عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-16-2011, 08:01 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bita00 مشاهدة المشاركة
ديكارت قال عبارته المشهورة هذه عندما شكّ في كل شيء ولم يجد سوى الفكر ليثبت فيه وجوده.انا افكر اذا انا موجود...
اشكر لك تعليقك و تعقيبا على ما ذكرت أقول:

لعله من المعلوم أن ديكارت أحد الفلاسفة الكبار الذين قطعوا مع الماضي المعرفي,للقارة العجوز على أساس إعمال العقل و أسلوب المنطق و الوعي الحر فلا وجود للخرافة و لا مكان للأساطير, و لا سلطان للكنيسة على العقول و الأفراد كما لم تعد النظم السياسية محددة لأطر المعرفة و أنماط التفكير مما أدى إلى نهضة صناعية شاملة و نمط حياة حر رسم ملامح أوروبا الجديدة متربعة على عرش الحداثة و التطور و لما كان منوطا بعهدة فلاسفة الأنوار هؤلاء التأسيس لمعرفة جديدة أساسها عقلاني يقطع مع الماضي البليد

كان الشك الديكارتي احد أدوات الهدم و البناء انتهى به إلى مقولته المأثورة "
أنا أفكر إذن أنا موجود" حيث أنه شك في كل شيء إلا حالة التفكير التي هو بصددها...لم يستطع ردها إلى دائرة الشك و لما ألغى بالشك كل المسلمات في تحديد معنى الوجود بقي التفكير مستعصيا على الإلغاء و بدى المعطى الوحيد المستأثر بتحديد هذا المعنى....هذا هو السياق التاريخي و المعرفي لمقولة ديكارت.

و أردف فأقول إن استغلال مقولة ديكارت ليس إيذانا بتأسيس معرفة جديدة تقوم على العقل و تقطع مع الأسطورة فالمعرفة الإنسانية تجاوزت ذلك فهي تغزو الفضاء و تسافر في لمح البصر كما أن الشك الديكارتي الذي كان أداة لهدم الفكر البليد و الأفكار المسبقة لم يعد أداة بتلك الأهمية في وقتنا الحاضر و كل ما حولنا يتنفس علما صحيحا.

و من هذا المنطلق ليست الثقافة بديلا على التفكير في تحديد معنى الوجود كما ذكره ديكارت بل إن المعرفة الإنسانية مدينة لديكارت و غيره من فلاسفة الأنوار بالثراء و التنوع مما أفضى بأكثر من معطى في تحديد معنى الوجود.


و ما كان هذا ليكون لو لم يتحرر الفكر على يد العقلانية الديكارتية ليكون أبا شرعيا لمعرفة إنسانية لاحقة.
رد مع اقتباس