بعض الردود على استشارات بشأن ذلك الأمر أتينا بالرد فقط دون الاستشارة بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الشيء المهم جدًّا هو أن تواجه هذه المشكلة بشيء من الوضوح مع ذاتك، وأن تبتعد من النكران تمامًا، وأن لا تسوق أي مبررات لنفسك، مجرد تفكيرك أو اعتقادك أنك قد أدمنت نفسيًا على هذه العادة، هذا بحث نحو مبررات واهية، وهذا يمكّن السلوك غير الراشد، فهذا الأمر تحت إرادتك، وأنت إنسان عاقل ومستبصر ومرتبط بالواقع، فإذن المسئولية هي مسئولية شخصية وأنت تستطيع أن تتغير، لكن الإنسان إذا حاول أن يجد المبررات هذا يمكّن السلوك السلبي، فلا أحد يستطيع أن يغيرك، أنت الذي يجب أن تغير نفسك، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أنت مدرك أن هذه العادة عادة سيئة وخاطئة وخبيثة، ومقتنع أنها لا تناسبك أبدًا، وأن آثارها النفسية والجسدية وخيم، وما دمت مدركًا لذلك فيجب أن تتخذ القرار الصحيح، وهو الابتعاد عنها، وأرجو أن تكون على قناعة كاملة أن الإنسان يستطيع أن يعدل سلوكه ما دام لديه قناعة بخطأ السلوك، والتمادي لا يأتي إلا من خلال التساهل مع النفس، والنفس لابد أن تكبح، لابد أن تُلجم في بعض الأحيان، وأنت سترى جمال الحياة حين تعيش على نمط مختلف وتفتح صفحة جديدة مع نفسك، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، تلاوة القرآن، التركيز في دراستك، الانخراط في أعمال الخير والنشاطات الثقافية.
هنالك صفحات جميلة في حياة الإنسان، ومكونات طيبة يمكن للإنسان أن يلجأ إليها ليستبدل بها هذه العادات السيئة والعادات القبيحة، إذن عليك بأن تغير الفكر وتغير المشاعر وسوف يتغير السلوك ولا شك في ذلك.
أنا لا أقتنع أن ممارسة العادة السرية فعل قهري، لا أقتنع بذلك تمامًا، لكن الذي أقتنع به هو أن النكران والتبرير كدفاعات نفسية سلبية هي التي قد تدفع بعض الناس لمثل هذه الممارسة، والنكران يتم التخلص منه من خلال ما نسميه بفضح الذات، الإنسان يجب أن يفضح نفسه لنفسه ولا ينتظر حتى يفضحه الآخرون.
أعرف أنها سيئة، أعرف أنها قبيحة، أعرف أن الخيالات المرتبطة بها بغيضة، وهذا يجب أن يكون دافعًا وحافزًا لك، ولابد أن تفكر في المحافظة على صحتك وعلى نفسك وعلى جسدك وعلى عقلك، وعلى دينك، هذه أسس مهمة في الحياة ومعلومة بالضرورة للناس. اعلمي انك على خير عظيم فمشاعرك هذه تدل على ندمك وصدق توبتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الندم توبة).وعليك يا اختاه ان تعلمي ان التوبة قريبه
منك ولكن الشيطان يريد ان يقنطك وسؤالك هذا دليل على صدقك مع الله عز وجل ونفسك فاستمري فلم يبقى الا القليل .ونحن نسعد بمشاركتك معنا هنا في موقع طريق التوبة.واعلمي ان التوبة هي جنة الدنيا الموصلة الى جنة الآخرة فلاتحرمي نفسك من دخول هذه الجنه في الدنيا والآخرة.واعلمي ان الله يحب التوابين.يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم) فابن آدم جبل على الخطأ والذنب. ويقول الله عز وجل { إن الإنسان لظلوم كفار }. ويقول الله في الحديث القدسي { يا عبادي إنكم لتخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم }. فمع عصيان العبد شرع الله له التوبة والرجوع إليه واستغفاره والإنابة إليه يقول جل وعلا{وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} ولذا فإن التائب من المعاصي تمحى خطاياه بل وتبدل حسنات, يقول جل وعلا{والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً أولائك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ومن تاب وعمل عملاً صالحاً فإنه يتوب إلى الله متابا}.ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (ألم تعلم أن الإسلام يجب ما كان قبله وأن التوبة تجب ما كان قبلها ). ويقول صلى الله عليه وسلم ( والصدقة تطفئ الخطيئة) والمعاصي التي يعملها العبد محوها يسير وقريب للتائبين فليطمئن التائب إلى عفو الله ومغفرته إذا كان صادقاً في توبته
أختي الكريمه أشرت في رسالتك إلى رغبتك الأكيدة في التوبة والرجوع إلى الله ،وسؤالي لك : ما الذي يمنعك؟
وهو أمر بسيط جدا جدا ولكنه يحتاج إلى صبر ومجاهدة للنفس الأمارة بالسوء ، وكذلك مجاهدة واستعاذة من الشيطان ووساوسه ، لذا قوي من إرادتك وعزيمتك وتوكلي على الله وحده الذي يقبلك في أي وقت ولو بلغت ذنوب الأنسان عنان السماء فالله سبحانه وتعالى يغفر له ولا يبالي ولاتلتفتي الى وساوس الشيطان فالتوبة باب مفتوح وعفو الله قريب من المذنبين يقبلهم ولايردهم ابدا فالله تعالى يعفو عن عبده ويتوب إليه إذا أقبل عليه وتاب، مهما بلغت ذنوبه.
قال تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ).
وأخبر تعالى أنه يقبل توبة من قتل النفس بغير حق، ومن زنى، بل من أشرك ودعا معه غيره.
قال تعالى ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا . وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا).
وأخبر صلى الله عليه وسلم:" أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل"، بل أخبر أن الله يفرح بتوبة عبده إذا تاب، فقال :" لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها - قد أيس من راحلته - فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك -أخطأ من شدة الفرح ". ، ونحن إن شاء الله في طريق التوبة معك ولن نتركك أبدا ، وأن احتجت أن تتعلمي أي شيء من أمور الدين ما عليك ألا السؤال عنها عبر الموقع .
وتوكلي على الله ، وابتعدي أيتها الأخت التائبة عن التفكير فيما مضى لأنه من كيد الشيطان ليقنطك من رحمة الله وأيقني بأن الله عز وجل يقبل التائب ويغفر المعاصي فاهتمي بمستقبل زمانك ،ونحن في طريق التوبة ننتظر منك أن تفرحينا وتقولي بأنك أصبحت أفضل حالا من ذي قبل ونسأل الله تبارك وتعالى أن يذيق قلبك برد عفوه ورضاه عنك وان يرزقك توبة نصوحا ، واحرصي أختي الكريمة عن البعد عن كل ما يغضب الله تعالى ولو كان صغيرا ، وكذلك كوني صحبة في الله من الأخوات الملتزمات اللآتي يدعونك الى الطاعة وحب التقرب الى الله ،واطلبي العلم الشرعي ، واحرصي على حضور المحاضرات والدروس الدينيه والأستماع الى الأشرطة الدينية المفيدة ، وقراءة الكتب النافعة لك في الدنيا والآخرة خطوات الإقلاع عن العادة السرية بأمر الله تعالى
خطوات الإقلاع عن العادة السرية بأمر الله - تعالى -: فاستعن بالله وحده ومن كان مع الله كان الله معه فلا تعجز
هذه بعض الخطوات المفيدة والمعينة بإذن الله - تعالى -للإقلاع عن العادة القبيحة:
الخطوة الأولى / السعي لإرضاء الله - عز وجل -
يجب أن يكون الدافع للتخلص من هذه العادة الخبيثة هو السعي لإرضاء الله- تبارك وتعالى -بطاعته واجتناب أسباب سخطه أكثر من الدافع الدنيوي الناتج عن سماع الأضرار الطبية والنفسية لهذه العادة السيئة
الخطوة الثانية / الزواج
العلاج الإسلامي والشفاء الرباني والحل الجذري لهذه المشكلة هو الزواج قال - تعالى -: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}النور32
و لعل حثه - صلى الله عليه وسلم - الشباب على الزواج هو ومن أجل معالجه مثل هذه المشكلة وغيرها (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فأنه أغض للبصر وأحصن للفرج...الحديث) أخرجه البخاري ومسلم
والامتناع عن الوقوع في هذه العادة من جمل تحصين الفرج
الخطوة الثالثة / الصوم
قال - عليه الصلاة والسلام - يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فأنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)متفق عليه
وقدر جرب كثير من الشباب هذا العلاج النبوي فوجدوه علاجا نافعا ودواء شافيا قال الشيخ محمد صالح المنجد في رسالة له بعنوان (العادة السرية) في الصفحة 26 ومبعدها مانصه (فإن قال قائل جربنا الصيام ولم يفد ولازلنا نواقع تلك المعصية فجواب مثل هؤلاء أن يقال لهم إنكم لم تعملوا بذلك العلاج فترة كافيه ولم يداوموا عليه مدة طويلة يظهر بعدها الأثر فاستعجالكم بإطلاق النتيجة بعدم الفائدة وليد قصر النفس في الأخذ بذلك العلاج النبوي أما صيام يوم أو يومين أو طبيب يخطئ ويصيب إنما هو كلام الصادق المصدوق المنبأ من عند علام الغيوب ثم إن لصيام مفيد على جميع الأحوال)انتهى بتصريف
الخطوة الرابعة / غض البصر
لاشك إن مما يدفع إلى الوقوع في مصيدة هذه العادة تعدد الصور المخزونة في الذاكرة والمحفورة في الذهن من جراء الإكثار من النظر إلى محارم الله من الصور الفاتنة سواء كانت حية في عالم الواقع أو مطبوعة في مجلة أو متحركة في فيلم لامرأة أو أمرد أو نحو ذلك وتكرار النظر يؤدي إلى ترسيخ الصورة في الذهن وتعلق القلب بها وترسيخها يؤدي إلى سهولة استدعائها تؤدي إلى تخيلها بوضع معين تثور معه الشهوة ويصاب مريض القلب بالقلق الشديد فيندفع إلى التنفيس بممارسة هذه العادة المحرمة فغض البصر من خطوات الإقلاع المهمة
الخطوة الخامسة / الصلاة ركعتين إذا دعتك نفسك لفعل العادة السرية
(إذا أحسست برغبة في مثل هذا الشيء قم فصل ركعتين إذا دعتك النفس لهذه العادة.. فكل ماراودتك نفسك صل ركعتين حتى تمل النفس وحالها يقول: (هذا ما فيه فائدة)
الخطوة السادسة / تجنب الوحدة
لاشك أن من أعظم الأسباب الدافعة لممارسه هذه العادة هو الوحدة فهي تهيئ الجو للمعصية وهنا نذكر أمورا:
الأمر الأول /يصعب على المرء أن يكون دائما مع الناس بل الصحيح أن يجعل وقتا يخلو فيه بنفسه ويذكر فيه ربه ولذلك فإن أوقات الخلوة يجب أن تستعمل في الطاعة لا في المعصية وقد ذكر النبي - عليه الصلاة والسلام - من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (متفق عليه)
الأمر الثاني / لقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبيت الرجل وحده (أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع)
وهذا النهي مفيد في علاج مثل هذه الحالة لأن الانفراد يسهل مهمة الشيطان في الوسوسة ودفع الشخص لممارسة هذه العادة وانتبه: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً}النساء108
الأمر الثالث / من فوائد القرين الصالح انه يأمر بالخير وينهى عن الشر ورؤيته تذكر بالله فلا شك أن وجده صارف للنفس إذا أمرت بالسوء ودعت إلى فعل تلك العادة واقل ما في الأمر انه يستحيا منه
الأمر الرابع / ينبغي أن يتذكر الفاعل لهذا العمل إذا خلا بنفسه أن الله مطلع عليه وأنه ناظر إليه وأنه يراه - سبحانه - فكيف يعصيه وهو يعلم أنه معه حيث كان وأنه يراه في ظلمه الليل ويعلم مكانه وفعله وهذا يقود العبد إلى الاستحياء من الله أن يراه يستعمل جوارحه في غير مرضاته - عز وجل - قال الله - تعالى -: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}الزمر13
فإذا خلوات بريبة في ظلمات
* * * والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها
* * * إن الذي خلق الظلام يراني
الأمر الخامس / الإخلاص في أدعية دخول الخلاء ومنها اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث فإن هذه الأماكن من مظان وجود الشياطين وكثرة قيامهم بالوسوسة فيها
وهذه الأمور الخمسة جاء ذكرها في كتيب محمد صالح المنجد المذكور آنفا في الصفحة الرابعة والعشرون وما بعدها
الخطوة السابعة / التماس عون الله -عزوجل- لك
وذلك بالطهارة الدائمة من الجنابة وإتقان الوضوء وبأداء الصلوات الخمس في المساجد ولاسيما الفجر والعصر وبأداء النوافل وبالدعاء والخضوع الدائم لله - عز وجل - وبالاستغفار الدائم في حالة وقوع المعصية وعدم اليأس من رحمته - تعالى -وبالإكثار من صلاه وصوم التطوع فهما خير معين على مقاومه الشهوات
الخطوة الثامنة / دفع الخواطر والوساوس
وهذا أساس العلاج وبيت قصيد الدواء وهو اجتثاث الأمر من جذوره والوقاية خير من العلاج وذلك أن الذي يمارس هذه العادة الشيطانية إنما ينجر إليها وتسوقه خواطره وأفكاره والخيالات الني يتصورها في ذهنه فهي التي تحرك من شهوته ما يدعوه إلى ممارسه تلك العادة ولذلك كان من أهم وسائل العلاج الاهتمام بالخطوات والأفكار وهناك عدة وسائل لإصلاح الخواطر منها:
العلم الجازم بإطلاع الله (عزوجل)على هذه الأفكار ومراقبته الله - عز وجل - في هذ1ه الخواطر بان تكون دائرة حول مرضاته وتحقيق طاعته {مَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}يونس61
والحرص على إزالة الخواطر السيئة من الذهن ومدافعتها أولا بأول وإيجاد الخواطر والأفكار الحسنه كالتفكير في ألاء الله - عز وجل - وعلا ونعمه على الإنسان وبعيوب النفس والأعمال وكيفية إصلاحها وبطرق دعوة الناس إلى الخير ووسائل ذالك والتفكير في الجنة والنار والموت وأهوال الآخرة والتفكير في أمور المعيشة والحياة أن يعلم بان الخواطر السيئة لا تثمر إلا الندامة والخزي لصاحبها
الخطوة العاشرة / الدعاء
أدعو الله بإخلاص وصدق أن يعينكم على ترك هذه المعصية وأن يتوب عليكم فهو التواب الرحيم ولا تيأس ولا تقنط ومن أدام طرق الباب أوشك أن يفتح له.. وتذكر {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}البقرة186
هكذا يجب أن نكون ويجب أن نلتمس خطى سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - وبإذن الله سننجو إذا حققنا التوحيد الصحيح عبر الدعاء ونوقن: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}يوس4
وفقنا الله وإياكم لفعل ما يرضيه من الأقوال والأعمال وجعلنا وإياكم من العفيفين في الدنيا الآخرة وجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن... والله اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ......
وبعد
أولاً - أدعو لك أخي
بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم طهر قلبه ، وحصن فرجه ))
ثانياً- أحيي فيك أخي الحبيب
نفسيتك العصامية هذه ... فلم تيأس ولم تقف مكتوف اليدين أمام خطئك .. وإنما أنت تسير إلى الطريق الصحيح وكأني ألمحك الآن وقد أوشكت على الوصول ... فمثلك لا يخذله الله تعالى بإذنه سبحانه
ولكن الضعف البشري يغلب الإنسان أحياناً فيزل ... والحل !! ما هو ؟!!
الحل : كل ما أخطأت فارجع .. وكلما أذنبت استغفر ... وكلما زلت قدمك اعمل عملاً صالحاً ... وهكذا فإنك تكيد الشيطان وسييأس منك بإذن الله
وثالثاً - أخي وحبيبي
... ما رأيك
فيمن يكون سبباً في قتل نفسه متعمداً مختاراً ؟!!!!
وما رأيك فيمن يتناول طعاماً منعه منه الطبيب لأنه يزيد من مرضه جداً ؟!!!!
أنت تشكو من الشهوة مثل كل شاب ... فهل يكون علاجك لنفسك أن تقلب عينيك وتفتح المواقع الإباحية لتزيد من ثوران شهوتك ... ثم تأتي وتقول أدركوني الشهوة مشكلة كل شاب ..دمرت حياتي ... العادة السرية ( السيئة )
الحل : بعد توفيق الله في أمور
أ - ابتعد عن الحاسب الآلي إن كنت تعرف أنك لا تملك نفسك ... فإنه يحرم عليك الاقتراب منه في هذه الحالة
ب - أشغل نفسك بأي أمر دنيوي مباح أو أخروي صالح ينفعك عند الله .... فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
ج - ابحث عن رفقة صالحة والزمهم .. وإياك أن يصرفك الشيطان عنهم فإنه قريب من الواحد بعيد عن الجماعة
د - إن استطعت الزواج فهو علاج ناجح بإذن الله عز وجل ... اجتهد قدر استطاعتك فيه .. واعلم أن الله تعالى أوجب على نفسه عون الراغب في الزواج الذي يريد إعفاف نفسه ... ابحث واجتهد على ما عندك فلعل فرج الله قريب
هـ - إن لم تستطع الزواج فالصوم الصوم الصوم ... ولا تطع هواك في الأكل والشرب
و – أخي
.. ألا تريد الجنة فطريقها حفظ الفرج ...يقول حبيبك صلى الله عليه وسلم : (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة )) بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك
نسال الله لنا ولك التوفيق والسداد وان يرزقنا واياكم توبة صادقة نصوح من كل الذنوب والتقصير
لنعلم ان الشيطان قد حذرنا منه الله تعالى وقال انه عدو وانه يامر بالفحشاء والمنكر فنحن من انهزمنا امامه واستسلمنا لاغوائه ولم نتخذه عدوا بحق وهذا من اهم اسباب وقوعنا في المعاصي والذنوب
والشيطان اذا راى منا الانهزام والاستسلام مرة ومرتين فسيعاود اكثر واكثر لانه عرف منا الضغف من هذا الجانب ولاننسى انه يدعوا حزبه ليكونوا من اصحاب السعير نسال الله العافيه .
ولكن بفضل الله تعالى ومنته ان يجعل للعبد فرصه للتفكير والعودة لله تعالى والاصلاح فاحمد الله على هذه النعمه ولاتفرط بها فكم من اناس يعيشون اليوم مع الشهوات والملذات ولم يفكروا في حالهم والله اعلم على أي حال ستكون الخاتمه .
والفرصه لاتعوض والله لان الموت ياتي بغته فان كان العمل خير فالى خير باذن الله تعالى وان كان شر فنسال الله العفو والمغفرة
فتدارك نفسك بارك الله فيك حتى لاياتي يوم ويندم فيه من يندم عندها لاينفع الندم
ولانجعل الشهوة تقودنا الى كل ماحرم الله تعالى من مشاهدة وممارسه وماان تنتهي الا وينتهي كل شئ تذهب اللذة ولاياتي الاالحسرة والحرقه والندم
وكما ذكرت تطور الامر الى ترك الصلاة والعياذ بالله وهي عمود الدين التي اذا صلحت صلح سائر العمل واذا ضاعت فما دونها اضيع وهذا مايريده الشيطان شيئا فشيئا حتى يهلك العبد في الدنيا والاخرة
والسبيل الوحيد هو المجاهدة بعد التوكل على الله سبحانه وتجديد التوبة
ولاتلتفت للوراء ابدا فالشيطان كل مدخل كان يدخل منه عليك سيدخله مرة ومرة ومرة حتى تنهزم كما كان انهزامك في المرات السابقة ولكن لينظر منك الصدق في التوجه لله تعالى وملئ وقتك بكاملة بطاعة الله تعالى والهروب عن كل موطن للفتنه .
والله تعالى يقول ( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم )
ابدا التغيير من الان واول ماتبدا به هو الصلاة عامود الدين التي تنهى عن الفحشاء والمنكر
واهجر مواطن الفتنه وغير من حالك من كل النواحي
اخي اقترب من ربك بكل ماتعنيه الكلمة بالتوبة الصادقة النصوح والتوجه الحقيقي والتوبة من كل ذنب ومن كل تقصير
واجعل همك كله هو رضى الله تعالى والفوز بجناته واما مافي الدنيا فلو فات فهي الى زوال ولكن اذا فات مافي الاخرة فلا يفيد الندم فلنتدارك اخي انفسنا مادام الباب مفتوح امامنا الان .
واعلم ان سلعة الله غاليه وتحتاج الى مزيدا من العمل والمجاهدة والله تعالى وعد من جاهد وصدق في جهادة ان يهديه السبيل الموصل لجنته
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ....)
والاقلاع عن كل ذنب ومعصية والثبات عليها بعد توفيق الله تعالى متعلق بقوة الايمان في القلب والتوجه الصادق لله تعالى فكلما زاد زادت القوة في الترك وكلما قل كان احتمال الانهزام والاستسلام اقرب
فنتقوى بالايمان وطاعة الرحمن ولتكن حياتنا كلها لله تعالى
__________________ ________ اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك |