••.•´¯`•.•• (أحلام .. و ردية ) ••.•´¯`•.••
عوامل عديدة تساهم في تماسك العلاقة بين الزوجين،
وأخرى سرعان ما تفككها.
ورغم أهمية استقرار العلاقة الزوجية، إلا أنها كثيرا ما تتعرض هذه الأيام للتصدع
بسبب ضغوط الحياة المتزايدة،
وسيطرة المادة على الكثير من مجريات الحياة.
ومثل هذا التصدع يمكن معالجته والوقاية منه
إذا ما تسلح كلا الزوجين بالوعي والاحترام المتبادل، ح
ينها يكون الحوار الهادئ والفعال هو اللغة السائدة بينهما،
ومثل هذا الحوار إذا ما بات أسلوب حياة فانه ي
عد بمثابة الحصن المنيع لتجاوز الأزمات مهما بلغت.
ولكن ما يحدث هذه الأيام هو غياب لغة الحوار بين العديد من المتزوجين،
حيث يحل مكانه الانفعال والصراخ الذي يساهم في تصدع جدران العلاقة الزوجية،
ويهددها بالانكسار الذي قد يصعب ترميمه.فالانفعال يغرق الشريك بسيل من الاتهامات،
فيتأزم الموقف مهما كان بسيطا، وقد يستغرق إصلاحه زمنا طويلا.
وتزداد المسافة بين الزوجين ويصابان بالجفاف العاطفي،
وتستمر العلاقة بينهما كزوجين ظاهريا ورغم انهما يعيشان تحت سقف واحد
ولكن مسافات شاسعة جدا تفصلهما عن بعضهما،
ويتحول البيت الذي كان يطلق عليه عش الزوجية السعيد، إلى قفص من حديد.
تلعب عوامل عديدة دورا في تفكك أو تماسك العلاقة بين الزوجين،
منها ما يتعلق بمستوى الوعي والثقافة العامة، والحالة المادية والظروف الاقتصادية،
إضافة إلى البيئة والوسط الذي تعيش فيه الأسرة.
وغالبا ما تبدأ المشكلة بين الزوجين لأسباب تافهة،
فقد تكثر الزوجة من الطلبات رغم الظروف المادية التي لا تسمح بتحقيق ذلك،
أو قد تكثر الشكاوى والتذمر والاتهامات المتبادلة بالتقصير
والتي تتفاوت بين التصريح والتلميح،
وشيئا فشيئا تزداد الهوة التي يصعب ردمها مع مرور الوقت.
ويدور كل زوج في فلك خاص به محاولا الخروج بمفرده من هذا الوضع المأسوي،
وبسبب التباعد النفسي والتصدع الذي طال البنيان العائلي والعلاقة بين الزوجين،
فان محاولات الانتحار تكثر، والإدمان بأنواعه يزداد،
ويصبح البيت قاتما ومظلما في الليل والنهار.
مسرحية مأساوية
مع مرور الأيام تزداد الهوة بين الزوجين،
وتتجلى خطورة هذه المشكلة إذا كان الأطفال هم المشاهدين الصامتين لهذه المسرحية
التي تتكرر يوميا في كثير من البيوت.
وللأسف نقول إن الأطفال يدفعون ضريبة كبيرة من جراء الحرب الباردة
التي تتميز بها الكثير من العلاقات الزوجية هذه الأيام،
إذ أن الأطفال تتأثر حالتهم النفسية والجسدية والذهنية أيضا،
فيصابون من جراء ذلك بالاكتئاب والشرود الذهني وعدم التركيز،
والتأخر الدراسي والاضطرابات المرضية، التي تختلف حدتها
تبعا لنوع الصراع القائم بين الزوجين.
ولأن الطفل يجد نفسه غير قادر على حل الصراعات المتتالية،
ينطوي على نفسه، يبكي حينا، ويدفن حزنه في أعماقه حينا آخر،
ويصاب بالاكتئاب والقلق والوهن العام، وتضعف قدرته على التركيز،
وتكثر أحلام اليقظة بحثا عن مخرج آمن لهذه المسرحية المأساوية.
حينما ينعدم الاحترام تذوي المحبة وتموت،
مقولة تفسر كثيرا من المشكلات العائلية بين الزوجين،
وبين أفراد الأسرة،وتجسد الحل الأمثل لها.
فالاحترام المتبادل بين الطرفين يضفي مزيدا من الجمالية والإنسانية
على العلاقة القائمة ما بين الزوجين،
حيث يصبح الشريك مستعدا للتضحية بالكثير من أجل تحقيق السعادة للشريك الآخر،
ومع تبادل الأحاديث الودية وكلمات الإطراء واسترجاع الذكريات الجميلة،
ترتوي العاطفة وتتجدد العلاقة يوميا.
ولكي لا يخبو نور السعادة ينبغي عدم التذمر أو الصراخ أو القيام بأي سلوك سلبي أمام الأطفال،
ولدى الضرورة يفضل مغادرة المنزل بعيدا عن الأطفال،
الذين لم يخلقوا ليتجرعوا مرارة التعاسة. ومن المهم جدا تخصيص وقت للحوار الهادئ
من أجل مناقشة أية مشكلة وبحث الحلول الواقعية لحلها، دون نقد لاذع أو تجريح.
لنتذكر جميعا أن البيت هو الواحة الغناء المليئة بالسعادة والمفعمة بالحيوية،
التي تبعث في النفس المزيد من الصفاء وفي العاطفة المزيد من التأجج،
وإذا ما تحقق ذلك فإننا نحافظ على علاقة زوجية ناجحة وأسرة سعيدة ومتوازنة،
يزينها الأطفال بضحكاتهم وعيونهم المفعمة بالأمل مع اشراقة شمس الصباح