أنا غاضبة ، سمعت الحزن يطرق على بابي في ساعات الشروق الأولى وتجاهلته ..
ظهري كان مواجهًا لوجهه ، وجهي محتضن النوم ، وأمد يديّ على الحلم لأتحسس أنه موجود بقربي ، كي يتسلل إليّ خفية ً حينما أغلق عينيّ ، ويحتل مايحتله من عقلي !
غاضبة، لأن الحزن ظل وحيدًا بينما أنا نائمة ، والطرف الآخر من سريري مملوء بالكتب ،نظارتي ، هارديسك ، بطانية صغيرة جديدة ، سماعات ، حقيبتي ، وبقية الوسائد ،
ثم حلمت بأن ضلوعي كانت مكشوفة ، وأن أحدهم جاء ليُدخل بها عصافيره السعيدة ، لترتاح ،ويمضي ، وكلما عاد ليطمئن عليها رزقني معها ضحكة بيضاء ، أطعمني فرحًا ونام !
ماكنت أدري بأن العصافير ستكبر ، وستكون بحاجة إلى الفضاء ، ماكنت أعرف بأنها ستتحول إلى طيور ٍ جارحة ، حينما عاد آخيرًا لـ يُحررها ، اقتلع ماتحول منها إلى ورد قسرًا ، وشذبني ماتحوّل منها إلى جوارح ، ترك صدري يئن ومضى !
ليس ذنبك ياصديقي الذي له اسم كما الزقزقة ، أنا سمحت بهذا الجرح ، لأني نسيت ضلوعي مكشوفة ..
:
ثم استيقظت .. كانت السماء تمطر ، والحزن محمومًا ووحيدًا بالخارج ،ضممته إلى صدري ، واعتذرت ، لقد كان نبيلاً في انتظاره ، هذا الحزن ، لقد كان نبيلاً حتى في مرضه ، ولكن ذنبه أنه واضح دائمًا ومكشوف ، ولا يحب أن يراوغ ،لايمثل، ولا يموت .
سماء ،