عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 11-29-2011, 01:31 PM
 
قال توم ببساطة : والدها شريك أبي في أسهم الشركة.. لقد رأينا بعضنا في مناسبات الشركة الخاصة..
ابتسمت آشلي وهو تقول : نعم , ألم يكن حفل عقد الصفقة رائعا.. لقد غادرت مبكرة..
أجابها توم بهدوء و ابتسامه خفيفة : بلى , أنني لم أقدر على البقاء طويلا أيضا.. كان هذا الحفل قبل معرفتي بـ فلـور بـ أسبوع فقط..
نظر نحوي وهو يقول الجملة الآخيرة و يبتسم بحـب ..
ابتسمت له أيضا , لكن ألم قلبي عاود الظهور فجأة.. فوضعت يدي عليه و تنفست بعمق..
تذكرت آرثـر و قلت بنفسي , هل يسمعني الآن و يراقبني ؟!. من أين..؟!.
حدقت بمدخل الردهة الآخر المطل على غرفة البيانو التي يملكها والدي.. كانت مظلمة..!
نظرت نحو والدي و رأيته منغمس بالحديث مع جوناثن و روين هذه !!..
زفرت الهواء بحدة ثم نهضت و الجميع يحدق بي , قلت بابتسامه خفيفة :
_ سأجلب بعض العصير..
حدق بي والدي بقلق طفيف , لكنه قال بابتسامه : أجل عزيزتي , شكراً..
ذهبت الى المطبخ بسرعة و جهزت بعض الكؤوس , ثم أخرجت العصير الطازج و
أخذت أسكبه ببطء..
دخل شخصا ما المطبخ من خلفي, فلتفت بسرعة ,,
_ ... آآه "تـــوم" !!!.
نظر نحوي توم بحزن قليلا , ثم ابتسم بوهن , و قال وهو يقترب حتى وقف أمام الطاولة :
_ فلـور , لا أفهم لم أنتِ تبدين معذبة كلما رأيتك.. لا شك بأن هناك شيء ما.. ألم أقل بأننا أصدقاء و أود أن تخبرينني كل شيء يزعجك حتى أساعدك..
قلت بتردد : لا.. أنني بخير , لكن.. لكنها أجواء لندن ..
قاطعني وهو يدور حتى يقف بجانبي : أريد أخبارك شيئا عن روين , لا تعبسي بوجهها فهي مخطوبة لـ جوناثن و هي مغرمة به , لا تقصد التقرب من والدك أبداً..
حدقت به و أنا لا أكاد أفهم , قلت : هه , حقا ؟!!.
ابتسم وهو يسحب مني صينية كؤوس العصير.. كاد أصبعه أن يلامس يدي ,لكنني أبعدتها بسرعة
و أنا أكتم أنفاسي.. قال لي بهدوء : هيا استخري قليلا و ابتسمي من قلبك..
قلت بنفسي ببؤس ( أنت لا تعرف شيئا عن معتوه الظلام ذاك..!! )
فجأة ونحن نخرج ظهر أمامي والدي فاصطدمت به.. !!
صرخت ( آآه ) و أنا أبتعد بقوة كردة فعل مبالغة , حتى أنني سقطت على الأرض مصطدمة بالجدار..!!
شعرت بارتجاج شديد في عقلي..!!
أتاني والدي بسرعة وهو يرفعني قائلا بقلق شديد : فلـور , هل أنتِ بخير ؟!.
تنفست بارتجاف , و أنا أحدق به.. قلت و أنا أتمالك نفسي أمام كل هؤلاء :
_ آه ,, أنا بخير.. بخير..
ثم بصوت خفيض باكي حدقت بأبي : آسفة..
ضمني والدي وهو يمسح علي قال : لا تخافي.. أنني لا أفهم سبب رعبك..
تنفست بعمق و حدقت بكل هذه الوجوه.. كانوا قلقين حقا..
خاصة توم , نظرته تلك عذبتني بشدة.. أشعر بأنني نلت جزء كبيرا من تفكيره..
قلت بهدوء لأبي : أريد الصعود قليلا لغرفتي..
ظل والدي ممسكا بي للحظة ثم قال بهدوء : حسنا حبيبتي..
قبلني على وجنتي بخفه و التفت الى ضيوفه..
آه كدت أصاب بنوبة قلبية مميتة , أظنني سأصاب بالهلوسة أو أُجـنّ قبل يوم فتح البوابة...
و كل ذلك بسبب من برأيكم ؟!....
مسحت دمعه فرت , لقد سببت لهم قلقا فضيعا.. و والدي كذلك.. ~~ ماذا أفعل يا ألهي..؟!!
دخلت الى غرفتي , و قلت و أنا أستلقي على فراشي ببطء :
_ تبا لك.. أنني أفعل لك كل تلك الأمور و أنت تكافئني بهذا..

رد آرثـر ببرود و هدوء من جزءه المظلم : كان عليك أن تقوي قلبك , كان ذلك والدك..!

أغمضت عيناي و قلت : أنني أكرهك.. حقا..!

_ ألا يمكنك أن تتحلي ببعض البرودة , تمنيت لو أن ذلك الرجل الأشقر مس أصبعك , سيكون أمرا ممتعا كيف تزيغ عيناه و يسقط أرضا , بلا حراك و لقد أ....

قاطعته و أنا أنهض و أصرخ بوجهه : أخررس آرثــر , ذلك "تـوم" من تتحدث عنه , أنه صديق جيد.. و أن مسه سوء و علمت أنك السبب فلن أسامحك.. ألا تفهم أن عالمنا مختلف عن ظلامك هذا ..
تعجب آرثـر وهو يحدق بي بغرابة ,
_ ....عالمنا هذا ملئ بالمشاعر و الدفء و الحب , أن أصابك شيء فهناك العديد يقلقون بشأنك و أنت تشعر بأنه لا يمكنك العيش بدونهم..
هنا في هذا الجانب من الضوء و الحب.. لكنك لا تفهم هذه الأمور أليس كذلك ؟!
لذا أنت بارد كالجليد و كذلك جامد كالصخور لا يؤثر بك شيء.. أقسم بأنه ليس لديك قلـــب حتى !!!
نهضت بعصبية و خرجت من الغرفة , لقد ظهر شيء مما يثقل كاهلي..
قلت ربما ستأتين الآن صدمة قلبية و أموت بسبب القلادة.. لكن شيئا لم يحدث..
رتبت نفسي في مرآة جانبية و نزلت إليهم و أنا أرسم ابتسامه كبيرة..
( أنه يستحق بالفعل بعض الصفعات ,لكن بما أنني سأكسر معصمي لو قمت بهذا , فأفضل الصراخ بوجهه ! )
جلسنا معا و تحدثنا كثيرا , إلا أن جاءت وليمة والدي التي طلبها و تناولنا الطعام بسعادة..
الحمد لله عاد والدي مبتسما.. و كذلك توم و الجميع..
أنه لا يستحقون ألا كل شيء خيّر ..ساعدتني آشلي برفع الصحون و ترتيب المطبخ , دون أي احتكاك بيننا..
و تحدثنا أثناء ذلك عن أمور الدراسة و أمور الفتيات ~
رأيت توم من النافذة على وشك المغادرة من حديقة المنزل.. يبدو متعجلاً..
لكنني لحقت به و ناديته : تـــوم...