(( الجزء الرابع ))
[[ عآلم خيآلي ]]
فتحت عيناي و رأيت نفسي بمنتصف محل آحلامي الضخم..
أنه أكبر مركز تجاري بـ ايطاليا.. !!!
حدقت بكل شيء ,, كان فارغا لأن الوقت متأخر .. لكن يوجد بعض الضوء الخفيف..
رأيت ملابس لم تحلم بها فتاة من قبل.. و رأيت الأحذية الايطاليــة الثمينة..
شعرت بقلبي يذوب حقا.. هل أنا أحلم..؟!
قال بصوت البارد من خلفي : اسمعي يا فلور.. يمكنك اختيار أي ملبس مناسب لك و أنا سأتكلف بثمنه..
التفت لأحدق به و أقول و عيناي تلمعان : حقا؟؟!!
قال ببرود وهو يلوح بيده و ينظر بعيدا عن عيني : أجل.. فقط أسرعي..
ركضت بسرعة و أنا أنظر كالمجنونة لكل هذه الروائع..
و من أفضل المصممين , و أحدث الماركات العالمية التي للتو نزلت.. شعرت بأنه سيغمى علي..!!
اخترت بنطال جينز جيد و قميص لا بأس به.. لكن ثمنه غالي قليلا..
أتيت نحوه و قلت بخجل : سأبدل ملابسي الآن..
نظر نحوي ببرود , ثم قال بغضب : ماهذا ؟! .. أبحثي عن شيء أفضل.. قلت لك أنا سأدفع ثمنه..
قلت بسرعة : أنه غالٍ , و هذا لا بأس به..
أمسك بيدي و سحبني حتى وصلنا الى قسم ملابس السهرة الفاخرة..
أمسك بعدة موديلات مذهلة و تقدم نحوي وهو قد يضعها علي يحدق بي أن كانت تناسبني أو..لا .
قلت بسرعة و باندهاش : لا تفعل هذا.. نحن فقط...
قاطعني ببرود : لا تتكلمي و لا حرف واحد.. لا أريد أن أسمعك صوت الآن فهمتِ.. فقط نفذي ما أقوله..
قلت بغضب : حقا ؟! إذن أستعد لم سأقوله : أنت شخص بارد عنيد أن تفعل ما تريد و لا تستمع للأخرين و لا تبال بـ...
وضع يده على فمي و قرب وجهه مني وهو يقول بهمس خطير.. : فلـور , صدقني .. أنتِ لا تريدين أغضابي.. لذا طوال الوقت الذي نمضيه معا أتمنى أن تكوني فتاة مطيعة وديعة.. اتفقنا..
أبعد يده وهو يخرج فستانا أحمر جميل من بين الكومة التي معه..
قلت بداخل بغيض ( سأريك لاحقا.. لم يتصرف هكذا معي ؟!! أشعر بأننا تعرفنا على بعضا منذ أشهر...!!)
قال بابتسامه : آه هذا مناسب لبشرتك..
وهو يخرج فستانا ورديا جميلا جدا و ناعم التصميم..
قلت ببرود : لا أحب الوردي.. أريد شيئا داكنا..
نظر نحوي بنظره خطيرة و أمسك بي ليقودني نحو غرفة التغيير , قال بهمس : فلور , مالذي قلته قبل قليل..؟!
حدقت به وهو ينظر نحوي أيضا عن قرب.. قال : إن لم تطيعنني , فسأقتلك..!
قلت ببرود : أظنني مستعدة للموت..
ابتسم و دفعني لأدخل و أنا أمسك بالثوب.. كأنه يسخر مني مستعدة للموت هاه ؟!!.
كان بمقاسي تماما.. و جميلا , بل مذهلا علي.. !! بلا أكمام لكنه طويل قليلا..
خرجت له و أنا أشعر بالخجل , لا أعرف لم.. لكن الفتيات دائما يشعرن بالسعادة و الخجل أيضا عند ارتداء ثوب جميلا لأول مرة..
لم أجده ينتظرني فقلت ببرود : هه , أين ذهب..؟!
أتى حاملا حذاءا فضيا بيده.. نظر نحوي فأٌقبل مسرعا.. شعرت بحرارة تشتغل بوجهي و هو يحدق بي..
نظرت نحوه وهو ينظر نحوي فابتسم و قال : مناسب جدا..
جلب لي كرسيا و قال :أجلسي..
فجلست , أخرج الحذاء و جلس القرفصاء أمامي وهو يلبسني أياه..
قلت بتعجب له : كيف تعرف مقاسي ؟! .
نهض واقفا و قال بلا مبالاة : لا شيء مهم , منذ أن لبستِ القلادة عرفت اسمك , و بعض المعلومات البسيطة..
وقفت بمساعدته , و أردت أن أسحب يدي لكنه بقي ممسكا بها , فرق بإصبعيه فانطفأت الأنوار..!
تشبثت بذارعه مجددا , وأنا أشعر بالخوف من الرياح الغريبة الباردة.. وضع حولي غطاءا ما..
ثم همس بأذني : فقط الإمساك يكفي , لكنك تفضلين تأبط ذراعي..!!
خجلت منه فخففت من شدة قبضتي..
ظهرنا في داخل غرفة مظلمة بالبداية , ثم خرجنا الى صالة مطعم كبير رائع مضيء و جميل , و هناك صوت موسيقى رقيقة تصعد في المكان..
كان الوقت غروبا تعجبت جدا , جلسنا على طاولة تطل على منظر بديع للشمس..
صعقت و أنا أرى برج إيـفل الرائع , أننا بباريس ~ ^^
كان هناك القليل من الناس يجلسون حولنا , و صدمت مرة أخرى عندما رأيت آرثر و قد بدل ثيابه الى بذلة رسمية..
لاحظ نظراتي نحوه فقال ببرود : حتى لا يشك بي الناس بملابسي تلك..
أومأت له برأسي و لم انطق.. أتى النادل بسرعة و أعطاني قائمة الطعام..
اخترت أشياء كثيرة بما أن السيد آرثر المحترم هو من سيدفع..!
بعد دقائق قليلة فقط أتى الطعام و بدأت بالأكل بسرعة..
انتبهت أنه لا يأكل فقلت باستغراب : لم لا تأكل..؟!
رد بهدوء : لا آكل هذا الطعام..
قلت بسخرية : ماذا ؟! , هل تأكل اللحم و تشرب الدماء..!
رد علي بابتسامه أخافتني.. و عدت لتناول الطعام بسرعة..
شعرت به يراقبني فنظر نحوه متسائلة , هز كتفيه بملل و قال : أن شكلك مرعب , تناولي بهدوء..
ثم عاد يتأمل المنظر من الشرفة الكبيرة .
كم أشعرني بالإحراج ~~، .. فقلت له : أنني متعجلة أريد العودة قبل الصباح..
وضع يده على خده دون أن يلتفت نحوي و قال : لا تقلقي.. فقط هدئي من روعك..
...انتهيت من تناول الطعام و شعرت بالشبع و الراحة , فدفع آرثر الحساب الكبير . كنت متعجبة جدا من أين له بكل هذه الأموال.. لكن كلمته عندما قال أنه أمير الظلمة .. أشعرتني بأنه أمير حقا !!
مشيا خارجا بالشارع كما قادني هو , توقعت أننا سنعود لتلك الغرفة المظلمة و أعود للمنزل..
و أنا أشد على المعطف الحريري الصغير حول كتفي قلت له بتوتر : لنعد الآن..
كان يسير أمامي , نظر نحوي و قال بهدوء : توقفي هنا سأذهب قليلا و أعود..
اتسعت عيناي و قلت بسرعة : ماذا ؟! وحدي هنا !! هل أنت...
لكنه غادر سريعا وهو يقول : سأعود خلال لحظة..
ظللت كالبهاء أمد يدي نحوه ~~".. وهو يركض بعيدا , من يرانا هكذا ماذا سيقول ؟!.
كنت بالممشى الكبير و كل من يسيرون حولي من السياح , أتى فجأة أحدهم نحوي..
شاب وسيم الملامح أشقر الشعر أزرق العينين يرتدي قبعة فرنسية و يبدو لطيفا.. ممسكا بكاميرا احترافية..
ابتسم لي , فابتسمت له , اقترب وهو يتحدث بالفرنسية قائلا :
_ Bon soar (مساء الخير) أيتها الآنسة الجميلة , هل ألتقط لك صورة ؟!
أجبته بالفرنسية أيضا وأنا أبتسم فرحة لأنه امتدحني :
_ لا بأس ^()^
ألتقط لي عدة صور ثم اعتدل قائلا بمرح : تبدين جميلة كالأميرات..
أعطاني صورة لي و قال : تفضلي هذه الذكرى..
قلت له بسعادة غامرة : ..merci
انحنى لي محترما و غادر.. بقيت أحدق بصورتي , كنت جميلة جدا بهذا الفستان !
لم أتوقع أنني يمكن أن أكون بهذه الروعة ياه , وأنا واقعه بحب ذاتي لهذه اللحظات.. اختطف أحدهم صورتي..
فحدقت بسرعة بمن بجانبي و أقول : هيييه ><..!!
لكنه ظهر آرثــر , حدق بالصورة ببرود و قال : من الذي صورك ؟!
أخذت منه الصورة و قلت : لا شأن لك.. ثم مددت لساني سخرية..
قال ببرود : هه أنت لا تبدين جميلة على أية حال..
وضعت الصورة بمعطفي و رددت عليه بغضب : هذا ليس رأي الجميع , لقد قال بأنني جميلة كالأميرات..
تفاجئت وهو يقول بغضب : و أعجبك طبعا قوله..!
قلت بسرعة : أهدأ أنه مجرد مصور..!
زفر الهواء ثم قال ببرود : لنعد الآن..
لم أقدر على الاستيعاب حتى الآن على فكرة أنني بالأمس كنت في روما و باريس تناولت العشاء و اشتريت الثياب... كان كالحلم الجميل , لقد أنساني همومي و كل الأمور المرعبة التي حدثت..
استيقظت في الصباح و أخذت حماما باردا و أنا أغني مع نفسي..
ثم لفتت المنشفة كالعادة و دخلت بغرفتي , لأصدم بوجوده فيها !!
صرخت و أنا أضم نفسي و كتفي العاريتين : هيييه مالذي تفعله ؟!! >()<
رد آرثر ببرود : أريد أخبارك بموعد الـ....
قاطعته و أنا أضربه و يدي الأخرى ممسكة بمنشفتي و أصرخ : أخرج أيها الوقح !! أريد ارتداء ثيابي..
أقفلت الباب من خلفه ثم اتجهت الى خزانتي و أنا أشعر بالرعب ..
كيف يمكنني ارتداء ثيابي الآن !!
و أنا أعرف بوجود شخص أحمق مثله هنا !! ,
ارتديت بنطال جينز أزرق و قميص أبيض بأكمام قصيرة و من فوقه جاكت رمادي خفيف..
خرجت إليه و لكنني لم أجده , زفرت الهواء و قلت ببرود :
_ عندما أريد أن أرى ما به يختفي , و عندما لا أرغب برؤيته يخرج لي.. هذا الشبح..!
_ من تدعينه بالشبح ؟!
التفت و قلبي يخفق بقوة و وجدته يقف خلفي..
قلت و أنا بالكاد أخذ نفسي : أين كنت ؟!.
رد ببرود : انتظرك هنا بالطبع يا ذكية..
قلت بهدوء : ولكن أ...
قاطعني بسرعة وهو يجلس و يضع ساقا على الأخرى : المهم , أردت أخبارك بموعد فتح الممر..
قلت ببلاهة : أي ممر ؟!
نظر إلي بنظره مرعبة , فتذكرت بسرعة و قلت : آه ذلك الممر ~~، ! و .. ومتى ؟!
قال ببرود وابتسامه من زاوية فمه : جيد , بدأتِ تفهمين , الموعد سوف يكون بـ...
فكرت بنفسي و أنا أنظر نحوه بحقد غريب اجتاحني
( يا لا الغرور , يظن نفسه سيدا على كل شيء , هل هو فعلا أمير ! و يتسكع هنا و هناك.. لم لا يجلس بموطنه و يكون شخصا صالحا بدل تهديد الناس و إضاعة الأشياء و....)
قاطع تفكير وهو يقول بغضب : هيه ! أنني أتحدث إليك منذ ساعة ! استمعي..
قال الكلمة الأخيرة بلهجة آمرة , فقلت له بسرعة و أنا أعقد ذارعي :
_ أنني مستمعه , ثم لا تتحدث نحوي هكذا , أنني لست أحد خدمك..
رفع أحد حاجبيه و قال : مستمعه هاه , إذن أخبريني متى موعد التقاء القمر و المريخ الذي ذكرته قبل قليل..؟!
صدمت منه و قلت بتوتر : آ.. لم أسمع الجزء الأخير..
نهض و قال ببرود : و فيم تفكرين ؟! هه بـ كريس مثلا أم والديك !.
اتسعت عيناي و قلت بتوتر أشد : من ؟! لا تتدخل بشيء لا تعرفه رجاءا..!
ثم أكملت بغضب : أنني أفكر كم أنك شخص مغرور لا يهتم سوى بنفسه..
رفع يده أمام وجهي كي يصمتنِ و يقول ببرود و عيناه تلمعان :
_ شش , لا تتوتري استطيع سماع أفكارك.. !
اتسعت عيناي و أنا أحدق به.. أشاح بوجهه فجأة عني و اتجه نحو النافذة و هو يقول :
_ عندما تتوترين أو تغضبين , باختصار تضطرب مشاعرك فأنني أقدر بهذه الحالات سماع الأفكار بكل سهولة..
التفت نحوي و قال بصوت مخيف : و استطيع السيطرة عليك بشكل تام..
وضعت يدي على قلبي و قلت بخفوت : أنت مخيف..
ابتسم فجأة و قال : أحب هذا , أشعار الأخرين بالخوف.. شيء ممتع..
صرخت بوجهه : أنت ! , لا تبدأ تتباهى بقواك رجاءا هذا يشعرني بالغثيان..!
اقترب مني وهو يقول ببرود ثم يرتفع صوته شيئا فشيئا حتى بدأ يصرخ :
_ أتدرين مالذي يشعرني بالغثيان أنا بالضبط.. هو ملاحقة فتاة غبية و عنيدة في كل مكان و حمايتها لأنها تملك شيء ليس لها , و الحرص على ألا تموت وسط كل هذه الفوضى و انتظار شهر كامل حتى يكتمل القمر مع كوكب المريخ لأعادته دون قتلها بالرغم من أنها أسهل وسيلة..!
شعرت بالدوار فعلا وهو يصرخ بوجهي بهذه الجملة الطويلة ~ قلت له ببرود و بلاهة و أنا لم أفهم قصده..
_: فعلا شيء يجلب الغثيان , من هي الفتاة ؟!.
زفر الهواء بشدة و ضرب جبينه وهو يقول : سوف أجن , و أنا كنت أظنني مجنونا هناك.. لكن هذا عذاب..
فلتفت و ابتعد ليختفي في الممر المظلم..
قلت بنفسي بغرابة : دائما يحب أن يختفي قاطعا كلامه..
تابع |