الغابة تلك المكان الطبيعي الذي يسكنه الحيوانات التي لا تعترف بشيء يدعى العقل و لا سلطان يسود غير سلطان الغريزة
التي تتحكم في كل شيء
و التي تخول للأقوى أن يأكل الضعيف دون حسيب و لا رقيب لأن هدا أحد بنود قانون الغاب التي أسست عليه الحياة في الغابة
...
رغم وجود ملك صوري يدعى الأسد إلا أنه ملك على نفسه وعشيرته لا غير لا يمكن أن يضبط كل الغابة
هذه الغابة و قانونها
نأتي للإنسان الذي فضله الله على الحيوان و أعطاه غريزة ليتحكم فيها بالعقل
هدا هو الأصل
لكن اليوم لم يعد فرق بين المدينة و الغابة الكل تسيره الغريزة لا غير
وجود ضوابط في أوراق و مكاتب لا تطبق على الكل
عندما نجد القوي يأكل الضعيف أي ضوابط هذه
عندما نجد الإنسان ينزل لدرك الحيوان أي عقل هدا
عندما نجد الغريزة تقود صاحبها للهاوية أي إنسان هدا
هي الغابة إذن
تعددت المظاهر و الأفعال الحيوانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى و في بعض الأحيان تتعدى الأفعال الحيوانية بكثير
عندما ترغم سيدة أو طفلة صغيرة على القيام بفعل رغما عنها تعرف أن الإنسان تخلى عن إنسانيته و لبس رداء الهمجية
عندما يأكل رب العمل عرق عما له تعرف أنه قانون الغابة و قانون القوة
عندما تلتجئ للقانون ليحميك و تجده أضعف منك آنت
ماذا تفعل هل يجب أن تتخلى أنت أيضا على إنسانيتك و ترتدي قناع جديد؟
مالسر وراء هذا الانحطاط المهول؟
من يتحمل المسؤولية فيه
هل فعلا فقدنا إنسانيتنا؟