البارت السابع
.................................................................................................... ............................
بينما كانت ليليانفي السوق رأت وجها مألوفا جدا بالنسبة لها
ثم تمتمت: انها ديالا ..
كانت ديالا تقف مع رجل يرتدي بدلة سوداءوذو شكل مريب ,وتشير الى بعض الاماكن , انتبهت ديالا الى ليليان المدهوشة , اشارت ديالا بسرعة فذهب واختبأ في مكان ما...
اتجهت ديالا نحو ليليان وقالت : آه عزيزتي ليليان, اين انت بل اين انتم جمعيا ؟؟
لم تعودا منذ تلك الرحلة , مرت 3 سنوات لم اركم فيها..
ليليان بجدية : مع من كنت تتحدثين ؟؟
ديالا بارتباك : انه شخص يسأل عن مكان شيء ما ..
ليليان: لم تهديني اقتنع بردود ك , لطالما لم تكن تعجبني..
ديالا بارتباك اكبر: لم تتغيري ليلي , برأيك من يمكن ان يكون ذلك الشخص ؟ لا تعطي الامور اكبر من حجمها .
ليليان: حسنا اذا وداعا .
ثم تحدث نفسها : اتسائل ... كيف جائت الى الطرف الآخر من المدينة ؟؟ انا لا استطيع العودة الى منزلي
... آه لو اعرف فقط ..
لمحت ليليان ديالا مرة اخرى وهي برفقة ذلك الشخص ,
وقفت ليليان عن كثب محاولة استراق السمع , ثم سمعت كلمات متقطعة : بيت ... بيضاء ... البرج ...
ثم سمعت شخصا يصرخ بقوة: ليليااااان ... احذري
لم تشعر الا وقد ارتطم جسدها بالأرض ...بدأت ترى دما يسيل امام عينيها .... لم تفكر ابدا في كونه دمها
فهي لات تشعر بأي الم !!
حاولت النهوض ولكنها لم تستطع بسبب الثقل الذي فوقها، سحبت جسدها بقوة , صدمت بما رأته , جثت على ركبتيها ... نطقت بذهول : ممـ....من ؟ فـ...فادي!!!
لم تكد ترفع رأسها حتى سمعت تلك الضحكة المجلجلة
ثم سمعت صوتا خشنا يقول : عصفوران بحجر واحد ..
أحسّت ليليان بيد تلامس قدميها , نظرت الى الاسفل سمعت ذلك الشاب يقول :ليـ..لي , اهربي .... ارجوك
امسكت ليليان يده وقالت : يستحيل ان ادعك هنا وحدك..
اخرج ذلك الأسود مسدسه وقال: لن يغادر احد منكما ,
ليليان صاحبة اللؤلؤة السماوية وفادي المصمم المعماري ابن السادسة عشرة, التفتت ليليان وهي ترى ديالا منكسة رأسها بعد سماعها سؤال ذلك الرجل : وما لون لؤلؤته ديالا؟؟
ديالا: بـ..بيضاء..
صرخت ليليان: انت ديالا ؟؟ هل وصلت خيانتك الى هذا الحد ؟؟
تمتم فادي: دعيها ليلي... لاذنب لها ..
صرخت ليليان : ما الذي يحدث من حولي ؟؟؟
رأت ميرا تخترق الصفوف وتقول : ليلي.. أيـ ... ثم تشهق وتقول : ما هذا ؟؟ انت بخير ليلي ؟؟ ومن هؤلاء الأشخاص؟؟ ... من بيدك يكاد ان يموت!!!
هتفت ليليان : فادي .. تماسك ..ثم تنظر اليهم وتقول : ان كان هذا المصمم المعماري حقا يهمكم فعليكم ان تنقذوا حياته اولا ..
الرجل : حسنا نجحت في استغلالنا, مع ان السيد نعيم سيغضب ان علم بما سنفعله , انت .. اطلب اللاسعاف , وانت خذ منهما اللآلئ بأي طريقة .
خرج صوت مبحوح من بين هذه الاصوات : احمـ..ق
لؤلؤ..تي فقدتها منذ 3 سنوات .
وجّه الرجل نظره الى ديالا وقال بحنق : فسّري ما سمعناه الآن .
ديالا بخوف: صدّقني , لا اعلم ان كانت اللآلئ مهم ام لا , كل ما اعرفه , هو من يمتلك أي لؤلؤة وحسب.
وصلت الاسعاف .. رُفع فادي اليها ,ارادت ليليان الركوب , امسك الرجل بيدها وقال : الى اين ؟؟
ليليان : لا تظن اني سأذهب معك قبل ان يعود اخي سليما معافى , ثم لا يحق لك ان تلمس يدي .
سحبت يدها بقوة , مما جعله ينفر ويذهب .
....................................................................
قالت بقلق : الا تظن انه تأخر ؟؟
قال و هو يقرأ الصحيفة : كلا , عمله العجيب ذاك يجعله يعود في أي وقت .
ــ حسنا .
.................................................................
جلست تنظر باستغراب , ايمكن ان يكون هو فعلا ؟
اختلطت الافكار في ذهنها , كيف عرفها بهذه السرعة ؟
رسمت ابتسامة شاحبة على وجهها وهي ترى ذلك الوجه الابيض الذي يتصبب عرقاَ لطالما تمنت ان تراه .. ثم تمتمت : اتمنى ان ارى بقية هذه الوجوه ..
وصلت السيارة ... نزلوا جمعيا ..ذلك المكان لطالما كانت تخافه عندما كانت صغيرة.... ولازالت ..
دخل فادي غرفته ...طمأنها الطبيب على حاله , خرجت تتمشى بين الممرات , لتسّلي قلقها ...ذهبت الى حديقة المشفى .. رأت طفلة صغيرة وذلك الأنبوب موصل بذراعها , ووالدتها معها , لم تكن الطفلة الأولى التي تراها ليليان هكذا , ولكنها جذبتها لسبب تجهله , ذهبت والدة تلك الطفلة لتحضر شيئا , اقتربت ليليان من الطفلة وسألتها : ما اسمك يا صغيرة؟
اجابت : رفاه ..
ابتسمت ليليان : اسم جميل..
سألتها ليليان: كم هو عمرك ؟
رفعت الصغيرة اصابعها بطريقة فوضوية وهي تحاول تعديلها قياسا لعمرها , فرفعت 7 اصابع وقالت : 6
ثم قامت بثني احد الاصابع وقالت : هكذا صحيح .
اخذت ليليان تلهو معها قليلا ثم ودعتها ذاهبة الى غرفة فادي دخلتها ثم جلست مجددا على الكرسي بجانب السرير , تناولت احدى المجلات وبدأت بتصفحها ..
فتح فادي عينيه ببطء انتبهت ليليان لذلك وقالت: أأنت بخير ؟؟
اجاب: هل كنت نائما أم فاقدا للوعي؟
ضحكت : لا , كنت نائما .
اجاب: اذا انا بخير .
ــ الحمد لله .
اعتدل فادي في جلسته , وغلغل اصابعه في شعره البني
ثم قال: ياله من يوم .
قالت: اتقصد الامس؟
فادي: اجل .
ليليان: اراك متعبا ولا اريد استعجالك بالأسئلة , لكني فعلا في حيرة من امري , خصوصا قصة كونك مصمم معماري مرموق !
ضحك فادي من كلامها واستند الى الخلف ثم وضع رأسه بين ذراعيه : انت لم تعرفي موهبة اخيك التي تتحدث البلاد كلها عنها .
ليليان باستنكار: ماذا ؟ وانا آخر من يعلم ؟
ثم ابتسمت ابتسامة رضا وقالت : انا لا اصدق ان فادي ذاك الصبي المشاغب هو انت !
فادي : حتى انا لا اصدق ذلك .
رفعت احد حاجبيها : حقا ؟
فادي : كفي عن هذا .
ضحكت بخفة ثم اردفت : اريد ان اعرف كيف نجوتم من النهر ؟
فادي: كل ما في الامر اننا وصلنا الضفة سباحة .
ليليان : فقط ؟
فادي: وماذا تظنين ان يكون؟
ليليان : الم تفكروا بالبحث عني ؟
فادي : بالطبع فكرنا بل وبحثنا حتى شاب شعر رؤوسنا.
لم نستطع العودة الى الطرف الآخر من المدينة , صار ابي يذهب كل يوم الى عمله عن طريق القارب بعد ان رفضنا جميعا ذلك لخوفنا الشديد من القوارب المهم بعد ذلك بدأت موهبتي بالظهور حيث اصبحت مصمما معماريا مذ كنت في الرابعة عشرة , وبدأ الشركات الحكومية تتبنى موهبتي ,اتعرفين البرج الميداني ؟
ليليان : لا تقل لي انك صممته .
فادي : بالضبط .
ليليان : مستحيييل, لا اصدقك .
فادي : انها الحقيقة .
ليليان : انت مذهل , لكن اياك ان تغتر .
فادي : ههههه , لا تقلقي.
طرق الطبيب الباب ثم دخل وقال : كيف حالك الآن فادي ؟
فادي: الحمد لله , بخير.
الطبيب: هذا جيد
لمحت ليليان شخصا يلوح لها من الخارج , ذهبت ثم قالت : ميرا ؟
ميرا : من ذلك الفتى ؟
ابتسمت ليليان : انه أخي .
ميرا : واااو متأكدة ؟
ليليان : اجل .
ميرا : مبارك عزيزتي , اتمنى ان تجديهم جميعا .
لدي مفاجأة لك .
ليليان: أي نوع من المفاجآت هي ؟
ميرا : من المفاجآت الرائعة جدا .
ليليان : اذن اريني .
اخرجت ميرا محفظة من جيبها ثم فتحتها اما ليليان التي قالت : رااائع
لا اصدق انك وجدت 3 من
لآلئنا , اشكرك من كل قلبي .
ميرا : لا تشكريني , فأنا لم أبذل جهدا .
ليليان : ماذا تعنين ؟
ميرا : وجدتها لدى الشرطة
ليليان : لم يخطر ببالي .
ميرا: لأنك لست ذكية مثل ميرا .
ليليان :على كل , شكرا جزيلا .
ميرا: لا شكر على واجب , الى اللقاء .
ليليان :الى اين ؟
ميرا : لا شك انك تودين البقاء مع فادي , وانا لا اريد البقاء في المشفى , فأنا لا احبها .
ليليان: حسنا , الى اللقاء.
.....................................................................
كان السكون يخيم على المكان ... عاد للتو من دورة المياه , استند الى الجدار وهو ممسك بذراعه , مشى في ذلك الممر , عادة ما تكون المشفى حيوية في معظم الاوقات , لكنها كانت هادئة لأن الوقت كان متأ خرا للغاية ..
ما ان كاد يجلس على السرير حتى فُتح الباب , دخل احدهم وهو ممسك بمسدسه ..
...............................................................
انتهى البارت ..
لا تعليق..
اتمنى يكون البارت عجبكم
|