عرض مشاركة واحدة
  #100  
قديم 10-24-2011, 05:22 PM
 
تحدّث كينشين أخيرا بعد أن تقدّم إليهم: كلّا.. لم يحن وقتُ الاستسلام بعد.. لا يزال هناك فرصة للنصر..
التفت كيو إليه: ما .. ماذا...؟!
شهقت ريو بذهول و هي تنظر إلى الثقب، ثم تحدّثت غير مصدّقة لما تراه: باكي سان.. هاتشيرو دونو.. إنهما يستعيدان وعيهما.. ثم .. ما .. ما هذا الضوء ؟!!
كما أشارت ريو، فإن أطراف باكي و هاتشيرو بدأتا بالتحرك، ثم قاما ليقفا على قدميهما ثانية، أطلق هاتشيرو تنهيدة متعبة و التفت إلى خلفه، إلى حيث وقف شخص ما و قد وضع يديه على ظهر كلّ من هاتشيرو و باكي حتّى يمدّهما بالطاقة..
ابتسم هاتشيرو ابتسامة هادئة متعبة بينما كانت النظرة المتفاجئة على وجه باكي الذي تحدّث: هذا.. هذا يفسر كل شيء.. قدرتي على التواصل معكِ، تمكّنُكِ من إعادتي إلى حالتي العادية بعد أن تحوّلتُ إلى شيطان كامل,, و ضعفُ الأكوما الغريب.. و الأهم.. اختيار القلادة لكِ كحارسة، أياكو تشان... لقد كنتِ أحد التينشي منذ البداية!!
أنزلت أياكو يديها إلى جانبيها، و رفعت رأسها و فتحت عينيها بهدوء، كانت ملابسها قد تغيرت إلى ثوبٍ أبيض، و ظهر لها جناحان أبيضان، و توهّجت عيناها التي تغير لونهما إلى الأزرق..
تقدّمت أياكو من هيروشي الذي التفت لها و تحدّث بغضب: تبّا لكِ أيتها الفتاة..! كيف صرتِ من التينشي هكذا..!؟
اقتربت منه أكثر، ثم رفعت يدها، و هي تحدّث نفسها: " الشعلة البلازمية السوداء هي طاقته الأساسية المرتبطة بروحه... إن أصبتُها فهذا يعني أنني سأقضي عليه..."
حاول هيروشي إصابتها بأن أطلق المزيد من طاقته عليها، لكن طلقاته كانت بمجرد أن تصل إلى أياكو تبدأ بالتلاشي لأنها كانت تصطدم بحقل طاقة شفاف حول الفتاة...
وضعت أياكو يدها على وسط صدرِ الأكوما فاخترقت جسده ليصرخ متألماً، و كانت لا تزال تفكر: " أنا أرى هذه الشعلة بوضوح.. قليلاً فقط و سأنتهي...."
أمسكت بشعلة الطاقة، و شدّت قبضتها عليها، صرخ هيروشي بقوة و حاول إبعادها عنه لكنه حين فتح عينيه تفاجأ بوجود تينشي آخر إلى جانب أياكو، لكنه كان أشبه بـ طيف فقط..
تمتم هيروشي بحنق و هو لا يزال يتألم: ريكا... أنتِ السبب في هذا ...!
كان طيف ريكا خلف أياكو تماما و كأنه يساندها، فابتسمت ريكا و سُمِعَ صدى صوتِها: لستُ أنا.. بل هذه الفتاة هي التِّنشي الذي سيتمكّن من إكمال ما لم أستطع إنجازه في حياتي..
تقدّم باكي و هاتشيرو ببطء و تلقائيا من أياكو، أو بالأحرى.. من ريكا، و هما مصدومان لرؤيتها... همس هاتشيرو: ريكا ... لا أكاد أصدّق ما تراه عيناي...
ابتسمت ريكا ابتسامة لطيفة ثم تحدّثت بعد أن التفتت إليه: هاتشيرو كن.. لقد اشتقتُ لرؤيتك كثيراً.. أشكرك لأنك اعتنيت بابننا الوحيد جيّداً، و أنت كذلك باكي كن.. أنا فخورة بكَ حقّا.. و سعيدة كذلك بما تفعله من أجل آيزو... أرجوكما كونا بجانبه دائماً..
في تلك الأثناء كانت أياكو قد ضغطت أكثر على شعلة الطاقة داخل جسد هيروشي الذي ازدادت حدة صراخه و ألمه، فبدأ جسده يتلاشى... التفتت ريكا إليه لتظهر نظرة جادة على وجهها..
تكلّمت بحدّة: سأعيد قوّة آيزوكو إليه و لن أجعلك تختفي من الحياة بها...
أدخلت ريكا يدها إلى جسد هيروشي أيضا، بدأت عينا أياكو تدمع حين صارت يدُها مندمجة بيد والدة آيزوكو، ثم همست: آيزو ...
اندمج طيف ريكا بشكل كامل بجسد أياكو حتى اختفى فيه، كاد جسد هيروشي يتلاشى تماما، فابتسم فجأة و هو يلتقط أنفاسه الأخيرة ليقول بمكر: صحيح أنكِ تمكنتِ مني في النهاية.. لكن الأمر لم ينتهي هُنا.. هُنالك من يحمل تاماشي نو سِتسُزوكو و الذي لن يختفي حتّى لو مِتّ الآن...
قبضت أياكو يدها أخيراً، فاختفى جسد هيروشي من أمامها و كأنه تبخر..، التفتت إلى آيزوكو و هي لا تزال قابضةً يدها، اقتربت منه و وضعت قبضتها على صدره، ثم فتحتها و أدخلت إلى جسده كُرة بيضاء مضيئة كانت ممسكة بها...، لونها الأبيض هو لون روح آيزوكو النقية نفسه..، بمجرّد أن أنهت أياكو الأمر حتى بدأت أجفان آيزوكو بالتحرك، و كذلك أطرافه..، فتح عينيه بهدوء، و نظر إليها فابتسمت له بابتسامة لطيفة ظهرت على وجهها..، ثم ساعدته على الوقوف...، و بمجرّد أن وقف آيزوكو على قدميه ثانية حتى بدأ الوهج حول أياكو ينطفئ و اختفى جناحاها، و عادت ملابسها كما كانت..، أغمضت عينيها و فقدت توازنها بسبب حجم الطاقة التي فقدته فتهاوت للأمام ليمسك آيزوكو بها، و قد اسند رأسها إلى صدره، ثم ضمّها بيديه.. و تحدّث و قد ظهرت على وجهه ابتسامة: أريغاتو .. أياكو..
رفعت رأسها لتنظر إليه فابتسمت أيضاً بابتسامة متعبة، لكنها فقدت وعيها..
تقدّم باكي منهما، و رمقهما بنظرة متأثرة..، كاد ينقض عليهما ليعانقهما لكنه توقّف فجأة و التفت إلى الخلف..، أو بالأحرى، نظر إلى الأسفل عبر الفتحة في البوابة فانتبه إلى أن إينوي و هارومي و جو و كيو و كوسكي و ريو كانوا واقعين في ورطة الـ..
؟؟؟: نحن من الصحافة ننقل لكم البث المباشر من وسط مدينة أوساكا، معنا أحد المخلوقات التي ظهرت فجأة، لهم أشكال البشر لكنهم مختلفون..!
وجّه الصحفيون الـ"مايكروفونات" إلى المعنيين، تحدّث أحد الصحفيين إلى إينوي: أخبرني أيها الفتى.. ماذا تكون هذه المخلوقات..؟
نظر إينوي إلى الصحفي و ثم إلى آخر قد دفع بالأول ليفوز باللقاء الصحفي و تدافع الصحفيون فظهر الارتباك على وجه إينوي...
تكلّم أحد الناس فجأة: سمعتُ أحد تلك المخلوقات يخبر هذا الفتى أنهم من الأشباح..!
أردف آخر: صحيح .. و أنا سمعتُه أيضاً..!
تكلّمت فتاة أخرى: كان شبحاً منهم...، له شعر أسود و عينان زرقاوان.. بدا وسيماً حقّاً .. !! <<< شو تقصدين ؟
كان كل من آيزوكو و هاتشيرو و باكي قد اختفوا من مكانهم ليهبطوا إلى أرض عالم البشر، فاستمعوا لكل ما قيل بين البشر، أطلق هاتشيرو ضحكة و حدّث باكي: إنهم ينادونك يا رجل.. سأرى ما الذي ستفعله الآن.. >> هاتشيرو يضحك !!
ابتسم باكي بارتباك: حسناً هاتشيرو سان.. ..، سأتولى الأمر لا تقلق.. << الله يعينك xD!!
اختفى جو و ريو من بين الازدحام ليظهرا عند هاتشيرو ثم انحنيا، ليتحدّث جو: سيدي، الوقتُ مناسب لغلق الثقب في البوابة، أنتظر الأوامر فقط..
التفت هاتشيرو إليه و أجاب: أجل، سنغلق ثقب البوابة حالا، بينما يتكفّل باكي بأمر البشر، ريو، جو، اجمعا بقايا طاقة الأكوما من هذا العالم، و قابلاني عند ثقب البوابة، سأكون هناك حتى أغلق الثقب على الفور..
انحنى ريو و جو مجددا و اختفيا و هاتشيرو أيضا، بينما اختفى كيو كذلك و تقدّم من آيزوكو الذي كان لا يزال ممسكا بأياكو، اقتربت هارومي منهم أيضا..
ظهر كوسكي إلى جانب آيزوكو و حمل أياكو عنه، فمدّ كيو يده إليها، و مدّ جسدها بالطاقة و بدأ يعالج جروحها باستخدام قدراته..
تحدّثت هارومي و هي تُخرج شيئا من بين معدات إينوي و تقدّمه لآيزوكو: آيزوكو سان، هذا المصل كنتُ أنا و إينوي نعمل عليه حتى يساعد في علاج جروح الأشباح..، اعتبره الشكر الذي نقدّمه إليك لما تفعله لنا..
نظر آيزوكو إلى المصل بين يدي هارومي بـ حيرة، التفت كيو إليه بينما لا يزال يعالج أياكو و ابتسم: آيزوكو ساما، يمكنك الوثوق بفاعليته فهو ممتاز حقّا..! أبهرتني مهارتك الطبية آنسة هارومي..
أطلقت هارومي ضحكة خجلة ثم أمسكت بذراع آيزوكو، و حقنت المصل فيها، فبدأت جروحه تتلاشى حقّا..!
من جهة أخرى، بينما كان إينوي لا يزال في تلك الورطة مع الصحافة و الإعلام، ظهر باكي أمام عدسة الكاميرا فجأة حائلا بينها و بين إينوي و ابتسم ابتسامة عريضة: كونيتشيوا مينّا سان، أتمنى أن تكونوا بخير، هذا أنا هوكايدو باكي، أحدّثكم نيابة عن جميع سكان الأشباح..
رمش إينوي بتعجب و هو يهمس: منذ متى و هو ماهر في أسلوب التقديم هكذا؟!
كانت المُراسِلَة الصحفية تنظر لباكي باستغراب و كذلك فعل المصوّر، ثم انتهزت المراسلة الفرصة و وجهت الأسئلة لباكي: عذرا سيد هوكايدو، هل لك أن تخبرنا المزيد عنكم..؟
أجاب باكي: هممممم... أمهليني لحظة واحدة، [ التفت نحو أحدهم ثم ناداه ] هيي كين سان... تعال إلى هنا رجاءً..!
اختفى كينشين من مكانه و ظهر إلى جانب باكي، التفت إليه و تحدّث: ما الأمر باكي سان؟
أغمض باكي عينيه و أجاب و قد اعتلت ابتسامة متكبّرة وجهه: البشر يريدوننا أن نخبرهم المزيد عنّا..، ما رأيك بأن نريهم شيئا من قدراتنا كأشباح..؟ أأنت مستعدّ كينشين سان؟
أجاب كينشين و قد أغمض عينيه: واكاتّا.. [فهمت..]
رمقهما إينوي بتعجّب شديد و تساءل في نفسه: " ما الذي سيفعلانه..؟!" << الله يستر بس
بدأ جسد باكي و كينشين بالتوهّج، اتسعت عينا إينوي دهشةً، ظهر أحدهم خلفه و أغمض عينيه له و حدّثه بهدوء: إن كنت لا تريد أن تفقد ذاكرتك فلا تنظر لهذا الوميض..
همس إينوي بارتياب: آيزوكو سان..
كان كيو قد وضع يده على عيني هارومي أيضاً، و أغمض كوسكي عينيه، و هو لا يزال يحمل أياكو بين يديه..، بوجود ذلك الوميض كان الزمن قد توقّف، توقّفت حركة الناس جميعهم من البشر فقط، بينما تمكن الأشباح من التحرك، طقطق باكي اصبعه مرة واحدة و كذلك فعل كينشين، فعاد الناس جميعهم إلى مواقعهم العادية، حتى لا يرتابوا بعد عودة الزمن للمضيّ ثانية، و فُقد من ذاكرتهم الجزء الذي يحتوي أمر الأشباح تماما..، استمر الأمر لوهلة واحدة فقط، كان هاتشيرو و جو و ريو قد أعادوا البوابة كما كانت في هذه اللحظة.. ثم عاد الزمن للمضيّ ثانية.
اختفى كل الأشباح من عالم البشر في تلك اللحظة، و كوسكي أيضاً بأياكو.. فتح إينوي عينيه و هارومي كذلك، ثم التفتا إلى بعضيهما..
تحدّثت هارومي بارتياب: لقد.. غادر الأشباح حقّا.. و الناس أيضاً عادوا إلى تحرّكاتهم الطبيعية..!
ظل إينوي صامتا لوهلة ثم ابتسم و أطلق ضحكة صغيرة و هو يضع معدّاته على الدراجة النارية ثانية، ثم تكلّم: أولئك الأشباح خارقون حقّاً..، هيا هارو، سنعود نحن أيضاً للمكان الذي كنا فيه..، أظنني سأواجه مشكلة حين ألتقي كوهاكو و يوسوي فمن المؤكد أنهما نسيا أنهما سمحا لي باستعارة دراجة كوهاكو النارية..

في عالم الأشباح، كان الأشباح أيضاً قد عادوا لوضعهم الطبيعي، على الرغم من إنهاك الكثير منهم..، لكن الطارئ الجديد كان خروج جميع العاملين في القصر ممن شاركوا في تلك المعركة إلى وسط القطاع "أ"، و تقدّمهم هاتشيرو الذي ظهرت ابتسامة راضية على وجهه..
تحدّث إلى عامة السكان بسرور: يا سكّان عالم الأشباح، أعلن رسميا انتهاء الحرب بين الأكوما و الأشباح فقد تغلّب الحارسان على زعيم الأكوما، لذا يمكنني القول أن عصر حرب الأكوما انتهى أخيراً..
تعالت هتافات سعيدة بين الأشباح، فابتسم جميع أشباح القصر بسعادة أيضاً، أنزل كوسكي بهدوء أياكو إلى الأرض حين أفاقت مجددا...، التفتت حولها ثم تحدّثت بهدوء: يبدو أنه فاتني شيء هُنا..
التفت باكي و ريو إليها، و بدأت عيناهما تتلألأن بشكل مضحك، ثم انقضّا على أياكو و عانقاها بقوة..
تحدّثت ريو و عيناها تدمعان: أوجو تشان كم أنا سعيدة لكل ما حدث.. ...!
أردف باكي و الدموع تنهمر من عينيه أيضا على الرغم من وجود ابتسامة غبية على وجهه: كنتُ أعلم منذ البداية أنكِ الأنسب لهذه المهمة و لهذا الفتى.. ... << بس خلاص
التفتت ريو إليه و تحدّثت و هي لا تزال تبكي فكانت طريقتها في الكلام مضحكة: صحيح كدنا ننسى هذا الأمر .. الآن لن يقف شيء بينكما أنتِ أوجو تشان و بوتشان.. باكي سينباي أطلب من آيزوكو ساما أن ينتهي من هذا الأمر...
ظهرت نظرات مرتبكة و رافضة للأمر على وجه أياكو: ما الذي تقولانه أيها الأحمقان.. ..؟! اتركاني أولا و أنا سأريكُما...!!!
تقدّم آيزوكو بخطىً ثابتة نحوهما، التفت هاتشيرو و جو و كيو و كوسكي و كينشين إليه، منتظرين ما سيقوله فقد سحب نفساً عميقاً، و أمسك بباكي و ريو من عنقهما من الخلف ثم تحدّث بابتسامة شريرة: هلّ لكما أن تبتعدا عنها و تتركاها و شأنها... رجاءً..؟
ابتعد الاثنان بارتباك عن أياكو و ابتسما بارتباك أيضا و اعتذرا من آيزوكو...
كان هاتشيرو مبتسما و هو ينظر إليهم، لكن ابتسامته اختفت ليحدّث اثنين خلفه بهمس: جو سان، كينشين، أعدّا نفسيكما ثانيةً من أجل البحث عن أي شبح يحمل تاماشي نو سِتسُزوكو...، غطّيا عالم الأشباح كاملاً في بحثكما ثم أعلماني بكل شيء..، يمكنكما الانصراف الآن.
انحنى كينشين و جو ثم اختفيا.
تحدّث هاتشيرو ثانية مخاطبا من حوله من أشباح القصر: بما أن الحرب انتهت و النتيجة كانت النصر، فأظن أنه لا بأس بالإعداد لاحتفالٍ في عالم الأشباح، و أيضاً، هُناك مناسبة أخرى تخصّ الأمير آيزوكو..
تقدّم آيزوكو إلى الأمام ليتوسّطهم و أغمض عينيه ثم تحدّث مخاطباً: غداً سأتم الثامنة عشرة و كما كان باكي و ريو يطلبان مني، أظنني سأعطي ردّي..
اتسعت عينا باكي و ريو و أياكو بتفاجؤ، كانت أياكو ترفض الأمر بشدة في داخلها، بينما تحمّس باكي و ريو، تحدّث باكي بلهفة: أجل آيزوكو سان هذا ما توقّعتُه منك.. فقد قُلها و أرحني أيها الفتى ..! >
التفت آيزوكو إلى أياكو و ابتسم، احمرّ وجه أياكو فأغمضت عينيها و أغلقت أذنها بيديها و حدّثت نفسها: " لا لا لا لالا لاااا...!! لا تقل شيئاً .. لا أريد أن أسمع !! " >
نظر آيزوكو إلى باكي و ريو و أكمل بسخرية: في الحقيقة لن أستجيب لطلبهما الآن، في الغد ربّما...
اشتعل باكي غضبا بينما أصيبت ريو بالإحباط..، أطلق آيزوكو ضحكة قوية و ألقى نظرة أخيرة عليهما ثم تقدّم من أياكو التي ابتسمت بعد أن شعرت بالراحة بعدها أمسك بيدها و اختفيا..
وضع هاتشيرو يده فجأة على كتف باكي، فهدأ و نظر إليه و تنهّد بحزن، حدّثه هاتشيرو: ربما فشلتَ في إقناعه في النهاية، لكن صدقني إن آيزوكو بدأ يفكّر في الموضوع حقّاً...، يحتاج فقط لبعض الوقت حتى يرتّب أفكاره ثم يتّخذ قراره النهائي..
ابتسم باكي مع شيء من الأسف ثم تحدّث: أجل، و شيء آخر، ربما لم يُعطِنا قراره الآن لكنه أعطانا شيئا آخر افتقدناه لسنوات..
تابعت ريو و هي تتقدّم من باكي و على وجهها ابتسامة هادئة: ضحكته تلك...، لقد نبعت هذه المرة من قلبه بصدق.
ظهر آيزوكو و أياكو في القاعة الرئيسية في القصر، ترك يدها ثم التفتا معاً إلى هانا التي تقدّمت منهما و هي مبتسمة: آيزوكو سان، أياكو، كنتُ أعلم أنكما ستفعلانها..
ابتسم الاثنان لها، ثم انتبهت أياكو على وجود تاماكي في المكان، كان يقف بهدوء كما هو دائماً، اقتربت منه ثم تحدّثت بعد أن انحنت ناظرة إليه: تاماكي كن، لماذا تبدو حزيناً دائماً هكذا؟ ألستَ سعيداً بانتهاء أمر الأكوما كشقيقتك الكبرى؟
تحدّث تاماكي بهدوء، دون أن تتغير ملامحه: بلى، شكراً لكما لأنكما انتهيتما من قاتل والديّ.. أظن أن والديّ كانا سيسعدان بهذا إن ظلّا على قيد الحياة معي.
التفتت هانا إليه و نظرت له بحزن، كذلك فعل آيزوكو و أياكو..، لكن أياكو ابتسمت له واضعة يدها على رأسه: لكن هانا معكَ الآن أليس كذلك؟ أنا و آيزوكو أيضاً سنكون معك فلا تحزن..
نظر تاماكي لها بتعجب، كما نظر آيزوكو و هانا إليها باستغراب، أكملت أياكو و قد ظهرت علامات الأسف على وجهها على الرغم من أن ابتسامتها لم تختفي: لقد ذكّرتني بشقيقي الأصغر، هو في مثل عمرك تقريباً لكنه مزعجٌ على عكسك أنت، فأنت ولد مهذّب تاماكي كن، و لهذا أنا متأكدة من أن والديك الآن سعيدان و فخوران بك جداً، ألا تظن ذلك..؟
دُهش تاماكي مما قالته أياكو، لكنه ابتسم بسعادة و تحدّث بحماس: أأنتِ واثقة من هذا أياكو سان؟!
أجابت أياكو بسرور: هاي ^^ .. [ أجل ]، واثقة تماما!
التفت تاماكي إلى شقيقته هانا و بدا مسرورا جدا: أسمعتِ هذا ني تشان..؟! والداي سعيدان الآن ..!
تعجّبت هانا، و تفاجأت حين اقترب شقيقها منها و عانقها، التفتت إلى أياكو التي ابتسمت بسعادة، ثم ابتسمت هانا أيضاً..، تحدّث آيزوكو من خلفها و قد ابتسم خافِضاً رأسه: أتلك هي لمسةُ التينشي الخاصة أم ماذا..؟ لقد أخرجتِ هذا الفتى من كآبته الغريبة..
أغمضت أياكو عينيها بتعالٍ و تحدّثت: لستُ بحاجة إلى قدرات التينشي تلك حتى أغيّر الحالة النفسية للأشخاص، تعلمُ أنني ماهرة في استقراء المشاعر و معالجتها، كما أنني قد غيّرتُ حالة أصعب من تاما كُن من قبل، أم أنّك نسيتَ هذا؟
تفاجأ آيزوكو فتحوّلت ملامحه إلى الغضب: ما الذي تقصدينه تماما.. ؟!!
ظهر باكي فجأة خلفه و ضربه على ظهره مازِحا و هو يقول [ لقد نالت منك مجدداً! ] ففقد آيزوكو توازنه لكنه استطاع أن يظل واقفا، فالتفت لباكي و صرخ بغضب أيضا: ماذا تظن أنك فاعل أنت أيضاً ؟!!!
أطلق الجميع ضحكة عليه، فاشتد غضبه لكنه فضّل أن يبقى صامتاً...، قدّم باكي صندوقاً صغيراً إلى آيزوكو و تحدّث بوجود ابتسامة لطيفة على وجهه: خذ هذا فأمّك قد تركته لك من أجل يوم ميلادك الثامن عشر..، لن أجبرك هذه المرة على شيء، فأنت أعلم بمصلحتك.
التقط آيزوكو ذلك الصندوق الأحمر من يد باكي، ثم تحدّث و قد ظهرت علامات جادّة على وجهه: حسناً.. في الحقيقة لقد اتّخذتُ قراري حقّاً..
لم تكن أياكو منتبهة لما يجري فلقد كان أمر ما يشغل تفكيرها، لكن وقوف آيزوكو أمامها جعلها تنتبه له و تساءلت حين رأت تلك النظرة المُصرّة على وجهه: ما الأمر آيزو سان؟
في هذا الوقت ظهر هاتشيرو في المكان، ثم ظهر من بعده كوسكي و ريو و كيو..
ابتسم آيزوكو و قال لها: أياكو، اسمحي لي أن أعطيكِ خاتم الخطبة هذا..
رفعت أياكو بصرها إليه، بدأت دموعها تظهر في عينها، و انسالت دمعة على خدّها: آيزو ... أأنت واثق...؟ لا تتسرّع هكذا! أنا لا يمكنني أن...
قاطعها آيزوكو: لم أتسرّع بل كنتُ أفكّر مليّاً، أنا واثق أن الأمور ستجري على ما يرام.
تدخّل باكي في الحوار: احم.. أياكو، كوني واثقة أن آيزوكو قد رتّب كل شيء بشكل جيد..
التفتت أياكو إليه و تكلّمت بتوتّر: لكن.. ماذا عن عالمي..؟! و عائلتي....!؟
أجابها هاتشيرو هذه المرة: نحن مستعدّون لإخبار عائلتكِ و إقناعهم بالأمر و ترتيب بقية الأمور..
نظرت أياكو إلى هاتشيرو و لم تقتنع بعدُ في الموضوع، أخفضت رأسها باستسلام و وضعت يديها على وجهها و هي تبكي: آيزوكو، لا أنكر أنني أريد أن أظل معك لكن... لا يمكنني و حسب...!
أمسك آيزوكو بيديها و رفعهما عن وجهها، فنظرت إليه بعينيها الدامعتين، حدّثها دون أن تظهر أي تعابير على وجهه: إن كنتِ لا تريدين هذا، فلا بأس.. لن أجبركِ على أمرٍ لا تريدينه..
تحدّث باكي بانزعاج: ديمو [لكن] ... !
التفت آيزوكو إليه دون أن تتغير ملامحه: يكفي باكي، لا يمكنني أن أرتبط بها ما دامت لا ترغب بذلك، لا يجب علي أن أكون أنانياً هكذا، كما أنني نسيتُ أمراً مهمّاً.. كيف لها أن تقبل بشخصٍ مثلي و هي تينشي بينما أنا مجرّد مسخ..؟
فوجئت أياكو بما قاله فأردفت بسرعة: لكنني لم أقل شيئا كهذا..!!
التفت آيزوكو إليها بعينين حادّتين و ردّ بحدّة أيضاً: و لا داعي لأن تقولي شيئاً.. لقد انتهى الأمر.
ظهر أحد ما فجأة في المكان، ابتسم باعتلاء و تحدّث: أوه.. هناك خطب ما جرى بين الأمير و صديقته.. أتساءل ما الذي جرى؟
التفتت الجميع إليه و تحدّثت هانا بحنق: يوشيدا..! لماذا جئتَ إلى هُنا..!؟
نظر يوشيدا إليها ثم تحدّث دون أن تغادر ابتسامته الماكرة: لا تقلقي، لم آتِ إلى هنا هذه المرة حتى أطلب منكِ القدوم معي، جئتُ من أجل آيزوكو كن..
التفت آيزوكو إليه و تحدّث بلهجة جافّة: و ما الذي تريده مني ...؟
ظلّ يوشيدا محدّقا بآيزوكو الذي كان ينظر له بغضب، و لم تختفِ تلك الابتسامة بل ازدادت مكراً..، ظهر اثنان في المكان..، فنظر الجميع لهما.
تحدّث هاتشيرو بتساؤل: كينشين، جو، لماذا عدتُما مبكّرا هكذا؟ هل انتهيتما من بحثكما؟
تحدّث جو بلهجة جادّة: ليس تماماً، لكن إحدى أجهزتي التقطت إشارة أكوما غريبة قادمة من هُنا.. ليست تلك الإشارة قادمة من باكي سان..
تابع كينشين و قد احتدّت عيناه: ليست لآيزوكو ساما أيضاً..، لكن صاحبها موجود هنا، إلا أنني لا أستطيع تحديد صاحبها، و لا أجهزة جو سان أيضاً..، تلك الطاقة مخفيّة بشكل مريب.
نظر الجميع لهما بارتياب، فجأة شعرت أياكو بشيء غريب، نبّهها إلى أمر ما، كما أن هانا قد راودها إحساس غريب بالقادم...
صرخت أياكو و هي تشير إلى شخص ما: آيزوكو سان احذر منه فهو يمتلك تلك الطاقة الغريبة..!!
التفت آيزوكو بسرعة خلفه لينظر إلى يوشيدا، الذي بدأت خصلات شعره تتحرك إثر الطاقة التي ظهرت حوله فانزاح شعره عن جبينه ليظهر "تاماشي نو سِتسُزوكو" عليه..، كان الختم قد تفعّل و بدت طاقته و كأنها تنبض...
ظهرت أنياب يوشيدا و مخالبه و أصبح لون بشرته داكنا، و بدأت تتوهج عيناه باللون الأحمر..!
انبعثت طاقة حوله على هيئة كرة سوداء، دخل آيزوكو في نطاقها لأنه كان الأقرب إلى يوشيدا، بينما أسرعت أياكو و أمسكت بباكي و دفعته للخلف و تكلّمت بتوتر: باكي سان لا تقترب من تلك الطاقة...!
استعاد باكي توازنه قبل أن يسقط بسبب دفعة أياكو له و نظر إليها بتفاجؤ، كانت أياكو تندفع بسرعة نحو تلك الكرة السوداء الشفافة و استطاعت اختراقها و الدخول إليها فمدّت ذراعها لتمسك بآيزوكو..، لكنها كانت متأخرة جدا و كان يوشيدا سريعا جدّاً..
التفت آيزوكو إليها بهدوء ثم هاجمها فجأة و أصابها ليلقيها خارج تلك الكرة..!!
أطلق يوشيدا ضحكة ماكرة و تحدّث: أحسنت أيها الفتى..! كم هو شعور رائع أن يعمل عدوي السابق تحت إمرتي..، آيزوكو، بأمر من زعيم الأكوما الجديد، اقضِ على هؤلاء فوراً..!!
صرخ باكي بغضب شديد: أيها السافل...!!!! متى أعطاك هيروشي ختم الزعامة هذا..!؟!!
أراد هاتشيرو أن يتدخل لكن آيزوكو التفت إليه سريعا و هاجمه، كانت عيناه تومضان باللون الأحمر، تفرّع ختمه حتى يغطّي جسده كاملاً، ظهرت أنيابه، و لكن الأمر المختلف كان تغيّر لون بشرته و ظهور جناحين أسودين على ظهره..، علم الجميع في تلك اللحظة أن آيزوكو قد تحوّل إلى أكوما كامل..!


صرخ هاتشيرو: فلنبتعد من هنا حالاً..!!!
اختفى الجميع من المكان .. أمسك كوسكي بهانا و كيو بشقيقها تاماكي، و جو بأياكو، و كينشين طوّق باكي مستخدماً طاقته بقوة، و اختفوا بهم.. أما ريو فقد كلّفت نفسها بالمهمة الأصعب و هي اخلاء القصر بأكمله نظراً لقدرتها التي تكمن في سرعتها الفائقة..
ظهر الجميع خارج القصر أمام المدخل، رفع هاتشيرو يديه ثانية ليظهر حاجز الطاقة، و يمنع طاقة آيزوكو السوداء من الامتداد أكثر، فلقد كان حجم طاقته كبيراً جدا جعلت جزءا كبيرا من القصر ينهار...!
انتهى الأمر بعد ثوانٍ من دوي صوت الانفجار و تهدُّم القصر، كان الدخان الناتج من الانهيار هو الشيء الوحيد الذي يتحرّك في المكان، لقد ظل كل شخص في ذلك المكان ساكنا في موقعه ينظر للأمر بذهول..
أنزل هاتشيرو ذراعيه بعد أن أخفى الحاجز، و أخفض رأسه و شدّ على قبضته: سُحقاً ..!!
__________________
،
،
،