عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 10-24-2011, 05:03 PM
 
ظهر جو و بيده لفافة ورق ما ثم فتحها لتظهر صورة ثلاثية الأبعاد: القطاع "هـ" يقع على درجة 33.5 جهة الجنوب الغربي من عالم الأشباح...
قبل أن يكمل جو جملته اختفى باكي بسرعة من المكان مثيرا تياراً هوائيا حرّك خصلات شعر كوسكي و جو.
التفت جو إلى كوسكي و سأله: لماذا يحب باكي سان أن يظل غامضا و يعمل لوحده دائما هكذا؟
أغمض كوسكي عينيه و عدّل وضع نظارته و تحدّث: أحيانا أشعر أن باكي سان ليس مجرّد حارسٍ شخصي للسيد الأمير، هناك جزء مخفي نجهله جميعنا من ماضيه، أظن أن الأمير أيضا لا يعلم به.
بالنسبة لباكي فعلى الرغم من أنه من المفترض له أن يعود لهيئته البلازمية البيضاء منذ وقت طويل إلا أنه بقي على هيئته الأصلية فقد اضطر لأن يذهب لمواجهة أخرى أخطر من الأولى، خصوصاً أن مقصدَه كان اقتحام القطاع "هـ" حيثُ يعيش الأكوما هُناك..
توقّف باكي فجأة و تحوّلت نظراته إلى نظرات تحدٍّ، و احتدّت ليتحدّث أخيراً: القطاع "هـ" .. لم يتغيّر مكانه و حسب، بل أظن أن ما بداخله أيضا تغيّر و إلى الأسوأ..
تقدّم باكي أكثر من تلك المنطقة التي أحيطت بمجال مغناطيسي و تيارات كهربائية عالية التوتّر، و شعر بأن كيانه الشبحي يتشوّش بسبب ذلك المجال المغناطيسي لكنه قاوم و حاول الاقتراب أكثر و بمجرّد أن لمس ذلك الحاجز رمته التيارات الكهربائية بعيداً.. فسقط على الأرض.
سرعان ما قام و نظر إلى الحاجز بغضب: تبّاً..! من المستحيل اختراق هذا الشيء حتى مع قوة مثل قوّتي..! إن كنت بشراً كأياكو أو على الأقل أستطيع التحول لبشر كآيزوكو لربما تمكّنت من اختراقه..! آه، يجب علي أن أجد حلّا ما!
.
في الجهة الأخرى من ذلك الحاجز و في منتصف القطاع "هـ"، ظهر آيزوكو و أياكو فجأة..
اقتربت أياكو من آيزوكو و أمسكت بذراعه و بدأت تتلفت حولها: ما هذا المكان؟ إنه ليس القصر بلا شك أليس كذلك؟
كان آيزوكو يمعن النظر في المكان المظلم بحذر ثم أجاب: أياكو، انتبهي جيّدا، أظن أننا موجودان في القطاع "هـ"..
التفتت أياكو إليه و قالت بخوف: أقلت.. القطاع "هـ"؟! .. القطاع المحظور نفسه؟!!
اتّخذ آيزوكو وضعية التأهب للقتال حين شعر بأن شيئا ما قادم نحوهما ثم تحدّث بهمس: أجل، حاولي أن تتشجّعي فالأكوما هنا يهاجمون أي مخلوق يستشعرون خوفه..
بلعت أياكو ريقها ثم حاولت أن تهدأ لكنها عجزت فهمست بارتباك لآيزوكو: لكنني أخشى أن لا أتمكن من مهاجمتهم.. هل هم أقوياء ؟
أخفض آيزوكو رأسه و قال بهدوء مخيف صاحبته ابتسامة واثقة: لا يهمني مدى قوّتهم، هذه فرصتي كي أقتلهم جميعاً.. ثم لا داعي للخوف فأنتِ لستِ وحدكِ..
فاجأت تلك الكلمات أياكو فابتسمت ثم أمسكت بقلادتها: أجل، و أنا لن أدعك وحدك أيضاً.. << هبلة
تركها آيزوكو فجأة و لكمَ أحد الأكوما الذي كاد يطلق طاقته عليه و على أياكو، و بمجرد أن لكمه آيزوكو غلّفت النار ذلك الأكوما ثمّ اختفت به مما يعني أنه مات..
اعتدل آيزوكو في وقفته ثم تحدّث: كان هذا أحد الضعفاء منهم، لا شكّ أن هناك المزيد من أمثاله و من هم أشد قوة منه.
قبل أن تقول أياكو أي شيء ظهر أكوما آخر إلى جانبها مندفعا لكي يهاجمها فصرخت أياكو خوفاً مما جعل قلادتها تتفعّل و تقذف ذلك الأكوما بطلقة من الطاقة فقضت عليه تماما.
فتحت أياكو عينيها فتساءلت: أ.. أين ذهب ذلك الشيء؟؟! <<
نظر آيزوكو لها بتعجّب و صدمة طفيفة.. لكنه أغمض عينيه و أمسك بيديها و اندفع بسرعة على طريق وحيد يشقّ تلك الأشجار..
تحدّثت أياكو بانزعاج بينما تحاول مجاراة سرعته: هيي..! لماذا سحبتني هكذا؟!!
كان آيزوكو قد تجاهلها تماما فحدّث نفسه: " أنا أشعر به.. زعيم الأكوما موجود هُنا، طاقته الشبحية عالية جدّاً لدرجة لم أتصوّرها..، هل يجب علي مواجهته أم أبحث عن مخرج ما؟.."
فجأة اعترض طريقهما شبحان بلازميان كبيرا الحجم و أسوديّ اللون.. يمتلكان أنياباً كأنها سكّين في حدّتها، اضطرّ آيزوكو للتوقّف و مواجهتهما لأن المزيد من أشباههما قد تجمعوا محدثين دائرة طوّقتهما..
وقف آيزوكو و أياكو وسط الحلقة التي كوّنها الأكوما، ظهرا إلى ظهر ينظران إلى خصومهما، ثم تحدّث آيزوكو: هل أنتِ مستعدّة، أياكو؟
ظهرت نظرات تحدٍّ على وجه أياكو و أجابت: أجل..
بمجرّد أن أجابت أياكو شعرت بوهج يأتي من خلفها، فلقد بدأ آيزوكو يستجمع قوّته و يُظهِر هالة طاقته، و ارتفعت خُصلات شعره مع ظهور تلك الطاقة، ثم جرى بسرعة نحو الأكوما و أحدث حركة تشبه الركلة فانطلق قوس من الطاقة من قدمه أصاب 3 من الأكوما و قضى عليهم..
بينما انطلقت أياكو نحو الأكوما في الجهة الأخرى و قاتلتهم بحركات الكاراتيه، و كانت هالة من الطاقة تحيط بيديها و قدميها ساعدتها في التغلب على العدد نفسه من الأكوما...، مع مرور الوقت و مع كل حركة ينفذها الحارسان الشابّان كان عدد الأكوما يتناقص، لكنهما شعرا بأن الأمر سيدوم إلى الأبد، فكلّما يقضيان على واحد يظهر اثنان بدلاً منه..
.
عاد آيزوكو و أياكو إلى مركز تلك الحلقة من الأكوما ليلتقطا أنفاسهما ثم تحدّثت أياكو و هي تتنفس بقوة: آيزوكو سان.. أشعر أنني استهلكتُ معظم طاقتي.. على الرغم من ضعفهم إلا أن عددهم كفيل بجعلنا نفقد كل طاقتنا.. أتساءل من أين يأتون؟!
أردف آيزوكو و قد كان متعبا أيضا: و أنا أيضا سئمتُ منهم.. حسنا لا خيار لي سوى استخدام قدرة من مستوىً أعلى من هذا..
تعجّبت أياكو فالتفتت إليه و قبل أن تسأل تفاجأت بحركة سريعة من آيزوكو جعلته خلفها تماما، غطّى آيزوكو عينيها ثم همس: لا يجب عليكِ النظر لأن الوهج قد يؤذي عينيكِ..
ظلّت أياكو هادئة على الرغم من توتّرها و تسارع نبضات قلبها...، أغمض آيزوكو عينيه ثم أمسك بيده الأخرى بالقلادة، و نزعها من عنقه، ثم قرّبها من قلادة أياكو فتوهّجت القلادتان و اهتزتا بعنف ... شعرت أياكو حينها بدفئ غريب لكنها ارتعبت من صوت صرخات تعالت بقوّة حولها، و سرعان ما انخفض ذلك الصوت حتى انعدم تماماً...
حلّت لحظة صمتٍ، أزاح آيزوكو فيها يديه بهدوء عن عيني أياكو، ثم عاد ليرتدي قلادته..
التفتت أياكو إليه و همست بقلق: آيزو..
فتح آيزوكو عينيه و ابتسم بهدوء: انتهينا منهم، فلنبحث عن مخرج من هنا، و لنخرج بسرعة.
أومأت أياكو بالإيجاب ثم عاد الإثنان للمضي بسرعة في طريقهما..، و بينما هما كذلك اهتزّت الأرض خلفهما بعنف ثم انشقّت و وصل الصدع إلى أسفل قدمي أياكو التي كانت في الخلف فنزلقت قدمها و سقطت في تلك الحفرة!
استدار آيزوكو سريعا و صرخ: أياكو..!!
انخفض بسرعة و مدّ ذراعه فاستطاع الإمساك بيدها و منعها من السقوط..، هدأت الهزة الأرضية و توقّف ذلك الصدع عن الانشقاق أكثر، فتحت أياكو عينيها و نظرت للأسفل فشعرت بالخوف لذلك العمق المظلم..
تكلّم آيزوكو بتوتّر: لا تنظري للأسفل..! تشبّثي بي جيداً كي أستطيع سحبكِ.. هيّا..!
أغمضت أياكو عينيها بقوّة و شدّت على يد آيزوكو و أجابته: حـ.. حاضر..><
بدأ آيزوكو يرفعها بحذر، و قد واجه صعوبة في رفعها فحدّثها: أنتِ ثقيلة! ما الذي تتناولينه؟!
حين سمعت أياكو ذلك الكلام ثار غضبها فنظرت له و صرخت عليه: ماذااا !! أتحاول القول أنني سمينة !! اسحب كلامك حالا! < مسكينة
فجأة ظهرت من تلك الحفرة العميقة ذراع سوداء تشبه الظل أمسكت بقدم أياكو و سحبتها بقوّة.. فصرخت أياكو متألّمة.. بينما حاول آيزوكو أن يشدّها بقوة قبل أن تتمكّن تلك الذراع منه.. لكنه لم يتمكّن من ردعها فأفلتت يد أياكو منه و استطاعت تلك الذراع سحبها إلى الأسفل..
صرخ آيزوكو بقلق: أياكو... !!
بدأت أياكو تختفي من أمام عينيه في تلك الحفرة المظلمة فلم يعرف آيزوكو ما يفعله.. لكنه فجأة وثب إلى داخل الحفرة فلم يعد يرى بعدها إلا الظلام...
.
مرّ الوقت و مرّ.. كانت فيه أياكو قد فقدت وعيها، و حين استيقظت شعرت بصداع قوي في رأسها.. حدّثت نفسها: " ما الذي جرى؟ هل كان ذلك حلما..؟"
فتحت عينيها و أحسّت بشيء دافئ استندت عليه و حين التفتت إليه وجدته آيزوكو و قد كان فاقداً لوعيه..
همست أياكو بقلق: ... آيزو ..، ( ثم استسلمت للأمر ) يجب علي أن أتصرّف هذه المرة لوحدي، لن أظل أعتمد عليه في كل شيء.. << و أخيراً ستعتمد على نفسها
قامت من مكانها بهدوء و بدأت تتفحص المكان حولها فقد كان أشبه بزنزانة، فجأة بدأت القضبان الحديدية لتلك الزنزانة المكعّبة تدخل إلى الأرض مما يعني أن كلّا من أياكو و آيزوكو أصبحا حرّين، لكن الأمر لم يكن بتلك البساطة..
أظلم المكان فجأة.. و ازداد برودة، شعرت أياكو بالخوف و حين التفتت لآيزوكو حتى تبقى إلى جانبه على الأقل بدأ يختفي من أمامها.. فازداد توتّرها و ارتباكها..
شقّ ذلك الجو المرعب صوتٌ مجلجل يقول لأياكو: مرحباً بكِ أيتها الحارسة.. يسرني أن أستضيفكِ عندي اليوم فهل أنتِ مسرورة مثلي؟؟
توقّفت أياكو في مكانها بثبات و بدأت تتلفّت حولها محاولة أن يلتقط بصرها شيئا ما في ذاك الظلام الدامس، و قبل أن يزداد الخوف في نفسها أمسكت بالقلادة و أغمضت عينيها محدّثة نفسها: "آيزوكو سان طلب مني ألا أخاف، و كان يخبرني دائما أن هذه القلادة ستساعدني في مواقف كهذه.. حسنا إذاً..."
توهّجت القلادة مُحدثة نوراً أضاء شيئا من ذلك الظلام فبدأت أياكو تبحث عن مصدر ذلك الصوت، فتفاجأت بكيانٍ أسود ضخم أمامها، كان يجلس على مقعد حجري ضخم بخُيَلاء، ثم ابتسم لتظهر تلك الأنياب ثانية و فتح عينيه الحمراوين، و قام من مكانه و مدّ مخالبه لوجه أياكو التي تراجعت و هي تنظر إليه بغضب جعل القلادة تصنع من طاقتها ما يشبه السيف، فلوّحت أياكو به و قطعت تلك اليد !! >> قوية هذي
توقّف ذلك الكيان المخيف و ظهرت علامات دهشة طفيفة على ملامحه لكنه سرعان ما عاد ليبتسم قائلا: يبدو أنكِ تحسّنتِ كثيرا أيتها الصغيرة... أليس كذلك؟
بدأت يد ذلك المخلوق تظهر ثانية و كأن شيئا لم يحدث، فاندهشت أياكو لكنها تكلّمت بانفعال و تحدٍّ: ما الذي تريده منّا؟!!
أجابها باستهزاء: هممم، في الحقيقة أردتُ فقط أن أتأكد من أن فريستي الصغيرة آيزوكو سيكون فقط ملكي، أما بالنسبة لكِ فإنني كنتُ أفكّر ملياً بالذي قد أفعله بكِ ... و وجدتُ أنكِ لن تفيديني في شيء، فأنتِ مجرد حشرة مزعجة لهذا سأكتفي بالتخلّص منكِ فقط..
توتّرت أياكو و تراجعت خطوة للخلف على الرغم من وجود تلك النظرات التي تتحدى "زعيم الأكوما" نفسه..!
صرخت بنبرة تحدٍّ: آيزوكو ليس ملكاً لأمثالك أيها الـ .. !!
قبل أن تكمل أياكو جملتها انطلق سيلٌ من الطاقة السوداء نحو أياكو بسرعة و بمجرد أن لامسها رمى بها بعيدا و كأن أياكو قد تلقّت لكمة قوية..!
سقطت على الأرض و قد نزف فمها، ثم قامت بصعوبة و مسحت ذلك النزف و عادت للوقوف بصعوبة أيضاً..
__________________
،
،
،