عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-04-2005, 03:02 PM
 
مشاركة: ملفات شخصية محترقة بالعلن

أشعر بالوفاء الاحمق تجاه ما يحيط بي..حتى الاصوات التي تسكنني..سافرت اليوم سيدة عمري و اشرقت في بلاد أخرى و منذ قليل بكيت على الهاتف معلنة وحدتي في منزل لا اسمع فيه إلا خطواتي..و كلمة (عودي) و أتذكر كل القصائد التي قرأتها معلناً فيها الشعراء عن رفع راية الوحدة القاتمة مرددين (عودي)..لكن من عادت منهن بسماع هذه الكلمة؟

سمعت صوت اخواتها يستمتعن بحضورها المشرق,و أحدثهن واحدة تلو الاخرى و أسألهن عن حالهن و ألم يكتفين منها ااعيدوها إلي؟ و يستنكرن معترضات و كأن بيدي القرار
هيا عودي يا اميرتي..و ترد علي (توي واصلة لسة بثياب السفر) اخبرتها بأنها تأخرت على المنزل,تباً لكل التواقيت التي لا اسمع فيها تذمرها اليومي..و منذ اليوم سأبدأ برنامجي في اليتم بعيداً عنها..و اتذكر رجائي العقيم لامي حين ذهبت اخر مرة تلد فيها بأنني سأسمع الكلام و سأنام مبكراً و سأحل واجباتي قبل اللعب و سأكل كل ما تقوله لي و سأشرب الحليب و لن اهرب عندما تريد عقابي..لكنها لم تسمع نصف رجائي..

واتصل والدي ليطمئن على وحيدته المستوحشة و يسألني تتغدي بره؟
أشعر بالوحدة الغريبة كأنني سافرت و تغربت و انا في بيتي..و أميل للمرابطة في البيت
و أتذكر..(لن يكون لي بيت) أنا كاليهود مشردة بلا بيت و اعيش هنا كما يعيش اليهودي في ارض الفلسطينيين..مجرد طفيلية , و أشعر بالرغبة العميقة للبكاء

و اقرأ للبياتي:"كان شهيد الوطن الصاعد من قاع الابداع غريقاً في النور"

ذاك الملاك الشيطاني كم توق نفسي لاختطافه و وضعه في ورقة ابتلعها ليصبح مني و فيني ولا يخرج من حدودي ما حييت و اذا مت..ذاب ترابه بترابي..
لنتوحد في يوم التلاقي والى ذلك اليوم اعيش في رجفة الخوف من غدٍ مرير يشبه غد عائشة..فقد أحبها عشرون عاماً دون أن يلتقيها و حين التقاها ماتت :00:

و اسمع هاتفي يصدح بصوت فيروز..(ما تندهي مافي حدا....)
و ابتسم هامسة لنفسي:"حتى أنت يا بروتوس"!!
__________________
يمكن للأفكــــار و الكلمـــات أن تغير العالم إن وجدت في مكانها الصحيح