عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-18-2007, 04:29 PM
 
حكاية (الصبر مفتاح الفرج)

هاذي ثاني قصة أكتبها وأحسها تنفع للأطفال
أنتظر إنتقاداتكم مع محبتي
( الصبر مفتاح الفرج )
صباحٌ جديد يطل على ذاك الحي المعروف بفقر ساكنيه
- صباح الخير يا عزيزتي كيف أنت اليوم.
قاله جمال ذلك العامل الميسور الحال لزوجته منى
- الحمد لله أنا بخير هل ستذهب للعمل اليوم؟
- نعم فعلينا إنجاز تلك البناية سريعاً فالمقاول غاضب لتأخرنا في إنجاز العمل.
- أعانكم الله.
- بالمناسبة أين أحلام ألم تستيقظ بعد؟
يسمع جمال صوت أبنته الوحيدة أحلام البالغة من العمر سبعة أعوام
- أنا مستيقظ يأبي وجاهزة لذهاب للمدرسة.
- عظيم أنتِ طالبةٌ نجيبة.
- أبي لقد اهترى حذائي أرجوك أريد حذاءً آخر.
- كان طلب أحلام لأبيها كل خنجر في قلبه ولم يأتهِ هذا الشعور بخلاً ولكن لأنه لا يستطيع شراء حذاء لبنته ككل الأطفال بسبب قلة ذات اليد.
- وأريد أيضاً ألوان جديدة لأن المعلمة تقول بأن ألواني غير جيدة.
طعنة جديدة في قلب جمال
- سحقاً لهذه المعلمة لماذا تطلب طلبات كثيرة ألا تعلم أن الناس ليسوا جميعاً مثل حالها.
قالها جمال في قلبه المجروح
لاحظت منى عز زوجها المسكين على الرد على أحلام
- لا بأس يا حبيبتي سيحضرها والدك عندما يستطيع والآن عليك أن تذهبي إلى المدرسة بسرعة قبل أن تتأخري وتعاقبك المعلمة.
وتقبلها والدتها قبلة مليئة بالعطف والحنان
- إلى اللقاء حبيبتي وانتبهي لنفسك ولدروسك جيداً.
وبعد أن رافقتها أمها إلى باب قالت لزوجها المحطم

- أعرف بأنك انزعجت من طلباتها الكثيرة ولكن لا عليك فطلبات الصغار كثيرة دائماً
- ليست طلباتها كثيرة بل قليلة جداً ولكن لا يحقق لها شيء وعلى الرغم من قلها لا يحقق شيء منها أنا أشفق عليها كثيراً وعليك أيضاً فكم أتمنى أن أشتري لكي ثوباً جديداً ولو كان الأمر بيدي لنفذت كلا ما تطلبانه ولكن.....
لم يستطع أن يكمل عبارته لأن صوته بدأ يختنق
- أعرف جيداً شعورك هذا و أنا أقدر لك جهودك و أعلم لو كان الأمر بيدك لما رفضت طلباً لنا, ولكنك تعوضنا بشيء لا يمكن شراءه بأغلى الأموال أنت تمنحنا الحب والحنان والعطف أنت أب وزوج رائع وحنون.
- كم أحبك يا زوجتي الغالية لا أظن أن هناك نساءٌ كثيرون مثلك أنتِ أفضل إنسان عرفته.
- أشكرك كثيراً ولكن عليك الآن أن تذهب لعملك قبل أن يغضب مديرك ويرسل المشرف عليكم لصرخ عليك.
- نعم لقد نسيت وداعاً, أظن أني سأتأخر قليلاًً عندما تعود أحلام أعطها الغداء.
- حاضر يا عزيزي, إلى اللقاء.
وبعد أن يذهب جمال إلى عملة تبدأ منى بتنظيم و ترتيب المنزل الصغير وأعداد طعام الغداء المتواضع جداً.

* * * *
بعد الظهر تعود أحلام إلى المنزل والحزن قد ظهر على وجهها
- أهلا حبيبتي كيف كان نهارك؟
- أهلاً.
قالها وهي تشعر بالضجر
- أحلام حبيبتي ماذا أصابك هل أنت بخير؟
- نعم أنا بخير.
- هل حدث شيء سيء لكِ في المدرسة؟
طأطأت أحلام رأسها ولم ترد
- أحلام ردِ علي أنت تقلقيني!!
رفعت أحلام رأسها ودموع تجري من عينيها
- أحلام أرجوكِ تكلمي ماذا حصل؟
- أمي إلى متى سنظل فقراء لا نملك شيء ولا نستطيع شراء ما نريد.
- من قال لكي هذا؟
- ريما!!
ريما تلك الفتاة التي تدرس في الصف الذي تدرس فيه أحلام وهي من الفتيات المتبجحات وهي تنتمي إلى طبقت الغنية وكثيراً ما ضايقت أحلام بكلامها و تعليقاتها
- حسنا وماذا قالت لكي اليوم؟ - لقد سخرت من حذائي المهترئ و زيي المدرسي القديم أمام جميع الفتيات وقد ضحكت
الفتيات علي وقد شعرت بحزن شديد
كانت قطرات الدموع تسيل من عيني أحلام وكانت قطرات الدماء تسيل في قلب منى المكلوم0
- لا تهتمي بما تقوله لكي إنها فتاة سيئة.
- أنا لا أهتم بكلامها ولكنها تقول ذلك أمام جميع الطالبات وهذا يحرجني كثيراً.
- سأحاول التحدث مع معلمتكِ غداً حتى تتصرف معها.
- لن تسمع كلامكِ يا أمي فالمعلمة تحبها كثيراً أجعلي أبي يتحدث معها.
- ولكن والدك ليس لدية وقت كي يتحدث لمعلمتك, ثم لماذا تصرين على أن يتحدث والدك للمعلمة؟!
- لأنها سوف تخاف من أبي وأنت لن تخاف منك.
- ولماذا تخاف من أباك؟!
- لأنه رجل وأنتي امرأة وهي بالتأكيد تخاف من الرجل وليس امرأة.
- معك حق, ولكن والدك كما أخبرتك ليس لديه وقت.
- دائماً ليس لديه وقت عندما أطلب من أبي أي طلب دائماً لا يكون لديه وقت.
وعادة مرة أخرى للبكاء
- أرجوك لا تبكي هذا يحزنني ويحزن والدك, أسمعني والدك ليس لديه المال ولو كان لديه لنفذ جميع طلباتك.
- لماذا ليس لديه المال لماذا والد ريما يملك المال ووالدي لا يملك؟؟
- هكذا أراد الله, أرجوك لا تقولي هذا لوالدك , أني أحس بما تشعرين به لا يجب أن تكوني أنانية إن أبيك يبدل كل ما يستطيع من أجل أن يحضر لنا المال ولا يجوز أن نقابل ما يفعله من أجلنا بل البكاء و التضجر و ال........
قطع حديثها عودة جمال من عملة
- فلنؤجل حديثنا.
قالتها منى لأحلام هامسة
- حاضر.
- أهلاً عزيزي , كيف كان عملك اليوم؟
- الحد لله لقد أنجزنا جزئً كبيراً اليوم.
- هذا رائع!
- نعم رائعٌ جداً, إن المقاول سعيدٌ لهذا وهو يقول إن أنجزنا العمل خلال أسبوع فأنه سيكافئنا بإجازة لمدة أسبوع.
- كم هذا رائع , يبدو عليك الإرهاق هل تريد الطعام الآن؟
- نعم من فضلك أنا جائعٌ جداً.
- سأذهب لأعده حالاً.
- هل تناولت أحلام طعامها؟
- كلا لقد أتت لتو.
- جيد سنتناوله معاً إذ لم يحصل هذا منذ شهر.
- نعم.
وعلى الغداء كانت آثار الدموع لا تزال على وجه أحلام
- أحلام حبيبتي هل أنتِ بخير؟
- نعم نعم أنا بخير يا أبي ولله الحمد.
رمق جمال وجه ابنته قليلاً ثم حوَل ناظرة إلى زوجته التي حاولت الالتفات بوجهها يميناً ويساراً فهي لا ترغب بأن يسألها عن أحلام
- الحمد لله لقد شبعت, سأقوم بغسل الصحون حلاً ثم أذهب لنوم.
- لا يا أحلام أذهبي لنوم الآن فأنا أرغب بمساعدة والدتك اليوم.
- حاضر أبي.
شعرت منى بتوتر فلقد علمت بأن جهودها ستذهب سداً فحاولت أن تأخذ الصحون لتقوم بغسلها ولتكون بعيداً عن جمال
- منى هلا انتظري قليلاً أريد التحدث إليك.
- حاضر.
- ما بال أحلام اليوم تبدو حزينة؟!
- كلا كلا أنها بخير ولكنها تريد أن تتغيب عن المدرسة غداً وأنا رفضت طلبها هذا كل ما في الأمر.
- لا أظن ذلك فأحلام تحب المدرسة ولا تفكر بالغياب.
- هذا هو الأمر بالفعل.
- منى أرجوكِ أخبريني هذه ابنتي ومن المفترض أن أعرف ما بها.
- في الحقيقة لا أعرف ماذا أقول لك.
- لا بأس أخبريني مهما كان الأمر.
- مشكلة جديدة مع ريما.
- هكذا الأمر إذن لا ألومها.
وتنهد قليلاً
- ألا يعرف ألائك الناس كيف يربون أبنائهم.
- أرجوك لا تحزن لقد كنت أخفي الأمر عنك لأني لا أريد أن أراك حزيناً.
- أقدر شعورك تجاهي يا رب أعني وساعدني كي أتمكن من إدخال السرور على قلب تلك الطفلة.

- آمين يا رب العالمين.
* * * *
- عفواً هل أنت المشرف على العمال هنا؟
- نم سيدي الشرطي هل تأمرني بشيء.
- في الحقيقة أود أن أقابل السيد جمال.
- ماذا قلت السيد جمال عفواً لا يوجد هنا السيد جمال بل يوجد العامل جمال.
- لن يكون عاملاً بعد الآن.
- لماذا هلا وضحتَ لي أكثر.
- لقد أصبح السيد جمال من أكبر التجار الآن, عفواً أنا ليس لدي وقت هلا استدعيته.
- حاضر حاضر سيدي.
وذهب الدهشة واضحة في وجهه جداً.
- جمال جمال تعال حالاً.
- تعال معي إلى الشرطي هناك بسرعة.
- ماذا الشرطي وماذا فعلت؟
- لا أعرف ولكنه قال كلاماً غريباً ولكنه في جميع الأحول جيد.
- جيد!!
- هذا هو جمال يا سيدي الشرطي.
- أهلاً أهلاً سيدي الشرطي هل طلبتني؟
- نعم طلبتك يا سيد جمال بناءً على أوامر الحاكم و هو أن تحضر معي الآن إليه.
- أوامر الحاكم هل أنت متأكد من أن الحاكم يريدني؟!!
- نعم نعم تفضل معي وسيشرح لك بنفسه كلا شيء.
- حاضر.
كان جمال مدهُشاً جداً وطوال الطريق كان يفكر
- يا ترى ماذا يريد مني الحاكم أنا لم أفعل شيء يا ألهي هل سيأمر بإعدامي وماذا عن منى وأحلام من سيعتني بهما يا رب لطفك.
وعندا دخل جمال ذاك القصر الفارة الذي لم يكن يحلم بأن يدخله وكان مذهُلاً أخذ الشرطي يمشي مع جمال حتى وصلا إلى قاعة كبيرة وما أن فتح ذلك الباب حتى سمع صوت المنادي العالي يقول
- السيد جمال.
- أهلاً بك يا سيد جمال في قصري أهلاً و سهلاً.
- أهلاً وسهلاً بك يا سيدي الحاكم.
- أنت بتأكيد تتساءل عن الذي جعلك تدخل هذا القصر.
- نعم يا سيدي هلي أن أعرف لو سمحت؟
- حسناً أيها الشرطي أخبره بكل التفاصيل.
- حاضر سيدي.
ثم وجه الحديث إلى جمال الذي كان مذهُلاً جداً
- أنت بالتأكيد تعرف الأميرة نسرين أبنه الحاكم.
- نعم أعرفها ومن لا يعرف الأميرة نسرين.
- للأسف لقد مرضت مرضاً شديداً وعجز الأطباء من علاجه حتى أصبحت على مشارف الموت.
- يا ألهي هذا سيء للغاية.
- نعم وأنت تعرف حب الحاكم لبنته الوحيدة خصوصاً بعد وفاة والدتها لذلك نذر الحاكم لئن شفيت الأميرة أنه سيهب أكبر منجم للألماس لأحد من مواطني هذه المدينة وشفت الأميرة نسرين ولله الحمد وصادف أننا رمينا القرعة خمس مرات وكان أسمك دائماً يظهر فقرر الحاكم الإيفاء بنذره ولذلك استدعيناك.
- م م م ماذا تتتقووول ؟!!!
قالها وقلبه يكاد يخرج من صدره
- قلت أكبر منجم ألماس أصبح لك.
- الحمد لله الحمد لله.
وخر ساجداً لله
- شكراً لك يا الله على نعمتك وفضلك شكراً لك يا الله.
وبدأت الدموع تترقرق من عينيه
- شكراً لك أيها الحاكم لا تعرف كم كنت محتاجاً للقليل من المال والآن أنا لا أصدق.
- ما الذي تقصده؟!
وقص جمال الذي أصبح السيد جمال كل قصته وحاله على الحاكم
- هكذا إذن لقد عرفت الآن لماذا كانت القرعة تخرج على اسمك دائماً لأن الله لطفك بك وأراد أن يكافئك على إيمانك به.
- عفواً سيدي الحاكم هل تسمح لي بذهاب لكي أخبر زوجتي وابنتي.
- نعم أِذهب أقدر شعور وأتمنى لك حياة سعيدة.
- شكراً لك أيها الحاكم.
أخذ السيد جمال يركض بسرعة متجهاً إلى منزله وهو لا يكاد يصدق نفسه وعندما دخل البيت كانت منى وأحلام تتناولان الغداء وقبل أن يقول شيء صفع نفسه بقوة ليتأكد أنه ليس في حلم فلم يستيقظ فعرف أنه ليس في حلم.
- جمال ماذا بك ماذا حصل أخبرني ماذا حصل؟!
- حبيبتاي أنهضا الآن, منى لقد حان الوقت الذي أستطيع أن أرد لكي دينك سأشتري لكي كل ما ترغبين به من ملابس والحلي وأنتي أيضاً يا غاليتي أحلام سأشتري لكي كل ما تريدينه من الألعاب والملابس والأحذية ولن تسخر منك ريما بعد الآن.
- لماذا ماذا حصل؟!!
وقص لهم السيد جمال ما حصل معه و شعروا جميعاً بالسعادة الغامرة وبدأت الدموع تنهمر ليست دموع الحرمان هذه المرة بل دموع الفرح وبدأت ألستنهم تلهج بالدعاء لخالقهم ورازقهم وذهبوا ليعيشوا حياةً أخرى سعيدة ومليئة بالأفراح