عرض مشاركة واحدة
  #93  
قديم 10-24-2011, 05:11 PM
 
مسحت ريو دموعها ثم ابتسمت، بدا شكلها مضحكا بذلك الأنف المحمر و العينين الدامعتين، ثم دخلت إلى الغرفة و تقدّمت إلى حيث يستلقي باكي و كان كيو يتبعها..
انخفضت ريو جالسة على ركبتيها و همست: باكي سان.. لماذا لم تشأ أن تخبرني بتلك الحقيقة؟
بدأت أجفان باكي بالتحرك، فلاحظ كيو و ريو ذلك و شعرا ببعض الراحة، ثم فتح عينيه بهدوء، و التفت إلى ريو التي أمسكت يده بكلتيّ يديها، و همست له و الدموع تنهمر على خدّها مجددا: باكي سان.. يوكاتّا [ الحمد لله ]..
تحدّث باكي بتعب: ريو.. ما الأمر؟
أخفضت ريو رأسها ثم تكلّمت: لماذا تحب أن تحمل دائما كل العبء بنفسك؟ أخبرني..، لقد آذيت نفسك طويلاً.. هاتشيرو دونو أخبرني بكل شيء..
نظر باكي لها لوهلة ثم أدار رأسه و نظر للأعلى، أطلق تنهيدة ثم عاد للتحدث: هاتشيرو سان؟ لماذا؟ لقد طلبتُ منه ألّا يخبر أحداً..
تحدّثت ريو إليه بحزم: لماذا؟! ليس في الأمر ما يمنعك من إبقائه سرّا.. لماذا لا تريد لأحد أن يعرف صلتك بـ ..؟!
حرّك باكي يده بصعوبة و وضعها على فم ريو ليمنعها من إكمال جملتها: كلاّ...! [ شعر بالألم لكنه تابع الكلام و قد أبعد يده ].. يبدو أن هاتشيرو سان علِم أنني قد فقدتُ طاقتي و لهذا أخبركِ بالأمر..، أرجوكِ ريو، أبقيه سرّاً..
نظرت ريو إليه باستغراب من شدة عناده، ثم استسلمت للأمر و تحدّثت: حسناً، لكن أرجو منك أن تريح نفسك للوقت الراهن و تعتمد عليّ في حماية الأمير و أياكو تشان حالياً، يجب علي إكمال هذا الأمر بنفسي عوضاً عن الاعتماد عليك دائماً.
اشتدّ الألم أكثر على باكي فتحدّث بصعوبة بالغة: صحيح.. آيزوكو .. و أياكو .. أهما بخير ؟! أين هما؟!
أجابت ريو: أجل، إنهما بخير و هما في القصر حالياً.
تحدّث كيو مقاطعا ذلك الحوار: هيا بنا ريو، يجب علينا تركُ باكي سان ليرتاح فهو يحتاج للراحة كما قلتُ لكِ مسبقاً..
قامت ريو من مكانها مستجيبة لطلب شقيقها، و اتجهت إلى الباب لتخرج، بينما اتجه كيو إلى أحد الخزائن في الغرفة و أخرج شيئا منها.
نظر باكي إليه و تحدّث له بصعوبة: كيو .. أنت تريد أن تمنعني من معرفة ما يجري.. قل لي هل آيزوكو بخير؟! لا شكّ أنه سيخرج قريباً للحرب أليس كذلك؟؟!
تقدّم كيو منه و معه تلك الحقنة التي احتوت على منوّم، ثم حقن باكي بها حتّى يكف عن التحرّك و تحدّث: اعذرني باكي سان، أخبرتك ريو أن تعتمد عليها فلقد حان دورها في العمل، أرِح الآن نفسك فقط.
على الرغم من معارضة باكي للأمر إلا أنه عجز عن الحديث، فقد شعر أن جسده قد تخدّر، و أن عضلاته بدأت ترتخي، و تشوّشت رؤيته، ثم أغمض عينيه بهدوء و راح في نوم عميق.
.
.
مرّ الوقت، و حلّ الظلام، عاد كل شبح في ذلك العالم إلى منزله، انتهى ذلك اليوم العصيب بالنسبة لكلّ من الثلاثي تاكاهاتا و أياكو و باكي..، و آيزوكو أيضاً، فقد كان متوتّراً جداً بعد أن أخبره والده بأن يتهيّأ لحرب الأكوما..
في غرفة أياكو، بعد أن وضعت رأسها على الوسادة وجدت نفسها قد غطّت في نوم عميق.. و عادت إليها الكوابيس مجددا.
ظهر آيزوكو أمامها في ذلك الفضاء المظلم، بدا قلقاً من شيء ما، كان يحدّثها لكنها لم تسمعه، فرفع يده و أمسك بيدها، لم تشعر هذه المرة بدفئ يديه، بعدها ظهر ظلّ غريب خلفه و أمسك به و سحبه، قدّرت أياكو أنه كان ظل زعيم الأكوما، نظر آيزوكو إليه بغضب لكنه لم يترك يد أياكو بل سحبها معه، و لسبب ما بدأت قلادتها تتشقق من وسطها، ثم تحطّمت إلى أشلاء، شعرت أياكو بالقلق لذلك، ثم غيرت اتجاه نظرها من القلادة إلى آيزوكو الذي بدأ يختفي بعد أن نزع قلادته و وضعها بين يديها..
فجأة استيقظت أياكو مذعورة من النوم لتجد أن الصباح قد حلّ، أمسكت بقلادتها فوجدتها كما هي، غيّرت ملابسها ثم خرجت سريعا إلى خارج الغرفة لترى أن آيزوكو كان قد خرج في اللحظة نفسها من غرفته لكن بهدوء على عكسها..
التفت إليها و على الرغم من حيرته لتصرّفاتها تحدّث بهدوء: أوهايو، أياكو، لم أتوقّع أن تستيقظي بنفسك..
نظرت أياكو إليه بقلق: أوهايو آيزوكو سان، ... لقد راودني ذلك الكابوس مجدداً..
أغمض آيزوكو عينيه و اتجه نحو السلم و تحدّث بلا مبالاة: قلتِها بنفسك، إنه مجرّد كابوس لا أكثر، لا داعي لأن تفكّري فيه مطوّلاً، فكّري في أمر الحرب فقط.
شعرت أياكو ببعض الهدوء الذي تسلل إلى نفسها فأطلقت تنهيدة عميقة، و حدّثت نفسها: " أجل.. يجب علي أن لا آبه لشيء الآن سوى تلك الحرب.. ربما كانت كل تلك الكوابيس مجرد أضغاث أحلام "
أسرعت أياكو في خطاها لتتبع آيزوكو و تنزل معه إلى الطابق الأرضي، كان جميع الخدم و العاملين في القصر و سكّان القصر أيضاً مصطفّين لإلقاء التحية على الحارسين قبل مغادرتهما المكان..
تساءلت في نفسها حين توقّف آيزوكو وسطهم، و توقّفت أياكو أيضا: " سايومي ، ريو، كينشين و كوسكي، جو سان، هانا سان و تاماكي كن، و هاتشيرو ساما، الجميع هنا ما عدا كيو سان، و الأهم.. باكي سان.."
تحدّثت سايومي و تاماكي أيضا: آيزوكو ساما، أياكو، كونا بخير...
ثم تابعت ريو: آيزوكو ساما، أنا أثق أنك و أياكو ستنتصران..
كينشين: مؤكّد سيعملان.
نظر جو إليه ليصحّح: ..آآ ... سيفعلان..
تحدّث كوسكي: أياكو تشان، تذكّري، الإصرار أولا، و وضع الهدف نصب عينيكِ.. و التشبّث بالأمل، لا تنسي ذلك.
التفتت أياكو إليه و أجابت مع ظهور ابتسامة على وجهها: هاي.. [أجل].
اقتربت هانا منهما: نحن جميعنا نثق بنجاحكما، آيزوكو سان، لدي إحساس قوي أنكما ستحققان نصراً كبيراً.

ابتسم آيزوكو و شعر بأن الحماسة دبّت فيه: أجل، سأنتقم من أولئك الأكوما من أجل أمي، و والديكِ، أعدكِ بهذا.
تحدّث هاتشيرو أخيراً: آيزوكو، أياكو، نحن نعتمد عليكما في هذه الحرب، أتمنى لكما التوفيق و أرجو أن تكتب نهاية الأكوما على يديكما..
أردفت أياكو و قد اشتعلت حماساً أيضاً: سأحرص على ذلك هاتشيرو دونو.
تكلّم آيزوكو بهدوء غريب: تمنّيتُ لو أنني أرى باكي سان هنا، لكن، يبدو أنه لا يستطيع القدوم..
شعرت ريو بشيء من الصدمة لما سمعته كما شعر الجميع بذلك و تذكّرت أمر باكي فبدأت الدموع تتجمّع في عينيها، لكنها تحدّثت بحزم: آيزوكو ساما، لا تقلق، باكي سان لم يعد غاضباً منك أبداً.
؟؟: و لن يغضب منه أبداً..
التفت الجميع للقادمَين، و قد ظهرت علامات الدهشة على وجوههم.
تحدّث كيو و هو يخاطبه بانزعاج: كما أخبرتك باكي سان، لا تُطِل الحديث لأنني سأعيدك إلى المشفى إن شعرتُ أنك متعب..
ردّ باكي بانزعاج أيضاً: دعني أودّع هذا الفتى في اليوم الذي كان ينتظره طويلاً، لقد وعدتُه أن أقف بجانبه حين يذهب إلى تلك الحرب.. هيي آيزوكو لن أسامحك إن خرجت خاسراً..!
شعرت كل من ريو و أياكو بالقلق حين شاهدتا النظرة المتفاجئة على وجه آيزوكو لأنه لم يتوقّع أن يرى باكي بتلك الحالة، لكنه تقدّم و تحدّث بهدوء: كنتُ أعلم، لقد آذيت نفسك مجددا، باكا [أحمق].
ابتسم باكي و رفع يده واضعاً إياها على رأس آيزوكو: كم مرة قلتُ لك أنني أدعى باكي؟ أين المقطع الصعب في با..كي ؟
تحدّث آيزوكو بذلك الهدوء مجددا بعد أن أبعد يد باكي عنه بهدوء و أخفض رأسه: أولئك الأكوما، سأحرص على جعلهم شيئاً من الماضي، أعدك باكي سان..
نظر باكي الذي كان يتّكئ على كتف كيو إليه و ابتسم بهدوء، رفع آيزوكو رأسه ثم نظر إلى أياكو ففهمت ما تعنيه نظرته، ثم اختفيا معاً من المكان..
تحدّثت ريو معاتبة: كيو، لماذا سمحتَ له بالتحركّ و هو لا يزال مصاباً؟! باكي سينباي، أرجوك كفى عناداً، عد إلى المشفى إلى أن تستعيد قوّتك..!
لم يستجب باكي لها، بل تحدّث هاتشيرو عوضاً عنه مُطلِقاً ضحكة صغيرة: أحياناً أشعر أنك أقربُ إليه مني، ذلك الفتى كان حريصاً على أن يراك قبل أن يغادر، و كأنه يريد منك أن تشجّعه..
ابتسم باكي مخفضاً رأسه: أجل، لهذا جئتُ إلى هنا و لم أرِد تفويت هذه اللحظة، على الأقل أمكنني تشجيعه في النهاية على الرغم من أنني أريد أن أسانده أكثر..
ظلّ الجميع صامتاً و متأثّراً أيضاً، فالجميع يعلم مدى العلاقة الوطيدة بين آيزوكو و باكي، فهما الاثنان لم يفترقا طوال الوقت تقريبا و لمدة وصلت إل12 سنة
__________________
،
،
،