11-29-2011, 01:38 PM
|
|
========== ( الرابع عشر )===========
----------------(( قصة آرثـــر ))------------------
جلست على المائدة مقابلا لوالدي و أنا أتناول عصير فاكهة طبيعي , والدي يحتسي القهوة وهو يراقب
جهازه المحمول الصغير الذي وضعه على جانب الطاولة..
قال بهدوء : هل تحدثت الى والدتك بالأمس ؟!.
قلت بصوت خفيض : اتصلتُ , لكن.. لم تجب.. سأكلمها اليوم بلا شك..
ابتسم والدي بخفه وهو يراقب جهازه.. قال لي : سأذهب اليوم لموقع بناء خاص بالشركة.. أن أحببت القدوم معي فلا بأس..
قلت بنفسي ~ موقع بناء , يلا الملل !! ~
أجبته بابتسامه خفيفة : آمم , سأفكر بالأمر.. هل يبدو المكان خطرٍ.. ؟!.
ابتسم والدي حتى ظهرت أسنانه و قال : ستكونين مع والدك أيتها الطفلة..
ضحكت أيضا و أكملت إفطاري..
انشغلت بترتيب البيت و طهي بعض الطعام.. اتصل بي والدي للأطمئنان فقط..
بعدها خرجت للتسوق في محل قريب.. كنت ألهي نفسي و أحاول التصرف بطبيعية..
عدت للبيت منهكة و أشعر بالضجر..
وقفت أمام الزهرية قليلا و حدقت بالأزهار همست بأسف : آوه كم أنني آسفة...
مددت يدي و قطعت ورقة خضراء.. فتيبست بسرعة بين أصابعي حتى تحولت الى رماد !!!
ضيقت جبيني و قلت : آوه , ظننت أن التعويذة ستختفي مع مرور الوقت.. فيما أفكر !!.
صعدت الى غرفتي و وجدتها مظلمة , الستارة مسدلة . و الأضواء مغلقة..
حدقت بأرجائها و همست : آرثــر...؟!.
آتاني صوته البارد من خلفي : لم رآئحة شعرك مختلفة ؟!...
التفت بسرعة وكان أمامي مباشرة فتراجعت خطوتين.. قلت بسعادة : آرثـر..
حدق بي ببرود.. عضضت على أسناني و قلت : آمم.. مالذي قلته قبل قليل ؟!.
تقدم خطوة و قال وهو يضيق عينيه الساحرتين : لم رائحة شعرك مختلفة ؟! , أنها لا تعجبني !!.
حدقت به بتردد و قلت : آه.. شعري , آوه نعم.. لقد نفذ البلسم ذاك فاشتريت واحد جديد ,لكنه رائعة برائحة أزهار الـ...
قاطعني بصوت مخيف : لا تعجبني.. أطلاقاً..غيريها..
ارتبكت و قلت : حقا !! , هذا ..ظننت أنه جيد.. لكن لا بأس أن خرجت للتسوق مرة آخرى سأبحث عن بلسم الفراولة !. !
ظل يحدق بي بطريقة مخيفة.. تماسكت ثم قلت بهدوء : آرثـر.. هل أنت بخير ؟!.
ضيق عينيه الرماديتين و همس وهو يميل برأسه : ما يحدث بينكم شيء غريب..!
حدقت به , لقد اختفى غضبه ليحيل شيئا آخر في نظرة عينيه.. هل هي.. حيرة ؟!.
اقتربت منه خطوة فلم يكن بيننا شيء كنت أرفع رأسي عاليا حتى أرى وجهه جيداً..
بالتأكيد هو متعجب.. و يشعر بنوع من الفضول.. لكنه أبلة .. لا يفهم هذه المشاعر ..
يجب أن أكون لينة أكثر معه و متفهمة , أي أرى الأمور بوجهة نظره هو..
همست وأنا أتفحص قميصه الأسود بيدي : أنني آسفة.. على صراخي بالأمس , لا أريدك أن تكون متضايقاً بشأني..لم أقصد كل ما قلته.. تعرف كنت غاضبة..!
ظللنا ننظر لبعضنا طويلا.. ثم همس وهو يقرب وجهه قليلا مني : أفهمي أنني لا أريدك أن تتأذي..لا يهمنِ صراخك علي أو لا.. أنتِ تبقين ضعيفة..!
ابتسمت بوهن و همست و أنا أطرف بعيني : حسنا.. أنت معي.. سأكون بخير..
شعرت بأنه على وشك الابتسام لكنه أخاب ظني ,
همس بصوت ساحر وهو يرفع يده لأول مرة و يلمس وجهي
_ هناك .. شيء آخر.. أنتِ تتأذي بوجودي أيضا..
أغمضت عيناي لثانية و يده الباردة سببت رجفة بجسدي..
_ أرأيتِ , هذه الرجفة..
فتحت عيناي و ابتسمت له , قلت هامسة : لكن ليس إلى حد الموت..!
طرف بعينيه قليلا وهو ينظر نحوي بغموض , قال : أقسم بحياتي يا فلـور أنك لا تعرفين شيئا عني..
تكادين تموتين و أنتِ نائمة.. بسبب القلادة هذه و أشياء أخرى.. ربما...
طرفت بعيني أيضا ~ هل أنا بخطر شديد لهذه الدرجة..؟! لا شعر بشيء..!! ~
حرك يده لتتخلل خصلات شعري من الخلف , قلت بتردد : ربما... ماذا ؟!.
همست بخفوت : ألم تتساءلي عن "نـايت" ؟!.
اتسعت عيناي و قلت بأسف : آوه صحيح ؟!. لقد نسيته هناك...
قاطعني وهو يقول بحذر : كلا , أنا أمرته بالبقاء هناك.. يوجد شق تتسلل منه تلك الظلال و قد خرجت ثلاث منها تهدف للقضاء عليك ,
أمرته أن يبقى حارسا هناك , و أنا طوال الوقت هنا خشية عليك..
قلت بأسف : آسفة بسبب هذا , علي أن أكون أكثر حذراً..أظن..
ظل ينظر نحوي بهدوء , ثم قال : لكن ما يصعب علي الأمر . هو أنني لا استطيع التنبؤ بأفعالك..
شعرت بإطراء غريب , فقلت بسعادة مكبوتة : هذا جيد.. أليس كذلك ؟!.
أظهر نصف ابتسامه و هو يميل علي و يحيطني بذراعه الأخرى ليضمني بشكل خفيف , همس بأذني :
_ ربما قتلك كان الحل الأفضل..
ارتجفت بشدة , بسبب برودة جسده و حركته هذه, لكنها برودة جيدة..
شعرت بأنه آرثر يريد أن يدفئ نفسه..فرفعت يدي و أحطته بذراعيّ..
استنشقت رائحته , كانت رائعة و غريبة ,لكنها تدوخني.. ~~"
قلت بصوت حالم و أنا أغمض عيني : هل أنا مثيرة للشفقة الى هذه الدرجة..؟! لمَ لم تقتلني قبلا..؟!.
شعرت به يتنهد , آوه حقا ؟! ما به ...؟؟؟!!
قال ببرود : لم أفكر بهذا الأمر..!
قلت بلا تفكير وأنا أغمض عيني و ارتاح على كتفه : أن كنت سأموت , أريدك أنت من يقتلني..
ابتعد عني قليلا وهو يضع يده على شعري قال بابتسامه خدرتني : أعجبني كلامك هذا.. سأنفذه حتما..
ظللت أحدق به و أنا أمسك بقميصه لم اتركه ! ..
همس و يبادلني النظر : تبدين مرهقة..؟!
قلت بخدر و صوت حالم : لأنك لم تظهر بالأمس.. افتقدتك..~~ ".
ضيق ما بين عينيه و قال :كان لدي أمر هام.. أريد منك عدم فعل شيء ما..!!
طرفت بعيني و قلت بنفس الصوت الهادئ : يمكنك طلب أي شيء.. << لا أعلم مالذي حل بي !!
انحنى مجددا و همس بأذني : لا تقتربي بشدة من ذلك المدعو توماس..!
طرفت بعيني و قد أفقت من حالة الخدر التي أصابتني..
قلت بتردد : لكن لا يمكنني تجنبه بشكل تام.. أنه... صديق..!
تركني آرثــر و ابتعد خطوتين عني..قال ببرود : لا يهمنِ.. هذا التصرف يغضبني بشدة..
نظرت بحيرة و قلت : حسنا.. حتى ذلك الوقت.. ~~
حدقت بسريري قليلا , ثم قلت بهدوء : آمم.. لا أرغب بالنوم الآن , أود أن أرى والدي..
همس آرثـر بهدوء : حسنا سأآخذك إليه..
أمسك بيدي و أظلمت الغرفة بشدة و اجتاحت البرودة.. أغمضت عيناي لثانية..
عندها شعرت بأننا في مكان مكشوف.. فتحت عيني و رأيت أننا وسط حديقة مظلمة..
------------------ |