11-19-2011, 03:13 PM
|
|
الجزء السادس ( في منزل والديّ )
ركبت الطائرة و أنا أشعر بمغص في معدتي و دوآر غريب , بالرغم من أنها ليست المرة الأولى !
فأنا دائما أذهب لزيارة والديّ كلاهما بالطائرة أو هما يأتيانني..
تذكرت أن حفلة الزواج التي دعتني أمي لها بعد يومين كما أذكر.. علي الذهاب هناك ’ لرؤية أمي..
للأسف لن أبقى لدى والدي سوى يوم و نصف بحسب تفكير المتقد الجيد..^^"..
فكرت قليلا .. لو سمعني آرثر لسخر مني حتى يسقط ضاحكا..! لكنني لن أسمح له.. ذلك المغرور..!!
صعقت و أنا أتذكر ( اليوم هو يوم ميلادي..!!! لقد بلغت العشرين من العمر..!! )
ابتسمت مع نفسي ببلاهة و قلت بهمس ( ميلاد سعيد يا فلور.. ميلاد سعيد..! )
انتبهت الى شاب وسيم للغاية ذا شعر أشقر و عينان زرقاوان يتقدم وهو على وشك الجلوس الى المقعد الذي بجانبي..
ابتسم لي بمرح و أنا اشتعلت خجلا كالعادة , كان رائعا بملابسه الثمينة هذه.. و نظارته الفاخرة في يده..
قال محييا بصوت هادئ للغاية وهو يجلس : صباح الخير..
ابتسمت له و وجنتاي محمرتان , رددت بخفوت : صباح الخير..
ظل مبتسما لي ابتسامه عميقة آخاذة ’ سبحت معها في عالم عينيه الأزرق البحري.. آه كم هو رائع هذا الشاب !!
فكرت بغباء هل لديه صديقة ؟!!
اعتدل بجلسته و قال لي بهدوء منبها : ألن تضعي حزام الأمان..؟!
خجلت بشدة منه و كدت أموت إحراجا , بسرعة سحبت الحزام يبدو أنني لم أسمع تنبيه الكابتن لربطه , توترت و يداي ارتجفتا لم أقدر على شبكه بشكل صحيح..
شعرت به يحدق بي ~~ يا إلهي .. يبدو أن القلادة لا تحاول التسبب بقتلي فقط , بل أحراجي أيضا..! تبا..!!
ابتسمت ببلاهة وأنا أقول بارتجاف : يبدو.. أنه مكسور أو ما شابة هيهيـ هي..!
ضحكت بغباء شديد من شدة بلاهتي اوه وددت لو أموت الآن ..!!
لكن..ابتسم الشاب بلطف و أمسك بيدي , اتسعت عيناي و أنا أحدق به..
أمال نفسه باتجاهي و قال بعطف : لا بأس.. هدئي من روعك..
آه كم حلمت بشاب حنون كهذا و عطوف ,قلبه مليء بالدفء..
يداه الدافئتين ممسكتان بيدي.. أصلح لي الحزام ثم استرخى وهو يمسك بكتاب ما..
أخذت أحدق به و لم أشعر بأن الطائرة حلقت..!!
رغبت بشدة أن أعرف اسمه و من يكون , ياه تخليت لو هو ممثل سينمائي مشهور , أو ربما مغني ~~"..
شعرت بأنني تحت تأثير السكر و أنا أحدق به هكذا و النجوم تتراقص فوق رأسي..
لا .. أنه ليس ممثل أو مغني , أنه ملاك بلا شك..
لاحظ تحديقي المستمر نحوه فنظر إلي.. اشتعلت احمرارا و زرقة بسبب كتمان أنفاسي و كل شيء بدأ يدور..!
فلتفتت بسرعة نحو النافذة بجانبي و أنا أشعر بالدوار شعرت بأنه ابتسم و عاد لقراءته..
وضعت يدي على رأسي.. آه حتما أنني أشعر بالتعب و الدوار بشكل غريب..
تذكرت أنني لم أتناول الطعام جيدا بالأيام الماضية , وما حدث لي من أمور سيئة..
بالطبع الفضل يعود للأمير المغرور "آرثـر" !
قدمت المضيفة الطعام , لكنني رفضت بشدة أن آخذ أي شيء أو أتناول..
و السبب , خجلي الشديد من الشاب و الأهم ‘‘خوفي من أن يحدث شيء سيء..!!’’
نظر نحوي و قال بهدوء و ابتسامه : عليك أن تأكلي شيئا..
قلت له بخجل و عيناي على ركبتاي : لا أحب طعام الطائرات!! ثم أنني أشعر بالدوار..~~"
ابتسم بخفه و قال وهو يميل نحوي قليلا : يمكنك أن تنامي قليلا إذن..
قلت بخفوت و أنا أسترق نظرة خاطفة الى عينيه البحريتين : أ..أجل..
آهٍ كم هو رااائع للغاية .. أين يمكن أن يوجد شاب ملاك كهذا ...؟!
تذكرت شيئا , بما أنه يوم ميلادي سوف أكتب أمنيتي بالورقة حتى لا أنسى عندما يسألني والدي..
فأنا كثيرة النسيان ~~"
أخرجت ورقة من حقيبتي الصغيرة و كتبت بها ( اليوم يوم ميلادي و أرغب بهدية التي حلمت بها طوال سنوات وهي رؤية والدي معا و يبتسمان كي أصورهما.. ستكون أعظم هدية ... ولن أطالب بعدها بأي هدايا لأي مناسبة حتى لو كانت مناسبة زواجي ..!! ).
شعرت بالسعادة بعدما كتبت هذا و عندما أردت أن أعيد الورقة للحقيبة أفلتت مني و سقطت على قدم الشاب !!
فزعت بشدة و انتبه الشاب لهذا , فانحنى و التقطها , ابتسم وهو يعطيني أياها و يقول
_ تفضلي.. مم , هل حقا اليوم هو يوم ميلادك..؟!
حدقت به مذهولة , فقال بسرعة وهو يعتدل : آسف لقد وقع بصري مصادفة على هذه الكلمة..!!
قلت له سريعا : لا .. لا بأس أطلاقا .. آه نعم أنه يوم ميلادي..
و كدت أموت خجلا وهو يبتسم لي ابتسامه ساحرة و ينحني نحوي مجددا , قائلا
_: إذن كم ستبلغين أيها الشابة الجميلة ؟!.
شعرت بالدوار لكلمة هذه , و كاد يغشى علي.. ~~ وه كم هو ساحر ..!!
هو لم يعني شيئا بكلمته الجميلة سوى مجاملة لطيفة بريئة.. لا يبدو عليه أبدا أنه شاب لعوب..!!
أفقت سريعا و قلت : آ.. عشرون.. عاما..
أمسك بيدي فجأة وهو لا يزال يبتسم بحب , قال وهو يصافحني
_ ميلاد سعيد , آ.. لم أعرفك بنفسي.. يالا فظاظتي !! الجميع ينادني بـ توماس لكنك تستطيعين مناداتي بـ "توم".
ابتسمت بخجل شديد و يدي بيده , فقلت : فرصة سعيدة , أنا فلور..
اتسعت ابتسامته بمرح و هو يقول : اسمك جميل ,فلور يعني الورد بالإنجليزية أليس كذلك ؟ إذن ميلاد سعيد فلور
ياه كيف يتحدث معي بكل سلاسة و أنا بالكاد أتكلم معه ^^..
قلت له : أشكرك جداً.. للطفك..
ابتسم مشجعا و عاد لجلوسه مسترخيا , أما أنا فنمت قليلا..
نزلت من الطائرة و قد أضعت ذلك الشاب الملاك "توم" و لم أره , لكنني رأيت الرجل الوسيم الذي يرتدي بذلة أنيقة يلوح لي من بعيد .. اتسعت ابتسامتي بسرعة و أنا أنظر نحو أبي الحبيب أسرعت الخطى إليه..
ضحك عندما رآني و فتح ذراعيه و أنا ألقي بنفسي محتضنة إياه..
غمرني بحنانه وهو يقول : حبيبتي الصغيرة .. هل أنت بخير؟!.
آه كم شعرت بكل آمان الدنيا و دفئها مجتمعه هنا بين يدي..
مكونة أغلى إنسان بالوجود ( والدي ) . |