عرض مشاركة واحدة
  #87  
قديم 12-01-2011, 01:57 PM
 
--------( السادس عشر -1- )---------
=====( وداع لـ آرثـر , و لقاء لشخص آخر ) =====

داهمني نعاس غريب و كأنه شعر بي همس بصوت حانٍ : فلور..لا تنامي.. أنتِ مملة..!
قلت بتعب : لا أريد , دعني و شأني..
خطرت ببالي شيئا ما , ففتحت عيناي و نهضت بصعوبة بسبب البطانية التي تلفني..
قال آرثـر مستغربا : ما بك ؟!.
قلت بابتسامه : تعال لأصنع لك شيئا ما..
في المطبخ أعددت فطيرة فراولة صغيرة بسرعة و آرثر يجلس بهدوء يتابعني .
قدمتها أمامه و قلت : تفضل , هل يمكنك تناولها ؟!, أنها آمم لأجل أن .. تلك الخدمة , عندما أمي.. آ..
قاطعني قائلا : لقد فهمت.. لكنني لا أكل هذا الطعام..! فقط لأجلك سأتناول شيئا يسيراً..
تناول قطعة صغيرة جداً بالملعقة و راقبت ملامح واجهه الجامدة , ثم لم يبن أي تعبير !!
قلتُ بتوتر : هل هي جيدة ؟!.
_ لا.. ليس تماماً , بالنسبة لي هذا طعمه سيء..!
حدقت به بحزن و يأس قلت : كنت تقدر على الرفض..~~ حسنا هاته..!
أخذت الطبق و وضعته جانبا و آرثـر ينهض , في غرفة الردهة بهذا المنزل كانت جميلة و واسعة..
شغلت التلفاز و رأيت فلما و حفلة راقصة , فخطرت ببالي فكرة..
جلبت آرثـر و أنا أشعر بالحماس , شغلت موسيقى رقيقة هادئة و قلت له : لنرقص ..
رفع أحد حاجبيه : عفواً !!
قلت و أنا أريه الفلم : أنظر هكذا , أنه نوع من التواصل بين الأشخاص.. صدقني هو فنّ جميل.!
كان آرثر ينظر بالفراغ , أي أنه يحدق بالناس يرقصون و هو لا يركز معهم أصلاً !
شعرت بأنه يقول بنفسه ~ هل تريد هذه البلهاء تعذيبي قبل أن أغادر ×× فشعرت بالسوء الشديد نحو نفسي~
ثم أخيراً قال بهدوء مهمهماً : لقد فهمت.. هيا لنذهب الى مكان كهذا..!
تفاجئت و فرحت , قلت : هل نذهب إلى حفلة..؟!
_ أمسكي بيدي , أولا لنرتدي ثيابا جيدة..
بعد دقائق ~
كنت ارتدي ثوبا جميلاً أزرق قصير الى ركبتيّ و آرثـر يلبس بذلة سوداء أنيقة..
لقد كنا في حفلة كبيرة لم يلاحظ أحد وجودنا..
أمسكت بيد آرثـر و وضعتها على وسطي ثم رفعت يدي اليمنى الى كتفه ,و بدأت الرقص ببطء..
كان تعبير وجهه مضحكاً , فهو مضيق ما بين عينيه و يبدو متوتراً ,
لذا همست له برقة : أهدأ فقط و تابع حركاتي..
همس أيضا مقربا رأسه : هذا لا يناسبني فلور , قد يحدث شيء...
قاطعته و أنا أضع يدي على فمي مانعة صرخة مؤلمة.. لقد داس على قدمي خطأً ××!
_ ... كهذا.. أكمل آرثر جملته بقلق.. !
شعرت بأن قدمي تحطمت ××؛ , لكنني تحملت و صمتُ كي لا أربكه !
أنما انحنى هو و مسح على قدمي كي يذهب الألم , كنت ارتدي حذاء عاليا مفتوحاً..
اعتدل أمامي و قال وهو يتلفت حوله بين كل الذين يرقصون : هل نذهب لمكان أكثر اتساعاً ؟!.
قلت و أنا أمسك بيده : إلى الحديقة بالخارج..
بصعوبة رقصت مع آرثـر لقليل من الدقائق و أنا أعلمه.. أنني لم أرقص قط مع أي شاب آخر..
سوى والدي عندما كنت طفلة , و في حفل مدرستي للآباء كنت أفتخر بأبي بشدة و الجميع يحسدونني على والدي الرائع.. أما آرثـر هنا في الرقص فضيع , داس على قدمي الأخرى أيضا و حطمها ..!
بالطبع أصلح الوضع سريعا لكن بعد الألمً ..
الوقت تأخر في منزلي , فالساعة هي العاشرة و النصف , لا شك بأن والدي قلق..!
عدنا بسرعة و أنا غير راضية , لأن الوقت يمر بسرعة عندما أكون سعيدة ><..!
دخلت الى المنزل و لم أرى أبي , تعجبت هه البيت فارغ.. وجدت رسالة على منضدة الردهة..
فتحتها و قرأت أن أبي سيتأخر حتى الفجر لأن لديه عمل مهم.. و يقول لي أن أتصل بـ آشلي أن شعرت
بالوحدة..! هه أنا لا أشعر بالوحدة أبداً لأن آرثر دوماً معي..
لكن في مثل هذا الوقت غداً , لا شك بأنني سأتصل بأحدهم.. لأنني سأكون وحيدة ~
قال آرثر بهدوء من خلفي : أتودين أن ترتاحي قليلاً..
تنهدت بحزن و لم التفت نحوه , قلت بهدوء : ما رأيك أن.. أسلمها لك الآن بما أن الوقت مناسب.. فلا أحد هُنا..!
_ لا بأس ..
و مجدداً آرثر يجرح شعوري بإجاباته هذه ~~".. هو يقدر وجوده معي و لكنه لا يشعر بحزن الوداع مثلا..!
ثم أردف بهدوء : مهلاً , نايت هيا تعال..
رددت بعده و أنا أحدق بالردهة حولي : نـايت..!
خرج من خلف الأريكة التي قرب النافذة , نمر أسود مخيف و أكبر من النمور العادية..عيناه بلون أصفر لامع
..تقدم ببطء نحوي لم أشعر بالخوف لكن الاستغراب , من قطة وديعة بيضاء كأنه وسادة حرير منفوشة إلى
نمر كبير مرعب.. همس آرثر خلفي : هل يتحول هكذا بالبداية كي لا يخيفك..
تبسمت و احتضنت "نايت" فقط انحنيت قليلا و مسحت عليه.. قلت له : شكرا لك.. نايت..
ثم ذهبنا إلى غرفتي في الأعلى . و أطفأت كل الأنوار..
وقفت في منتصفها و آرثـر أتى بجانبي.. لم يكن هناك سوى ضوء القمر الخفيف..
قلت بهدوء : أن كانت القلادة تطيعني الآن , فلتخرج..
صدر ضوء قوي مني , و كأن جسدي كله توهج.. ثم ظهرت القلادة أخيراً..!
أمسكتها بين يدي بتعجب , هاهي السلسلة الفضية , التي بداخلها حلقة غريبة تشبه الخاتم..!
خلعتها ببطء و التفت الى آرثـر , كان مبتسما بخفه.. و بسبب هذا كادت دمعة أن تفر ..
لكنني تماسكت بقوة , أن كان غير مهتم فأنا أيضا ~
أمسكت بيديه الباردتين و وضعت القلادة بينهما.. حدقت آرثـر بها و قد بدأت تتوهج بألوان في الغرفة المظلمة..
ثم رفع رأسه نحوي و ابتسم لي , ارتدى القلادة سريعا و اختفت.. بينما أصدر نايت صوت خفيض..
تقدم آرثــر أمام الجدار المظلم ثم مسح عليه و ظهرت فجوة سوداء دائرية كأنها ضباب..
قال آرثر : هيا نايت..
حدق بي نايت بعينيه اللامعتين , آوه حتى هذا الحيوان يعرف معنى الوداع..
احتضنت بحب ثم تركته و ذهب ليقفز برشاقة بداخل الفتحة..
قال آرثر لي وهو واقف بجانب الفتحة : لقد اهتم نايت بأمر الظلال و أكلها , أعنى قتلها..! لا تخافي..
قلت ببرود أكبح بقوته غضبا و حزنا عميقاً : أنا لن أخاف..
تبسم لي آرثـر و همس : شكراً لك..
تنفست بصعوبة و أنا أراه يلتفت ليدخل.. قلت بسرعة : مهلا..!!
نظر نحوي قليلا , فتلعثمت بشدة لم أعرف ما أٌقول له.. أبقى هنا..! هذا شيء وقت سيء..!
بسرعة تداركتُ نفسي فنظرت نحوه و الدموع تسيل : اعتني بنفسك..
كانت الفجوة تخرج رياحا يتطاير شعر آرثــر و معطفه , وضعت يدي على وجهي كله..
كي أخفي دموعي.. ولا يرى آرثر ضعفي..
لكنه تقدم مني و أمسك بيدي ليبعدهما.. حدقت به بألم شديد قلت ببكاء : لا أعرف أن كنت سأعيش بعدك..
حدق بي بتعجب , ثم مسح دموعي بيديه الباردتين أبقى يديه على وجهي و همس :
_ستكونين بخير , حياتك هنا أفضل..
تركني بحيرتي و التفت , لكنه قال متعجلا : نسيت شيئا...!!
حدقت به وهو يعود نحوي و يمسك بذقني ثم قبلني على شفتي بسرعة و ضمني قليلا , ثم غادر مبتسما..
ظللت مصدومة بمكاني. فعل هذا بسرعة كبيرة !.... بينما آخر نظرة لـ آرثـر وهو يختفى في الظلام... ظلت معلقه بعقلي بشكل مشوش..
طُرق باب غرفتي و لا أعلم كم الوقت الذي مر علي و أنا هكذا متسمرة..
فتح الباب و سمعت صوت والدي يقول : فلور أنتِ هنا..؟! لم الغرفة تغرق بالظلام..
فتح والدي مصابيح الغرفة و أنا التفت نحوه , قال بقلق وهي يقترب مني : ما بك حبيبتي هل أنت بخير ؟!
قلت بإجهاد : أبي.. أنا..
ثم أبيّضَ الجو فجأة و لم أعد أشعر بقدماي أو أي شيء , فسقطتُ مغشيا علي و والدي ينادي اسمي برعب..