رد: $$$>>> حديث الجمعة <<<$$$ | | | | ( الجهاد وحال الأمة ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا "من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا"، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .... أما بعد... فقد أوكلت إليّ مهمة تحضير حديث الجمعة لهذا اليوم بشكل مستعجل فلم يكن لدي ما أطرقه من أمر أقرب الى الذهن من حال الأمة وما يحررها منه بفضل الله ومنّه ... وقد وصلت الأمة كما نعلم جميعا الى حال لا ينفع معه التداوي بعصب العيون عن الحقيقة وإيهام النفس أننا ما نزال بخير وأن القادم أفضل، هذا مع العلم يقينا أن القادم أفضل لصدق وعد رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، غير أن علينا أن نعي وننبه الغافلين الى أن هذا القادم الأفضل لا يكون بغير عون الله ومؤازرته لعباده، ونعلم أن مؤازرته لا تكون لقوم استحوذ عليهم الخنوع وأستولى عليهم حب الدنيا فتعلقوا بزخرفها وتمسكوا بزائلها ...وليس للأمة أن تطلب من الله النصرة حتى تعلن الانتصار له بكل ما أوتيت " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" فالأمة مطالبة اليوم بالجهاد لتحرير أرض الاسلام المدنسة بالإحتلال الكافر ... قال تعالى "إنفروا خفافًا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله"التوبة 41 الجهاد لغة هو بذل الجهد والعزم في ادراك أمر شاق. والجهاد شرعا هو بذل الجهد في سبيل الله وهو ضرب من بذل كل متاح في إدراك أشق المشاق وأعسرها على ضعاف النفوس ألا وهو الانتصار لدين الله . وهو بذلك لا يقف عند محاربة أعداء الله ممن يعلنون الحرب على دينه وأوليائه، بل ان منه جهاد المنافقين وجهاد الكافرين المصرّين وجهاد الشيطان وجهاد النفس، وهو ليس حربا مقدسة مدفوعة بالحقد وغايتها الإبادة كتلك التي يعلنها أعداء الأمة الإسلامية عليها ولكن وبحسب النص القرآني هدف الجهاد المحدد هو نشر الإسلام أو الدفاع عنه . وقد شُرع الجهاد بعد هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينة، في السنة الثانية من الهجرة، وأوجب الله -عز وجل- الجهاد على المسلمين بقوله "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" البقرة 216 وجهاد الكفر وفقا لأهل العلم نوعان جهاد الدفع ...... وهو قتال الكفار المحتلين لبلادنا وطردهم عنها وهو فرض عين بل لعله أهم فروض الأعيان، ويتعين على الأمة في حال تعرضها أو جزء منها للإحتلال –الأمر الذي تعيشه أمتنا حاليا- حيث اتفق أهل العلم بدون خلاف على كون الجهاد فرض عين في حال احتلال شبر من أرض المسلمين مرتبا أولوية ذلك ابتداء من أهل البلد المحتل، بحيث يخرج الولد دون إذن والده، والزوجة دون إذن زوجها، والمدين دون إذن دائنه، فإن لم يكف أهل تلك البلدة أو قصروا أو تكاسلوا أو قعدوا يتوسع فرض العين على من قرب منهم، في توسع حلقي يشمل الأمة جهاد الطلب ....... وهو طلب الكفار في بلادهم وهو هنا فرض كفاية وذلك حين تكون أمة الاسلام قوية معافاة مرهوب جانبها، فلا يطمع الكفار بها ولا يحشدون لقتالها، وأقل فرض الكفاية سد الثغور بالمؤمنين لإرهاب أعداء الله، ويتم ذلك بإرسال جيش في السنة على الأقل، وهذا فرض على ولي الأمر العمل به وعلى الرعية اعانته، فان لم يفعل كان الأثم عليه والله أعلم أما والأمة على الحال التي هي عليه من احتلال أرضها واستلاب خيراتها والتلاعب بمقدراتها، فان جهاد الطلب شأن يعني أمة ليست نحن ولا شأن لنا بها، والحري بنا ان ندرس ونتدارس ما علينا من فرض في جهاد الدفع، قال تعالى "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض" الانفال72 ، فان قتال الكفرة المحتلين في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان فرض لا تغنينا الحجج والذرائع التي نسوقها الواحدة تلو الأخرى للتهرب منه وادعاء أن على كل بلد محتل منها قتال محتله بنفسه هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. | | | | |
__________________ |