ذاتْ يومٌ : مراهقَة في الخآمسة عشرَ من عُمرها حلُمت في نومهآ بأنها أحبّت رجل عن ألفْ رجُل ! وكانتْ تعيش في مدينُة مسلوبَة ، فيها الكثير من الصُراخ
والكثير من أصواتّ البنادق ، وعنفوانية القنابَل !
لقد كانوا رجالْ تلك المدينَة ، يدافعون بشرفْ عن مدينتُهم
ولقد كان من أحبّت ، يعشقها حد الجُنون ’
كان مهووساً بتفاصيلُها ، وأحبّها منذ أن كانتّ طفلَة !
تطوّع ف الجيش ، لكي يدافع عن أرضَه ,
عندما أتى ليودعُها ـ أخبرها بأنه يحبُها كثيراً ، وسيفتقدهّا بشدة
بكتّ بكُل ألم الأرضْ ، ف وههاهو من تُحب سيرحلّ
وهناك احتمالّ كبيرْ بأنه لن يُعود ! ماذا تفعلّ ، هو حبيبُها ، وذلك وطنُها انتمائهُا .
وعدها بأنه سيعُود ، إن شاء الله !
مسحت دمعتها وهمسّت له ( استودعتُك الله الذيّ لاتضيعْ ودائعُه ) ’
رحلّ ، وترك روحها معلقُة فيه !
منذ أن فارقتُه ، ذبلُت ! ومرّت الأيام ، وأصبحت كـ امرأة فيْ الأربعينّ ..
وفي ذات يومْ : اشتدّت الحربْ ، وقرروا أهل المدينّة بالهروبُ !
بكت وترجّت أهلها بأن لا تذهبْ ،
فعندما يعودُ أين ستجده ؟ ، هل ممكُن أن تخلف وعدها له
بأنها ستنتظره إلى أن يعود ، ب مشيئة الله ،
ذهبت مع أهلها إلى مدينة أخرُى ، عاشوا هُناك في سلامْ
لكن لم يشعرونْ يوماً بإنتمائهم لتلك المدينة !
فأي وطن سيعوضهُم عن ذلك الوطن ،
أما هيّ ، لم يكن يُشغل بالها سوىْ هو ، لقد اشتاقتّ له ! وفاضت بها الروح واختنقّت بمر الأيام في غيّابُه ،
وهي لاتعلم أينّ هو ، هل من المعقُول أن الله أخذْ أمانتُه فيه ؟ مستحيلُ ، يارب إن رحلُ فُخذني معه !
لا أطيق ، لا أطيق ، لا أطيق ، / بأن أعيشّ في كوكُب هو ليس عليّه !
مرّت السنواتْ ، وهي على وعدُها !
وذات يومٌ ، حررت مدينتهُم ، وعادوا إليها .
في عزّ ألمها ، وبعد مرور كُل تلك السنوات ، وجدتُه
لقد كانْ يحمل طفلاً ، وبمسح على رأسُه ب كل حب !
هل هل هل من الممكُن أنه هو ؟
ياااربْ لا أصدقْ ، أخيراً ستنهيّ سمفونيّة الألم ’
اقتربتّ منُه ، الآن ستفضفض له مُر 6 سنواتّ من الحُزن !
لقد كان يحدثّه ذلك الطفلَ !
ويناديه بـ . . .
استيقظت ذات الخآمسة عشّر من نومُها !
هل ذلّك حُلم ؟
أم حقيقّة ! ، هل كان ذلّك الطفل يناديه ب أبي ؟
ضحكُت ببساطة ، وهمسْت بِ سُخرية :
هه , حتى في الأحلام يخونون الرجّال !
__________________ رغم الحاقدين و الاعداء--- سنبقى --- كالنجمة و الهلال في كبد السماء |