بدايةً وقبل كل شيئ .. عيد سعيد ومبارك عليك أخى أحمد وعلى أسرتك الكريمة وعلى جميع المسلمين فى كل مكان ووطن . الله يبارك فيك بقدرِ طيبتك ,
وأسأل العلي القدير أن يُعيد عليك هذا العيد سنيناً عديده وأزمنة مديدة
أنا طبعاً ضد الانتحار .. لأنه يتنافى ومبادئ شرعيتنا الغرّاء ..
الثورة اشتعلت فى تونس .. بدايةً لأن هذه هى أرادة الله قبل كل شيئ ..
وثانياً أن الثورة قامت ضد الظروف التى دفعت هذا المواطن التونسى إلى الوصول إلى أعلى قمة فى جبل اليأس والعياذ بالله .. فعملية الانتحار .. كانت بمثابة تجسيد للظلم أمام أعين الأخوة التونسيين ..فحملت المرآة ووضعتهم أمام أنفسهم ..ففزعوا من تلك النهاية البشعة التى تنتظرهم إن لم يهبوا ويثورا ضد هذا الظلم المستفحل وهذه الأوضاع والظروف الخانقة التى أودت بزهرة شباب أبنائها ..فالظلم والاستبداد كانا قد استفحلا ولوثا الهواء بصورة مفزعة وتراكمية ..ثم جاء ت نهاية محمد البوعزيزى الدرامية لتكون بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير . تفسير جميل لبداية الشرارة الأولى للثورات :rose:
هذا فى علم الله أخى .. لكننا نأمل فى هذا الختام المسك أن شاء الله
أسأل الله أن يكون الختامُ مسكاً ...
هنا أسمح لى أخى عندى تحفظين :
التحفظ الأول خاص بمصطلح الربيع العربى ..
أنا لا أحبذ تسمية ما يحدث فى عالمنا العربى والاسلامى بمسمى الربيع العربى ..أى ربيع هذا أخى
هذه مرحلة ثورية ضد قوى الطغيان والظلم ..نجحت والفضل فى ذلك والمنة لله سبحانة وتعالى
هذه الثورات وضعتنا أمام مفترق طرق
فالمرحلة القادمة هى الفارقة فى مسيرة العالم العربى
هل سيتم الاحتكام إلى كتاب ربنا وتطبيق سُنة نبينا صلى الله عليه وسلم
هل ستسود الشريعة الإسلامية ..
إذا حدث هذا أخى فأبشرك بربيع دائم لايتبعه خريف أن شاء الله
أما أذا اغتصبت القوى العلمانية ثورة الشعوب العربية المسلمة
وأمسكت بخطام فرسها..وحادت بها عن الطريق الحق ..فوقتها أستطيع أن أقول لك أننا لم نصل بعد إلى عتبات هذا الربيع فكيف تنتظر الخريف ولم يحل أوان الربيع بعد ؟؟؟
سأحجزُ مقعداً في حُجرة تحفُظك هذا :rose:
التحفظ الثانى : خاص بنظرية المؤامرة .. أنا ضد تطبيق هذه النظرية على ماحدث فى عالمنا العربى ..لأن قوى الغرب لم تكن هى التى بدأت وأشعلت هذه الثورات ..بل هى تتبع نظرية المصلحة ..فأينما كانت مصالحها كان توجهها ..لآنه هل يعقل أخى أن تتخلى هذه القوى الغربية عن رموز وحكام دانوا لها بالولاء وحققوا لها أكثر مما تطمح بكثير فكانوا مثل العرائس الخشبية تحركها كيفما وأينما تشاء
أعجبني هذا التشبيه , "عرائس خشبية تُحركها كيفما وأينما تشاء " :rose:
هم فقط تخلوا عنهم عندما أدركوا أن هؤلاء الحكام أصبحوا كروت محروقة وان ميزان القوى اختل لصالح الشعوب العربية
وهم ليسوا بالغباء حتى يظلوا فى تدعيم الجانب الخاسر
وسوف أضرب لك مثل أخى على ماحدث فى مصر
لو كنت متتبع السياسة الإمريكية بخصوص ما يحدث فى مصر من تطورات .. لوجدت التخبط فى السياسة الخارجية الإمريكية واضحاً جلياً
وتغاير مواقفهم بين عشية وضحها بخصوص التطورات فى مصر
فى البداية حاولوا مساندة رجلهم ..ثم عندما لم يفلح هذا ..حاولوا مسك العصا من المنتصف ..ثم أدركوا أخيراً أن النظام الذى يقوده رجلهم قد بات يحتضر .. وهنا فقط انقلبوا من الضد إلى الضد فضحوا به على مرأى ومسمع من العالم أجمع ..وتحولوا إلى الجانب الرابح فى اللعبة
أخي الحبيب , ضربتً مثالاً بمصر وكان كلامك يميلُ إلى الصحة ,
ولكن ماذا عن ليبيا !!
هل كانت كفة الإنتصار تميلُ إلى الشعب أم إلى القذافي وكتائبه !!
أأكدُ لك أن الكفة تميل ناحية المُجرم وأعوانه ,
ومن هنا أتى التساؤل العريض اللذي لهُ وميض !!
لماذا وقف الغرب مع الشعب الليبي وتخلى عن دُميته الخشبية ؟؟؟
هذه هى قوى الغرب أخى .. تدور أقمارهم حيث دارت مصالحهم
هذا مجرد مثل بسيط .. ولك أن تقيس ما حدث فى مصر على باقى الدول العربية .. وستجد أنهم اضطروا إلى مسايرة التطورات الجديدة
بإمكاننا قياس وضع مصر الحبيبة بتونس ولكن ليس بإمكاننا قياسها بليبيا وسوريا
والسبب ما ذكرتهُ أنفاً !!
ولم يكونوا أبداً الجانب الفاعل والمحرك لهذه الثورات
فالشعوب العربية ضحت بالغالى والنفيس وضحت بزهرة شبابها من أجل أن تتنسم نسائم الحرية ..
فكيف نستكثر عليهم الان هذا الحق .. ونسلبهم نصرهم تحت دعوى نظرية المؤامرة.
نعم أخي ,
ليس من العدل سلب الفرحة في وقت كانت الشعوب تنتظره منذُ عشرات السنين !!
أنا من الذين فرِحوا بإسقاط الطواغيت ولكن في نفس الوقت ينتابني قلقٌ كبير ,
بإمكانك أن تقول أن فرحتي مُزجت ببعض الحذر والخوف من عدوا الدين !!
لذا أخى فلنبتعد قليلا عن هذه النظرة القاتمة ولننحى جانباً هذا السيناريو المتشائم .. ولننتظر ماذا ستحمل لنا الايام القادمة فى جعبتها من مفآجاءت وتطورات .. فلأيام القادمة حبلى بالأحداث الجسيمة
لذا كما قلت لك نحن الأن فى مفترق طرق ..ومرحلة فاصلة
هى أفضل بكثير مما كنا عليه تحت سطوة الظلم والطغيان
لكننا نأمل فى القادم وأن يتم فيه السير وفق للنهج الإسلامى
الذى فيه صلاح الأمة .
أسأل الله أن يستجيب لأمنيتك , اللهم أمين
عذراً أخى على الإطالة
ليتك أطلت أكثر ,
إعلم أخي أن طعم قلمك جميلٌ جداً ....
لكننى لم أملك أحكام السيطرة على جماح قلمى أمام روعة موضوعك وأهميته
خالص تقديرى واحترامى لك اخى العزيز
وبالتوفيق أن شاء الله
سفير الأمل
مرورك مقبول وسعيك مشكور
كُن بخير أخي الحبيب وفي رضا الله ...