في عالم الأشباح:
وقف آيزوكو وجها لوجه مع أياكو ليخبرها بالجزء التالي من التدريب..
تحدّث آيزوكو إليها بجديّة: أياكو، أخبرني كوسكي سان أنكِ أحسنتِ استخدام القلادة و تستطيعين الآن التحكّم بها بشكل جيّد..
ردّت أياكو بتردد: أ.. أجل، على الرغم من أنني لم أفهم بعد كيف آلية عمل هذه القلادة..
نظر لها آيزوكو بتعجّب و أجابها: ليست طريقة عملها معقدة إلى ذلك الحد الذي يمنعكِ من فهمه.. إن القلادة تتجاوب فقط مع عقلك، بما تفكرين به، لكن بالطبع لهذه القلادة طاقة محدودة فلا تتوقعي منها الشيء الخرافي ..
ابتسمت أياكو بارتباك و قد شعرت أنه يستهزئ بها: آه أجل بالطبع بالطبع.. ! .. على كلٍّ، هيا أخبرني ما الخطوة التالية في التدريب..؟
صمت آيزوكو للحظة، ثم أغمض عينيه و تكلم: يجب أن نتواجه نحن الاثنان الآن، وجها لوجه..
ارتابت أياكو مما قاله آيزوكو فسألته: و .. ما الهدف من هذه الخطوة؟!
فتح آيزوكو عينيه و عاد ليحدّثها بجدية أكبر: يجب على مستوى قوة الحارسين أن يكون متقارباً..، هذا هو الهدف..
عقدت أياكو حاجبيها و بادلته الحديث باللهجة نفسها: فهمت.. هيا إذن، فلنبدأ!
تعجّبت حين ظل آيزوكو في مكانه، و اكتفى بإغلاق عينيه و البقاء ثابتاً.. شعرت أياكو أنه يصرّ على الاستهزاء بها فثار غضبها، مدّت ذراعها اليمنى باتجاه آيزوكو و قد ظهرت هالة من الضوء حولها التي سرعان ما انطلقت باتجاهه و كادت تصيبه إلا أن آيزوكو رفع يديه بهدوء و استطاع إبعاد تلك الطلقة عنه و جعلها تصيب الأرض خلفه محدثة حفرة صغيرة~
اندهشت أياكو لذلك فتسمّرت في مكانها عاجزة عن فهم كيفية ما حدث..
فتح آيزوكو عينيه و قد بدا غاضبا، فتحدّث لأياكو بعصبية: ظننتُ أنكِ ستستخدمين قوّة أكبر من هذه! ما الذي دفعكِ إلى إضعاف تلك الطلقة بعد أن كانت قوية حين تشكّلت؟!
ارتبكت أياكو لكنها استجمعت قوّتها و أجابته بعصبية أيضا: كدتُ أقتلك لأنك استهزأتَ بي لكننّي تذكّرتُ فجأة أنه يجب عليك البقاء حيّاً أليس كذلك؟!!
أردف آيزوكو باللهجة نفسها: و من قال لكِ أنه بإمكانكِ القضاء عليّ؟!! أمتلكُ من القوة ما يكفي ليقضي عليكِ أنتِ و 10 أشخاص من أمثالكِ أيضا! اسمعي جيّدا.. إما أن تستخدمي قوّتكِ الحقيقية أو أنتزع منك مهمة الحراسة بالقوة هذه المرة!
- لكنني .. لا يمكنني فعلُ شيء كهذا خصوصا و إن كنتُ أعلم تماماً أنه ليس من المفترض لي أن أصيب الشخص الذي أواجهه!
- ألم أقل لكِ من قبلُ أن تنسي هذا أثناء القتال؟! و ألم أقل لكِ مسبقاً أن تضعي احتمال أنه من الممكن أن أصبح عدوّكِ أثناء الحرب؟!!
- آيزو .. تعلم أنني لا أستطيع لأنني .. ! لأنني ...
- لأنكِ .. ؟؟
أخفضت أياكو رأسها و لم تستطع مقاومة دموعها، ثم تكلمت بصعوبة: لأنني أعدّك أحبَّ شخصٍ إلي...
تفاجأ آيزوكو لكنه أطلق ضحكة فتعجّبت أياكو و رفعت رأسها ناظرة إليه باستغراب لتجده قد صار أمامها تماما بسرعة فائقة و مدّ ذراعه ليمسك بها.. تفاجأت به يدفعها للخلف و يسقطها أرضاً و يثبّتها عليها بيده اليسرى بينما رفع يده اليمنى و قد أحاطت بها هالة من الضوء..
تحدّث بلهجة بدت مخيفة بالنسبة لأياكو خصوصا مرافقة تلك الابتسامة المريبة التي ظهرت على وجهه: حمقاء.. تحبين شخصاً لا تعرفينه حق المعرفة، حتى أنه ليس من عالمكِ أصلاً..! و فوق كل ذلك.. يبدو أنكِ نسيتِ تماما أنني الأكثر عرضة لأن أصبح واحدا من الأكوما..!
سدد آيزوكو قبضته اليمنى لوجه أياكو التي صُدِمت فاستطاعت أن تفلت منه بعد أن توهج حقل طاقة حولها رمى بـ آيزوكو بعيداً عنها..
قامت أياكو من الأرض و لا تزال هالة الطاقة حولها، كما أن وجهها كان مبللاً بالدموع، لكن النظرة الغاضبة كانت واضحة على وجهها، قالت بعصبية: باكي سان و ريو سان في ذلك الوقت كانا يتحدّثان عن هذا الأمر أليس كذلك؟ لقد حاولا إجبارك على أن تتآلف معي أكثر، كنتُ أعلم أنكَ لا تريد ذلك لهذا غيّرتُ الموضوع..
كان آيزوكو يحاول الوقوف باعتدال بينما يستمع لها و هو متفاجئ، و حين وقف جيدا نظر إليها بتساؤل و حيرة ..
تابعت أياكو و هي ترفع يديها مجمّعة الطاقة فيهما: لم أغير الموضوع من أجلك فقط بل لأنني أعلم أنه من المستحيل جداً.. أن ينتهي المطاف بنا معاً لأسباب عديدة، أولها أنك شبح و أنا مجرد كائن بشري ضعيف، هكذا كان تفكيرك بي منذ البداية و لكنني أظن أنك الآن غيّرت هذا التفكير لأنك تهتم لأمري.. أليس كذلك؟
أطلقت أياكو الطاقة نحوه فاستطاع آيزوكو تفاديها بصعوبة.. فاصطدمت تلك الطاقة بشجرة خلف آيزوكو و دمرتها و خلفها عدّة أشجار.. نظر آيزوكو إلى الأشجار و على الرغم من تفاجُئه إلا أن أية تعابير لم تظهر على وجهه، ثم التفت لأياكو..
أطلق آيزوكو تنهيدة ثم اندفع نحوها و قفز في الهواء ليتشقلب و يسدد ركلة بقدمه اليمنى التي توهّجت نحو أياكو لكنها رفعت يديها و ارتفعت معهما هالة طاقة حمتها من الركلة..، فاستخدم آيزوكو ذلك الحاجز ليقفز ثانية للخلف و يطأ على الأرض ثانية لكنه تفاجأ بأياكو و هي تجري بسرعة نحوه و تسدد لكمة نحوه أيضاً فتحرّك في اللحظة الأخيرة لكن هالة الضوء حول قبضة أياكو أصابته بجرح صغير سطحي على وجهه..
استدار كلّ من آيزوكو و أياكو بسرعة نحو بعضيهما، و قبل أن يهاجما بعضهما ثانية، ارتابت أياكو حين شعرت أن آيزوكو هدأ فجأة و كأنه أُنهِك.. لكنه صرخ بغضب: أنا أكرهكِ!! أنتِ لستِ سوى عقبة ظهرت لي فقط!! لا تتفوّهي بكلام لا معنى له مُجدّداً..!
اتسعت عينا أياكو لأنها لم تتوقع تلك الجملة فكان ذلك صدمة قوية بالنسبة لها، بدأت دموعها تظهر في عينيها و سرعان ما انهمرت على خدّها بغزارة، و انهارت على الأرض و هي تنظر إليه..
تحدّثت بصعوبة و بحرقة: لماذا؟؟ .. لماذا؟ .. أنا لا أريد أن أجبرك على أن تحبني، كل ما أريده فقط هو أن تجعلني أعيش حلما واحدا جميلاً.. لم أظن أنك قاسي القلب هكذا!
كان آيزوكو ينظر إليها و وجهه خالٍ من التعابير، ثم تقدّم منها و من شدّة غضب أياكو و حزنها قامت بسرعة للتراجع للخلف قليلا.. ثم صرخت فجأة بقوة: لا تقترب مني!!
لم يأبه آيزوكو لها بل تقدم منها أكثر بسرعة و خفّة فتفاجأت أياكو بوجهه إلى جانب وجهها، أمسك بيدها و همس لها: أنا آسف أياكو، لكن الوقت لم يحِن لأحبّكِ أو أي أحد غيرك بعد..
كانت أياكو مصدومة أكثر من السابق فنظرت له بتساؤل و ظلت صامتة و عاجزة عن الحديث لفترة، ثم طوّقته بذراعيها بقوّة.. >> اتركي آيزوكو !!!
أخفضت رأسها و بدأت تبكي لكن هذه المرة رافقتها ابتسامة: فهمتُ ما تقصده الآن... أعتذر منك لأنني أتعبك جداً بدلاً من أن أساعدك، لقد كنتُ أنانية و لم أفكّر إلا بنفسي و وقفتُ عائقا في طريقك لتصل إلى طموحك.. >>> عجيبة التحوّلات السريعة في حالتها هذي خخخ
أغمض آيزوكو عينيه و بدأ يفكّر: " أنا أعتذر أيضا أياكو لأنني لا أريد شيئا كالمشاعر أن يعيقني في سبيل تحقيق هدفي، هناك الأكوما لأهزمهم أولا ثم أفكّر في مشاعري.."
فجأة شعر آيزوكو بأن ذلك الضعف في كيانه قد ازداد على الرغم من أنه تجاهله طويلا، و شعرت أياكو بأن هناك خطبا ما به فتركته و نظرت إليه بقلق و سألته: آيزوكو سان، هل أنت بخير؟!
انهار آيزوكو على الأرض حين أحس بأن رؤيته تشوّشت، رفع يده بصعوبة و وضعها على عنقه ممسكا بذلك الندب الذي بدا غائرا أكثر من المعتاد.. ازداد قلق أياكو فانخفضت و مدّت يدها إليه لكن آيزوكو أبعد يدها عنه بقوة و صرخ: ابتعدي عني!!
ردّت أياكو بقلق و حيرة: آيزوكو سان؟!
شعر آيزوكو بانقباضة قوية في قلبه فتألم أكثر فأرادت أياكو أن تتقدم منه ثانية علّها تفعل شيئا لكنه صرخ بها مجددا: قلتُ ابتعدي فقط!! .. أرجوكِ ><....
توتّرت أياكو و شعرت بالخوف حين بدأ خط النّدب الأسود يزداد طولا و يتفرّع على جسده كاملاً... بينما فقد آيزوكو وعيه من شدة الألم و انهار على الأرض..
صرخت أياكو بخوف: آيزوكو !!!
حين اقتربت منه و أمسكت بيده وجدتها شديدة البرودة... و كانت عيناه تدمعان دماً!! >>> ...آيزو .. !!!
.
.
|