تفاجأت أياكو و هي تنظر للقادم الغريب حين شاهدت أنه يمتلك "تاماشي نو سِتسُزوكو"، لكن مقدار الطاقة التي أحست به كان كفيلا بجعلها متسمّرة في مكانها...
صدّ باكي لكمة آيزوكو براحة يده و على الرغم من أنه لم يصب بها إلا أن زلزالا عنيفا ضرب المكان فقد أوقفت قوّة عظيمة و امتصّت من قِبَلِ شبح يحمل تلك الطاقة الشيطانية نفسها. الفرق أن باكي لا يفقد سيطرته على طاقته الشيطانية فهلا أحد يتحكم بـ ختمه على عكس آيزوكو كما أنّه يحافظ على المستوى الذي يُبقيه يقظاً و واعياً لما يفعله دون أن يفقد سيطرته على نفسه..
تحدّث باكي ثانية و هو يصدّ غضب آيزوكو و طاقته بصعوبة: حسنا آيزوكو.. قبل أن يتطوّر الأمر اسمح لي أن أؤلمك قليلا، أرجو منك أن تتحمل و سينتهي الأمر سريعا و ستعود لطبيعتك..
أدخل باكي يده الحرة في جيبه و أخرج منها الجوهرة البنفسجية و وضعها بالقرب من قلادة آيزوكو فانجذبت الجوهرة بقوّة إليها و التصقت بها فبدأت قوّة الندب تنسحب من جسد الفتى و عاد الندب إلى وضعه العادي..
كان آيزوكو يتألم بشدّة لذلك فأمسك برأسه و هو يصرخ، بينما ابتعد باكي متأمّلا أن تنجح الجوهرة، و بالفعل حين أنهت الجوهرة عملها و أعادت آيزوكو كما كان ظهر صدعٌ عميق فيها و انكسرت إلى أشلاء و تناثرت قطعها على الأرض كما سقط آيزوكو ..
قامت أياكو من مكانها بسرعة لأنها لم تعد تتحمل الوضع و جرت نحو آيزوكو و حملتهُ بين يديها..، لكنها تركته حين فتح عينيه و سألها: ما .. ما الذي جرى؟؟
ابتسمت أياكو على الرغم من وجود الدموع على وجهها و أجابت: تاماشي نو سيتسوزوكو، يبدو أنه تفعّل فجأة و سيطر عليك، لكن ذلك السيد هناك أوقف هذا الأمر سريعاً.
نظر آيزوكو إلى ذلك الشخص فصُعِقَ حين شاهده: باكي..!!
كان باكي قد سقط على الأرض و هو يتنفّس بصعوبة و بدأ ختمه يتراجع أيضا...، فأسرع آيزوكو نحوه و جلس إلى جانبه..
نظرت أياكو له باستغراب: أقلتَ.. باكي؟؟!
لم يكن آيزوكو يستمع لها بل أمسك بكتف باكي و سأله بقلق: باكي سان.. هل أنتَ بخير؟!! ... هل آذيتُك؟!!
رفع باكي رأسه و تحدّث بابتسامة متعبة: لا تقلق علي آيزو سان، أنا بخير، لكنّني استنفذتُ طاقة أكبر هذه المرة، لقد أتعبتني أيها الصغير.. من الجيد أنني نجحتُ في النهاية و استطعتُ أن أفعلها..
تركه آيزوكو و ابتسم براحة، اقتربت أياكو منهما و هي لا تزال غير مقتنعة أن الموجود معهما هو باكي نفسه، فظلّت واقفة تنظر إليهما بتعجّب، بينما وقف آيزوكو و ساعد باكي على الوقوف أيضاً.
.
نظر باكي إلى قطع الجوهرة المحطّمة و قال بشيء من المرح: يا إلهي، طاقتك الشيطانية أكبر مما توقّعت! يجب أن أعود لجو الآن و أعتذر منه على تحطيم جوهرته ، و أخبره أنها كانت تجربة موفقة لكن يجب عليه أن يصنع واحدة أكبر لتتمكن من احتواء تلك الطاقة المجنونة!
ابتسم آيزوكو بارتباك، ثم أخفض رأسه و رفع يده ممسكا بالندب، و ضغط عليه بغضب..، لكنه أرخى يده ثانية حين أمسك باكي بكتفه و ابتسم له.
تعجّب باكي حين أحس بأحد يشدّه من كمّه فالتفت إليه و وجده أياكو و قد كانت تنظر له ببراءة فسألته: عذراً سيدي، هل أنت حقّا باكي سان نفسُه؟؟ >>
الأمر الآخر الذي جعل أياكو لا تصدّق تلك الحقيقة هو الطول الفارع لشكل باكي الحقيقي، استدار باكي نحو أياكو و ابتسم ببلاهة: كنتُ سأعود لشكلي الذي تعرفينه لكن لا يمكنني ذلك إلى حين استعادتي لطاقتي، همم... دعيني أفكّر بشيء آخر لإقناعكِ..، آه وجدّتها!
تعجّبت أياكو و كذلك فعل آيزوكو فنظرا لبعضهما ثم التفتا ثانية لباكي الذي ابتسم بغرور و أغمض عينيه و قال: أياكو تشان ماذا لو أتى آيزوكو في يوم من الأيام إليكِ و طلب يدكِ..؟؟ هل ستقبلين أم لا؟
لم تستوعب أياكو الموضوع فاكتفت بـ: هاه؟؟
أما آيزوكو فقد فهم الموضوع مباشرة فاحمرّ غضبا و خجلا و ضرب باكي على رأسه قائلا بانزعاج: أتريدني أن أقتلك حقّاً باكي؟! ما هذه الطريقة الغبية في الإقناع؟!!!!
أمسك باكي برأسه متألما و قد ظهرت دمعة صغيرة في عينيه: ماذا؟!
قطّبت أياكو حاجبيها و أغمضت عينيها: عذرا أيها السيد لكنني لم أصدّق بعدُ أنك باكي..، أنت مجرّد كاذب منتحل..
التفت باكي إليها و بدأت عيناه تتلألأ بـ رجاء: لكنني باكي حقّاً..!! لماذا لا تصدقين ذلك @@!! >> مسكين
تابعت أياكو بعصبية: لأن باكي سان ليس بهذه القوة، و لا بهذا الطول و لا بهذا الحزم في الأفعال..!
تحطّم باكي فأخفض رأسه يائساً: أهكذا تظنينني؟؟ >> مسكيين
كتّفت أياكو ذراعيها و تحدّثت مجددا: لا تتحدّث في شؤون الأمير مجددا أيها الغبي، فهو لا يعلم ما الذي تتحدّث عنه...
تفاجأ آيزوكو لما قالته أياكو فالتفت إليها و قد كان ممتنّا لها في نفسه، لأنها تقنع باكي هكذا بأن يمحو تلك الفكرة من رأسه.
تقدّم من أياكو و أمسك بيدها: هيّا "آيا" تشان، سنعود للقصر لأخذ قسط من الراحة، و سنترك هذا المحتال هنا. >> أووبس قام يدلّعها
رفع باكي رأسه و قال بغضب: ماذا؟؟؟؟!! أهكذا تفعل بي بعد أن أنقذتُك..؟! أنت ناكر للجميل .
حدّثه آيزوكو بسخرية بعد أن أمسك بيد أياكو: تستحق ذلك، أخبرتُك أن تنسى الموضوع لكنك لا تفهم إلا بالطريقة الصعبة..
اشتعل باكي غيظا و تمتم: لو كنتُ أستطيعُ التحوّل إلى ذلك الشكل اللعين فقط....@$#& .. لكانت أياكو صدّقت الآن دون أي متاعب .. << ممنوع السب رجاءً
ابتسم آيزوكو و اختفى فجأة بأياكو، لم يكن ذلك الاختفاء بإرادته أو بإرادة أي من الاثنين الآخرين في المكان، لهذا ارتاب باكي من ذلك، و عضّ شفته: سُححححقاً...!!! ما بالُ ذلك الأكوما المجنون اليوم؟!!! إنه يكسر وعده للمرّة الثانية!!...
من شدّة غضب باكي و عجزه عن فعل شيء لكم شجرّة كانت إلى جانبه فانشقّت نصفين ثم تحوّلت إلى شظايا صغيرة جدا..! >> أشفقت على الشجرة المسكينة
.
مجددا، ابتسم ذلك المخلوق في البُعدِ المظلم و حدّث نفسه: " يبدو أن آيزوكو كن عرف كيف يفلت من ذلك الختم، سأجعله يزورني ليأخذ جرعة مضاعفة فلا يعاندني في المرة المقبلة ... أو.. ربما أفعل شيئا أفضل من ذلك.."
التفت إلى شخص كان يقف بجانبه: اسمعي جيدا، الفتى الصغير آيزوكو و مرافقته أياكو سيكونان في استضافتي اليوم، لهذا أريد منكِ أن تعدّي استقبالاً يليق بهما، ثم عودي إلى عالم البشر لأنني أظن أن الأشباح الحمقاء تلك اكتشفت أمر مدخلنا لذلك العالم..
تحدّثت تلك الشيطانة: لقد فاجأتني سيّدي..! لم أتوقّع أن تلك الفتاة الغبيّة صارت في النهاية حارسة إلى جانب أمير الأشباح..، أتساءل هل أولئك الأشباح يهزؤون بنا حتّى يختاروها؟
قطّب زعيم الأكوما حاجبيه متسائلا: أفهم من كلامكِ أنكِ قابلتِها بل و تعرفينها جيّدا؟
ابتسمت بخبثٍ و تكلّمت: بالطبع سيّدي، لا تنسَ أنك أمرتني بالاختلاط بالبشر الذين في عمر آيزوكو حتّى أتعرّف على طبعهم أكثر و من ثمّ أنجح في تحديد نقاط ضعف المُختار منهم كحارس..، ههه! لحسن الحظ الحارس المُختار تعتبرني إحدى صديقاتها، بل و المقرّبات منها.
عاودت تلك الابتسامة الشريرة الظهور على وجه زعيم الأكوما ثم تحدّث برضا: حسنا إذاً، من الأفضل أن تعودي لعالم البشر الآن، حتّى تكوني بالمرصاد لآيزوكو و أياكو هناك إن نجحا في الخروج من القطاع "هـ"، فذلك العالم هو ملجؤهما الوحيد..
.
.
عاد باكي إلى القصر و دخل إلى القاعة الرئيسية فيه، لاحظ الجميع عليه أنه غاضب جدّا لدرجة أن الأشباح شعروا أن زلزالا يقوم كلما خطا باكي خطوة على الأرض..
كان كوسكي متّجهاً إلى إحدى غرف القصر لكنه توقّف و نظر إلى باكي لكن أية تعابير واضحة لم تظهر على وجهه..
أسرع جو إليه و سأله بتوتّر: باكي سان..! ما الذي حدث؟؟ ... لـ .. لماذا تبدو غاضبا هكذا؟ هل حدث شيء سيء؟!!
حاول باكي تهدئة نفسه فأخذ نفسا عميقا ثم أطلق تنهيدة و تحدّث بهدوء: جو سان، هل بإمكانك تحديد مكان القطاع "هـ" بدقّة لي؟
ارتاب جو و اتسعت عيناه: القطاع "هـ" ؟؟! حسناً .. أعطني دقيقة واحدة.
انفعل باكي: كلا! اجعلها ثوانٍ فقط!!
شعر جو بالريبة أكثر ثم انحنى و اختفى، كان كوسكي كذلك لكنه ظل هادئاً، ثم تابع مسيره و حين وصل إلى حيث يقف باكي همس بلهجة باردة: هل حدث شيء ما للسيد الصغير باكي سان؟
رد باكي باللهجة نفسها: فلنأمل أن لا يحدث شيء ريثما أصل إليهما..
نظر كوسكي بتساؤل له: إليهما؟.. الآنسة ميازاكي إذاً معرّضة للخطر..! لا تقل لي أنك تريد فعل كل شيء بنفسك؟
- أجل، اسمعني جيدا كوسكي، لا أريد لهاتشيرو دونو أن يشعر بأي شيء، سأنهي الموضوع بأسرع ما يمكنني..
- لا أعلم ما الذي حدث لكن يبدو أن الأكوما لهم علاقة بالأمر، اسمح لي باكي سان، لن أدعك تذهب بنفسك...
احتدّت لهجة باكي حتى أن عينيه ومضتا لوهلة باللون الأحمر و أردف لكوسكي بغضب: حذّرتُكَ من قبلُ و لعدّة مرّات أن تبقى بعيداً و لا تتدخّل في أمر حماية الأمير فأنا حارسه الشخصي بينما أنت كبير الخدم هنا و حسب.. أتفهم ؟!!
عجز كوسكي عن الرد، فباكي كان حقّاً يهدد كوسكي دائما من الاقتراب من آيزوكو، الأمر أشبه بالأسد الذي يحاول حماية عرينه.
|