تحدّث زعيم الأكوما إليها بكبرياء: أووه، لم أتوقع منكِ أن تنجي من هذه الضربة، أعترف أنها أضعف ما أملك لكن يبدو أن نسبة تحمّلكِ عالية و تتطلّب ضربة أفضل لتقتلكِ...
أجابت أياكو بغضب: لم أخُض كلّ تلك التدريبات لأهدرها عبثاً، سترى أنني لستُ شخصا يُستهان به أو يمكن القضاء عليه بسهولة هكذا!
اندفعت أياكو بقوّة نحو ذلك الأكوما و وثبت عالياً ثم تدحرجت في الهواء لتركل خصمها و قد تجمّعت طاقتها في قدميها لكن حاجزا أسود شفافاً حول ذلك الشيطان منعها من إصابته أو حتى الاقتراب منه.. و فجأة انطلقت قوة هائلة من حول ذلك الحاجز دفعت أياكو بقوّة جعلتها تندفع نحو جدارٍ في ذلك المكان و تصطدم به بعنف..!
سقطت على الأرض و قد شعرت أن قوّتها قد انهارت تماما، لم تشأ أن تصرخ أو أن تضعف أمام خصمها، بل احتبست صرخة الألم على الرغم من شدته فدمعت عيناها رغما عنها لتفرّغ شيئا من ذلك الألم، قامت أياكو ثانية بصعوبة و هي تمسك بذراعها..
تقدّمت مرة أخرى إلى ساحة القتال و هي تترنّح في مشيتها، مدّت إحدى ذراعيها و أطلقت هالة الطاقة التي ظهرت حولها باتجاه ذلك الأكوما لكن ألمها جعلها تفقد تركيزها فلم تحسن التسديد و بالتالي أصابت طلقتها الأرض أمام زعيم الأكوما، مُشَكّلة حفرة ضخمة..، تلك الطلقة كانت شديدة لدرجة أن هالة الطاقة ظلّت موجودة على حواف تلك الحفرة التي نشأت من طلقة أياكو..
نظر زعيم الأكوما إليها هذه المرة ثم تحدّث بغضب: حسناً، لم أتوقّع شيئا كهذا من حشرة مثلك، لكنك استهلكتِ الآن كل طاقتكِ و لا أظن أنه بإمكانك التحرك بعد.. سأدعكِ تتعذبين بتلك الآلام، بينما آخذ ما هو ملكي..
بمجرّد أن قال زعيم الأكوما ذلك شعرت أياكو بالألم يعتصر جسدها فسقطت على الأرض و بدأت تسعل و أحست بأنها عاجزة عن التنفس، رفعت رأسها لتنظر إلى زعيم الأكوما الذي ابتسم بـ شرّ ثم ابتعد عنها، كان في الحقيقة متّجها لآيزوكو، و بمجرد أن اقترب منه بدأت قلادة آيزوكو بالتوهّج فاستطاعت أياكو رؤيته.. بدا التوتّر و القلق على ملامحها، رصّت أسنانها بحنق حين شعرت بالعجز فبدأت عيناها تدمعان من شدة غضبها.. << كالعادة، دموعها جاهزة...
ارتفعت يد ذلك الأكوما بمخالبه السوداء الحادة و الطويلة راغبا في أن يغرسها في جسد آيزوكو و ينتزع طاقته منه..
اتسعت عينا أياكو و لم تُرِد تصديق ما يحدث لها و أمامها فأغمضت عينيها بقوة و قالت بحرقة و صوتها يرتفع شيئا فشيئا: .. لا .. لاا ... كلّاااااه !!!!
كاد ذلك الأكوما يلامس وجه آيزوكو لكنه تفاجأ بانقضاض أياكو عليه فالتفت إليها سريعا و أشاح بذراعه ليرميها بعيدا إلا أنها استطاعت أن تقف على الأرض منتصبة، كانت طاقتها تشع من حولها بقوة مما جعلها تستطيع التحرك ثانية...، و قبل أن تأتي بحركة أخرى مدّ زعيم الأكوما ذراعه فانطلقت طاقته السوداء نحو أياكو و التفّتْ حول جسدها و بدأت تضغط عليه بقوّة ....
حدّثها الأكوما بغضب أشد جعل المكان يهتز بقوة: لقد أزعجتِني بما فيه الكفاية حقّا..! فلتموتي !!
قاومت أياكو الألم مجددا و احتبست صرخاتها ثانية و تحدّثت بصعوبة: أنا .. لن أموت هنا.. !
[ نور هادئ بدأ يظهر في ذلك المكان .. ]
تابعت أياكو: .. يجب علي أن أظل معه.. يجب علي أن أساعده و أقف إلى جانبه...!
[ ازداد وهج ذلك النّور، فتحرّكت خُصلات شعره برقّة.. ]
بدأ زعيم الأكوما يزيد من ضغط الطاقة على جسد أياكو فصرخت بقوّة و قد انهارت تماما و بدأت دموعها تنهمر بغزارة: آيزوكو ... آآآه !!!
[ ها هو قد فتح عينيه فجأة و هو غاضب فاندفعت كل الطاقة في جسده لتملأه بالحيوية .. ! ]
"تبّا...!!" نطق بها ذلك الشيطان~
تفاجأ الأكوما الضخم بضربة قوية تصيبه من الخلف فأدّى ذلك إلى اختفاء الطاقة التي اعتصرت جسد أياكو فسقطت على الأرض..
صرخ آيزوكو بغضب: اتركها و شأنها فأنت تريدني أنا..!! << عاش آيزوكو
.
في عالم البشر كانت هارومي عائدة من منزل أياكو لتوّها.. تفاجأت بصديقتهما الأخرى " لونا " تتجه إلى منزل أياكو فخشيت أن تكشف أمر اختفاء أياكو من عالم البشر بالخطأ لابنة خالة أياكو فتبعتها بسرعة..
وقفت لونا و نظرت لذلك المنزل المتوسط الحجم دون أن تظهر أي تعابير على وجهها ثم تحدّثت: أثر طاقته قوي هنا، مما يعني أنه لم تمضِ فترة طويلة منذ قدومه لهذا المنزل للمرة الأخيرة..، ( اخفضت رأسها و ابتسمت بمكر ) لأنسى أمر آيزوكو كن الآن و لأفكر في مهمتي و حسب.. >> تسمّيه آيزوكو كن؟!
تفاجأت بأحد يمسك بكتفها فالتفتت إليه، حدّثتها هارومي و قد بدت الصدمة على وجهها: أتعرفين بشأن آيزوكو أنتِ أيضا؟
تعجّبت لونا ثم أجابت: من الغريب أنكِ أنتِ من تعرفين بأمره.. حسناً، ابتعدي عني أيتها التافهة و لا تعطّليني عن عملي..
ارتابت هارومي فتحدّثت بتردد: ... لونا تشان.. ما الذي تعنينه بذلك!؟
أغمضت لونا عينيها ثم بدأ حقل من الطاقة الحمراء يظهر حولها، و ظهرت أيضا أنيابها و جناحان أسودان ضخمان و تغيّر شكلها لكن الجدير بالذكر هو ظهور وميضٍ أحمر لعينيها حين فتحتهما ..!
تراجعت هارومي للخلف و شعرت بالخوف: ... أ, أومايوا .. ناندا ؟!! [ ماذا تكونين؟! ]
|