عرض مشاركة واحدة
  #76  
قديم 12-01-2011, 08:09 PM
 
Part Thirteen:-
{Under The Light Of The Moon}{تحت ضوء القمر{


داخل تلك الغرفة الصغيرة شكّل الشبان دائرة متفرقة منتظرين بإنصات حديث ريك الذي أظهرت تقاسيم وجهه موت المشاعر,وبين صمتهم وتركيزهم خرجت أسهم الحروف لتكسر زجاج الهدوء...
سام:ريك لدي طلب,,ما رأيك أن تحدثنا عن جورج أولاً؟!رؤيته دون هوية تلهيني عن استيعاب ما تقوله
نهض ريك من مكانه واتجه لزاوية المطبخ ليسكب كوباً من الماء,,ولم يلبث ثوان حتى عاد لمكانه بخطوات هادئة ملقياً بجسده على السرير الأبيض ذو الأريكة القاسية,,نطق كلماته بعد مدة
ريك:أنت محق لقد قلت الكثير في آن واحد,,حسناً أنا أرغب ببعض الراحة وغداً صباحاً بشروق الشمس سنتجه لغرفة الاجتماعات عند السيد أليكس وهناك سأنهي ما بدأت,,أعتذر جورج إن أتعبتك معي,يمكنك الذهاب وأخذ قسط من الراحة
جورج:الآن؟لدي أمور أرغب بإبلاغك عنها
ريك:أنا أفهم ذلك ولكن لكل شيء وقته,,أراك لاحقاً
ابتسم جورج باستسلام موقناً أن رأي ريك لن يتغير قطعاًً,,نهض على قدميه والتقط معطفه الداكن ليجر قدميه للخارج
في حان فُتح الباب وصل الهواء القارص طاغياً على دفء تلك الغرفة ذات الأثاث البسيط,,, وما أن أُغلق بدأ اعتراض سام بالظهور
سام:هي ريك!!أنا طلبت منك أن تحدثنا عنه لا أن تأخذ قسطاً من الراحة!
أشاح ريك بجسده على السرير بملل
ريك:أنا متعب من الحديث,,ستعلمون من هو في الوقت المناسب أما الآن فاذهبوا للخارج,, فيوجد شخص هنا يرغب بالنوم
كارل وهو ينهض:لا أعلم لماذا تذكر كل هذا الآن,,تأكد من توضيح هذه النقطة للعصافير الصغيرة
ريتشارد:لولا انزعاجي مما تقول لكنت اعترضت على صمتك الحالي
تشارلي بابتسامة:لا أهتم حقاً بهذا الأمر فهذا مجرد ماضي لن يتغير,,صحيح ريك مارشال قال أنه يريد التحدث إليك هل لديك وقت؟!
نيل:كيف يعقل أنك لا تهتم؟!!
التفت تشارلي لنيل ببرود:ألا تذكر من هو الأحمق؟؟
ريك:أخبر مارشال أن يحدد وقتاً هذا اليوم فأنا لا يختلف الأمر لدي
تشارلي:سأتأكد من إيصال هذا
تعاقب خروج الشبان من الغرفة تاركين خلفهم ريك الذي غلب النعاس جفنيه سريعاً!!
بدأت تلك الكرة الصفراء المشعة بالزوال,أو يُفضل قول أنها بدأت تختفي خلف الجبال معلنةً أن وقت زيارتها لذلك الجانب قد انتهى وسيجبر القمر ناصع البياض الخلل الذي سببه ذهابها..
اشتدت برودة الجو,وخيم الظلام على الشوارع والطرق الواسعة,بينما أضاءت الأنوار مسير الناس الذين تناثروا يمشون في كل اتجاه..
فتح جفنه لتظهر مقلته السوداء اللامعة,نظر حوله ببرود ليستوعب ما يجري حوله,استعاد ذكرياته,نعم لقد غط في نوم عميق بعد ذلك السهر,ويبدو أن الوقت مضى سريعاً دون أن يشعر ,استجمع مابه من همة,رفع جسده من على السرير وأخذ يحرك شعره ببعثرة,نهض على قدميه واتجه ليروي ظمأه,أخرج إناء يحتوي ماء بارد ليسكب جزئاً منه في أحد الأكواب التي التقطها على استعجال,ارتشف من ذلك الكوب ذو اللون الباهت بضع رشفات,تأمل الرف بضع ثوان اقتطعها بإعادة الكوب لمكانه,مضت خطواته لتلك الخزانة القديمة,فتحها وأخرج رداءً بسيطاً,التقط المنشفة وأسرع ليأخذ حماماً دافئاً ليستعيد نشاطه وحلته البهية..
تجمعت الأفكار برأسه,عادت له قطع الذكرى المتناثرة,اشتد الألم بداخله,اضطراب الأمور جعل رأسه موشكاً على الانفجار,,تجاهل تفكيره و محا تلك الأصوات بإدخال رأسه في المياه الصافية ,أنهى حمامه الدافئ وارتدى ملابسه ثم شق طريقه خارج الغرفة شديدة الظلمة ليرى الضوء من جديد,رحبت بعودته بضع كلمات خرجت من فم ذلك الشاب ذو الشعر البني الخفيف
سام:تريد بعضاً من الطعام بجوار كوب عصير؟أم قهوة؟
شقت ابتسامة وجنتيه لترد الترحيب بأفضل منه
ريك:الجائع لن يشترط مادام تواجد ما يؤكل
سام:كيف كان نومك؟
ريك:رأسي يكاد ينفجر,لم أشعر بالوقت قط!
سام:إذاً أتريد كوباً من القهوة الساخنة؟!
ريك:دعني أملأ الفراغ في معدتي ثم أفكر بما يشغل وقت فراغي!
سام:أتفضل تناول الطعام هنا أم نذهب للخارج؟
ريك:الأمر لا يختلف لدي!ما رأيك بأن نتجه للسطح؟
سام:حسناً هيا بنا
ريك:هل تناولت عشائك؟
سام:ليس بعد,,انتظرت استيقاظك لنأكل معاً
ريك:أنا ممتن لذلك
سام:اسبقني للأعلى,أنا سأحضِر الطعام ثم أتجه إليك
ريك:ألا أرافقك؟
سام:هل مازلت تمتلك قوة تحملك للحركة؟
ريك:من يعلم!
سام:لن أتأخر
افترق الشابان كلٌ في طريقه...
مضى بخطوات متتابعة تجاه ذلك الباب الخشبي السميك الخالي من النقوش والرسومات,ارتفع كفه ليدفع الباب للخلف ببطء,التقط حقيبة بلاستيكية انتشر من مركزها رائحة زكية,عاد بخطواته للخلف ليوصد الباب ذاته ويرجع للمكان الذي أتى منه..!
في الوقت ذاته اتجه ريك مرتقياً الدرجات ليصعد على قمة المبنى,دفع ذلك الباب الحديدي لتتسابق نسمات الهواء الباردة باحثةً عن نظيرها الدافئ لتتبادل الأماكن,نطق ريك ببضع كلمات مؤنباً نفسه على نسيانه المعطف الرمادي في غرفته,لقد دخل فصل الشتاء حاملاً معه البرودة القارصة والثلج الأبيض الجميل,,ارتمى بجسده على الأرض الباردة,اقشعر جسده وانتفض محاولاً الفرار من هذا الغزو المفاجئ,استعاد هدوءه وبدأ تصادم الكفين بالذراع لتولد شيئاً من الحرارة,استمر بالحركة ذاتها حتى قاطعه دخول سام
ريك:لقد أتى فصل الشتاء حقاً!
سام:لا,,إنه يقوم بانتظار قبولك لمجيئه
ريك:توقف عن السخرية سام,أنا جائع الآن ولا أستطيع التفكير
سام:لماذا لم تحضر معطفك؟؟
ريك:لقد نسيته
سام:نسيته؟!هذا شيء عجيب بالنسبة لسيد النظام والتركيز!!
ريك:حدث ونسيته وهذا من الماضي,أما الحاضر فأظنه يرغب بأن يملأ جوف معدتي
ألقى سام جسده على الأرض ولم تختلف ردة فعله عن ردة فعل ريك...!!
سام*بتقطع*:آآآآه الجو بارد جداً!
ريك*وهو يخرج ما في الأكياس*:أي الأكواب لك؟
سام:لا فرق,ألقي إلي إحداهما وخذ الآخر
ريك*وهو يناوله إحدى الأكواب*:تفضل,وهذه شطيرتك
سام:شكراً لذلك,ألا تشعر بالبرد؟
ريك:أنا موشكٌ على التجمد..!
سام:لماذا لا تنزل للحصول على معطفك؟؟
ريك:لا أريد,,السطح ملئ بالغبرة وأنا لن أتفرع لتنظيفه على يدي في هذا الوقت,,يكفي أن الجو بارد فماذا تظن عن المياه؟!
سام:أنت محق...
دار الحوار الطويل,,تبادلا الكلمات وارتفعت الضحكات,,استعادا ذكريات التقائهما الأول,عادت ملامح البشرى والسعادة وبدت قسمات السرور بالوضوح على تلك الأوجه,ولكن للأسف انتهى شريط الفرحة ببداية تلك النغمات التي ظهرت من هاتف سام النقال
ادخل يده في جيب معطفه الأبيض,,أعادها كما كانت بينما التحف الهاتف بأنامل يده الخفيفة السمار,,نظر للمتصل وبدت علامات التعجب بالظهور الواحدة تلو الأخرى,,الرقم مجهول وهذا عجيب..!منذ متى وهاتفه يتلقى المكالمات من جهات غريبة..؟!اتجه إصبعه ليسمح للهاتف بتلقي المكالمة,,رفع يده ليسمع حديث المتكلم بعد أن نطقت شفتيه ببضع كلمات
سام:مرحباً,,هل لي بمعرفة من على الطرف الآخر؟
....:أهلاً سام,ألم تتعرف علي؟!
ظهرت علامات الانزعاج على وجهه,أغمض عينيه البنيتين بصدود وأعاد فتح شفتيه ليظهر انزعاجه من نبرة صوته
سام:هل يجب أن أرحب بك؟أم أنزعج؟
قهقه الطرف الآخر بسخرية ثم عاد صوته يخترق مسامع سام
.....:إن كان الخيار لي لرغبت بالأول
سام:إذاً أنت تعلم أنك غير مرحب به صحيح؟
.....:وكيف لا أعلم؟!هات لي ريك
سام:من قال أنه برفقتي؟
.....:أنا أراكما بوضوح,,الآن هلّا قدمته لي
امتعض سام ثم ألقى بالهاتف تجاه ريك
التقط ريك الهاتف ثم أبدى اعتراضه على طريقة التوصيل
ريك:هي سام لا تلقه بهذه الطريقة..!
سام:أجب على الهاتف أولاً
ــــــــــــــــــــــ
__________________
،
،
،