بدايةً وقبل كل شيئ .. عيد سعيد ومبارك عليك أخى أحمد وعلى أسرتك الكريمة وعلى جميع المسلمين فى كل مكان ووطن .
الربيع العربي جاء فجأه ثورة تتلوها ثورة ,
بعد أن أضرم أحدُ المواطنين التونسيين النار في نفسه
رأينا من كنُا نهابُ سجونهمْ وأغلالهمْ ,
يستجدُون من كانوا بالأمس يستجدونهم !!
فسُبحان الله مغير الأحوال ناصر المُستضعفين الأخذُ بالثار !!
لكن يأتي التساؤل العريض الذي لهوميض؟؟؟
لماذا بدأت الثورات بسبب معصية إرتكبها شخص في نفسه
ألا وهي الإنتحـــــــــار !!
أنا طبعاً ضد الانتحار .. لأنه يتنافى ومبادئ شرعيتنا الغرّاء ..
الثورة اشتعلت فى تونس .. بدايةً لأن هذه هى أرادة الله قبل كل شيئ ..
وثانياً أن الثورة قامت ضد الظروف التى دفعت هذا المواطن التونسى إلى الوصول إلى أعلى قمة فى جبل اليأس والعياذ بالله .. فعملية الانتحار .. كانت بمثابة تجسيد للظلم أمام أعين الأخوة التونسيين ..فحملت المرآة ووضعتهم أمام أنفسهم ..ففزعوا من تلك النهاية البشعة التى تنتظرهم إن لم يهبوا ويثورا ضد هذا الظلم المستفحل وهذه الأوضاع والظروف الخانقة التى أودت بزهرة شباب أبنائها ..فالظلم والاستبداد كانا قد استفحلا ولوثا الهواء بصورة مفزعة وتراكمية ..ثم جاء ت نهاية محمد البوعزيزى الدرامية لتكون بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير .
وهل البداية السيئة سيكونُ ختامها مسك
هذا فى علم الله أخى .. لكننا نأمل فى هذا الختام المسك أن شاء الله
وهل هناك أجندة خفية تُحرك هذه الثورات ؟؟؟
إذا كان الجوابُ بلا ,
لماذا تدخّل حلف الناتو وساعد المستضعفين في ليبيا !!
هل لسواد أعيُنهم , أو رحمةً منهُ وعطفاً غير مُعتاد ؟؟
يُراودُني شعور بأن الربيع العربي سيأتيه الخريف !!!
هنا أسمح لى أخى عندى تحفظين :
التحفظ الأول خاص بمصطلح الربيع العربى ..
أنا لا أحبذ تسمية ما يحدث فى عالمنا العربى والاسلامى بمسمى الربيع العربى ..أى ربيع هذا أخى
هذه مرحلة ثورية ضد قوى الطغيان والظلم ..نجحت والفضل فى ذلك والمنة لله سبحانة وتعالى
هذه الثورات وضعتنا أمام مفترق طرق
فالمرحلة القادمة هى الفارقة فى مسيرة العالم العربى
هل سيتم الاحتكام إلى كتاب ربنا وتطبيق سُنة نبينا صلى الله عليه وسلم
هل ستسود الشريعة الإسلامية ..
إذا حدث هذا أخى فأبشرك بربيع دائم لايتبعه خريف أن شاء الله
أما أذا اغتصبت القوى العلمانية ثورة الشعوب العربية المسلمة
وأمسكت بخطام فرسها..وحادت بها عن الطريق الحق ..فوقتها أستطيع أن أقول لك أننا لم نصل بعد إلى عتبات هذا الربيع فكيف تنتظر الخريف ولم يحل أوان الربيع بعد ؟؟؟
التحفظ الثانى : خاص بنظرية المؤامرة .. أنا ضد تطبيق هذه النظرية على ماحدث فى عالمنا العربى ..لأن قوى الغرب لم تكن هى التى بدأت وأشعلت هذه الثورات ..بل هى تتبع نظرية المصلحة ..فأينما كانت مصالحها كان توجهها ..لآنه هل يعقل أخى أن تتخلى هذه القوى الغربية عن رموز وحكام دانوا لها بالولاء وحققوا لها أكثر مما تطمح بكثير فكانوا مثل العرائس الخشبية تحركها كيفما وأينما تشاء
هم فقط تخلوا عنهم عندما أدركوا أن هؤلاء الحكام أصبحوا كروت محروقة وان ميزان القوى اختل لصالح الشعوب العربية
وهم ليسوا بالغباء حتى يظلوا فى تدعيم الجانب الخاسر
وسوف أضرب لك مثل أخى على ماحدث فى مصر
لو كنت متتبع السياسة الإمريكية بخصوص ما يحدث فى مصر من تطورات .. لوجدت التخبط فى السياسة الخارجية الإمريكية واضحاً جلياً
وتغاير مواقفهم بين عشية وضحها بخصوص التطورات فى مصر
فى البداية حاولوا مساندة رجلهم ..ثم عندما لم يفلح هذا ..حاولوا مسك العصا من المنتصف ..ثم أدركوا أخيراً أن النظام الذى يقوده رجلهم قد بات يحتضر .. وهنا فقط انقلبوا من الضد إلى الضد فضحوا به على مرأى ومسمع من العالم أجمع ..وتحولوا إلى الجانب الرابح فى اللعبة
هذه هى قوى الغرب أخى .. تدور أقمارهم حيث دارت مصالحهم
هذا مجرد مثل بسيط .. ولك أن تقيس ما حدث فى مصر على باقى الدول العربية .. وستجد أنهم اضطروا إلى مسايرة التطورات الجديدة
ولم يكونوا أبداً الجانب الفاعل والمحرك لهذه الثورات
فالشعوب العربية ضحت بالغالى والنفيس وضحت بزهرة شبابها من أجل أن تتنسم نسائم الحرية ..
فكيف نستكثر عليهم الان هذا الحق .. ونسلبهم نصرهم تحت دعوى نظرية المؤامرة.
لذا أخى فلنبتعد قليلا عن هذه النظرة القاتمة ولننحى جانباً هذا السيناريو المتشائم .. ولننتظر ماذا ستحمل لنا الايام القادمة فى جعبتها من مفآجاءت وتطورات .. فلأيام القادمة حبلى بالأحداث الجسيمة
لذا كما قلت لك نحن الأن فى مفترق طرق ..ومرحلة فاصلة
هى أفضل بكثير مما كنا عليه تحت سطوة الظلم والطغيان
لكننا نأمل فى القادم وأن يتم فيه السير وفق للنهج الإسلامى
لكننى لم أملك أحكام السيطرة على جماح قلمى أمام روعة موضوعك وأهميته
خالص تقديرى واحترامى لك اخى العزيز
وبالتوفيق أن شاء الله