11-01-2011, 08:15 PM
|
|
قصة جميله عن الفيلسوف ( سقراط ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم كان سقراط من الطبقة الدنيا الفقيرة. ولم يكن حسن الخِلقةِ ولا جميل الطلعة , وإنما كان قبيح المنظر ; إذ كان أفطس الأنف عريض الجبهة , قصير القامة , ولكنه طيب القلب نافذ البصيرة شديد الفطنة , ويقال: انه تعلم مهنة أبيه , ولكنه لم يمض فيها , وكان كغيره من الشبّان يختلف إلى المجالس العامة وإلى محال الألعاب الرياضية , ويستمع إلى الخطباء . كان يحاور كل من لقيه ضروباً من الحوار غريبةٌ لم يألفها الناس , فقد كانت الفاظه راقية ومهذبه وقوية ساحرةً . ولذا أُعجب به الشبّان , ولم يكن له موضوع بعينه يدرسه او يحاور فيه , وإنما كان يدرس كل شيئٍ , لم تكن له مدرسة ثابتة فقد كان مدرسة متنقلة , يحاور في الميادين العامة والحوانيت , وفي الملاعب الرياضية , ولعلّ أهم ماتميز به كان حسن الدعابة , بل لم يكن حواره إلا دعابة متصلة وهزلاً مستمراً , ولكن هذه الدعابة والهزل لم يكونا إلا ستارًا لطيفاً لما يتميز به من فكر وجدّ. ذاعت شهرة سقراط بين الناس فبدأوا يأتون من أقطار الأرض ; ليلقوه , ويتحدثوا غليه , وكان لا يتقاضى على عمله أجراً ; لأنه كان يعتقد أنه لايعلم النّاس شيئاً . ولكن حادثة غيرت من رأي سقراط في نفسه , فقد تناهى إلى سمعه أن النّاس سألوا كبير حكماء أثيتا إن كان بين فلاسفة اليونان وحكمائهم من يفوق سقراط فلسفةً وحكمةً , فأجابهم بالنفي , بدأ سقراط الذي لم يكن يرى في نفسه هذه المكانة , ويعدُ نفسه أشد الناس جهلاً , وأقلهم حظاً من العلم والفلسفة , يبحث عن السبب الذي يجعله أحكم الناس وأحسنهم فلسفة في عين كبير الحكماء , فقابل بحثه الحكماء والفلاسفة والشعراء والكتّاب , والصّنّاع وأهل الفن , يحادثهم ويسألهم حتى توصل إلى انه أحكم الناس حقاً ; إذ رأى فئة الحكماء والفلاسفة شديدة الغرور بحظها من العلم والفلسفة أو الشعر والفن , وأدرك أنها شديدة الجهل بنفسها , ورأى أنه الوحيد الذي لايغرّه شيئ ٌ , وأيقن أنه أكثر الحكماء تواضعاً وقرباً من الناس , وانه الوحيد الذي أدرك حكمه القدماء المعروفه : << إعرف نفسك بنفسك >> فاتخذها شعاراً لحياته وحواره وتعليمه الناس .
__________________ وإذا ما خلا الجبــان بأرض طلب الطعن وحده والـــــــــنزالا |