كنا نحلم بالتغيير - للأفضل طبعاً - وكان حتى 25 يناير مجرد حلم لم نكن نتصور أن يصبح حقيقة واقعة
ولكن المحزن أن المشهد حالياً قد تغير بالفعل ولكن إلى الأسوأ ؟ فكان لدينا حزب أوحد يتصدر المشهد السياسي , أصبح الآن لدينا - ما شاء الله - طوفان من الأحزاب والحركات والتيارات والإئتلافات التي لا تعد ولا تحصى , واختلط الحابل بالنابل و ولم يعد رجل الشارع العادي يميز بين هذا وذاك ..
لكن تركيزي هنا سينصب على التلاعب بمشاعر الانسان البسيط تحت راية الدين , واستخدام الآيات القرانية في غير ما نزلت فيه وعلى هوى صاحبها !!
والذي يتصدر المشهد الساسي في مصر تحت راية الدين هم الإخوان والسلفيون ..
فالإخوان لهم باع لا أحد ينكره في العمل السياسي ,ووالغالبية كانت تقف معهم بالانتخابات لمجرد احساسهم بأن هذه الجماعة مظلومة وتلاقي صعوبات من النظام الحاكم , رغم أن لهم صفقات كثيرة مع هذا النظام , بل وكانوا يتحالفون مع أعضاء من الحزب الوطني لضمان نجاح مرشحهم , ولهذا فهم فصيل مثل أي فصيل سياسي له ما له وعليه ما عليه .
لكن أن نتنفس الصعداء بخروج الحزب الوطني المنحل من الصورة لتحل محلها صورة مشابهة ومطابقة له تماماً ممثلة في الإخوان وحزبهم ( الحرية والعدالة ) , استحواذ تام على القوائم الانتخابية , رغبتهم الملحة في إجراء انتخابات تشريعية بأقصى سرعة ليقينهم التام بأن كافة الأحزاب الكرتونية منها أيام النظام السابق او الجديدة لن تستطيع التنافس معهم بكفاءة ,لعبهم على وتيرة الدين وبأحلام البسطاء , واستغلالهم لمساجد الله في الترويج لمرشحيهم , لدرجة أن بعضهم في صلاة العيد قاموا بإنزال الخطيب من على المنبر وصعود أحدهم أمام دهشة جميع الناس !! هذا بجانب استحوازهم التام على كافة النقابات في مصر , لدرجة أنني أخاف أن أفتح صنبور المياه فأجد أحدهم ينزل مع المياه ويطلب منشفه !
وعلى الرغم من كل ذلك فأنا شخصياً أتمنى نجاحهم حتى نرى ماذا سيفعلون بالشعب المصري الغلبان الذي لم يشعر بتغير حقيقي حتى الآن اللهم سوى تغيير الساعة !
أما السلفيون فحدث ولا حرج , فخرجوا من المساجد ومن لباس الدعوة إلى التطلع للآمال الدنيوية والوصول للحكم تحت راية الدين , ومن يخالفهم في الرأي ف هو علماني أو ليبرالي زنديق يستوجب إقامة الحد عليه !! حتى أن أحدهم في خطبة الجمعة قالها صراحة بأن من لا ينتخب مرشح اسلامي فهو ضد الإسلام ! والفتاوى التي تنهمر علينا كالسيل ناسين الرجل البسيط الذي لا يفكر سوى بلقمة العيش ومستقبل أولاده .. لم يخرج علينا واحد منهم ليضع لنا حلولاً لما تمر به مصرنا الحبيبة !
كلنا نرغب في تطبيق الشريعة الإسلامية لا جدال في هذا , ولكن من سيطبق الشريعة ؟
وكيف سيطبقها ؟
وحتى لا يفهم أحد أنني ضد هؤلاء فقط , بل ضد كل من يتلاعب ويداعب أحلامنا البسيطة ويعزف على وتر الرجل البسيط حتى ينال قطعة من تورتة الحكم والسلطة ؟ ولكن على الأقل هؤلاء لا يتاجرون بالدين ويضعون الناس بين الحلال و الحرام في كل شئ , فالاسلام أبسط من هذا فهو دين يسر لا عسر
وبالطبع فليس كل اخواني أو سلفي ينطبق عليه هذا الكلام , لكن المشهد الغالب سئ جداً وربنا يستر