اندهشت أياكو حين شعرت بطاقة غريبة تسري في جسدها، نظرت إلى آيزوكو فوجدته قد أحيط بهالة من الطاقة، فعرفت أنه هو من أرسل إليها تلك الطاقة بهدوء..
بدأت تستعيد قوّتها، ثم استطاعت الوقوف على قدميها، و صرخت : آيزوكو سان.. أرجوك اترك هذه المعركة الآن و لننسحب.. !! هذا.. هذا ما قاله لي ذلك الصوت...
ظل آيزوكو هادئاً، فقد كان يفكر في أمر ما، فجأة فتح عينيه و اندفعت طاقته لتحرره من قبضة زعيم الأكوما كما أن وهج طاقته آذى عيني الزعيم فوضع يديه عليهما متألما، اتجه آيزوكو بسرعة نحو أياكو..
التفت إليها ثم تحدّث: هل قال لكِ ذلك الصوت من أين من الممكن لنا أن نخرج؟
نظرت أياكو إليه للحظة ثم بدأت تتلفت حولها إلى أن لمحت شعاع ضوء ضعيف بعيد ثم أشارت إليه: هُناك تماما.. حيث شعاع الضوء..~
أمسك آيزوكو بيدها و سحبها خلفه بسرعة متّجها إلى ذلك الضوء، و بمجرّد أن وصلا إليه دفع آيزوكو بأياكو حين شعر بشيء ما قد أمسك قدمه من الخلف..
انتبه باكي على ظهور أياكو من السماء فجأة و لكنها كانت تصرخ ناظرة إلى الشق الذي خرجت منه: آيزوكو ... كلا.. !!
تحدّث باكي بسرعة: ريو، كيو، اعتنيا بأياكو، يجب علي أن أخرج آيزو من هناك مهما حصل..!
انطلق كيو بسرعة و أمسك بأياكو في اللحظة التي اندفع فيها باكي نحو المكان الذي خرجت منه أياكو..
صرخت ريو بقلق: باكي سينباي..! إن دخلت إلى هناك بوجود تاماشي نو سِتسُزوكو فلربما تفقد سيطرتك على نفسك !!
لم يستمع باكي إليها بل استخدم الختم و دخل إلى تلك المنطقة، و سرعان ما هاجم زعيم الأكوما بمجرد أن وقع بصره عليه، فأفلت آيزوكو من قبضته..
اندفع باكي بسرعة نحو آيزوكو و أمسك به من الخلف رافعا يده اليمنى و قد توهّجت الطاقة من حولها مهددة عنق الفتى، فتفاجأ آيزوكو و همس: با.. باكي ما الذي تريد فعله؟!
وقف زعيم الأكوما باعتدال ثم ابتسم: انظروا من جاء للتو.. صديقي القديم باكي..، أووه تبهرني هذه الشجاعة التي جعلتك تجازف بنفسك و تدخل لمنطقتي و أنت متحوّل إلى نصف شيطان..
نظر باكي إليه بنظرات ملأها الغضب ثم تحدّث متجاهلا ما قاله زعيم الأكوما: اسمع جيّدا يا هذا، لقد كسرت وعدك بعد ما فعلته اليوم، يبدو أنك لا تكترث إن أضعفتُك بقتل هذا الفتى أليس كذلك؟
ارتاب آيزوكو مما كان يجري حوله، فالتفت إلى باكي و نظر إليه بتوتّر: " ماذا يقوله هذا الشخص بحق الجحيم؟!.. من المفترض له أن يكون حارسي الشخصي فكيف يريد قتلي الآن؟!!"
عجز زعيم الأكوما عن الرد و انزعج من الأمر، لأنه إذا نفّذ باكي تهديده و قتل آيزوكو فذلك يعني أن يفقد الأكوما مقدارا من طاقته يعادل طاقة صاحب الختم..
تحدّث باكي ثانية و هو يتراجع للخلف دون أن يترك آيزوكو: لا تقلق فأنا لن أقتل هذا الصبي الآن.. سأتركه ليعيش فقد يكون سبباً في القضاء عليك لاحقاً، لهذا، دعنا نرحل من هنا بسلام و إلا فإنني لن أتردد في إنهاء أمر هذا الفتى، أتسمع؟!!
رصّ زعيم الأكوما أسنانه بحنق ثم تكلّم: تبّا لك.. أنت تعرف تماما نقاط ضعفي و لقد أحسنت إصابتها هذه المرة..
اختفى باكي فجأة بآيزوكو تاركا زعيم الأكوما بغضبه العارم... و بمجرّد أن ظهر في عالم البشر ( أي في الجهة الأخرى من البوابة ) خاطب إينوي بحزم: أعد تشغيل ما عطّلته بسرعة إينوي كن..!!
أجاب إينوي بسرعة و توتّر: هـ.. هاي ..!
ثم نفّذ ما أمره باكي بتنفيذه، و بمجرّد أن انتهى من إعادة الأمور إلى مجراها بمساعدة أخرى من كيو، حتى أطلق باكي سراح آيزوكو ثم ارتمى على الأرض و قد أطلق تنهيدة عميقة...
اتجهت ريو إليه بسرعة: باكي سينباي .. هل أنت بخير؟!
كان باكي يتنفس بصعوبة حين ألغى مفعول الختم في جسده، ثم أجاب بتعب شديد: سـ .. ـأكون بخير.. لا تقلقي..
كان كيو قد وضع أياكو بهدوء على إحد المقاعد في حديقة ذلك المنزل، و عالجها باستخدام قدراته الشبحية العلاجية و أدواته الطبية..، ثم التفت إلى باكي.. ليحدّثه لكنه صمت حين شاهد آيزوكو يتقدّم منه.
انخفض آيزوكو ممسكاً بباكي من تلابيب ثيابه و حدّثه بانفعال: أتعي ما الذي فعلته هُناك أم لا؟.. أشكرك لأنك أنقذتني لكنك تجاوزت الحد حين كنت تهدد حياتي..، ماذا تظنّ نفسك لتفعل ذلك؟!
نظر باكي له بعينين مجرّدتين من المشاعر و تحدّث بجفاف: بل أتعي أنت ما الذي فعلته؟ أنت محظوظ لأن ذلك الأكوما لم ينهيك، من الجيد أنك خرجت من ذلك المكان قطعة واحدة..
تركه آيزوكو و ردّ بغضب: لم أدخل لذلك المكان بإرادتي كما تعلم!! كما أنني حاولت الخروج بمجرّد أن سنحت لي الفرصة بذلك!
أطلق باكي تنهيدة و قد اخفض نظره و كأنه يفكر ثم تحدّث: أجل أعلم ذلك، ما أريد قوله هو أنك لستَ بعد بقوّة زعيم الأكوما، و أنا أيضا لستُ كذلك، لهذا، لا تكن متهوّراً بل فكّر بحكمة قبل أن تتصرف في المرة القادمة و تتحداه هكذا..، أنت لا تزال أصغر من هدفك..
قاطعه آيزوكو متحدّثا بانفعال: لا تقلل من شأني هكذا..!! و كف عن معاملتي كطفل و توقّف عن التصرف و كأنك تعرف كل شيء..!
أمسك أحدهم بكتف آيزوكو فالتفت إليه ليجده كيو و قد كان ينظر إليه بملامح جادة و تحدّث و قد أغمض عينيه: آيزوكو ساما، يجب علي أن أطّلع على وضع طاقتك و على تلك الجروح الصغيرة التي أصبت بها قبل أن يصبح علاجها صعباً..
ضغط آيزوكو على قبضته مستسلماً للأمر و محاولا تهدئة نفسه، ثم قام مبتعداً عن باكي ليذهب إلى أحد المقاعد حيث توجد معدّات كيو..
كان الجميع أثناء شجار آيزوكو و باكي ينظر إليهما بتوتّر و قلق، ثم اتجهت أياكو نحو باكي و جلست بجانبه بينما كانت ريو إلى جانبه الآخر..
التفت باكي إليها و ابتسم ابتسامة متعبة ثم تحدّث: ليس عليكِ التحرّك فأنتِ لا تزالين بحاجة إلى الراحة..
ردّت أياكو بشيء من الانفعال و القلق: لكن.. باكي سان، أنت تبدو متعباً أكثر منّا نحن الإثنين.. لماذا لم يعالجك كيو أولاً؟!
أعاد باكي نظره إلى الأمام و لا تزال الابتسامة الهادئة على وجهه ثم تحدّث: لأنني حالة خاصّة جدا، فكما رأيتِ، أمتلكُ "تاماشي نو سِتسُزوكو"، و هو أقوى من الذي مع آيزو، فلقد كنتُ في الماضي أكوما كاملا تقريباً..، الختم سيسعفني بنفسه فلا تقلقي.
أخفضت أياكو رأسها و ظهر الحزن على وجهها ثم تحدّثت: لماذا.. لماذا تهدد حياتك دائماً بالخطر من أجل آيزوكو و تتحمل بعدها قسوته؟؟ في الحقيقة.. أنا عاتبة عليه لما فعله معك قبل قليل..
أغمض باكي عينيه ثم رفع رأسه ليفتحهما مجددا و ينظر إلى حيث كان آيزوكو، و تكلّم: ذلك الفتى.. لقد نذرتُ حياتي لأجله، أنا لا أزال أعيش فقط لأحميه، لهذا.. سأظل راضياً عنه مهما فعل بي. << مسكين باكي
تحدّثت ريو أخيرا: باكي سينباي.. عذرا للتدخل في خصوصياتك، لكن.. كنا نتساءل أنا و شقيقاي و كوسكي، عن ماضيك فجزء منه.. بل كله مجهول تماما!
التفتت أياكو إليها بتساؤل ثم أعادت نظرها إلى باكي و سألته أيضا: أجل.. ثم .. ما الذي تقصده بأنك كنت في الماضي أكوما كاملا تقريبا؟!
أغمض باكي عينيه و تحوّل فجأة لشكله البلازمي الأبيض ثم ابتسم ابتسامة عريضة و تحدّث: أتصدّقان، أنا بنفسي نسيتُ أحداث الماضي تماااما..! لهذا.. عُذرا لأنني لم أستطع إجابتكما.. .
انزعجت أياكو لكنها استسلمت بينما أطلقت ريو تنهيدة و هي تنظر إليه: "تبّاً..! لقد تبدّلت شخصيته الحازمة إلى هذه الشخصية الهوجاء .. قبل أن يجيب عن أي سؤال "
من جهة أخرى كان إينوي قد اقترب من كيو و أخذ يستمع إلى ما يقوله إلى آيزوكو و هو يعالجه، فقد كان كيو يحدّث آيزوكو ليهدّئه: آيزوكو ساما، أتعلم أن باكي قد جازف بنفسه من أجل أن يخرجك من ذلك المكان؟ في الحقيقة ذلك الشخص يحسن صنعاً كحارس شخصي..
أغمض آيزوكو عينيه و قد كان لا يزال غاضبا ثم تحدّث: أجل، هذا ما يفعله دائماً، إنه الحارس الأفضل على الإطلاق خصوصاً أنني عرفتُ أنه لن يتردد في المرة القادمة في القضاء عليّ إن واجهتُ زعيم الأكوما ثانية، إضافة إلى أنه يطلب مني أن أتخلّى عن الهدف الذي أعيش لأجله.
|