محمود سامي البارودي سكرت بخمر حديثك الألفاظ
وتكلّمت بضميــــرك الألحـــــــاظ
يادمية ! لولا التقيّة لاستوت
فى حبّها الفتــــّاك والوعّــــــاظ
مالى منحتك خلّتى وجزيتنى
نارا لها بين الضلــــوع شــواظ ?
هلاّ مننت اذا امتلكت ! فطالما
منّ الكريــــــم وقلبه مغتــــــاظ
فلقد هجرت اليك جــلّ عشيرتى
فقلوبهم أبــدا علىّ غــــــــلاظ
ونفيت عن عينى المنام فما لهـا
غيـــر المدامع والسهاد لمــاظ
هدا وما اختضبت لغيرك أسهــم
بدمى , ولا احتكمت على لحاظ
فعــــلام تستمعين مـا يأتــــى به
عنّى اليـــك الحاســـد الجــوّاظ
فصلى محبّا , ما أصـــاب خطيئة
فى دين حبّك , والغـــرام حفاظ
يهـــواك حتّى لا يميــل بطبعـــــه
فى حبّك الايــــــــذاء والاحفاظ
نابى المضــاجع لا تــزور جفونـــه
سنة الكرى وأولو الهوى أيقاظ
متحمّل ما لو تحمّـــل بعضــــــــه
أهل المحبــّة والغرام لفاظـــوا
فاذا استهلّ تربّعـــوا فيما جـــرى
من دمعه , واذا تنفّس قاظـــوا
هذا هو الحبّ الّذى ضاقــــــت به
تلك الصّـــــدور وقلّت الحفّـــاظ