(جزء الاول ) :n3m: :a7eh: .................. التمهيــــــــــــــــــــــــــــد ...................... نـشــــــــــأة الــــــدَّروز وصلتهـــــــــــم بالإسمــــاعيليـــــــــــــــة البــاطنيــــــــــة : ((الــــــــــدروز : واحد دروز الثوب ونحوه وهو فارسي معرب ، ويقال للقمل والصئبان : بنات الدروز . والـــــــــــدروز : زئير الثوب وماؤه ، وهو دخيل ، وجمعه دروز . وبنــــــــــو درز : الخياطون والحياكة ، وأولاد درزة : الغوغاء . والـعـــرب تقــــول للـــدعي : هو أبن درزة ، وذلك إذا كان أبن أمة تساعي ، فجاءت به من المساعاة ولا يعرف له أب ))[ابن منظور : لسان العرب ،ص 348] . وأمـــــا طــائـفــة الــدروز : فهم فرقة باطنية يعتبرون أنفسهم منذ ما يقارب من ألف سنة في دور الستر فلا يكشفون أمر عقائدهم بما يلقي أضوء على مذهبهم . والبــــــــاطنيـــة بعـــامـــــــة : هو مذهب خفي اتخذه أصحاب وقاء من نقمة مخالفيهم في لاعتقاد ، شرعة اليونان القدماء ، فهو منسوب إلى أرسطو وأفلاطون وأتباع فيثاغورس ، ومن هذه المصادر الثلاث أنحدر المذهب إلأى الدروز ، الذين يعتبرون هؤلاء الفلاسفة أسيادهم الروحيين ، ثم طبقوا هذا المذهب على تعالليم الإسلامية ، ثم أحاطوه بالحذر والكتمان حتى اليوم . فالمعـــــــروف أن هؤلاء الأقوام لا يحبون أن يلقبوا بهذا اللقب ( الــــدروز ) ويستنكرون أن ينسبهم أحد إلى الداعي ( نــونشتكيــــن الــــدرزي )الذي رأينا أنهم يرمونه بالإلحاد والخروج عن دعوتهم وعقيدتهم ، ويطلقون علي أنفسهم ( المـــوحديــــن ) وهو الأسم الذي عرفوا به في كتبهم ، وهذا يوضح أن لقب الدروز كان نسبة إلى نشتكين الدرزي . وهنـــاك من ينســـب أســـــــم إلى الحـــركة العسكـــرية لآمذهبية ، وأنهم ينتسبــــون إلى القــائد الفـــاطمي ابى منصــــور ( نـوشتكيـــن الــــدرزي ) وهذا قالـــــه سليم ابــو إسمـاعيـــل في كتاب ( الدروز ــ وجودهم ــ ومذهبهم وتوطنهم : ص 65 ،64 )علمــاً بإن هذا الكلام لا يسند الى أي دليل أو أي واقع تاريخي ... لان هذا القائد ظهر بعد عصر الحاكم ولا يوجد علاقة بينة وبين هذه الطائفة . وهناك من يقول أن نسبهم يعود إلى ( الكونت دي دروكس ) الفرنسي إحدى قادة الصليبيين الذين هربوا إلى جواز الدروز بعد هزيمتهم في عكا . بينمــا تقـــول كاتبـــة أخرى أن أســـم الــدروز جــــاء من : حمـــــزة ابن علـــــي نفســــة . وهـــــذه المـزاعــــــم أيضـــا لا تـؤيـــدهـــا أية أخبــــار تــاريخيـــة .. إنمـــا هــي تخيــــلات لا أســـــاس لهــــا من الصحــــــة . ولا ريب أن المكان الذي أنتشر به العقيدة الدرزية ، وهو ( وادي تيــم ) الذي كانت تقيم فيه قبائل عربية هاجرت من الجزيرة العربية في الجاهلية ، حيث قطنت هذا المكان ، وأعتنقوا الإسلام ، ولكن المذهب الإسماعيلي أنتشر بينهم في أيام الدولة العبيدية ، وكان لاعتناقهم المذهب الإسماعيلي أثــر كبيــر في سـرعة استجابتهم للدرزي حيثما هربه الحاكم إلى هنـاك والتفافهم حوله وتأليههم للحاكم . ويتـضـــــح لنـــا إن الــدروز مــن قبـــائـل عـربيــــة وهــــم يصــــــرون ويتفـــاخرون بهـــذا النســــب . - لكــي نتــــابـع تـــاريـخ وعقـــــائــد الطـــاففــــة الــدروز : يجب إن نلم بتاريخ وعقائد الطائفة ( الإسماعيلية الباطنية ) ، والتي أستمد الدروز منها الكثير من عقائدهم .... فالمتتبع لتاريخ الطائفة الإسماعيلية يجد أن الكثير من الطوائف التي خرجت من الإسلام وكادت له ، انبثقت وأخذت من هذه الطائفة الحاقدة الإسماعيلية . فالقـــــرامطــــــــــــــــــــــــة : جز من الطائفة الإسماعيلية ، وحاربوا الدولة الإسلامية عشرات السنين ، وكانت الدولة العبيدية في المغرب ومصر تمدها بالعون المادي والمعنوي . ونجد أن أخـــوان الصفــــاء : كانوا إسماعيليين إعتقادا وسلوكا ورسائلهم كانت تدوينا لهذا المذهب الخبيث ودعوة له في وعاء فلسفي . وطائفـــــــــة الـــــــــــــدروز : الذي نحن في صدد دراستها سنجد أن الكثير من عقـــائدها أخذته من عقـــائـد الإسماعيلية . أما الحشـــــاشــــــــــــــــون : الذين ظهروا في زمن صلاح الدين الايوبي رحمه الله تعالى بعد أنهيار الدولة العبيدية ، فقد عانى المجتمع الإسلامي الكثير منهم ومن كيدهم حيث كانوا عونا للتتــار والصليبييـــن على المسلميــن ، والذي أود قــــوله أن الحشاشين فرقة حاقدة من فرق الإسماعيليين أيضا . هــــذا قليــــل مـن كثيــــر لتــاريـخ هـــذه الطـــــائــفة الحـــاقدة ... ولـــذالك يجــــب أن نبــدأ مـــع بــدايــة ظهـــورهـا : الطــــــــائفـــة الإسمـــاعيـليــــة : وهي فرقة من فرق الشيعة ... أخذت أصولها المذهبية عن الأصول الشيعية التي وجدت قبل ظهور الإسماعيلية . يقول محمد كامل حسين (في كتاب طائفة الإسماعيلية ص 3)(( وكان الخلاف في أول الامر بسيطا لا يعدو أن يكون حول الإمامة ، ولكنه أستفحل بعد ذلك بمضي الزمن أدخلت آراء جديدة وأصول للعقيدة تبعد عما كانت عليها الطائفة قبل خروجها عن حلبة التشيع العـامة )) . وقـــد أنقسـمـت الشيعــــة بعـــد وفـــاة جعفـــر الصـــادق ( رحمة الله تعالى ) إلى فـرقتيــــن : الفرقـــــــــة الأولـى : نادت بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق ، وسلسلوا الإمامة في الأكبر سنا من عقبه ، ولذلك لقبوا بإمامية الأثنى عشرية (الرافضة ) الفرقــــــــة الثانية : هي التي تفرعت عن الشيعة فهي فرقة الإسماعيلية الذين قالوا بإمامة إسماعيل بن جعفر ، وتنسب إليه هذه الفرقة . ومؤرخون الإسماعيلية يقولون : إن سبب انشقاق أتباع إلى هاتين الفرقتي ، أن جعفر نص على أن يتولى إسماعيل الإمامة من بعده ، ولكن إسماعيل توفى في حياة أبيه ، وبذالك نتقلت الإمامة إلى ابنه محمد بن إسماعيل بن جعفر ، لان الإمامة لا تكون إلا في الأعقاب ، ولا تنتقل من أخ إلى أخيه ، إلا في حالة الحسن والحسين أبني علي أبن أبي طالب فقط ، وأما الأئمة بعد الحسن والحسين فلا بد أن تنتقل من أب إلى ابن ، واولو الآية الكريمة ( وجعلها كلمة باقية في عنقة ) . بان معنى الكلمة هي الإمامة ، وإنها لا بد أن تكون في الاعقاب دون غيرهم . وهذا من ناحية ، ومن ناحية آخرى فقد كان محمد بن إسماعيل أكبر سنا من عمه موسى الكاظم ، فبناء على التقليد الشيعي الذي يوجب تسلسل الإمامة في أكبر أهل البيت سنا ، كان محمد بن إسماعيل إذن أحق من عمه موسى الكاظم بالإمامة . علــى إن هنـــاك روايــــات كثيــــرة تفيــــد أن جعفــــر لــم يـكـــن راضيــــا عـــن تصـــرفـــات أبنـــه إسمـــاعيـل حيــث أنهــــم (( يقولون انه كان مدمن خمر ومولع بالنساء ..... وأن كان يشرب الخمر فا هذا لايفسد عصمته )) [محمد كامل حسين .. كتاب طائفة الإسماعيلية .ص:13]. وهنــــاك مــن المــؤرخيـــن المعـــاصــرين مــن يجعـــل لهـــذا التبـــدل مــن جعفـــر نحــــو ابنـــه إسماعيــــل عللا وأسبـــابـا أخرى أهــم مـن شــرب الخمــــر والــولــوع بالنســــاء .. يقول الشهر ستاني (كتاب : الملل والنحل جـ2،ص 217) (( ذلك أن إسماعيل كان من أصدقاء الاسدي الفاسق الملحد . الذي أدعى إلوهية جعفر الصادق ــــ وتنسب إليه الحركة الخطابية ــــ مما جعل جعفر يتبرأ منه ويلعنه ولا يرضى عن الصلة التي كانت بينه وبين إسماعيل )) . وهـــــذا يـؤكـــــــد مـانقلـــه المستشـــرق بـرنــارد لـويــــس (كتاب أصول الإسماعيلية : ص ،110 )((أن كنية أبي الخطاب هي < أبو إسماعيل > وذالك يشير إلى إن أبا الخطاب كان متبني لإسماعيل والأب الروحاني له ... )) . ومــن ادعــــاءات أبــي الخطــــاب هـــذا : يقول الشهر ستاني (كتاب الملل والنحل جـ2 ص 16)((أن الأمة أنبياء ، ثم آلهة ، وقال باليهة جعفر الصادق ، وإلهية إبائه وهم ابنا الله وأحباؤه ، واإلهية نور في النبوة ، والنبوة نور في الإمامة ، ولا يخلو العالم من هذه الآثار . وان الجنة هي التي تصيب الناس من خير ونعمة وعافية ، وان النار هي التي تصيب الناس من شر وبلية ومشقة ، وأستحل الخمر والزنا وسائر المحرمات ، وأباح ترك الصلاة وجميع الفرائض )) وأيضا أدعى التناسخ ، والإيمان سبع درجات . ونستطيـــــــــع إن نستنتــــــــــــج مـــــن كــــل هـــــذا الاتي : أن إسماعيل كان ذا صلة وثيقة بالملاحدة والفسقة أمثال ( أبي الخطاب ) ، والذين اوجدوا الفرقة المسمات باسمه ، وبأن عزل جعفر له كان لهذه الصلة الغريبة . ويعزز هذا الرآي العلاقة القوية التي كانت تربط بين محمد بن إسماعيل وميمون القداح وريث أبي الخطاب في الدعوة الباطنية . مـــــن هــــو ميمـــــــــون القــــــــداح ؟؟؟؟؟: هو المؤسس الحقيقي للدعوة الباطنية الإسماعيلية ، مجوسي العقيدة الأصل . وتبنى محمد بن إسماعيل وعلى يديه قامت أسس الإسماعيلية ، وفي الواقع كان ذا دهاء وذكاء استغله بالكيد للإسلام وتحطم عقيدته . ويؤكد المستشرق بارد لويس على خطورة حركة (أبي الخطاب) ودوره الذي اضطلع به . (في كتاب / أصول الإسماعيلية :ص 104)فيورد مجموعتين من التصانيف ) (( أولاهمــــا : < أم الكتاب > وهو كتاب سري مقدس عند الإسماعيلية في آسياء الوسطى ( والمقصود من آسياء الوسطى : هي شبه القارة الهندية ،حيث ينقسم الإسماعيليون إلى قسمين ــ قسم يسمى الإسماعيلية ،،، والقسم آلاخر هم البهرة ) وهذا الكتاب يجعل لأبي الخطاب مقاما خطير في هذه الحركة فيعتبر مؤسس المذهب . وثــانيهمــــا : كتاب النصيرية ( والنصيرية هم فرقة بالطنية خبيثة تعتقد بإلوهية على أبن أبي طالب رضي الله عنه ويعتقدون أيضا بتناسخ الأرواح حتى إلى الحيوانات ويطلق عليهم الآن : العلويين ) وفيها فقرات وعقائد شبيه بتلك ، وهي أيضا تعتبر أبا الخطاب مؤسس الفرقة أو ميمونا القداح تابعاً له ،وتعزو إليه أغلب العقائد التي يختص بها المذهب الإسماعيلية )) . وبعد موت أبي الخطاب تحولت فرقة من الخطابية إلى محمد ابن إسماعيل بن جعفر الصادق ، وجعلوه الإمام وأعلنوا ولاءهم له . فكانت فرقة الإسماعيلية هي الخطابية نفسها ــ أو بمعنى أصح ـــ نشأت الإسماعيلية من الخطابية . وهكذا نجد أن أصول الإسماعيلية ترجع إلى الغلاة الملاحدة ، وان الحركة الإسماعيلية استمرار للحركة الباطنية الخبيثة الإلحادية التي خلعت ربقة الإسلام من عنقها . ولقد كان لتزعم الإسماعيلية لحركة الباطنية هذه ، أثر كبير في معتقداتها ، حيث تشكلت هذه العقائد وتأصلت في وعاء فلسفي ، والذي يتابع العقيدة الإسماعيلية يمكنه أن يربط بينها وبين الأفلاطونية في أكثر أفاقها . يقول مصطفى الشكعة (في كتاب الإسلام بلا مذاهب ـ ص : 247) ((فنظرية أفلاطون تقول بأن ما في العالم الحسي أشباح لمثل ما في العالم العلوي ، والإسماعيلية تقول : أن ما في عالم الدين مثل الممثولات في العالم الروحي )) . ## وأيضـــــا أخــــذ الإسمـاعيليـــة عــن الأفـلاطـونيــــة الحــديثـــة رأيهـــم فـــي الإبـــــداع فتقــول الأفلاطونيـــة الحديثـــة : ظهور النفس الكلية عن العقل الكلي ، وأن العالم خلق بواسطة الوجوس ( الكلمـــة ) . فقـــــــــالـت الإسماعيليـــــــــة : أن الكلمة التي خلق عنها العالم هي كلمة ( كــــن ) التي وردت في الآية الكريمة < إنما أمره إذا أرد شيئا أن يقول له كن فيكون > وأن كلمة ( كــــن ) مكونه من الكاف والنون ، فالكاف رمز على القلم أو العقل الكلي ، والنون رمز على ألوح أي النفس الكلية . ولذلك فسر الإسماعيلية قول تعالى ( ن والقلــم ) أن الله يقسم بأعز مخلوقين عنده وهما الوح والقلم . والكثيــــر من المـؤخيـــــن عنـــدمــا يـذكــــــرون أســـم ( البــاطنيــة ) يقــــــرنــوه بـــ( الإسماعيليــة ). وإنــما لــزمهـم هــذا القـــب لحكمهــــــم بــــأن لكــل ظــاهـــر بــاطـــن والكــــل تنـــزيــل وتــأويـل . والتــاويـل حســب المفهـــوم ــ الإسماعيليـة ــ : كما يوضحه مصطفى غالب الإسماعيلي ( في كتابه /الحركات الباطنية في الإسلام ـ 3 ) يقــول (( يختلف تمام الاختلاف عن التفسير ، فالتأويل يقصد به باطن المعنى أو رموزه وإشارته . وهو من ختصاصات الإمام علي والإئمة من بعده إلى يوم الدين )) . والإسمــاعيليـــة تنكـــر صفـــات الله جميعهـــــا الـــــواردة فـــي القــــران الكـــــريـم . يقــــــــــولـــــون : ((بأنه لايصح أن نصف الله مما نصف بها البشر ، فلا يقال أنه عالم وجاهل ، أو أنه موجود ، أو لا موجود ، فأن ذلك يجعلنا نقع في خطأ تشبهه بالمخلوقين ))[كتاب:دائرة المعارف الإسلامية ـ جـ 3 ، ص 290]. ويقــــولـون أيضا : (( فان الإثبات الحقيقي للصفات يقتضي شركة بينه وبين سائر الموجودات ، وذلك تشبيه ، فلم يمكن الحكم بالإثبات المطلق ، والنفي المطلق ، بل هو إله المتقابلين ، وخالق الخصمين ، والحاكم بين المتضادين ))[الشهر ستاني :كتاب/ الملل والنحل ـ جـ 2 ، ص 29]. وهم يزعمون أن النصوص الدينية والآيات القرآنية ، رموز وإشارات الى حقائق خفية وأسرار مكتوبه ، وان الطقوس والشعائر ، بل الأحكام العلمية هي رموز وأشارات وأسرار ، وأن عامة الناس هم الذين يقنعون بالظواهر والقشور(يقصد هنا بعامة الناس : أي أهل السنة والجماعه )ولا ينفذون إلى المعاني الخفية المستورة . ـــ ونعـــــــــود إلــــــى محمــــــــد بن إسمـاعيـــــــل بن جعـفـــــــــــــــر : إن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق أضطر إلى ترك مسقط رأسه المدينة المنورة ، وهاجر إلى خورزستـان ( جنوب غرب إيران ) ، وثم تركها إلى بلاد الديلم ( جنوب بحر قزوين ) ، ولم يسمع عنه شيء بعد ذالك . وبعـد اختفاء محمد بن إسماعيل ، تولى أمور الدعوة ميمون القداح وهذا مولى جعفر الصادق وهو مدعي حب ( آل البيــت ) ومتستر بها ، وقد قبض عليه مع جماعة من أصحابه وسجنوا بالكوفة ، وفي السجن وضع ميمون وأصحابه دعوتهم ، وأسسوا مذهبهم الشهير ( بمذهب الباطنية ) ولما خرج من السجن أدعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق . وحمل الدعوة بعد ميمون ،ولده ( عبدالله بن ميمون ) ، وكان مثل أبيه في الخبث والمكر والذكاء والبراعة والتبحر في المباحث الفقهية والكلامية والنظريات الفلسفية ، فنظم الدعوة الباطنية الإسماعيلية ، وصاغها في تسع مراتب ، ودعا (الإمامة آل البيت ) الذين يزعم الانتساب إليهم . وكان يدعي علم الغيب ، والاسرار الروحية ، والعلوم الخفية ، ويزعم أنها أنتهت إليه من جده محمد بن إسماعيل بن جعفر . وهكذا حمل عبدالله بن ميمون دعوة أبيه الخبيثة ونظمها: وتخذ ( ساباط )وهي بلدة معروفة بما وراء النهر قريبة من مدينة ( سمر قند )مركز لدعوته حينا من الدهر مستترا بثوب العفاف والورع والدعاؤ لآل البيت . وكان عبدالله هذا يارعا في (طب العيون وعلاجها ، وفي أعمال التنجيم والكيمياء) ،وكانت براعته في هذه الشؤون وسيلة للتأثير على عامة الناس البسطاء . ولما شعروا ( أولو الأمر ) بخطورته ، هموا بمطارته ففر إلى البصرة ومعه حسين الأهوازي من أقطاب شيعته ، فلما طورد فر مع الحسين إلى الشام ونزل ببلدة ( سلمية ) واتخذها مركز لدعوته ، وحمل الدعوته من بعده ولده ( أحمد بن عبدالله بن ميمون ) ، وسير الحسين إلى العراق . وكان مجيئه البصرة سببا في ثورة القرامطة ( والقرامطة : هم نسبة إلى حمدان القرمطي دعوتهم تعد خطوة من خطوات الإسماعيلية وغايتهم الأساسية هي القضاء على الأسلام وأهله). وخلف أحمد في حمل الدعوة ابنه (الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون ) ، ثم أخوه(محمد بن أحمد بن عبدالله بن ميمون ) المعروف بأبي الشلعلع ، وبعث محمد بدعاته إلى المغرب وعلى رأسهم أبو عبدالله الحسينوكان يلقب ـ بالشيعي ـ ( وابو عبدالله الحسين هذا : هو الذي مهد الطريق لقيام دولة العبيدييين ــ الفاطميين ــ بنشر الدعوة الإسماعيلية هناك ، حتى جاء عبيد الله المهدي وأقام الدولة ) فنشر الدعوته هناك وأخذ يبشر بالأمام المنتظر ثم قام بالدعوة سعيد بن الحسين . ــــ الأمــــــــــــام المنتـظــــــــــــر : هــي عقيـــدة هــامــة ورئيسيـــة عنــــد كــل الفـــرق الشيعيــــــة ، والإمــام المنتـظـــر في معتقـــــدهم هـــو معصــــوم عــن الخطــــــاء ، ولاشــــك فــي كـــون هــــذا المعتقــــد سببــــــا رئيسيــــــاً في بقـــــاء الشيعـــة إلــى الآن . ويقــــــولـون بعـــض منكـــريــن لنسبهـــــم إلى السيــــدة فاطمـــــة رضي الله عنها : (( أن سعيد هذا ليس ولد الحسين ، أنما هو ولد زوجته اليهودية رباه ولقبنه أسرار الدعوة وختاره للزعامة والإمامة من بعده ))[أبن تغري بردي كتاب / النجوم الزاهرة : جـ 4 ص 75]. وهناك فخر الدين الرازي يأتي برواية أخرى عن نسب هؤلاء : (في كتاب/أعتقاد فرق المسلمين :ص 77 )ــ يقــول (( أنه لم هرب محمد بن إسماعيل إلى مصر مع عبدالله بن ميمون القداح ، كانت لكل منهما جارية ، قد حملتا منهما ، فلما مات محمد بن إسماعيل قتل ابن القداح جارية محمد أبن إسماعيل أيضا ، فلما ولدت جاريته قال للناس : أنه قد ولد لمحمد بن إسماعيل أبن ، ولما كبر علمه الزندقة ، وقال للناس أن الإمامة صارت من محمد إلى أبنه هذا )) . وهـــذا يــدل علــى إن كثيـــر مــن المــؤرخيـــن يشــــك فــي نســب هــؤلاء الحــاقــــدين ، وذلـك مــا يــؤكــده دعــاويهـــم ومـزاعمهـــم الخبيثـــة فـــي علـــم الغيـــــب والتــــأويــل وغيــــر ذلـك . وفي الحقيـقـــــة أن عبـد الله أبن ميمـــون فــارسيـــا فــي الصميــــم خبيــــث حـاقــــد ، ينظر إلى آل علي رضي الله عنهم أجمعين كنظرته إلى سائر العرب ويحتقرهم ، وانما أستخدمهم وسيلة لتحقيق غايته وأهدافه الخبيثة . وكان يعتقد أن أنشاء دولة علوية لن تحقق للفرس شياً ، ولذا فأنه لم يبحث عن أنصاره الحقيقيين من العرب من تشيع ، بل بحث عن أنصار جدد بين ( المانوية )و( الكفار )و( ووثني حران )و( وأهل الفلسفة اليونانية ) . مــــن هــــم المــانــــويـــــــــــــة ؟؟؟؟ : هم أصحاب ماني بن فاتك ، وهي من الديانات فارس ، وأخذ أصولها عن المجوس والنصرانيه ، وتؤمن بأن العالم مصنوع مركب من أصلين قديمين ، أحدهما نور .. والآخر طلمة ، وأنهما أزليان . مـــن هـــم وثنــــي حـــــــــــران ؟؟؟؟ : حران مدينة تقع على طريق الموصل والشام .. وتعتبر هذه المدينة مجمع لبقايا الديانات من الصابئة والنصارى وغيرهم . مــن هــم أهـل الفسفــة اليونانيـــة؟؟: هم أتباع فلاسفة اليونان مثــل أرسطو وأفلاطون وغيرهــم . هؤلاء الذين أستعان بهم هذا الخبيث لكي يمكن الإفضاء تدريجيا بالسر الدعوة ، وهو أن الأئمة والأديان والأخلاق ليست إلا ضلالات وسخرية . وأما بقية النــاس أو كمـا يسميــهم هذا الخبيث ــــ الحمير ــــ فليسوا بقادرين على فهم هذه المبادئ . ولكن في سبيل التواصل لغايته لم يستهن بمساعدتهم ، بل كان يتلمسها ، ولاحظ أن يحشد من العرب في المراحل الأولى للدعوته ، وكان دعاته ـــ الذين أفهمهم بأن أول واجباتهم إخفاء حقيقة ميولهم ــ ومجاراة عقائدهم من يدعون ، ويظهرون في أثواب مختلفة ، ويتكلمون كل شخص بلغة خاصة . فيجذبون العامة الجاهلين ولبسطا بالشعوذات ويجعلونها تظهر كمعجزات ، أو بأحاديث مبهمة خفية تثير حب استطلاع ، ويتظاهرون أمام العرب الجاهلين والبسط بمظهر الفضيلة والتعبد ، ويظهرون أمام الصوفية بالتصوف وأمام الشيعة بالتشيع ... وهكذا ، ويشرحون المعاني الخفية للأمور الظاهرة وهكذا . ولـذالـك فــان الــدعــوة الإسمــاعيـليــة صـــافت هــوى فـي نفـــوس بعـــض أفــــراد مــن جمـــاعـــات مختلفـــة فــي العنصــــر والــــدين ... والهدف ليـكيــــــدوا مــــن خــــلالهـــا للأســــــــــــلام ومن ثم وجد ( الزرادشتية )و( والمانوية )و( والمزدكية )و( والصتبئة )و( اليهودية )و( النصارى ) وغيرهم في المذهب الإسماعيلي ، وقد قلد الإسماعيلية في ذلك ( جماعة العيسوية الأصفهانية اليهودية )، كل ما يهدفون إلية هو تجيش الجيوش لهدم أركان هذا الدين .... يـريـــــــــــــــدون أن يـطفـئــــــــون نــــــــــــــــور الله مــن هـــم الـــزرادشـتـيـــــــــــة ؟؟؟؟ : هم أصحاب زرادشت بن بورشت ، زعموا أن الله عز وجل خلق من وقت ما فيه الصحف الأولى ، وأنه جعل روح زردشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين ، وأن النور والظلمةمتضادين ، وقد أتبعه الملك بشتاسب ، وقهر الناس على اتباعه ، وبنى في عهده بيوت النيران !! مــن هــم الـمــــــزدكيـــــــــــــة ؟؟؟؟ : هم أصحاب مزدك : وقولهم كقول المانوية في الكونين والأصلين ، وأن النور يفعل بالقصد والأختيار ، والظلمة تفعل على الخبط والأتفاق ، ويدعون أيضاً إلى شيوعية المال والنساء لانهما سبب الشرور . مــن هــم الصــــــــــابـئـــــــــة ؟؟؟؟ : هم قوم يقولون أن مدبر العالم وخالقه هذه ــ الكواكب السبع ــ بختصار هم عبدة الكواكب . من هـم جمـاعة العيسويـة الأصفهانية اليهـوديـة ؟؟؟؟ : هم أتباع أبي عيسى بن يعقوب الأصفهاني ، وهم فرقة يهودية يثبتون نبوة ـــ محمد ـــ ولكن للعرب فقط وليس لغيرهم ، وكانوا يوجبون تصديق عيسى بن مريم عليه السلام ، وقد حرموا الذبائح كلها ، وخالفوا اليهود في كثير من أحكامهم . يتبـــــــــــــــــــــــع بــإذن الله تعـالــــــى .. وســــــــــــــــــوف نتكلــــــــــم عــــــــــن 7 7 عقيــــــــدة الإسماعيلــــــــــــــية نسأل الله التوفيق والأخلاص في القول والعمل