عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 12-01-2011, 01:56 PM
 
--- كنا عند البحر , لكن الوقت مختلف..!
فـ بلندن الساعة السابعة صباحا , لكنني هنا أرى الغروب ( لا حد يدقق على الوقت ).
وقفت أمام البحر الجميل و قلت بخفوت : أتعني منتصف الليل هنا..؟!
رد من خلفي بهمس : كلا ..أعني هناك بمنزلك..
تنهدت ثم جلست على الرمال.. قال آرثر بهدوء متسائلا : لا تبدين بخير..
قلت ببرود : لن تفهم أن قلت لك..
جلس إلى جانبي , و قال : حسنا.. و شكراً لك..
تبسمت بوهن و أنا أراقب قرص الشمس .. شعرت بأعراض المرض عندما ترتفع درجة الحرارة
و يود الشخص أن يضع رأسه أرضا , هكذا أحسست فجأة بأنني مريضة..!
لذا أزحت نفسي قليلا ثم وضعت رأسي بينما ساقي منكمشان بجانب آرثـر..

قال بقلق طفيف : أنت شاحبة جداً , لا تبدين بخير..
قلت و أنا أحاول أبقاء عيني مفتحتين على الشمس : أنني ... بخيـر..
أزاح آرثـر نفسه خلفي و اضطجع أيضا محتضنا إياي من الخلف وهو يمد ذارعه فوقي..
فتحت عيناي ببطء , قلت بخفوت و أنا أنظر إلى البحر : أنني أحبك آرثـر..
همس آرثر و قد شعر بأن عليه أن يجيبني و أنفاسه على شعري : أتعنين , تريدين البقاء قليلا معي ؟!.
تمسكت بذارعه و قلت و دموع حارة تسيل : لا يهم , كيف تفهم الأمر.. هذا أفضل..
قلبي يعتصر ألما , لا أريده أن يفهم الحب , يكفي عذاب شخص واحد..
فليبقى آرثـر محميا من هذا الشعور..!
همس فجأة : لا تريدينني أن أغادر..؟!
قلت و أنا أتنفس باضطراب : لا.. أقصد هذا..
رد بخفوت : أنتِ تشتعلين حرارة.. أمتأكدة بأنك بخير..؟!
نهضت جالسة و مسحت وجهي , قلت : سأكون بخير لا تقلق..
جلس آرثـر من خلفي و قال متسائلا : هل تؤلمك ؟! القلادة..
التفت نحوه و قلت بألم مكبوت : لا يا آرثـر..لا , لنمضي اليوم معا.. بشكل جيد.. أرجوك.
نهض آرثر و مد ذراعيه ليوقفني , قال : إذن لنتمشى..
شبك أصابعه بأصابعي , لم يكن يعرف هذه الحركة , لكنه اكتشفها فقط..
بالرغم من الظلام و البرودة التي أتى منها , فهو ..
بريء .. لديه نقاء و براءة .. جميلة..
مشينا حتى حل الظلام.. شعرت بالأرهاق الشديد . فحملني آرثر بين ذراعيه..
قال : أنت الآن متجمدة , و أنا أزيدك برودة , يجب أن ندخل البيت بسرعة .
دخلنا بالمنزل الكبير لففت نفسي ببطانية و أتى آرثر لي بالطعام..
قلت بهدوء : لا شهية لدي.. أبعده أرجوك..
قال متعجبا : لا أفهم سبب تغيرك..! عليك أن تأكلي هذا.
قلت ببرود و أنا أشيح بوجهي : لا.. سأمرض زيادة على مرضي..!
حدق بي آرثر قليلا ثم نهض و قال : إذن لنجلس في الخارج.. الجو سينعشك..
لا أعرف كيف لكن آرثر جلب كرسيا هزازاً خشبيا طويلا قليلا..
فجلسنا معا عليه.. لكن آرثـر سحبني لاضطجع عليه..
سألته بهدوء ونحن نراقب البحر الرائع في الليل : كم مرة زرت هذا العالم..؟!
أجابني وهو يضع رأسه على رأسي : هذه المرة الرابعة..
تعجبت , فقط أربعة مرات.. قلت بتردد : آ.. هناك بعالمك.. ألا.. يوجد فتيات؟! أعني من الجنس الناعم لديكم ؟!.
ظل آرثر صامتا قليلا , يبدو أنه لم يفهم السؤال لكنه أجابني بهمس :
_ لست متأكداً من ملاحظة شيء كهذا..!
ضيقت جبيني و كنت أريد التأكد , هل أنا أول فتاة يقابلها آرثر في كلا العالمين ؟!.
قلت بتردد : آ.. و هنا , ألم تقابل فتيات..؟!
تنفس آرثـر بعمق وهو يحيطني بذراعيه , قال : كلا , أنت أول شخص أقابله و أتحدث إليه و أسمح برؤيته لي في هذا العالم..
ضممت ذراعيه القويتين بامتنان شديد و أنا أغمض عيني , شعرت بقلبي يضرب لأجل هذا الأمير.. فقط..
قلت بصوت حالم : كنت تعرفنا , لكنك لم تظهر نفسك..
لم ينطق , فتابعت قائلة و أنا أفتح عيناي على البحر الداكن و ضوء القمر على سطحه :
_ هل .. أنا شخص جيد... تجاهك ؟!
أجابني بصدق و بلا تفكير : ليس تماماً..
ضيقت جبيني بسبب أجابته الصريحة , وحركت رأسي لأنظر إليه..
تقابل وجهانا بشكل قريب للغاية , و أنا ضعت ببحر عينيه الخاص..
حرك آرثر يده لتتخل خصلات شعري.. فأغمضت عيني و وضعت رأسي على صدره..
همس بأذني : لكنك , دافئة بالنسبة لي..
ضممته و أنا أدخل رأسي بصدره قلت : هل هذا جيد..؟!
رد بهمس حنون : لقد كنت مخلصة لي , لكنني لا يمكنني البقاء معك , سأؤذيك فلور..
تنهدت و سألت : هل تجتمعان البرودة و الحرارة معاً في يوم ما ؟!.
رد بخفوت : لا اعتقد هذا.. وهو يمسح على شعري الطويل ثم إلى ظهري..
كانت أجابته السهم القاتل الذي اخترق قلبي , و كنت أعرف بأنه سيجيب هكذا..
عندما يغادر آرثر , لن يعود و لن أحلم بهذا حتى..~
أتسأل مالذي سيحدث لي في نفس هذا الوقت يوم غدٍ ؟!


( نهاية الجزء الخامس عشر )