الغيبة ... ..
الغيبة
هذه الآفة من أقبح القبائح ، و أكثرها انتشاراً بين الناس في زمننا هذا ، حتى أنه لا يسلم منها إلا القليل من الناس ،
ممن رحمهم الله تعالى .
معنى الغيبة :
الغيبة هي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكرهه ، سواء في بدنه كقولك قصير ، أو في دينه كقولك متساهل في
النجاسات ، أو دنياه كقولك كثير الكلام ، أو نفسه أو خَلقِهِ أو خُلُقِهِ ، أو ماله ، أو ولده أو والده ... سواء أذكرته
بكتابة أو لفظ أو ترميز أو إشارة بعينك أو بيدك أو برأسك ، أو نحو ذلك .
و كل ما أفهمت به غيرك نقصان مسلم فهو غيبة محرمة ، و من ذلك المحاكاة ، بأن تمشي متعارجاً أو مطأطئاً
أو على غير ذلك من الهيئات ، مريداً حكاية هيئة من تنقصه بذلك ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم : (حسبك من صفية كذا و كذا ...
قال بعض الرواة : تعني قصيرة ...
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) .
أي : خالطته مخالطة يتغير بها طعمه و ريحه لشدة نتنها و قبحها .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إن الله تعالى يتجاوز لأمتي ما حدَّثت به أنفسها ، ما لم يعملوا به و يتكلموا . )
حكمها :
الغيبة محرمة ، و المغتاب عاص لربه ، و آكل لحم أخيه .
قال الله تعالى : (و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) [الحجرات 12 ]
و قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
(اعلم أن الغيبة كما يحرم على المغتاب ذكرها ، يحرم على السامع استماعها و إقرارها )
و رحم الله الشاعر القائل :
و سمعك صن عن سماع القبيح
كصوت اللسان عن النطق به
فإنك عند سماع القبيح
شريك لقائله فانتبه
كفارة الغيبة :
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى :
(اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم و يتوب و يتأسف على ما فعله ، ليخرج من حق الله سبحانه ، ثم يستحل
المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته و ينبغي أن يستحله و هو : حزين ، متأسف ، نادم على فعله إذ المرء قد يستحل
ليظهر من نفسه الورع ، و في الباطن لا يكون نادماً ، فيكون قد قارف معصية أخرى ) ز
و قال الحسن البصري : يكفيه الاستغفار دون الاستحلال .
و أرجو الرد
أختكم المحبة وردة الكاميليا [/color]
__________________ |