البارت الثامن
.....................................................................
ما ان كاد يجلس على السرير حتى فُتح الباب , دخل احدهم وهو ممسك بمسدسه , أحسّ فادي ببعض الرهبة,
امتدت يد ذلك الشخص لتضيء الغرفة , ونزع قبعته لينسدل شعرها الأسود الحريري الطويل على ظهرها
وتنزع النظارة لتبرز عيناها الخضراوان من خلفها ,وقد ابتسمت ابتسامة خفيفة جعلت فادي يصرخ :ليليان, أتظنين أن الوقت مناسب لألاعيبك ؟؟
ليليان :اووه , انظرو من يتكلم , الم تكن رائداً في مجال المزاح الثقيل ؟؟
اقتربت منه وجلست على السرير , وضعت يدها على رأسه برغم انه كان اطول منها , وقالت : آخي الصغير لا تغضب يا عزيزي ..
قال بملل : أريد أن أناام ..
بدأت تغني : نم يا صغيري نم بسلام.. نم وستصحبك الأحلا...
فادي مقاطعا: اصمتي واخرجي من هنااا... مع انني لا أنكر ان صوتك صار أجمل من السابق .
ليليان: اوه , حقا ؟ هذه شهادة أعتز بها وأفخر , اظن انني أطلت الزيارة , حسنا , الى اللقاء .
فادي: أطلتها فقط ..
ليليان : هل قلت شيئا يا عزيزي ؟ اقصد يا أخي الأصغر؟
فادي بملل : لا , قلت صحبتك السلامة .
ليليان : حسنا , اشكرك .
فادي : لا شكر على واجب , اخرجيييي.
ليليان: وهذا ما أفعله .
خرجت ليليان , أغلقت الباب خلفها , تنهدت وقالت: يا إلهي , البقاء في المشفى ممل جدا , كيف كانت أمي تقضي النهار كلّه فيها ؟ حتى فادي لا يسليني مع انّه كان مسليّا في الماضي ...
.....................................................................
قالت بقلق والدمع قد انهمر على وجهها : ارجوك , افعل شيئا , هذا لا يعقل .
قال بانفعال : اهدئي يا امرأة ودعيني افكر , لن نتوصل الى حل هكذا .
قالت : هاقد هدأت .
ــ جيد .
...............................................................
في الصباح ...
رفعت يديها الى الأعلى في نشاط ورفعت عنه الغطاءوفتحت كل النوافذ, مما جعل الشمس تسقط عليه بكل قوتها , ثم قالت : استيقظ ايها الكسوول .
فادي: الا تعرفين طريقة , افضل من هذه ؟
ليليان : كلا,فأنا اعرف ان نومك ثقيل .
فادي بكسل: ها قد استيقظت .
ليليان:الا تشعر ان ذراعك قد تحسّن ؟
فادي: كثيراً
ليليان: لقد قال الطبيب ان بإمكانك الخروج اليوم .
فادي: آمل ذلك .
وبعد ساعات دخل الطبيب وهو يحمل ملف الكشف وقال: فادي, لدي خبر سارّ لك , يمكنك الخروج اليوم .
فادي: ممتاز.
الطبيب: أعلم ان ذلك ممتاز , لكن لا تقسو على ذراعك, فهي قد تؤلمك لمجرد ارتطام بسيط .
خرج الطبيب , تنهّدت ليليان تنهيدة قصيرة تنم عن ارتياحها , ثم أردفت: الحمد لله , وأخيرا لن تعود أيام المشفى المملة مجدداً.
فادي وهو ينظر إليها بطرف عين: حقاً؟ أهذا ما يهمك ؟
ليليان ببلاهة: بالتأكيد تهّمني سلامتك يا أخي الأصغر .
فادي: كفي عن قول هذا , من يسمع يظن ان الفرق بيني وبينك هو 10 سنوات , وليس سنتان فقط !
ليليان: هيا ارتدِ ملابسك, بدلاً من هذه الملابس الخضراء التي مللت النظر إليها .
فادي: أتعلمين كنت انوي تبديلها , لكن من أجلك فقط يا أختي الكبرى , لن أفعل ذلك .
ليليان: كفّ عن الثرثرة , لا أريد البقاء هنا فترة أطول.
ارتدى فادي بنطاله الأسود الجينز وقميصه الأبيض , وكذلك ليليان بدلّت ملابسها واستعدا للذهاب .
وعند الحديقة رأت ليليان شخصا , فاتجهت من فورها الى بائع الحلوى الذي في باحة المشفى , اشترت منه بعض الحلوى وذهبت ناحية تلك الطفلة الصغيرة :مرحبا رفاه.
ابتسمت رفاه بسعادة وقالت: أهلا.
ليليان: اردت ان أودعك لأنني سأرحل اليوم , تقبّلي هذه الحلوى منّي.
رفاه: أريد ان أهمس لك .
أحنت ليليان رأسها وقالت: ماذا؟
طبعت رفاه قبلة على خد ليليان وقالت: أحبك .
ابتسمت ليليان : وانا كذلك ايتها الجميلة .
ودعتها عائدة اى فادي وبقيت رفاه تلوح لها من بعيد

رفاه
العمر: 6
طفلة خجولة ورقيقة , دورها في القصة بين المهمة والبساطة .
فادي: من تلك الطفلة ؟
ليليان: انها طفلة مريضة في المشفى تعرفت عليها , في الحقيقية كلما رأيتها تذكرت لانا .
فادي: عمر لانا الآن هو 7 سنوات .
ليليان: يا إلهي كم اشتقت إليها!
فادي: لقد صارت أكثر شغبا من السابق وكذلك وسيم .
ليليان: وسيم لا ألومه , فهو يحذو حذوك تماما .
فادي: هههههه
ليليان: وماذا عن لين المسكينة ؟
فادي: صارت مدللّة ماما , مع أن لانا صارت تندرج كثيرا مع وسيم .
ليليان: فادي .
فادي: نعم ؟
ليليان:أتظن انك ستكون بأمان هكذا؟
فادي: ماذا تقصدين ؟
ليليان: الا تظن ان مظهرك بحاجة اى التغيير؟
فادي: اممم ... ربما .
اشتريا شعرا مستعارا اشقرا .
دخلا غرفة قد استأجراها في أحد الفنادق , جرب فادي التنكر , فقالت ليليان بعد ضحك طويل: لا أظن ان هذا التنكر يليق بك مطلقا .
سحب نظارتها الشمسية من فوق رأسها وقال: ما رأيك الآن؟
ليليان: أحمق هذه نظارة نسائية,اين نظارتك؟
فادي: حاليّا لا أمتلك واحدة .
ليليان: اذا لمَ لمْ تشتري ؟
فادي: ليس موضوعنا الآن , سأضع قبعة , وسأرتدي الشعر المستعار سواءٌ اكان مناسبا ام لا, فأنا أريد تغيير مظهري وحسب , مع أنني غير مقتنع بالفكرة , واظن انهم سيعرفونني مع التنكر او بغيره .
ليليان: ما هذا التشاؤم ؟ انت انسان معقّد .
فادي: دعينا من هذا , أتفكرين بالعودة الى المنزل؟
اطبقت ليليان شفتيها ولم تنطق بكلمة , بينما تمدد هو على السرير وقال: عندما تقررين , ايقظيني ...
................................................................
انتهى البارت.
بم ستجيب ليليان؟
ما هي توقعاتكم ؟
هل لديكم أي انتقادات ؟
اتمنى يكون عجبكم .
....................................................................

تابعوا أحداث البارت القادم من (اللآلئ السبعة) لتعرفوا المزيد


يا ويلكم لو ما شفت ردودو:n3m: :rose: