وطأت قدما آيزوكو الأرض فوقف بهدوء و احتدّت عيناه متحدِّثاً بلهجة هادئة أيضاً: أنهيتُ أمر الأول.. يبدو أنه كان الأضعف من بينكم..
كان أوميغا ينظر إليه بصدمة و غضب ثم صرخ و هو يندفع باتجاه آيزوكو: تبّاً لك..! كيف صرتَ بهذه القوّة فجأة ..؟!
التفت كلّ من ألفا و بيتا الذين كانا يحاربان أياكو ناحية أوميغا و آيزوكو، فاتسعت عينا ألفا و همس: هل .. قتل غاما حقّا؟..كيف ؟!
فجأة بدأت الطاقة حول أياكو تزداد وضوحا و توهّجاً حتى بدأت خصلات شعرها تتحرك، توقّفت للحظة عن صد هجمات ألفا و بيتا بأن ابتعدت عنهما منسحبة للخلف، ثم مدّت ذراعيها لتنطلق منهما الطاقة نحو بيتا.. و تخترق جسده و تحرقه دون أن تسمح له بالدفاع عن نفسه..
التفت ألفا إلى زميله و صرخ بتوتّر: بيتا ... ماساكا [مستحيل]..!!
حطّت أياكو على قدميها مندفعة للخلف إثرَ القوة الضخمة التي أطلقتها، ظهر آيزوكو خلفها ليمسك بها و يوقفها، و استطاع فعل ذلك حقّاً، التفتت إليه حين كان لا يزال ممسكا بها، كان آيزوكو ينظر إليها بنظرات خالية من التعابير لكنه في داخله كان متفاجئاً جدا..
حدّث آيزوكو نفسه: " هذه الفتاة .. طاقتها أكبر بكثير مما تصوّرته، كيف هذا؟!! "
هبط ألفا على قدميه أيضا إلى خلف أوميغا و تقدّم إلى جانبه بهدوء، ظل أوميغا هادئاً لمدّة قصيرة ثم تحدّث حين ظهرت ابتسامته المُعتادة على وجهه: بدأتُ أشكّ إن كانت هذه الفتاة ليست قريبة ريكا حقّاً..، أشعر أن التاريخ يكرر نفسه فلقد حدث الشيء ذاتُه قبل 12 عاماً..
التفت ألفا إلى أوميغا و أردف قائلا: و مع ذلك يبقى هذان الاثنان هنا أضعف بكثير، تلك الفتاة ليست الملاك كما كانت ريكا، و هذا الفتى يحمل تاماشي نو سِتسُزوكو، هذا وحده كفيل بأن يمنعه من استخدام طاقته بحرّية..
ترك آيزوكو أياكو و وقفا جنبا إلى جنب ثم التفتا بهدوء مخيف إلى الاثنين أمامهما، تكلّمت أياكو بلهجة مخيفة و قد ظهرت ابتسامة خبيثة على وجهها: أنتما تستهينان كثيرا بنا أليس كذلك؟
تحدّث آيزوكو باللهجة نفسها و الملامح نفسها اترسمت على وجهه أيضا: أوماي-تاتشي هونتووني باكا دا نا.. [ أنتما أحمقان حقّاً صحيح..؟ ]
ارتعب أوميغا و ألفا فتراجعا للخلف.. تحدّث ألفا بارتباك: ما- ما هذا الشعور المخيف؟! بل.. كيف ارتفع مستوى طاقتيهما فجأة هكذا؟!
أردف أوميغا بقلق: القلائد ... تبدو أشد قوة.. ما الذي فعلاه بها؟!
اندفع آيزوكو و أياكو في اللحظة نفسها ليهاجما الأكوما الاثنين، كادا أن يصيباهما حقّاً لكن فجأة و دون سابق إنذار، ظهرت ذراعان قويتان من خلف كل من ألفا و أوميغا و اخترقت جسديهما لتقضي عليهما تماما، و بمجرّد أن تلامست هالة الطاقة السوداء حولها مع الحارسَين حتى امتصّت قوة الهجمة و رمت بهما بعيداً فاصطدما بجدار البوابة الشفاف بقوّة و سقطا على الأرض و بالكاد عادا للوقوف ثانية...
تحدّث القادم بصوتٍ مجلجل: لن أسمح لكما بإضعافي أكثر من هذا... آيزوكو كن لقد تماديت كثيراً أنت و زميلتك تلك...!
بدأت الهالة السوداء للطاقة حول هيروشي تشتد عتمة و تنتشر حوله لتحبسه هو و أياكو و آيزوكو ضمن نطاقٍ كُرَوي...، نظر آيزوكو إليه و تحدّث بصعوبة و بأسلوب ساخر: أنت .. ما الذي أحضرك إلى هُنا؟؟ لا تقل لي أنك شعرت بالجوع و تظن أنك ستجعل من روحي طعاما سائغا لك كما فعلت بأتباعك منذ قليل ..؟
اقترب هيروشي من آيزوكو بعد أن ثبّته و أياكو بقدرةٍ ما و قد تحوّل إلى شكله الشبحي ثم أردف بابتسامة ماكرة و واثقة: أحسنت.. كلامك صحيح تماماً، لكن هناك عملٌ بسيط يجب علي القيام به قبل أن ألتهمك أيها الفتى..
كان آيزوكو و أياكو قد شعرا بالصدمة حين علما بأن هيروشي هو زعيم الأكوما نفسه، تقدّم هيروشي من أياكو بهدوء و مدّ ذراعه لها و تكلّم بصوته المجلجل: سأقتلكِ الآن أيتها المزعجة فبسببكِ فشلتُ في المرة السابقة!!
في قصر الحاكم و خلال تلك الأحداث، ظهرت هانا في القاعة التي كان الجميع فيها، و رأتهم متوتّرين جداً، التفت كيو إليها: هانا ساما، ما الذي أخرجكِ من القاعة صِفر؟! عودي إليها فالوضع ليس آمناً..!
قبل أن تردّ هانا التفتت إلى باكي الذي كان يحدّث هاتشيرو: سأبحث عن ذلك الأكوما قبل أن يسوء الوضع، لا أريدك أن تقف في طريقي هاتشيرو سان!
لم يسمح باكي للحاكم بالرد لكنه التفت سريعاً نحو ريو و كوسكي و هو لا يزال منفعلا: ريو، كوسكي، ستساعدانني في هذا ..!
تحدّثت هانا أخيراً: باكي سان.. أرجوك توقّف!!
التفت باكي إليها و ملامح الغضب تكتسح وجهه، ثم تحدّث محاولا تهدئة نفسه: لا...! لا يمكنني أن أقف دون فعل شيء...!
قاطعته هانا بعد أن قطّبت حاجبيها: لقد راودتني الرؤيا ثانية.. أرجوك توقّف فقط..!
شعر الجميع بالحيرة و التفتوا إليها، تساءلت ريو: ما الذي رأيتِه هانا ساما؟!
نظرت هانا إليها ثم التفتت إلى باكي مجددا و تحدّثت بشيء من التوتر: سينجح آيزوكو ساما و أياكو تشان في تولّي أمر زعيم الأكوما..، سينتصران لوحدهما، لم أرَك في تلك الرؤيا باكي سان، لهذا اترك الأمر لهما و حسب...
ظل باكي صامتاً للحظات لكنه لم يتقبّل فكرة أن يبقى هكذا دون أن يفعل شيئاً، تحرّكت شفاهُه لترفض الأمر: لكنني .. !
قاطعه هاتشيرو بلهجة حازمة: باكي..! ثق بما قالته هانا فقط و لا تقم بأي فعلٍ متهوّر.. أتفهم؟!
أخفض باكي رأسه، و شدّ على قبضته، ظن الجميع أنه سيخضع لأمر الحاكم، لكنه اختفى من المكان ليخالف الأمر تماما!! فاختفى كوسكي بعده ليلحق به، فعلى الرغم من أن لباكي سلطة أكبر منه إلا أن كوسكي قد أُعطِي أمراً مسبقاً بإيقافه كلما خالف الأوامر..
~
حاول آيزوكو تحرير نفسه حتى يوقف هيروشي لكنه لم يفلح حتى أن قدرة هيروشي التي قيّد بها الاثنين ليمنعهما عن الحركة قد منعت آيزوكو من استخدام طاقته...
كانت أياكو تنظر إلى هيروشي بتحدٍّ بينما هو يجمع طاقته في قبضته، و بمجرّد أن أطلقها نحوها حتى استجمعت قوّتها لتكسر القيد الذي حولها، ومضت قلادتها بقوّة لتشكّل حولها حاجزاً حماها في اللحظة الأخيرة .. !!
ازداد غضب هيروشي لتزداد قوة قذيفته، قاومتها أياكو بصعوبة هذه المرة و بدأت قدماها تحتكّان بالأرض إثرَ اندفاعها للخلف، و فجأة ... بدأت قلادتها تهتز بعنف .. ليظهر فيها شرخ عميق ... كانت طاقة هيروشي أكبر مما تحتمله قلادة قد تعرّضت للحرارة من قبل، لم يقم جو بصيانتها بعد البحث الأخير بسبب ضيق الوقت، فكان ذلك سبب ضعف القلادة، و لهذا فإن القلادة انكسرت بعد مُضيّ وقتٍ قصير من اهتزازها، و تبعثرت قِطَعُها إلى أشلاء فاختفى الحاجز ... لتتسع عينا أياكو و آيزوكو بتوتّر..!
أغمضت أياكو عينيها و صرخت بذُعر شديد ... كان آيزوكو قد توقّف عن مقاومة قيد زعيم الأكوما بسبب حجم الصدمة التي اعترته.......
[ لااه...! ]
كان هيروشي ينظر إلى المشهد و قد اعتلت وجهه ابتسامة خبيثة، لكنه صُدِم فجأة حين اندفع آيزوكو من مكانه بعد أن كُسِر قيده نحو أياكو ثم حملها بين يديه و اختفى مجددا بسرعة خاطفة...!
استمرّت الطاقة التي أطلقها هيروشي بالاندفاع لكنها أصابت جدار النطاق الكروي الأسود فاختفى، و استمرت الطاقة في الاندفاع أكثر إلى أن وصلت إلى البوابة الفاصلة بين العالمين و كسرت جزءاً منها ..!!!
في عالم البشر، كانت يوكي ممسكة بكوب من الشاي لتشربه و هي تقرأ الصحيفة، لكن المنزل اهتزّ فجأة فاهتز الشاي بداخل الكوب أيضاً و كاد ينسكب عليها..، لم تستمر الهزة طويلا، لكن يوكي شعرت بالقلق.. وضعت الكوب على الطاولة أمامها..
التفتت إلى جاكي الذي ركض بسرعة متجها نحو باب المنزل لينظر إلى الخارج، ثم تحدّث بتفاجؤ: السماء.. هناك ثقبٌ فيها ..!!
قامت يوكي من مكانها و أصابتها الحيرة فاتجهت إلى الباب: ثقب ..؟!
ثم نظرت إلى السماء لتُصدم بما رأته..، تحدّث جاكي ثانية بعد أن كان يتأمل ذلك الثقب: مستحيل ... نيتشان موجودة داخل ذلك المكان ...!
ازداد وقع الصدمة على يوكي فهي أيضا تمكّنت من رؤية أياكو..، لقد كان آيزوكو لا يزال يحملها، ثم أنزلها بهدوء لتقف على قدميها، نظرت إليه بشيء من الدهشة.. ثم همست: آيزو سان .. أنت ... جسدُكَ يومض بشدّة ... !
التفت آيزوكو إليها، ثم ابتسم و هو يرفع قلادته من حول عنقه، ثم لفّها حول عُنقِ أياكو التي اتسعت عيناها لتتكلّم بدهشة ثانية: آيزوكو .. ما الذي تفعله...؟ لماذا..؟!
استدار آيزوكو ثانية و وجّه نظراته الغاضبة نحو هيروشي الذي كان قد اشتعل غضباً لأن أسيرَيه قد أفلتا، تحدّث آيزوكو: لم أعد بحاجة للقلادة الآن، أنتِ تحتاجينها أكثر مني، فلقد وصل مستوى طاقتي إلى نسبة 100% ... كما أنني لستُ أقاتل من أجل الثأر لي فقط [ تذكّر لقطة موت والدي هانا و انقاذه لها ] ، و لستُ أقاتل من أجل شخص معين [ ظهرت أمام عينيه صورة جميع الأشباح الذي يتعامل معهم في العادة ] ، و لستُ أقاتل طمعا في القوة [ تذكّر الختم الذي زُرع في جسده ] ، ( أغمض عينيه و أطلق زفيراً عميقا ثم فتحها و قد امتلأ إصرارا ) بل أقاتل من أجل سلام هذا العالم و لستُ أكترثُ بما سيحصل لي حينها، أليس هذا واجب الأمير؟ << كلام و لا أروع آيزوكو كن .. غامباتّيه ~
ابتعد آيزوكو عنها، ليقترب من هيروشي، ثم اختفى فجأة ليظهر أمام هيروشي تماما، و قد وجّه نحوه لكمة خاطفة فتمكّن من إصابته...! ثم استمر بتوجيه الضربات نحوه دون أية رحمة...!
تجمّع الأكوما جميعهم فجأة على أياكو، و كادوا أن يصيبوها بهجومٍ موحّد لكنها أمسكت بقلادة آيزوكو التي كانت حول عنقها، فبدأت الطاقة تتجمع حولها، لتطلقها أياكو عليهم و تقتلهم بسهولة ..!
حدّثت أياكو نفسها و هي في حيرة من أمرها: " أقضيتُ عليهم بنسبة طاقة صغيرة هكذا..؟! ربما لأن مستوى طاقتي قد وصل إلى الـ 80% الآن، .. مهلا...! كيف علمتُ بنسبة طاقتي..؟!!"
بعد أن قضت أياكو على مجموعة من الأكوما، تألم هيروشي ثانية فأصابه آيزوكو إصابة بالغة حين فقد تركيزه، و ارتمى بعيداً عن آيزوكو بسبب قوة الضربة، وقف ثانية و قد وصل الغضب به إلى حدّ الجنون، أطلق صرخة مرتفعة لتحدث هزّة أخرى في عالم الأشباح و البشر أيضاً..
بدأ الناس بالتحرك في ذعر بعد مشاهدة ما يحدث عبر الثقب، كان هيروشي قد سحب من جميع الأكوما طاقاتهم و أبقى على القليل فقط منهم، فازداد حجم طاقته و بدأت عيناه تومضان بشدّة باللون الأحمر الذي بدأ يتحوّل إلى الأسود من شدّة القوة التي اكتسبها زعيم الشياطين في اللحظة الأخيرة..!
خرج إينوي من معمله و قد كان متوتّرا و هو ينظر إلى السماء حيث الثقب، و خرجت هارومي من خلفه، و سألته بقلق: ما الذي يحدث الآن إينوي كن..؟!
سأل شخصٌ ما السؤال ذاته: أجل، سُحقاً !.. ما الذي يجري في هذا اليوم..؟!
أجاب آخرٌ بسؤال آخر: إينوي.. لا تخبرني .. أن هذا من صُنعِ الأشباح الذين كنتَ تتحدّث عنهم!!
التفت إينوي إليهما، ثم أجاب بتوتّر: أجل، يبدو أن حرب الأكوما قد بدأت حقّاً... هارومي، يوسوي، كوهاكو سان، وجود ذلك الثقب يعني أن عالمنا لم يعد محميّا أبداً من الأكوما..
رد كوهاكو دون أن يقتنع بكلام إينوي: هيي ما الذي تتفوّه به..؟! كيف تعلم بهذا؟!
أجاب إينوي: لطالما كنتُ أتعامل مع الأشباح، يوسوي ني سان، لقد أخفيتُ عليك هذا طويلا، لقد كان أحد الأشباح معي حقّاً طول الوقت من بعد وفاة أمي...، لم أكن أعلمُ أن الشبح الذي يرافقني منذ صغري هو عدوّنا نفسه... تبّا! هذا لا يهم الآن، أريد أن أصل إلى القرب من ذلك الثقب..
أردف يوسوي سريعا: حسناً.. سأضطر لتصديقك فلقد واجهنا أشباحاً من قبل..، كوهاكو سان، اسمح لأخي أن يستخدم دراجتك النارية..
التفت كوهاكو إلى إينوي و هارومي الذين تحركا نحو دراجته المركونة بالقرب من المكان، تحدّث و هو لا يزال لا يفهم ما الذي يجري: هـ.. هيي .. انتظرا ..!
ركب إينوي في تلك الدراجة و خلفه هارومي التي كانت تحمل معدّات ما، ثم انطلق إينوي دون أن يتأخر ثانية واحدة..
|