عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-08-2011, 03:56 AM
 
Post في رثاء الأندلس

هذهالقصيده من روائع الشعر العربي للشاعر ابو البقاء الرندي وقيلانها
في رثاء الاندلس

اتمنى ان تعجبكم هذه القصيده



لِكُـلِّ شَـيءٍ إِذَا مَا تَـمَّنُقصَـانُ

فَلاَ يُغَـرَّ بِطِيـبِ العَيـشِإِنسَـانُ

هِيَ الأُمُـورُ كَمَـا شَاهَدتُهـادُوَلٌ

مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُأَزمَـانُ

وَهَذِهِ الـدَّارُ لاَ تُبقِـي عَلَـىأَحَـدٍ

وَلاَ يَـدُومُ عَلَى حَـالٍ لَهَـاشَـانُ

يُمَزِّقُ الدَّهرُ حَتـماً كُـلَّسَابِغَـةٍ

إِذَا نَبَـت مَشـرَفِيَّـاتوَخرصَـانُ

وَيَنتَضِي كُلَّ سَيـفٍ لِلفَنَـاءِوَلَـو

كَانَ ابنَ ذِي يَزَن وَالغِمـدِغمـدَانُ

أَينَ المُلوكُ ذَوِي التِيجَـانِ مِنْيَمَـنٍ

وَأَيـنَ مِنهُـم أَكَـالِيـلٌوَتيجَـانُ

وَأَينَ مَـا شَـادَهُ شَـدَّادُ فِـيإِرَمٍ
وَأينَ مَا سَاسَه فِي الفُـرسِسَاسَـانُ

وَأَينَ مَا حَـازَهُ قَـارُونُ مِِنْذَهَـبٍ

وَأَيـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌوَقَحطَـانُ

أَتَى عَلَى الكُـلِّ أَمـرٌ لاَ مَـرَدَّلَـهُ

حَتَّى قَضوا فَكَأَنَّ القَـومَ مَاكَانُـوا

وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ وَمِنمَـلِكٍ
كَمَا حَكَى عَنْ خَيالِ الطَيفِوَسِنانُ

دَارَ الـزَّمَـانُ عَلَـى دَاراوَقَاتِلِـهِ
وَأَمَّ كِـسـرَى فَمَـا آوَاهُإِيـوانُ

كَأَنَّمَا الصَعبُ لَمْ يَسهُـل لَهُسَبَـبٌ

يَـوماً وَلاَ مَـلَكَ الدَّنيَـاسُلَيمَـانُ

فَجـائِـعُ الدَّهـرِ أَنـواعٌمُنَوَّعَـةٌ

وَلِلـزَمـانِ مَـسـرّاتٌوَأَحـزَانُ

وَلِلـحَـوادِثِ سَلـوانٌيُهـوِّنُهَـا

وَما لِمَـا حَـلَّ بِالإِسـلامِسَلـوانُ

دَهَى الجَزيـرَةِ أَمـرٌ لاَ عَـزَاءَلَـهُ

هَوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَانْهَـدَّثَهـلانُ

أَصَابَهَا العَينُ فِي الإِسلامِفَارتَـزَأتْ

حَتَّى خَلَـت مِنـهُ أَقطَـارٌوَبُلـدَانُ

فَاسـأَل بَلَنسِيـةً مَا شَـأنُمرسِيَـةٍ

وَأَيـنَ شَاطِبـة أَم أَيـنَجَـيّـانُ

وَأَيـنَ قُرطُبَـةُ دَارُ العُلُـومِفَكَـم

مِنْ عالِـمٍ قَدْ سَمَا فِيهَـا لَهُشَـانُ

وَأَينَ حِمصُ وَمَا تَحويِـهِ مِنْنُـزَهٍ

وَنَهرُهَا العَـذبُ فَيَّـاضٌوَمَـلآنُ

قَوَاعِدُ كُـنَّ أَركَـانَ البِـلادِفَمَـا

عَسَى البَقَـاءُ إِذَا لَمْ تَبـقَأَركَـانُ

تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَـاءُ مِنْأَسَـفٍ

كَمَا بَكَى لِفِـراقِ الإِلـفِهَيـمَانُ

عَلَى دِيـارٍ مِـنَ الإِسـلامِخَالِيَـةٍ

قَدْ أَقفَـرَت وَلَها بالكُفـرِعُمـرَانُ

حَيثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَتكَنائِـسَ

مَـا فِيهِـنَّ إِلاَّ نَواقِيـسُوَصلبَـانُ

حَتَّى المَحَارِيبُ تَبكِي وَهيَجَامِـدَةٌ

حَتَّى المَنَابِرُ تَبكِـي وَهـيَعِيـدَانُ

يَا غَافِـلاً وَلَهُ فِي الدَّهـرِمَوعِظَـةً

إِنْ كُنتَ فِي سنَةٍ فَالدَّهـرُيَقظَـانُ

وَمَـاشِيـاً مَرِحـاً يُلهِيـهِمَوطِنُـهُ

أَبَعدَ حِمـص تَغُـرُّ المَـرءَأَوطَـانُ

تِلكَ المُصِيبَـةُ أَنسَـت مَاتَقَدَّمَهـا

وَمَا لَهَا مِنْ طِـوَالِ المَهـرِنِسيـانُ

يَـا أَيُّهَـا المَـلكُ البَيضَـاءُرَايَتُـهُ

أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لاَكَانُـوا

يَا رَاكِبينَ عِتَـاقَ الخَيـلِضَامِـرَةً

كَأَنَّهَا فِي مَجَـالِ السَبـقِعُقبَـانُ

وَحَامِليـنَ سُيُوفَ الـهِندِمُرهَفَـةً

كَأَنَّهَـا فِي ظَـلامِ النَقـعِنِيـرَانُ

وَراتِعيـنَ وَراءَ البَحـرِ فِـيدعـةٍ

لَهُـم بِأَوطَانِهِـم عِـزٌّوَسلطَـانُ

أَعِندكُم نَبَـأُ مِـنْ أَهـلِأَندَلُـسٍ

فَقَد سَرَى بِحَدِيثِ القَـومِرُكبَـانُ

كَم يَستَغيثُ بِنَا المُستَضعَفُونَوَهُـم

قَتلَـى وَأَسـرَى فَمَا يَهتَـزَّإِنسَـانُ

مَاذَا التَقَاطِـعُ فِي الإِسـلامِبَينَكُـمُ

وَأَنـتُـم يَـا عِـبَـادَ اللهِإِخـوَانُ

أَلاَ نُفـوسٌ أَبـيَّـاتٌ لَهَـاهِمَـمٌ

أَمَا عَلَـى الخَيـرِ أَنصَـارٌوَأَعـوَانُ

يَا مَن لِذلَّـةِ قَـوم بَعـدَعِزَّتِهِـم

أَحَـالَ حَـالَهُـم كُفـرٌوَطُغيـانُ

بِالأَمسِ كَانُوا مُلُوكـاً فِيمَنَازِلِهِـم

وَاليَومَ هُم فِي بِلادِ الكُفـرِعُبـدَانُ

فَلَو تَرَاهُم حَيَـارَى لاَ دَلِيـلَلَهُـم

عَلَيهِـم مِنْ ثِيـابِ الـذُّلِّأَلـوَانُ

وَلَو رَأَيـتَ بُكَاهُـم عِنـدَبَيعهـمُ

لَهَالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتـكَأَحـزَانُ

يَـا رُبَّ أُمٍّ وَطِفـلٍ حِيـلَبَينَهُـمَا

كَـمَـا تُـفَـرَّقُ أَروَاحٌوَأَبـدَانُ

وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَّمسِ إِذْبَـرَزَت

كَأَنَّمَـا هِـيَ يَاقُـوتٌوَمُرجَـانُ

يَقُودُهَا العِلـجُ لِلمَكـرُوهِمُكرَهَـةً

وَالعَيـنُ بَاكِيَـةٌ وَالقَلـبُحَيـرَانُ

لِمِثلِ هَذا يَبكِي القَلـبُ مِنْكَمَـدٍ

إِنْ كَانَ فِي القَلبِ إِسـلامٌوَإِيْمَـانُ
رد مع اقتباس