عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-17-2007, 03:20 PM
 
من معارك المسلمين في رمضان

السلام عليكم






ارسل لصديق طباعة مبسطة



من معارك المسلمين في رمضان

غزوة بدر الكبرى

وقعت غزة بدر الكبرى في رمضان من العام الثاني للهجرة، عندما بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنّعيراً لقريش مقبلةٌ من الشام مع أبي سفيان، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلمأصحابه للخروج إليها، فخرج معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً. ولم يكن معهم من الخيل إلا فَرَسَان: فرسٌ للزبير؛ وفرس للمقداد بن الأسود. وكان معهم سبعون بعيراً، يتناوب الرجلان والثلاثة على البعير. واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم. ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، والراية إلى علي، وراية الأنصار إلى سعد بن معاذ.
وبلغَ أبا سفيان مخرجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، وبعثه إلى مكة مستصرخاً قريشا بالنفير إلى عيرهم، فنهضوا مسرعين، ولم يتخلّف من أشرافهم سوى أبي لهب، وحشدوا مَن حولَهم من قبائل العرب، ولم يتخلّف عنهم من بطون قريش إلاّ بني عدي، فلم يشهدها منهم أحد، وخرجوا من ديارهم كما قال عنهم تعالى: (بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (الأنفال:47).
ولما بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خروجُ قريش، استشار أصحابه، فتكلَّم المهاجرون فأحسنوا، ثم استشارهم ثانياً، فتكلم المهاجرون، ثم ثالثاً، فعلِمَتْ الأنصار أنّ رسول الله إنما يعنيهم، فقال سعد بن معاذ: كأنك تُعرِّض بنا يا رسول الله، وكأنك تخشى أن تكون الأنصار ترى عليهم أن لا ينصروك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم، فامض بنا حيث شِئت، وصلْ حبلَ من شئتَ، واقطع حبلَ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا منها ما شئت، وما أخذتَ منها كان أحبَّ إلينا مما تركت، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك.
وقال المقداد بن الأسود (وهو من زعماء الأنصار): إذن لا نقول كما قال قوم موسى لموسى: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)(المائدة: 24)، ولكن نقاتل من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك. فأشرَقَ وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمع منهم. وقال: "سيروا وأبشروا، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، وإني قد رأيت مصارع القوم".
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل على ماء قرب بدر. فقال الحُبَاب بن المنذر: إنْ رأيتَ أن نسير إلى بئر قد عرفناها، كثيرة الماء فتنزل عليها. ونُغَوِّر ما سواها من المياه؟ فاستجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له. وأنزل الله تلك الليلة مطراً صَلَّب الرمل، وثبت الأقدام. ومشى رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع المعركة، وجعل يشير بيده ويقول: "هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان، إن شاء الله". فما تعدّّى أحد منهم موضع إشارته صلى الله عليه وسلم.
فلما طلع المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم هذه قريش، جاءت بخُيَلائِها وفخرها، جاءت تُحادُّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحِنْهم الغداة"(أي أهلكْهُم هذا الصباح) وقام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع، ورفع يديه حتى سقط رداؤه، وقال: "اللهم أنجِزْ لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عَهدك وَوعدك، اللهم إن تَهْلِك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض بعد".
فجاءه أبو بكر الصديق من ورائه، وقال: حَسْبُكَ مناشدتك ربك يا رسول الله، أبشر فوالذي نفسي بيده لينجزنَّ الله لك ما وعدك. واستنصر المسلمون اللهَ واستغاثوه، فأوحى الله إلى الملائكة (أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا، سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ، فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ، وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)(الأنفال:12)، وأوحى إلى رسوله: (أنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال: 9).
وعَدَّلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوفَ. ثم انصرفَ وغفا غفوة، وأخذ المسلمين النعاسُ، وأبو بكر الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرسه، وعنده سعد بن معاذ، وجماعة من الأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلموهو يتلو: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)(القمر:45).
ووقف الفريقان: فريق الإيمان وفريق الكفر، أمام بعضهم بعضاً، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، يطلبون المبارزة. فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار فقالوا: أكفاء كرام، ما لنا بكم من حاجة، إنما نريد من بني عمنا. فبرز إليهم حمزة وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعلي بن أبي طالب. فقتلَ علي الوليدَ. وقتل حمزةُ شيبةَ. وتبارز عبيدة وعتبة، فلم يقوَ أحدهما على الآخر، فَعاد حمزة وعليٌّ على عتبة فقتلاه، وحملا عبيدةَ إلى صفوف المسلمين.
ومنح الله المسلمين النصر على المشركين، فقتلوا منهم سبعين، وأسروا سبعين.
وكانت هذه الغزوة المباركة فرقاناً بين الحقّ والباطل، ومنعطفاً في تاريخ الصراع بين الإسلام والجاهلية، فهي النصر الأول المبين، بعد سنين طويلة من الصبر والمعاناة، ثمّ (جاء نصرُ اللهِ والفتح، ورأيت النّاسَ يدخلونَ في دينِ الله أفواجاً). وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "واعلمْ أنّ النّصر مع الصّبر، وأنّ الفرج مع الكرْب، وأنّ مع العُسرِ يُسراً".











للأعلى
موقع جماعة الإخوان المسلمين في سورية 2006

منقول