عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 11-18-2011, 08:41 AM
 

ذهبت الى المستشفى لأرى المدير و أطمئن عليه.. سعد برؤيتي كثيرا , و قال بأنه كان قلقا بشأني من اللصوص..
لكنني قلت له كاذبة : لقد خرجت بسرعة قبل أن يأتوا..
خرجت من عنده و قد أغلق المحل لأسبوعين ريثما يخرج المدير من المشفى..
قلت بنفسي بقلق ( الجامعة تبدأ بعد أسبوعين أيضا.. ثم تذكرت والدتي , فقلت : يجب أن أسافر إليها.. و أزور والدي أيضا ^^" ضحكت بتوتر , كم هذا مكلف ~~".. )
لكنني مررت بمحل السوبر ماركت كي أشتري بعض المأكولات فشقتي فارغة , و أنا وحيدة بعدما حدث
لي مع كريس .. تذكرت فجأة آرثـر كيف عرف كريس.. ؟! لقد خفت كثيرا أن يرى ما حدث.. ~~"..
لكن هل يسمع الأفكار..؟!
مشيت ببطء بين الأرفف و أنا أضع علبة من البيض في سلتي و بعض اللحوم الجاهزة للطهي و العصير ,
ثم خرجت و وقفت على الرصيف قليلا , كان الوقت ظهرا , و الناس يسيرون بكل مكان..
لقد نسيت ما حدث لي و القلادة و آرثر تقريبا في هذه اللحظات..
مشيت بهدوء و مررت من بناء لم يكتمل بعد و العمال منهمكون بالعمل..
ثم فجأة صرخ أحدهم : انتبهوا , لقد سقط العمود الحديدي..!
خلال ثوان , رأيت ظلا طويلا ينهار من أعلاي و يكبر , شيء ما يسقط نحوي !!
رفعت رأسي لأنظر و قد توسعت عيناي برعب.. أردت أن أحرك قدماي هاربة لكنني تجمدت..!
تبا !!
دُفعت فجأة بعيدا بشيء ما ضرب جانبي , فسقطتُ أرضا و سقط العمود الكبير الى جانبي تماما
محدثا صوتا مدوي و تعالا الغبار من حولي..
تجمعوا حولي الناس وهم يساعدونني على النهوض
_يا ألهي هل أنت بخير ؟!
_ لقد أصيب رأسك !.. لكن الحمد لله أنت بخير..
قلت له مهدأة أنني بخير , ثم شعرت بشيء يسيل على جبيني وضعت يدي على جبيني ثم حدق بها..
رأيت دمائي الحمراء تلمع تحت الشمس..
دارت بي الأرض و سقطت مغشيا علي.. ~~".


فتحت عيناي بألم و أنا أتأوه , سمعت صوتا مألوفا يقول : لم أرى بحياتي فتاة مثلك..!
خف الضباب على عيني و رأيته " آرثـر" يجلس على حافة سريري..
سألت بهدوء و أنا لا أزال نائمة : ماذا حدث ؟!
رأيت ينظر نحوي بطريقة غريبة , ثم نهض و قال ببرود : لا شيء مهم..
خرج من الغرفة , فكرت قليلا , و تذكرت الحادث , ثم فكرت بـ آرثـر و آخر حديث لنا..
اتسعت عيناي و نهضت بسرعة ( أنه غاضب مني..! )
خرجت و بحثت عنه في شقتي و لم أجده..
تنهدت و قلت ببرود : آه و ما به ؟! .
اتجهت للمطبخ و وجدت أغراضي , حدقت بالمصادفة بزجاج النافذة و رأيت جبيني و قد
وضعت عليه ضمادة طبية , أن آرثر من وضعها و هو حتما من أنقذي و جلبني هنا ..!
فكرت كثيرا كم كنت فضه معه , وهو ينقذ حياتي و يساعدني مرارا..
لو أنه فقط يترك غروره , لكن .. هذا ليس أمرا مهما , وهو كان يقصدني أنا بكلامه , علي أن أحاول الانتباه لنفسي حقا أظنني بت كثيرة النسيان ~~" .. لقد قال بأن المدة هي شهر حتى تحل المشكلة..
و علي البقاء حية حتى هذا الوقت..!
صدمت عندما رأيت الساعة السابعة مساءا , اوه يا ألهي هل نمت طوال اليوم ؟!!
جلست أتناول فطيرة أمام التلفاز , ثم تفحصت بريدي في الشارع , فوجدت رسالة من والدي..
أخذتها بلهفة و صعدت لشقتي بسرعة , و بما أن شقتي بالدور الثالث فأنا أخذت أركض على الدرج ركضا..
و حدث مالم يكن بالحسبان لم أعرف كيف فتح رباط حذائي و تعثرت به ,
لأسقط من أعلى الدرج الى أسفلة كاملا و أنا أدور حول نفسي..
شعرت بضربات مؤلمة حقا تلقيتها , من رأسي حتى أخمص قدمي..
ثم كدت أسقط الى الدرج الآخر لولا أنني بصعوبة أمسكت بالسور الحديدي و أوقفت جسدي..!!
تأوهت بألم و كل عظامي شعرت بها مفككه.. ~~,, أتتني رغبة بالبكاء شديدة..
من حظي العاثر ~~"..
أتى شخص و أمسكني من الخلف وهو يحملني برفق.. كنت قد أغمضت عيناي من الألم..
لكنني عرفت من يكون ..." آرثــر"..
وضعني على الفراش بهدوء , وهو يقول :
_ لقد أصبت بكدمات في ساقك اليمنى , ذراعك اليمنى و رأسك الفارغ هذا و ظهرك..!
قلت بألم : آه أنه هذا مؤلم..
رد ببرود : ربما تستحقينه ضربة ما حتى تنتبهي لما يقوله الآخرون..!!
فتحت عيناي و كشرت بوجهه هذا المتفرغ للإهانات !!
ثم قلت فجأة : رسالة والدي..
أخرجها من جيبه و سلمها لي , قرأتها و وجدت بها تذكرة سفر لي ..
شعرت بالسعادة , كان يطمئن علي و يريد رؤيتي بشدة في لندن ^^ و التذكرة موعدها بعد غدٍ..
لم أقدر على التحرك ولا الجلوس تأوهت بألم و بقيت مضطجعة.
قال آرثر ببرود : أأخذك الى المستشفى ؟!.
رددت عليه بهدوء : لا , سيخف كل شيء مع مرور الوقت..
كان يجلس على الكرسي.. ثم نهض و جلس بطرف سريري بجانب ساقي ثم..
صدمت و أنا أرآه يرفع بنطالي قليلا ليكشف ساقي ما أسفل الركبة بقليل كانت هناك كدمة زرقاء محمرة..!!
صرخت بوجهه و أنا أعتدل جالسة : ووووقح ماذا تفعل >()<...!!
قال مهدأ وهو يضع يده على الكدمة : أنني أساعدك على الشفاء..!
رأيت مصدومة و شعرت بالبرودة الغريبة التي سرت من يده الى ساقي المصابة ثم..
اختفى كل أثر للألم..
قلت بصدمة : ما هذا ؟!.
نظر نحوي ثم عدل بنطالي و قال بهدوء : لدي القدرة على تسريع الشفاء للأصابات فقط..
ظللت محدقة به , فقال منبها : هيه , ألا ما تحدقين ؟!.
احمررت خجلا و قلت له : لا شيء..
أردت أن أعود مستلقية لكنه , أمسك بذراعي و قرب وجهه من وجهي كثيرا..
اشتعلت احمرارا و لم أٌقدر على النطق, أغمضت عيناي..
لكنني شعرت بيده على جبيني , ثم ذلك الشعور بالبرودة بعدها..
اختفت الكدمة.. شعرت بالدوار مما يحدث ~~"..!!
قال بهدوء : أعطني ذراعك ..
مددت له ذراعي فوضع يده عليها و خفف الألم ثم زال..
نظر نحوي , لكنني لم أعرف لأنني لا أزال مغمضة العيني . شعرت به فقط..
قال ببرود : لم أغمضت عينيك ؟!,
فتحتهما على اتساعهما و قلت بسرعة : ماذا ؟! أنا لا..!!
رفع أحد حاجبيه و همس : لم أنتِ غبية بهذا الشكل ؟!. هل تعرضت لضربة ما في رأسك عندما كنت طفلة؟!
حدقت به ببلاهة ثم استوعبت أنها إهانة فقلت بسرعة : أنتْ ><.. لا تتحدث معي بهذه الطريقة..!
قال فجأة بجدية : لا أنني لا أهينك , ربما حدث لك شيء ما و أصبحت هكذا يتشتت عقلك بسهولة..!
أحمر وجهي غضبا هذه المرة , فنهضت من السرير و خرجت دون أن أنطق..
أشغلت التلفاز و أردت الجلوس , لكن تصاعد ألم فضيع من ظهري..
فصرخت : آه >()<.. هذه الآلم لا تنتهي.. !
أتى آرثر و قال ببرود : لقد أيقظتي كل من في المبنى بصراخك المزعج هذا..!!
نظرت نحوه و قلت بغضب : أخرس , أنني أتألم..
اقترب مني و قال ببرود : إذن دعيني أساعدك هنا..
قلت بفجع : مستحيل أن أكشف لك ظهري >< هل أنت منحرف ؟!!
ظل ينظر نحوي ببرود ثم قال متسائلا : ماذا تعني هذه الكلمة ؟!
قلت له بغيض مكبوت : فقط دعني و شأني..!
قال ببرود أشد : سوف تموتين ما أن أبتعد عندك عدة أمتار..
دمعت عيناي من هذا الحظ السيء.. و ركضت بسرعة الى غرفتي مارة من جانب آرثر..
ألقيت بنفسي على الفراش و وجهي بداخل الوسادة و أنا أبكي بصوت مكتوم..
بعدها بثوان شعرت به وهو يجلس بجانبي على طرف السرير..
انحنى ليهمس بأذني بهدوء : دعيني أساعدك.. بكائك هذا لا فائدة منه ولا مغزى أيضا !
رفعت رأسي من الوسادة ثم حاولت الجلوس جيدا وهو يساعدني..
قال بهمس : و الآن , أين يؤلمك..؟!
لم أعرف لم يهمس دائما بهذا الشكل , لكنه يكاد يسلب عقلي بصوته فقط..!
قلت له بهمس أيضا : أسفل كتفي الأيمن.. و حاولت أن أشير نحوه..
جلس بجانبي ملاصقا تقريبا و انحنى للخلف بجسده , وضع يده بهدوء على كتفي ثم قال:
_ أمسكي بيدي و ضعيها على ما يؤلمك..
رفعت يدي اليمنى و أمسكت بيده ثم أخفضتها قليلا.. وقلت بهدوء : هنا..يؤلمني بشدة..
شعرت ببرودة ارتجف لها جسدي هذه المرة , لكن سرت بسرعة و اختفى الألم..
نهض واقفا من جانبي و قال : علينا أن نتحدث بشأن مثل هذه الأمور البسيطة , فلور..
لا أعرف لم أشعر بفرح غريب عندما ينطق اسمي.. لكني أفقت بسرعة و قلت : ماذا تعني ؟!.
قال ببرود : لا تنتظري مني أن أهب منقذا بمثل هذه الأشياء , عليك أن تنتبهي لنفسك أكثر , ربما قد اتأخر أنا بالظهور.. بمعدل أصاباتك هذا , يجب أن أكون ملازما لك في كل شيء..
قلت له ببلاده : لن أصاب مجدداً.. سأكون حذرة..
قال ببرود : أنتِ لا تدركين خطورة الأمر.. أن كنت تمشين بالشارع مع فتاة أخرى مثلا و يراكما لص ما , فأنا لا يفكر بالفتاة الأخرى أبدا , سوف يستهدفك أنتِ بالذات , حتى لو مشى معك مليونيرا وهو يعد النقود , سوف يرونك أنت فقط .. هل فهمتِ ما أعني ..!؟
قلت له بتوتر : أجل.. فهمت..
قال بارتياح واضح : آه كم هذا جيد.. لقد فهِمت..!
قلت بسرعة بغضب مكتوم : أتظنني بلهاء الى هذه الدرجة..؟! أنا سوف أهتم لنفسي و لن أحتاجك..!
نظر نحو ببرود و قال : هه , كلامك هراء , و مضحك أيضا..
قلت و أنا أعقد ذارعي من شدة الغيض : اوف ><... قلت لك سأنتبه..!!
انحنى فجأة ليهمس بأذني : لكنك ستحتاجينني ,و الآن نامي..
دفعني برفق من كتفي كي استلقي واعتدل هو واقفا ثم غادر الغرفة.. ظللت مصدومة قليلا و وضعت يدي على قلبي..
قلت بخفوت : أنه.. يجب أن يكف عن الهمس هكذا.. سوف يحدث لي شيء بسببه ~~"..
هدأت نفسي و نمـت بعمق..
نهاية البارت