عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 12-01-2011, 02:04 PM
 

_ أفيقي الان , كل شيء على ما يرام..
_ آرثــر ..
_ اللعنة على هذا الأبلة لقد أفقد الفتاة صوابها..!

فتحتُ عيناي بتعب و ألم كأن عليهما رمال! , كان المكان مظلماً قليلا كأنني في كوخ بوقت الليل..
رأيت عجوزاً شكلها غريب تجلس عند رأسي وهي تمسح على شعري بعطف..
كنت ممدة على فراشٍ ما على الأرض و أنا أحدق بنفسي و جسدي ,قالت العجوز : لا تقلقي لا تزال قطعة واحدة , و بخير الان , لقد أنقذتك..
حاولت التحرك لكنني متعبة فقلت لها : أين أنا ؟! و من أنتِ ؟! هل مت ...؟!
_ أنت بمكان آمن , أنا الجدة سيسا التي ربت بيديها هذين أحمق طاغية , و لم تموتي بعد..
أغمضت عيناي و همست : لم أنقذتني ؟! , لقد تعذبت بما فيه الكفاية !! أريد أن أموت لارتاح !!

ابتسمت العجوز الغريبة كان شكلها عاديا و لطيفا , ترتدي ثوبا طويلا داكنا و شعرها قصير و أبيض
قالت بحنان : لكنني أريد مساعدتك , و أنت الوحيدة من يقدر على أنقاذ ابني و حفيدي الصغير , لقد جن هو الآخر بجنونك و فقد عقله لم أقدر على مساعدته , أما أنتِ الفتاة الوحيدة التي احتوت هذا الأحمق و أحبته بصدق لدرجة أن قلادته المشئومة التي صنعتها لأجله لم تقتلك.. بل أطاعتك بالنهاية .. يابنتي فلور . أنقذيه كما أنقذك مراراً قبلا..
نهضت جالسه أحدق بها بتركيز و صدمه , لم أقدر على نطق شيء أو التفكير بشيء..
لكن أسم آرثــر يدور و يدور بعقلي.. ~~...
أمسكت العجوز بيدي و قال و عيناها تلمعان محدقة بي : أرجوك , كنت أبحث عنك , أنت وحدك من يتحمله..
سالت دموعي دون أن أشعر و أنا أنظر إليها و فمي نصف مفتوح !
قلت و شفتي ترتجفان : لا.. لا... لا !

أمسكت العجوز بوجهي و قالت بحزن : لقد وضعت بالقلادة سحراً خاصاً , من يلبسها يموت , سوى قوي الأرادة ..و من يملك قلبا نقيا مثلك وهبته لـ صاحبها , فهي تريد تعويضك يمكنك القول أخلصت لك.. أنهما سلسلة و خاتم , الخاتم من حقك الآن .. لأنك أخلصت لـ آرثــر ابني..!
حدقت بها بألم و قلت و أنا أبكي : أرجوك قولي لي بأنني ميتة..
_ لا يا فلور , ألم تفهمي بعد ؟! , ألا تريدين رؤيته قبل رحيلك على الأقل..
قلت و أنا أمسح دموعي : حسنا سأتقبل ما يحدث , أ أني أحبه و سأساعده..
ابتسمت العجوز بسعادة و ضمتني إليها و هي تقول : بالتأكيد عزيزتي.. أنت تحبينه , و سألقنه درسا لأجلك لا تقلقي..
تركتني وهي تقول : سندخل الآن إلى عالمه المظلم..
قلت لها و نحن ننهض واقفتين : مالذي حدث له ؟!.
_ لقد جن باختصار , و أصبح يقتل و يدمر كل شيء بوجهه أنني لم استطع فهم تحوله , لكننه يردد أثناء تحطيمه و صراخه " لن أنساك.. لن أنساك.." ففهمت بأنه يقصدك..

قلت بتعجب : و كيف سينساني ...؟!

ردت علي العجوز بحزن : عالم الظلمة هذا مريع , سينسيك كل شيء ما أن تدخل شيئا فشيئا حتى من تحب و من رباك.. لكن آرثر قوي و عندما شعر الظلام بنبض قلبه بدأ يثقل عليه حتى ينسى العالم و ينساك أنتِ , فجن هو و بدأ يحاول تدميره..!!
وضعت يدي على فمي غير مصدقه , آهٍ يا عزيزي آرثر.. هو .. أظنه يحبني ! لا يريد نسياني.. لقد تعذب أيضا
ابتسمت العجوز قليلا و قالت : نعم هو كذلك , فأنت من اختارك , لكنه أبله أعذريه..!
مسحت عيناي و قلت بتصميم : الآن سأذهب إليه لأساعده..!!
لكنني أكملت بتعب : و لكن كيف ؟!!
ضحكت العجوز و قالت ببساطه : أريه وجهك فقط..!! هممم ثم اصفعيه !
تبسمت و قلت لها : كنت أفكر بهذا لكن يدي ستنكسر !!
_ لا .. فقط لايقاظه .. ستكونين بخير..أنت قوية جدا علمت بأنك قتلت ظلا متوحشاً !
------.
كانت تتكأ على عصا معدنية سوداء غريبة ففتحت بها فتحة كالدوامة سوداء و دخلت بها و أنا أتبعها .
اتسعت عيناي و أنا أرى أرضا سوداء واقفين عليها و السماء كذلك حالكة لا وجود لقمر أو نجوم..
كانت هناك صخور مترامية شكلها مدبب .. أخيراً رأيت دخانا أحمر يتصاعد بعيداً..
فقالت العجوز : لا شك بأنه هناك.. هيا لنذهب..
وصلنا الى مكان كالحفرة مدمرة و كل شيء يتصاعد من الأرض السوداء الدخان ~
قلت بقلق : ماهذا ؟!
_ أنها الوحوش التي قتلها , يحرقها ! , آوه أنه هناك .. آرثر..!
اتسعت عيناي بشدة و أنا أرفع رأسي عاليا , رأيته , آه و أخيراً قلبي بدأ ينبض الآن..
ركضت نحوه كان يقف فوق صخره وهو ينظر الى جهة بعيدة و أنا آتية من خلفه !
قفزت و احتضنته بقوة من الخلف و أنا أصرخ بألم : آرثـــر... آرثر..
شعرت به يلتفت علي ثم أمسكني و أبعدني عنه.. حدقت به ~ ما لأمر ؟! آه.. كم اشتقت لوجهه ~
كان متعجبا جداً بل مصدوماً لرؤيتي .. رفع يديه كلاهما و قد أسقط سيفيه وهو يتحسس وجهي و شعري.. و عيناي.. حتى عيناه الحمراوين عاد لونهما الطبيعي..
و أنا أحس بقلبي يرفرف كأجنحة الطيور سعادة برؤيته ~ لم أعلم مقدار حبي الكبير له..! بل أني متيمةٌ به !, و أعشقه لحد الجنون ! ~
تبسمت له و دموعي تسيل , رفعت ذراعي و أحطت رقبته و أنا أضمه باشتياق ..
قلت بهمس حنون : أبقني معك..
أخيراً رفع يديه و هو يبادلني العناق و يقول بصوت حالم : فلـور.. أنت هنا , لماذا ؟!
~ اووف هذا الأحمق يسألني لماذا ؟!! ~.~ !~
ضممته بقوة و قلت و أنا أغمض عيناي : لأجلك , أنني هنا لأجلك فقط , آرثر..
فتحت عيناي و أنا أرى جدته تشير الى من بعيد بيدها وهي تقول : الصفعة !. لا تنسي الصفعة..!!
أبعدني آرثر عنه و هو يحدق بي غير مصدق.. بادلته النظر و حرارة الشوق تقتلني..
فرفعت يدي و صفعته !!! !!
أخذ يطرف بعينيه متعجبا , و لم أتألم أنا بينما صفقت الجدة لي بمرح مشجعه..
أفاق أخيراً و هو يعانقني مجددا و يقول : فلور.. أنني بخير الآن عندما رأيتك..شعرت بأنني سأموت..
ضحكت و أنا أعانقه و أقبل خده , قلت : و أنا أيضا , آرثر هل ستتركني مجدداً؟!
تركني ثم حملني بين ذراعيه , قال و وجهه مقابل وجهي :
_ لنذهب من هنا.. المكان خطير عليك..
أعادني للمنزل كنا في الحديقة و أتت جدة آرثر معنا.. حدقت بالنافذة لأرى ما يحدث بالداخل..
يا ألهي , يوجد الكثير من الناس هنا ..!!
والداي , جونثان , روين , آشلي و توماس و السيد و السيدة جونسن.. !!
كانوا جميعا قلقون و والدي يتحدث بالهاتف بينما أمي تجلس منهارة على الأريكة و عندها آشلي و توم يهدأنها..
انخفضت بسرعة و ابتعدت , قلت و أنا أقف إلى جانب آرثر : أنهم قلقون علي بلا شك..!
قالت العجوز : بالطبع قلقون عليك , لقد اختفيت ليوم كامل.. لكن والدك لم يتصل بعد بالشرطة..
قال آرثـر وهو يمسك بيدي و يمسح عليها : أذهبي..
حدقت به و قلت و ضربات قلبي تقفز : مـ.. ماذا عنك, لا.. لا ... ستختفي..
قال مهدأ : لا تقلقي سانتظرك في الأعلى..
ضربته فجأة الجدة على رأسه و قالت بغضب : ما هذا الفتى الفاسد , يدخل بغرفة فتاة..!!
تبسمت بارتياح و ركضت لأفتح الباب و أدخل بهدوء.. بينما آرثـر يحك رأسه ××..
مشيت الى الردهة و وقفت عند المدخل حيث حدق بي الجميع مصدومين..!
قلت ببرود : لم أعرف بأنني مهمه إلى هذه الدرجة..!! لكن آسفة لما يحدث هنا !.
ركضت نحوي أمي و عانقتني و كذلك أتت آشلي و توم.. بينما رمى والدي جسده على أقرب أريكة مرتاحا..
أخذت أمي تبكي وهي تقول : آه عزيزتي لماذا فعلت هذا ؟, لقد اخفتينا بشدة..
قلت بهدوء : أنني بخير , أريد وقتا لنفسي فقط..
... صعدت لغرفتي و قلت لهم بأنني سأنام فقد كنت متحطمة من الداخل بالكاد قدماي تحملانني !
دخلت الغرفة , و أنا أنظر في أرجاءها , آرثر غير موجود , أطفأت الأنوار و رميت بنفس على السرير
من فوق الغطاء أيضا.. أغمضت عيناي متعبة و تنفست بعمق..
عندما فتحتها رأيت آرثـر بوجهي , مضطجع أيضا أمامي .. كنت متعبة حتى أنني لم ابتسم له..
فمد يده وهو يمسح على شعري..
همس : منذ أن ألتقيتك , كنت أعرف بأنني لا يمكنني تركك أبداً.. لكني..
أغمضت عيناي بجهد و همست : هل الاختيار بيني و بين عالمك..
أجابني هامسا : لقد.. كان هذا يؤلمني.. شعرت بأنني سأصاب بالمرض و أموت..!
فتحت عيناي الدامعتان و حدقت به كان يشير على قلبه و عيناه لامعتان , آه لقد كان متألماً لفراقي أيضا
.. مددت يدي و وضعتها على قلبه , قلت بحنان : هل تشعر بألمه الآن؟!.
تبسم لي بشكل ساحر , فلم أقاوم معانقته ! , و مسح دموعي عليه.. ضممته إلي و قلت :
_ سأبقى معك ولو كان هذا آخر شيء بحياتي..
مسح على ظهري و همس : لا يمكنني أخذك إلى حيث أنتمي , لكن أن...آه والدك قادم سأخرج..
قلت بأسف وهو يختفي : آه لا.. >< !!
تظاهرت بالنوم و والدي يفتح الباب بهدوء , شعرت به يتقدم كان الباب خلفي , أمسك بالغطاء و رفعه فوقي
ثم قبل رأسي و غادر بصمت مغلقا الباب خلفه..
فتحت عيناي و التفت ورائي , ثم عدت للنظر أمامي و وجدت آرثر بنفس وضعيته لكنه فوق الغطاء..
رتب على رأسي و قال : نامي..
همست : هل ستبقى هنا ؟!.
_ أن أردتِ ...
قلت بسرعة : بالطبع أريد , لا تبتعد عني.. أخشى أن أفقت أجد هذا حلما جميلا سريع التلاشي..
رد علي مبتسما : لا أعرف حلما يكون بهذا الطول ! .
رفع يدي و قبلها و وضعها على قلبه وهو يتنهد بارتياح , فتبسمت بخجل لكن الأرهاق جعل عيناي تغمضان بقوة
~ لا أعرف متى أريد من والداي التعرف إلى سارق قلبي , لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه بأنني لن أترك آرثر يبتعد عني.. ~