رعيتك، لينالوا ظلم من دونهم، فامتلأت بلاد الله بالطمع ظلما وبغيا وفسادا، وصار هؤلاء القوم شركاءك في سلطانك وأنت غافل، فإن جاء متظلم حيل بينك وبينه. فإن أراد رفع قصته إليك عند ظهورك، وجدك قد نهيت عن ذلك، ووقفت للناس رجلا ينظر في مظالمهم، فإن جاء ذلك المتظلم فبلغ بطانتك خبره، سألوا صاحب المظالم أن لا يرفع مظلمته إليك " فإن المتظلم منه له بهم حرمة، فأجابهم خوفا منهم " ، فلا يزال المظلوم يختلف إليه ويلوذ به، ويشكو ويستغيث وهو يدفعه، فإذا أجهد وأحرج ثم ظهرت صرخ بين يديك، فيضرب ضربا مبرحا يكون نكالا لغيره، وأنت تنظر فما تنكر، فما بقاء الإسلام " على هذا " ؟

وقد كنت يا أمير المؤمنين أسافر إلى الصين، فقدمتها مرة وقد أصيب ملكها بسمعه، فبكى بكاء شديدا، فحثه جلساؤه على الصبر، فقال أما إني لست أبكي للبلية النازلة بي، ولكني أبكي لمظلوم يصرخ بالباب فلا أسمع صوته. ثم قال: أما إذ قد ذهب سمعي فإن بصري لم يذهب، نادوا في الناس أن لا يلبس ثوبا أحمر إلا متظلم. ثم كان يركب الفيل طرفي النهار وينظر هل يرى مظلوما. فهذا يا أمير المؤمنين مشرك بالله، بلغت رأفته بالمشركين هذا المبلغ وأنت مؤمن بالله من أهل بيت نبيه لا تغلبك رأفتك بالمسلمين على شح نفسك،

فإن كنت إنما تجمع المال لولدك، فقد أراك الله عبرا في الطفل يسقط من بطن أمه ماله على الأرض مال، وما من مال إلا ودونه يد شحيحة تحويه، فما يزال الله يلطف بذلك الطفل، حتى تعظم رغبة الناس إليه، ولست الذي تعطي، بل الله الذي يعطي من يشاء ما يشاء، فإن قلت إنما تجمع المال لتشد به السلطان، فقد أراك الله عبرا في بني أمية، ما أغنى عنهم جمعهم من الذهب، وما أعدوا من الرجال وال**** والكراع حين أراد الله بهم ما أراد، وإن قلت إنما تجمع المال لطلب غاية هي أجسم من الغاية التي أنت فيها، فوالله ما فوق ما أنت فيه إلا منزلة لا تدرك إلا بخلاف ما أنت عليه.

يا أمير المؤمنين، هل تعاقب من عصاك بأشد من القتل؟ فقال المنصور: لا؛ فقال: فكيف تصنع بالملك الذي خولك ملك الدنيا وهو لا يعاقب من عصاه بالقتل، ولكن بالخلود في العذاب الأليم؟ قد رأى ما عقد عليه قلبك، وعملته جوارحك، ونظر إليه بصرك، واجترحته يداك، ومشت إليه رجلاك، هل يغني عنك ما شححت عليه من ملك الدنيا إذا انتزعه من يدك ودعاك إلى الحساب؟ قال: فبكى المنصور، ثم قال: ليتني لم أخلق. ويحك! فكيف أحتال لنفسي؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إن للناس أعلاما يفزعون إليهم في دينهم، ويرضون بهم في دنياهم، فاجعلهم بطانتك يرشدوك، وشاورهم في أمرك يسددوك؛ قال: قد بعثت إليهم فهربوا مني؛ قال: خافوك أن تحملهم على طريقتك، ولكن افتح بابك، وسهل حجابك، وانصر المظلوم، واقمع الظالم، وخذ الفيء والصدقات من حلها، واقسمها بالحق والعدل على أهلها، وأنا ضامن عنهم أن يأتوك ويساعدوك على صلاح الأمة. وجاء المؤذنون فسلموا عليه، فصلى وعاد إلى مجلسه، وطلب الرجل فلم يوجد انتهى

قرات في بعض النسخ ان هذا الرجل الصالح كان الخضر عليه السلام وانه سلم الربيع حاجب المنصور رقعة بها دعاء مستجاب لم اذكره مخافة التطويل والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله
رد مع اقتباس