الله يبارك فيك بقدرِ طيبتك ,
وأسأل العلي القدير أن يُعيد عليك هذا العيد سنيناً عديده وأزمنة مديدة
أخي الحبيب , ضربتً مثالاً بمصر وكان كلامك يميلُ إلى الصحة ,
ولكن ماذا عن ليبيا !!
هل كانت كفة الإنتصار تميلُ إلى الشعب أم إلى القذافي وكتائبه !!
أأكدُ لك أن الكفة تميل ناحية المُجرم وأعوانه ,
ومن هنا أتى التساؤل العريض اللذي لهُ وميض !!
لماذا وقف الغرب مع الشعب الليبي وتخلى عن دُميته الخشبية ؟؟؟
بداية كما يٌقال لا يُفتى ومالك بالمدينة لذا أعتقد ان الأخوة الليبين أجدر منى على أجابة تساؤلك فأهل ليبيا أدرى بشعابها ..
لكننى على استحياء سأدلوا بدلوى فى هذا الإطار فأن أصبت فالفضل لله وأن أخطات فأرجو ان تلتمس ليّا العذر ..
الثورة الليبية لم تكن هى فاتحة الثورات العربية ولكنها تلت ثورتى تونس ومصر ..اللتان شهدتا انتصار الشعوب على الطغاة بفضل الله عزوجل ..ولم يكن للغرب أى فضل فيهما أو تدخل ..فعندما حدثت التورة الليبية أدرك الغرب من واقع الخبرة السابقة أن الشعب الليبى ستكون كفته هى الراجحة فى نهاية الأمر طال هذا أو قصر ..
وليبيا وما تمتلكه من ثروات طبيعية تمثل للغرب قطعة جاتوة ينغص عليهم الاستمتاع بها هذا الطاغية الذين لا يأمنون جانبه .. والذى لايمكن توقع أفعاله
المتهورة فى أى وقت ..فقد ضاق الغرب ذرعاً به .. حتى وأن كان حليفاً لهم
ولكى ألج إلى عمق تساؤلك أخى دعنا نتخيل السيناريو البديل فى حالة عدم تدخل الناتو ..
أنا اتفق معك أخى أن الغلبة وموازين القوى كانت تميل فى فترة من الفترات لصالح النظام البائد .. لكن هل تعتقد ياأخى وأنتى ليبى .. أن الشعب الليبى كان سيسلم الراية ويرضى بالرضوخ والاستسلام بعدما داعبت نسائم الحرية أفئدته وتغلغلت فى شرايينه .. وبعدما قام بكسر حاجز الخوف .
لذا كان المتوقع على حسب رؤيتى المحدودة أن الشعب الليبى لم يكن ليستسلم وسيدافع عن قضيته حتى الرمق الأخير.. ونتيجة ذلك هو أن تتحول ليبيا إلى ساحة لحرب العصابات .. فهل تعتقد أن تحول ليبيا إلى منطقة ملتهبة وغير مستقرة يصب فى صالح الغرب ؟؟؟
لذا الغرب مستفيد فى الحالتين .. سواء أبقى على الطاغية
أو ساند الشعب الليبى ..
لكن أيهما أكثر فائدة للغرب ..
اعتقد أن مساندة الغرب للشعب الليبى والظهور بمظهر الحامى للحريات والداعم للثورات العربية إلى جانب جنيه لثمار مساندته من بترول وعقود إعمار وغيرها
ثقل الميزان لصالح الشعب الليبى ..
فكما قلت لك أخى الغرب يدور حيث تدور مصالحه .. لكنهم حريصين على تجميل الوجه القبيح ببعض المساحيق الصناعية .. لتجميل صورتهم على الساحة الدولية
لذا أحب أختم كلامى بهذا المثل الذى يعبر عن لسان حال الشعب الليبى الشقيق فى علاقته مع الناتو ..والذى يقول :
من نكد الدنيا على الحر أن يرى عدو له مامن صداقته بُد
أتمنى أخى أن أكون وفقت فى توضيح الرؤية وفى الإجابة على تساؤلك الهام
أسمى آيات الشكر والتقدير لشخصك الكريم .
__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...