بدايةً أسمح لى أخى الكريم أن أثمن غالياً موضوعك القيم ..
والمتكامل الأركان .. لكننى سوف أضيف مداخلة بسيطة الاوهى أن الدين الأسلامى منهج حياة .. وأن مقولة فصل الدين عن السياسة ..مقولة باطلة غربية النشأة .. لا تتماشى مع قيمنا الأصيلة ومنهجنا القويم ..
نعم فصل الدين عن السياسة أمر سليم لكنه بالنسبة للغرب وليس بالنسبة لنا كمسلمين ..
ولكى أوضح ذلك لابد من الرجوع إلى الجذور التاريخية لنشأة هذا المقولة فى الغرب ولماذا نجحت وانتشرت بهذا الشكل..
ففى العصور الوسطى بينما كانت أوربا ترزخ فى ظلام الجهل كانت الكنيسة تسيطر على كل شيئ وكان القساوسة لهم نفوذ بالغ حتى أنهم كان يمنحون ما يُسمى بصكوك الغفران فيدخلون الجنة من يشاوا ويقذفون فى النار من غضبوا عليهم ولم يدفعوا لهم .. هذا فى زعمهم الباطل وضلالهم الكبير .. لذا كان من مصلحتهم أن يسود الجهل ويعم الظلام .. فكانوا يعادون العلم والعلماء بشتى السبل حتى أنه من كان يقول من العلماء بأن الأرض كروية كانوا يحرقونه ويدعونه بالزندقة والكفر ومن هؤلاء جاليلو الذى أنقذ نفسه من الموت فى اللحظة الأخيرة بتراجعه عن أرائه العلمية وأعلانه التوبة الظاهرة من تهمة الكفر التى كانت موجه له وتبرئه من العلم .. كان هذا هو حال أوربا .. جهل منتشر .. قساوسة مسيطرون على كل شيئ الحكم والدين وشتى أمور الحياة ..
لذا ظهرت الدعوة المناهضة لفصل الدين عن السياسة من أجل التخلص من نفوذ القساوسة وغيهم ..ومن ثم عندما تحقق لأوربا ذلك بدأت تتقدم وبدأ العلم يزدهر وتقوى أوربا من الناحية السياسية .. أذن فصل الدين عن السياسة كان طوق النجاة لأوربا من الغرق فى ظلمات الجهل .
وعلى الجانب الأخر المعاصر لذلك كانت الدولة الإسلامية تشع بنور العلم والتقدم والازدهار .. حيث انتشر العلماء .. الذين تجد أغلبهم متقن للعلوم الشرعية اولاً ثم يتخصص فى أحد فروع العلم الدنيوى .. وكان هذا انطلاقاً من تشجيع الدين الإسلامى للعلم والعلماء وتقديره لهم وتحفيزهم على ذلك
فكان التمسك بالدين الإسلامى والذى قامت على مبادئه الخلافة الإسلامية والتى جعلت المسلمين يسودون الدنيا .. فكان تمسك المسلمين بدينهم وجعله منهجاً لحياتهم نبراساً لهم وازدهارهم علمياً وتقدمهم سياسياً
فماذا حدث عندما تخلى المسلمين عن التمسك بدينهم .. حدث ما نراه اليوم من تشتت وتشرذم وأصبحنا كالقصعة التى تتهافت الأكلة عليها
.. لا أريد أن أطيل أكثر من هذا
خلاصة القول .. أن أوربا عندما فصلت الدين عن السياسة تقدموا
بينما المسلمين عندما فصلوا الدين عن السياسة تخلفوا وتشرذموا
هذا هو بيت القصيد .. فالأمة الأسلامية أمه غير باقى الأمم لها منهجها الربانى وهديها النبوى .. وهذا هو سر قوتها
لذا يجب علينا الأعتزاز بهويتنا الإسلامية والتمسك بها وليس المضى وراء كل ناعق جاهل من مُدعى الفكر والثقافة.
لك منى أسمى آيات الشكر والتقدير على موضوعك الهام والهادف
__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...