11-29-2011, 01:40 PM
|
|
----------
ثم أصوات مزعجة قادمة من خارجها.. مشيت قليلا و رأيت أضواءً ..ثم
بناء ضخم لم يكتمل بعد و الكثير من العمال و المهندسين.. كان و والدي يقف معهم..
و يتناقشون بالخرائط التي معهم..
حدقت بأبي من بعيد , وأنا أقف قرب شجرة..همست بابتسامه : آوه أبي منهمك جداً.. همم حسنا لا أريك أزعاجه..
أتاني صوت آرثـر البارد من خلفي : كنت تريدين رؤيته فقط.. هل نعود الآن ؟!.
حدقت بالبناء و قلت بانبهار : واه , هل نقترب أكثر ؟!.
_ كلا , سيكون خطراً على شخص مثلك..!
التفت لأنظر نحوه و قلت ببرود : ليس كذلك.. أنظر إلي أنني أمضي..!
و كنت قد نهضت و مشيت بهدوء بمحاذاة الأشجار..
وصلت الى الأعمدة الكبيرة و لم يرني أحد من العمال.. كانوا بالجانب الآخر..
ترى ما هذا البناء ؟!.. شركـة .. حدقت عاليا . آوه كم طابقا يريدون..؟! عشرة , عشرون ؟!!
قال آرثـر بهمس : أتودين الصعود ؟!.
التفت نحوه و أنا ابتسم : حقا ؟! , خذني الى الأعلى آرثـر..
ضيق عينيه و كذلك شفتيه وهو ينظر نحوي واضعا يديه بجيبه..
مددت يدي نحوه و أنا أقول بنعومة : أرجـــوك..!!
أخرج أحد يديه وهو يحيط جسدي ليقربني منه.. قال ببرود : حسنـا.. تحملي ما سترينه إذن..
ابتسمت بسعادة و خجل و أنا أتمسك به.. أحب قوته و بروده و أنا أتمسك به , فلا شيء يخيفني..
فورا أصبحنا في أعلى البناء..
آوه كم هو عالي جدا.. و كان هناك صوت رياح باردة تحرك شعري بشدة.. خفت أن تلقي بي أن تركت آرثر!!
كنت فاغرة فاهي من الفرح و الخوف بنفس الوقت..
تركت آرثـر لكنه لم يتركني.. قال لي : فلـور انتبهي..!
مشيت خطوتين لأحدق فقط بالأسفل.. هه الأضواء جدا صغيرة..
تركني آرثـر لكنه لا يزال خلفي.. التفت نحوه وأنا أتحدث بانبهار : آرثـر هل رأيت مثل هذا من قبـ...آآآه ""!..
زلت قدمي بسبب عدم اتزاني و كدت أسقط .. على رأسي ..
لكن آوه آرثـر أمسك بي و جذبني بقوة نحوه..
اصطدمت بجسده و شعرت بأن أنفي أنكسر لكني تمسكت به و أنا أصرخ بانفعال و رعب :
_ لننزل , أنزلني آرثـر ... أنزلني..أرجوك..
ضحك آرثـر بصوت خفيف و هو يضمني بذراع واحده.. قال : ها نحن ننزل.. أيتها الجبانة..!
ما أن تأكدت أن قدمي على الأرض حتى فتحت عيني , آوه أكره الأماكن المرتفعة !
تنهدت بارتياح و آرثـر يقول بهدوء من خلفي: ستطمر السماء..!
قلت وأنا أحدق بالجو متعجبة : يا كيف تجمعت هذه الغيوم فجأة ؟!.
ثم هطل فجأة.. قلت و أنا أضع يدي على رأسي : آه .. سأبتل..!
ابتسم آرثـر برضى وهو يقول : المطر بارد .. ممتاز..!
حدقت به بغيض , لكنني لم أنطق.. لأنني لا أريد الصراخ أبدا عليه..!
التفت و أنا أنظر لوالدي من بين الشجر.. رأيته و ومجموعته لا يزالون واقفون و العمال من حولهم يركضون هنا و هناك..
فجأة حدث أمر غريب.. صدر صوت مدوي من الأعلى.. لم يكن البرق..!
بل سقطت ماسورة ضخمة من الحديد من أعلى البناء..! كان كفيلة بقتل كل من يكون تحتها..!!
كان هناك عامل مسكين يوضب الأدوات ..! و لم ينتبه له أحد..
لكن والدي هو الوحيد من ركض نحوه و دفعه بعيداً..!!!!
حدقت بأبي برعب .. سيمووت..!!!
صرخت و أنا أركض نحوه : أبي ..لاااااااااااااااا
لن يحدث هذا المشهد أبدا , مجددا أمامي عيني..
ظهر ضوء قوي جدا و مصدره , أنا..!!!
اندفعت ساقطة على ظهري بالوحل.. و الضوء القوي يتجه نحوي الماسورة الحديدية و يقذف بها بعيدا
عن أبي..
تجمع الناس حول والدي فزعين مما حدث..!!
أما أنا فنهضت مذعورة و ركضت إلى والدي لأسقط فعليا عليه!!!
أمسكني و ضمني وهو يقول بقلق : فلــور... آه صغيرتي..سمعت صوتك..!
شددت بقوة عليه و أنا أبكي : كدت تمووت.. كدت تموت..!!
جاءتني رغبة عارمة بضرب أبي ,لكنني لم أفعل..!
ماذا لو فقدته هكذا إلى الأبد... سأضيـع حتما.. ربما أتعذب قبلها و اضطر للعيش مع زوج أمي الوضيع!!
عدنا للبيت معاً و قد نسيت آرثـــر ~~"..
قبلني والدي على رأسي وهو يقول مهدأ :أنا آسف حبيبتي..
حدقت به بصمت و حزن , أكمل متعجبا قليلا : لكن.. هل رأيت ضوء البرق..؟! ذلك كان قريبا جداً..لقد ضرب الماسورة و قسمها نصفين.. ظاهرة غريبة..!!
اتسعت عيناي و قلت بقلق :ح..حقاً ؟!.. المهم انك سالمٌ أمامي ~ لقد خفت كثيرا..
ضمني والدي مجددا وهو يقول : كيف سنهدأ الآن من روعك فلور ؟!. كل شيء على ما يرام.. أذهبي لترتاحي هيا..
جلست بفراشي و أنا أضم الوسادة.. همس آرثـر بخفوت : هل أنتِ بخير؟!.
همست مجيبة : أنني بخير.. لكن.. ما كان ذلك الضوء.. أهو من القلادة ؟!
ضيق آرثـر جبينه وهو يجيب : لست متأكداً..القلادة وضيفتها القتل و ليس إنقاذ الأرواح !!
تنفست باضطراب.. لكن كل شيء بخير الآن.. علي أن أهدأ فقط..
رأيته يتقدم من الظلام و يرفع الغطاء فوقي.. ليجلس الى جانب ساقي مقابلا لي..
أمال رأسه و همس بهدوء و هو ينظر الى أي مكان : أنتم ضعفاء جداً و تخشون فقدان أحدكم الآخر..
أنني لم أعرف والداي قط.. و لا يهمنِ أن كانوا أحياء أم لا..
حدقت بـ آرثـر و سألت بخفوت و فضول : إذن من أنجبك ؟!!!
رفع آرثـر أحد حاجبيه ساخرا و قال : بالطبع أحدهم أنجبني , لكن جدتي من ربتني , أو هي من تطلب مني مناداتها بهذا..!!
آوه شعرت بالحزن تجاهه , قلت بحنان و أنا أمسك بيده الباردة : لكن مؤكد بأنك تشعر بالأمتنان نحوها لأنها تعهدت بك..
رد آرثـر ببرود : كلا.. لا يهمن أن عاشت أو ماتت.. لم يتبقى لها الكثير على أية حال , هه..!!
صدمني رده الفض و البارد... قلت بهدوء و أنا أتماسك عن الصراخ عليه ><..
_ إذن بما أنك أمير الظلام..! فلا شك بأن والديك ملوكا.. ألم تبحث عنهم في.. في مكانكم ذاك..!!
رد بهدوء و عيناه تلمعان : كلا.. إن لفظ الأمير هذا يعني الأقوى هناك..! فأنا أقتل الكثير مما لا يطيعوني و ينفذون أوامري .. وأيضا أروض الوحوش و ألقن الأعداء دروسا و أستخدم السحر الأسود..!
اتسعت عيناي صدمة مجدداً..
قلت بتردد : هاه !.. إذن أنت قوي جدا.. أعني.. ماذا عن الكائنات هناك, تقتلها و تروضها , صحيح ؟!..
كنت أريد الفهم جيداً.. أشعر بأنني في قصة أسطورية مرعبة..!! هو من يقصها عليّ..!
طرفت بعيناي و أنا أراه يمسك بيدي و يضمها بين يديه..
همس بصوت خفيض بارد : أجل , أنني لا أريدك أن تعرفي المزيد عني أو عن ما خلف الظلامات هناك..
------------- |