11-19-2011, 03:23 PM
|
|
سمعت والدي يوقظني على العشاء و كان صوته قريب ,لكنني لم أنهض إلا منتصف الليل..
قصدت دورة المياه , ثم نزلت لشرب الماء.. سمعت صوتا ما عند نافذة المطبخ , تكة خفيفة !!
اقتربت و فتحت النافذة بهدوء , نظرت و لم أجد شيئا سوى الظلام و الشجيرات الصغيرة المحيطة بالمنزل..
أردت الصعود لغرفتي ..لكنني لمحت شيئا ما بغرفة الجلوس "الردهة" ..بالرغم من أنها مظلمة..!!
ضيقت جبيني و قلت بنفسي " ما هذا ؟! هل يمكن أن يكون آرثـر ؟! "..
دخلت الردهة و مددت يدي نحو مفتاح الضوء.. أشغلته , لكنه لم يعمل..
توجست بنفسي , و شعرت بالتوتر .. ظللت أحدق بالأركان المظلمة بالغرفة لثانية ..
ثم أحسست بشيء مريع يقف خلفي.. و برودة تسري بين ساقي..!!
التفت ببطء.. و أنا أحدق بظل مخيف .. لمخلوق طويل و مرعب ..عيناه حمراوان و شكله يوقف القلب..
اتسعت عيناي و صرخت بقوة لأهرب منه.. لكنه أمسكني من قدمي و رفعني عاليا و أنا أنقلب رأسا على عقب..!!
حاولت الصراخ مجددا لكنني لم أقدر..
اللعنة ما هذا الشيء الذي يهاجمني..؟؟!! سوف يقضي علي..
حاولت الصراخ ثانية و ثالثة لكنني لم أقدر و كانت أنفاسي نفسها حبست و قلبي يضرب بقوة كالطبول.!!
كسر زجاج النافذة من خلفي و أنا أشعر بأن هذا الشيء يريد أن يحلق عاليا و هو ممسك بي..!!
لكن أتى ضوء أبيض و رأيت القط قد أتى وهو يقفز على هذا الظل المرعب و يسقطه لأسقط أنا أيضا..
تألمت لكن ليس بشدة , فلتفت لأحدق بالقط وهو يقطع الظل بمخالبه , حتى اختفى أو تلاشى !!
أخذت أتنفس بصعوبة و لم يقدر عقلي على فهم ما حدث للتو.. كل شيء حدث بسرعة و خلال ثوان..!
فجأة سمعت صوت والدي يناديني بقلق : فلــور... فلور..!!
دخل الى الردهة وهو ممسك بعصا حديدية , فتح الأضواء.. أخذ يحدق حتى رآني جالسة على الأرض..
ركض نحوي وهو يحتضنني ثم أمسك بوجهي بين يديه الدافئتين قال بقلق بالغ محدقا بي
_ حبيبتي , هل أنتِ بخير ؟! , سمعت صراخك.. مالذي حدث..؟!
تنفست بعمق و أنا أريح رأسي على صدر والدي.. قلت بهدوء له : لقد تخيلت فقط ..أعني تعثرت..
_ ما هذا القط ؟! . سأل والدي بتعجب وهو يكمل _ النافذة مفتوحة..!!
رأيت "نايت" القط واقف هناك و يبدو طبيعيا جدا , و النافذة من خلفه مفتوحة لكنني متأكدة بأنني سمعت صوت كسر شيء ما..!
احتضنني والدي وهو يقول بارتياح : المهم أنك بخير.. لقد خفت بشدة عليك..
ابتسمت بوهن و أنا أنظر نحو "نايت" الذي هر بصوت خفيض..
صباح اليوم التالي أفقت بتعب من النوم و أنا أشعر بصداع فضيع و ألم بكل عضلاتي.. لم أكن أرغب بالاستيقاظ باكرا , لكن لأجل والدي..
رأيته بالمطبخ يعد الإفطار و بيده اليسرى هاتف محمول , كان يرتدي جينزا أسود و قميص أبيض رائع عليه , لم أصدق بأن أبي في الواحد و الأربعين من العمر.. يبدو أصغر بكثير.. و جسده رياضي ممشوق..
قلت له و أنا أدخل المطبخ : صباح الخير أبي..
_ رد علي بابتسامه : صباح الخير حبيبتي..
ثم كلم بالهاتف : سنتحدث لاحقا.. إلى اللقاء.. قال لي وهو يمر من خلفي : لقد استيقظت باكرا هل أنت بخير..؟!
ابتسمت له : نعم , أنني بخير , آه هل هذه فطائر بالجبن..أحبها..
قبلني والدي على رأسي وهو يقول : أعلم هذا لذا حضرتها لك.. تناوليها كلها الآن.. هل تحبين الحليب بالعسل ؟!
قلت بسرعة و أنا أحشو فمي بالأكل : نعم..^^..
أشعر بأنني طفلة صغيرة مدللة أمام والدي فقط.. أتصرف بدلال و مرح.. ^^
جلس والدي أمامي وهو يسكب الحليب و يقول بحب : لقد حضرت لك مفاجئة ليوم ميلادك.. في المركب وضعتها , أتعرفين صديق عائلتنا "جوناثن" ؟!
قلت له : نعم.. _أتذكر هذا الرجل جيدا فهو من يجلب لي الهدايا في كل رأس سنة عندما كنت طفلة .. و هو يتنكر كبابا نويل..!!
أنه شخص لطيف و يعمل مع والدي..
أكمل أبي : المركب ملكا له و سنغادر بعد ساعتين تقريبا كوني مستعدة اتفقنا..؟
قلت بمرح : أجل أبي..
عندما كنت بغرفتي أستعد ..تذكرت ما حدث في متصف الليل , شعرت بخوف كبير, قلت بقلق و أنا أحاول التماسك
( ما يكون ذلك الشيء...؟! لقد شعرت حقا و كأنني بفلم رعب , ثم تذكرت حادثة الحمام ~~ , أنني متأكدة بأن هناك شيئا ما مرعبا سحبني للأسفل محاولا أغراقي..!! أن آرثـر لم يصدق هذا.. هل... هل أتعرض لخطر مختلف عن الحوادث التي تحصل لي..؟!! أيمكن أن يكون هنالك أشياء آخرى تلاحقني؟! ).
غطيت وجهي بيداي برعب , و أخذت أهمس دون شعور مني
_ أنني خائفة ... أنني خائفة... قد أموت أو يتأذى والدي...
شعرت بشيء يمسح عند قدمي , فزعت و أبعدت يدي سريعا ,
رأيته "نايت" القط حول قدمي وهو يحدق بي بعينيه الزرقاوين..
جلست و احتضنته و أنا أقول : هل ستبقى تحميني ؟! , لا تتركني أرجوك..
حدق بي والدي و أنا أنزل السلم و قد ارتديت بنطالا مخمليا بلون بني و قميص قصير الأكمام من فوقه ستره فاتحة اللون و بين ذراعي "نايت".
_ همم .. هل هذا القط الذي أفزعك بالأمس..؟! أصبحتِ صديقته..!!
ضحكت بتوتر و قلت : أنه لطيف و جميل جدا..
ابتسم والدي وهو يخرج قبعة جميلة وردية من خلفه و وضعها على رأسي وهو يقول بابتسامته الدافئة :
_ لقد اشتريتها لك.. أنها جميلة عليك..
قلت له وأنا أمسك بيده و نخرج معا من الباب : شكرا لك أبي..
اتسعت عيناي و أنا أرى أمرآة شابة تقف عند سيارة والدي , شقراء و جميلة جدا.. لوحت لنا و هي تضحك..
قالت وهي تتقدم و تصافحني : أهلا فلور بلا شك.. لقد حدثني إدوارد عنك كثيرا.. كم أنت جميلة.. أنا "روين" صديقة والدك و زميلة بالعمل..
صدمت قليلا منها لكنني قلت ببرود : أهلا بك..
التفتت نحو والدي و ابتسمت بنعومة وهي تعدل من قميصه بجرأة , قالت بنعومة : لقد أتيت لاصطحابكما.. جوناثن ينتظر منذ ساعة تقريبا..
قال والدي بهدوء وهو يبتسم بخفه : كلا سنذهب أنا و صغيرتي بسيارتي و أنت ألحقي بنا روين..!
لم أشعر بالراحة قط.. انقبض قلبي بقوة و أردت أن أضرب هذه المرآة لأبعدها عن أبي ><".. هذا ما كان ينقصني..!! و أمام عيني ..!!
آه أين أمي لترى هذا..!!
انتهى الجزء.. |