| | | | ... الجزء السابع ( هدوء ما قبل المصيبة ! ) ... | | | | |
مشينا بالسيارة مدة دقائق حتى وصلنا الى مرفأ جميل للمراكب المنتقلة الصغيرة..
لوح لنا رجل من بعيد وهو يبتسم : إدوارد , تعال من هنا..
ابتسم والدي له بهدوء , لقد كان هو جوناثن..
سلم علي بمرح وهو يقول : فلور الصغيرة لقد كبرت و أصبحت جميلة..
أخجلني بشدة , لكنه رجل رائع و صديق حقيقي.. خرجنا الى رصيف الميناء معا..
صعدنا بسرعة على متن المركب الرائع و أنا فاغرة فاهِ من شدة جمال الجو و المكان..
رأيت سيدة و زوجها هما أيضا من أصدقاء والدي ,سلمت عليهما بسعادة ,
تركت "نايت" يتمشى كما يشاء على المركب الرائع .. كان كبيرا ,
ظننته أصغر كما وصفه والدي.. لكن لم يكن هناك الكثير من الضيوف إلا...
عندما سمعت صوتا مألوفا رقيقا يقول : صباح الخير جميعا, اعتذر على التأخير..
التفت بسرعة و رأيته ....
"توم" يصعد المركب و بدا وسيما للغاية بشعره الذهبي كالأمراء و عيناه بلون السماء..
يرتدي قميصا قصير الأكمام رماديا اللون و بنطال جينز أزرق..
مالذي يفعله هنا ؟!!
بعده أتت تلك المرآة و أفسدت علي متعتي و سعادة مقابلة الأشخاص الرائعين أصدقاء والدي.
ظللت أحدق بـ "توم" وهو يسلم على جونثان و يضحك.. أخيرا نظر نحوي و تعجب في البداية..
لكنه أتى مسرعا إلي و قال بابتسامه ساحرة أفقدتني توازني : فلـور ! أهلا , يالها من مناسبة جميلة جدا...!
لم أقدر على النطق فقد دوخني بكلامه الرقيق..
قال والدي فجأة من خلفي : فلور صغيرتي أتعرفين توماس جاستين؟!.
التفت بسرعة و أردت الكلام لكن توم قال بسرعة بمرح و عذوبة : إذن فلور ابنة أعز أصدقاء والدي , لقد جلسنا متجاورين في الطائرة .. أليست مصادفة مذهلة ؟!.
ضحك والدي برقة و أمسك بكتفي وهو يشير الى توم
_: انه ابن رئيس الشركة و الوريث الوحيد.. لقد عدتما معا إذن من امريكا.. أشعر بالارتياح الآن أكثر..
ضحكت بتوتر و أنا اشتعل خجلا.. خطفت نظرة نحو توم و كان هو ينظر نحوي أيضا و يبتسم بسحر..
قلت بخجل و أنا أريد الدخول الى المقصورة التي بالمركب بدل الوقوف بالسطح : سأدخل قليلا..^^"..
لكن والدي أمسك بيدي و قال : لحظة صغيرتي , أبقي هنا قليلا ريثما ينتهي جونثان من العمل بالداخل..
قلت بتعجب : آه.. حقا ؟!.. كان عقلي متوقفا عن التفكير هذه اللحظات..
خرج جونثان من المقصورة و قال بمرح : آسف على تأخري , آه إدوارد تعال قليلا ,سنبحر الآن يا سادة..
قال والدي لي : حبيبتي أبقي هنا قليلا..
قلت بانصياع : حاضر.. , قال توم من خلفي : فلور لنجلس و نتحدث , ما رأيك ؟!.
التفت نحوه و أنا اشتعل خجلا كالعادة , قلت : لا بأس..
قالت السيدة جونسن زوجة صديق والدي : سأذهب الى الداخل لتحضير شيء ما..
دخلت الى المقصورة و تبعها زوجها , ثم دخلت أيضا "روين" و هذا ما أشعرني بالضيق ><"..
جلسنا على كرسيين من الخيزران على سطح المركب الواسع تحت مظلة جميلة ..
قال توم بمرح وهو يحدق بالجو من حوله : جميل جدا أليس كذلك ؟! ,الخروج من وقت لآخر للاستجمام..
قلت بتوتر بسيط و أنا أحاول أن أكون طبيعية : معك حق..
كان المركب قد بدأ التحرك .. نظر نحوي توم متفحصا قليلا ,قال بهدوء وهو يتقدم بجلسته أمامي
_ عندما قابلتك آخر مرة ,كنت تبدين شاحبة قليلا...
كنت أفكر بوالدي , لكنني انتبهت له و قلت بسرعة : أنا !! حقا ؟! .
نظر نحوي بتعاطف و قال بحنان : و الآن أنتِ أكثر شحوبا , مالذي يقلقك ؟! , أشعر بأنك تترقبين شيئا سيئا قد يحدث و تحاولين التفكير كيف يمكنك أن تتصرفي حينها.. هل أنا محق؟!.
اتسعت عيناي و أنا أحدق به , كيف .. يعرف كل هذا !.. أنه محق تماماً..!!
قلت و عيناي على الأرض : أنني , أشعر بالقلق فقط.. لا أدري لكنني لا أريد فراق والدي..
نهض فجأة و جلس الى جانبي , همس بحنان : سأساعدك على تخطي أي مشكلة , أعتبرينني صديقا قديما و قولي الذي بقلبك..
ابتسمت بخجل شديد و اختطفت نظرة نحوه , ثم حدقت بالسماء و قلت : أن والداي منفصلان منذ زمن بعيد.. لكنني الآن أريد عودتهما لقد مللت من الوحدة , و لأنني لا أ{يد أن يحزن أيا منهما قلت بأنني أريد السكن وحدي بأمريكا.. ليس لدى والدي و ليس لدى أمي.. و هما لا يراعيان مشاعري .للحظات أشعر بأنهما أنانيان.. و لكنني بكيت في البداية لفراقهما..
وضع توم يده على كتفي و قال مهدأ : هل صارحتهما بشيء..؟! .
ابتسمت بوهن و قلت : في البداية كنت أزور خطيهما و أرسل بعض الهدايا و الورود لكلا منهما كأنها من الآخر.. كان هذا مضحكا أمي لم تكتشف الأمر , لكن والدي علم بهذا و اعتبرها مزحة ,لم يفهما حقيقة ما أشعر به..
عضضت على شفتي و أنا أتذكر أوقاتً صعبة مرت علي و لم يكونا بجانبي ..
قلت و أنا أنظر نحوه : و الآن والدي يريد مني البقاء لديه ! , و أنا أرغب بهذا بشدة لكن ماذا عن أمي , حتى لو وافقت سيظل هذا وصم حزن بقلبها ..
سالت دموعي دون شعور مني و توم يحدق بي بحزن
_ أنني أفكر الى حد الجنون في ردة فعل كلا منهما إن فعلت أي شيء , لكنهما يمدانني بالحنان و لا يستطيعان الفهم حتى الآن.. أشعر بأنني مقيدة بشدة لا أقدر على التنفس..
أخرج توم بسرعة منديله و مسح دموعي و أنا أغمض عيني بقوة , وضع ذراعه من حولي و رأسه على رأسي..
قال بعطف : أنا الى جانبك منذ الآن , لذا كوني قوية , سأساعدك..
تمالك نفسي بسرعة و ابتعدت عنه قليلا ,
قلت بابتسامه واهنة و صوت يرتجف : أ. أنا..أشكرك جدا توم.. كنت بحاجة لأن يستمع إلى أحد..
أمسك بيدي و هو يبتسم و يقول : لاحظت شيئا , هل أنتِ منزعجة من "روين" ؟! .
خجلت و قلت بسرعة وأنا أنظر بعيدا : ممـ.. ماذا ؟!
قال وهو يتماسك عن الضحك : قولي لي..
_ حسنا , اعتقد بأنها تتقرب من والدي.. سيفشل كل شيء عملته طوال سنوات..
قلت و أنا أنظر نحوي بحزن ..
ابتسم بخبث و قال : أنها تعمل لدي , استطيع فعل شيء ما , ربما نقلها الى فرع الشركة الآخر..
ثم غمز لي بمرح , ابتسمت و قلت : آه , حقا ؟! أين هذا الفرع..؟!
ضحك قائلا : أنه في الآسكا .. بعيدا جدا..
ضحكت معه ودموع لا تزال بعيني , ياه كم أن "توم" شاب رائع للغاية , أنه متفهم و ذكي و حنون جدا..
نهض فجأة و قال بمرح : سأحضر لك شرابا ما..
ابتسمت له و بقيت جالسه أتأمل النهر الرائع , مررنا من عند الجسر الكبير و لم يكن هناك الكثير من القوارب .
لكن رأيت الضباب قد حل , فقلت بنفسي " بالطبع أنا بمدينة الضباب ".. أتى نحوي "نايت" و قفز الى حجري .
ضحكت و أنا أداعبه : أين كنت أيها المشاكس.. تأكل بعض السمك؟!.
سمعت صوت توم من خلفي يقول : فلور تعالي قليلا..
التفتت و تقدمت نحوه و أنا ابتسم ممسكه بـ نايت بين ذراعي..
قال بمرح : هيا لندخل.. و نشرب العصير هناك أفضل.. |