(4)
الأخوة لماذا ؟
أُخيَّ .. امكث برهة ، وفكّر لحظة ، وتأمل هنيهة ، نعم لماذا ..؟ ما هو الدافع الحقيقي وراء هذا العمل؟
وهنا لابدَّ أن يسعفك العلم ، فدونه قد تصطدم الإرادة الشرعية بالأهواء والمصالح الشخصية المحضة،
لابدَّ من علم ينير لك السبيل فتتبصر وتدرك حقيقة الأمور وفق الميزان الشرعي.
:::::::::::::::::
أولاً: لإقامة كيان الأمة الإسلامية
إننا في عصر استذل فيه المسلمون، وبلغوا من العجز والوهن على نحو لم يسبق له مثيل
عَصرٌ سقطت فيه خلافتهم التي استمرت من عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري
ليسجل التاريخ وصمة عار على جبين كل المسلمين في هذا العصر
وسط كل هذا أنتم ـ يا صفوة الخَلْق ـ معاشر الملتزمين ـ مطالبون بتغيير وجه الأرض، وإقامة دولة الإسلام
ولا يتأتى لكم ذلك حتى تقيموا في نفوسكم للإسلام دولة حتى تكونوا فيما بينكم نموذجاً مصغرًا لهذه الدولة
فيرى العالم بأسره من سمتكم ما يدعوه للحوق بركابكم فوالله الذي نفسي بيده لئن أقمتم الإسلام فيما بينكم حقًا ليستخلفنكم الله في الأرض
لكن ذلك مرهون بإصلاح أنفسكم ، وهذا موعود الله لأهل الإيمان في كل زمان
:::::::::::::::::
إنَّ بناء الأمة من جديد يحتاج إلى تضافر الجهود، ولا ينتج هذا إلا عن صفاء السرائر والاجتماع على قلب رجل واحد
فإننا ـ معاشر الملتزمين ـ نحمل العبء الثقيل أمام الله تعالى تجاه هذه الأمة وهذا دورنا الذي لا ينبغي أن نتخلف عنه
وهنا لابدَّ من وحدة الهدف ووحدة المنهج لتجتمع هذه القلوب المؤمنة برباط إيماني متين
وهذا هو ما صنعه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -حين أرسى دعائم الأمة، فجعل الصحابة يجتمعون على هدف واحد هو التوحيد
فصارت " لا إله إلا الله " هي العروة الوثقى
:::::::::::::::::
إخوتاه ..
سبيلنا لإقامة كيان الأمة يبدأ من قلوب المؤمنين المتحابة في الله جل وعلا ، فلابدَّ من تجريد المحبة الفينة بعد الفينة
فإنكم لا تؤمنون حتى تحابوا ، أذيبوا جبل الجليد التي ترسب على قلوبكم تجاه إخوانكم ، فوالله إنَّ القلب ليحترق كمدًا على واقع الإخوة الآن
الله سائلكم وَسَائِلُ كل أحد عن هذه الأمة الـمُضَيّعة
فأعدوا لهذا السؤال جوابًا من واقع المسئولية الملقاة على عاتقكم
لا أطالبكم بالشيء العسير، أقول لكم: تصافوا فكونوا صفًا واحدًا
إخوتاه ..
بهذا الآن أدعوكم لكى تبنوا أمتكم، فتجتمع قلوبكم على الحب في الله
ويحدث بينكم هذا الإخاء العجيب الذي يغير من شكل ومنظومة المجتمع بأسره، فنرى الأخ يسارع في الحفاوة بأخيه
يسعى في قضاء حوائجه، يعينه على الطاعات، يحوطه من روائه، يقدم له يد العون في أى لحظة
تتلاقى قلوبهم حتى يكون الأخ أحب إلى أخيه من ملء الأرض ذهبًا
يُتبع
- إن شاء الله -
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |