عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 12-04-2011, 09:09 PM
 
ليس الغريب

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ
والكَفَنِ

إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ
والسَّكَنِ

سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنــــــــــــــــــــــــي وَقُوَّتي
ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي

وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمـــــــــــــــــــــــــــــــُها الله
يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ

مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي
ويَسْتُرُنِي

تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ

أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً عَلى المعاصِي وَعَيْنُ
اللهِ تَنْظُرُنـي

يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في
القَلبِ تُحْرِقُني

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ
بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ

كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــــــــــــــــــــــــــــَاً عَلى
الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي

وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ
يَنْفَعُني

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا
هَوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ
غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا
الكَفَنِ

وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ نَــــــــحْوَ المُغَسِّلِ
يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي

وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً
عَارِفـاً فَطِنِ

فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني
وأَفْرَدَني

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ
يَنْظِفُني

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ
بِالكَفَنِ

وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا وَ صارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ
حَنَّطَني

وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ
يُبَلِّغُنـي

وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ
يُشَيِّعُني

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ
وَدَّعَني

صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ
يَرْحَمُني

وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي

وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ
عَيْنيهِ أَغْرَقَني

فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي
وفـارَقَني

وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ
ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي

فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ
يُزَوِّدُنـي

وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان
أَدهَشَني

مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً
فَأَفْزَعَني

وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ
يُخَلِّصُنِي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ
مُرْتَهــَنِ

تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي
فَأَثْقَلَني

واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ
والسَّكَـنِ

وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا
ثَمَنِ

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في
الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ
الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا
رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَرايَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ
عَلَى الوَهَنِ

يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ
اللهَ يَرحَمُني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ
بِالحَسَنِ

ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي
يَمَنِ

والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ
وَالمِنَنِ


خل إدكار الأربع

خـَـلِّ إدّكـَارَ الأربـُع ِ وَالمَـعْـهَـدِ المُرتـَبـَع ِ وَالظـّاعِـن ِ
المُـــوَدِّع ِ وَعَــدِّ عَــنـهُ وَدَع ِ
وَانـدُبْ زَمَـانـًا سَلـَفـَا سَوّدتَ فِـيـهِ الصُّحُـفـا وَلمْ تـزلْ
مُـعـتـَكِـفـا عَلى القبيــح ِالشنـِـع ِ

كـَم لـيلـَةِ أوْدَعـتــَها مَـآثِمـًا أبْـدَعـتـَها لِـشهـوَة
أطـَعْـتـَها في مَـرقـَد ومَضـجَـع ِ

وَكم خُطـًى حَـثـثـتـَهَـا في خزيَـةِ أحْدَثـتها وَتـوبـَةِ نـَكـثـتـهَـا
لِمَلـعَـبِ وَمَــرتــَع ِ

وَكَـم تـَجَـرّأتَ عَـلى رَبّ السمَـاوَاتِ العُـلى وَلـَـم تـُراقِــبْـهُ
وَلا صَدَقـتَ في مَا تـدّعِـي

وَكـَم غـَمَـصْتَ بـِـرّهُ وَكـَم أمِـنـتَ مَـكـرَه ُ وَكـم نـَبَـذتَ
أمْـرَهُ نـَبـْـذَ الحِـذ َا المُـرقــَّع ِ

وَكَم رَكَضتَ في اللـَّعِـب وَ فُهْـتَ عَمْـدًا بـالكذب وَلـَم تـُراع ِ
مَـا يَـجِـبْ مِـن عهـدهِ المُـتـّبـَع ِ

فـَالـْـبَـس شِعَـار النـَّدَم واسكـُبْ شـآبيبَ الـدّم ِ قـَبـلَ زَوَال ِ
القـَـدَم ِ وَقـَـبْـلَ سُوء المَـصْـرَع ِ

وَاخضَعْ خـُضُوعَ المُعـترِف وَلـُـذ مَلاذَ المُقـتـَرِفِ واعْـص ِ هـَوَاك
وانحَـرِف عَـنهُ انحِـرافَ المُـقـلِع ِ

إلامَ تسْهُــو وَتــَني وَمُـعـظـَمُ العـُمْـر ِ فـَنِـيفي مَا يَضُـرّ
المُقـتـَـني وَلـَستَ بـِالمُــرتـَـدِع ِ

أمَا تـَرَى الشـّيبَ وَخـَط وَخـَطّ ّ في الرّأسِ خـِطـَط وَمَن يَـلـُح
وَخـْط ُ الشَمَـط بـِفـَـوْدِهِ فـَقـَد نـُعِـي

وَيْحَكِ يَا نـَفـس ِ احرِصي عَـلى ارتيـَادِ المَخلـَص ِ وطـَاوِعِـي
وأخـلِصي واستـَمِـعي النـُّصْـحَ وَعـي

واعـتـَبـِـري بمَـن مَضَى مِـن القـُرُون ِ وانـقـَـضَى واخـْشَي
مُـفـاجَـاةَ القـَضَـا وحَاذري أن تـُخـدَعِـي

وانتـَهـِجـِي سُبْـلَ الهُــدَى وادّكِـري وَشْـكَ الرّدَى وَأنّ مَـثـوَاكِ
غـَدَا في قـَعـْر ِ لحْـدِ بَـلـقـَـع ِ

آهــًا لـهُ بَـيتِ البـِلَى والمَـنزل القـَـفـرِ الخـَلا وَمَــوْرِدِ
السَـفـرِ الأُ لى وَاللاحِـقِ المُـتـّبـِع ِ

بيـتٌ يـُرى مِـن أُودِعَــه قـَـد ضمَّهُ واستـُودِعَـه بَعْــدَ
الفـَضَـاءِ والسّعَـة قـَيـدَ ثــَـلاثِ أذرُع ِ

لا فـَـرقَ أنْ يَحـُـلـّــهُ دَاهِــيـَـةٌ أوْ أبْــلـَـهُ أوْ مُـعْـسِـر
أوْ مَن لـَـهُ مُـلـكٌ كـَمُـلكِ تــُبـّع ِ

وَبعْـدَهُ العَـرضُ الـذِي يَحْـوِى الحَيـِـيَّ والبــَذِي والمُبتـذِي
والمُحـتــَـذي وَمَن رَعَى ومَن رُعِـي

فـَيَا مَـفـازَ المُـتــّقِـي وَرِبحَ عَـبـْدِ قـَد وُقِـي سُوءَ الحِسَاب
المُـوبـِـق ِ وَهَــولَ يَـوْم الفـَـزَع ِ !

وَيَـا خَسَـار مَـن بـغـَـى ومَـن تعـَدَّى و طـَغـَى وَشَـبّ نِـيـرَانَ
الـوَغَى لمَـطعَـم أوْ مَـطـمَــع !ِ

يَـا مَـن عَـليْـهِ المُتــّكـل قـَد زادَ مَا بـِي مِـن وَجَـل لِـمَـا
اجتـَرحْـتُ مِن زلـَـل فِي عُـمْرِي المُضَـيـّع !ِ

فـَاغـفِـر لعَـبـدِ مُجـتـَرِم وارحَم بُـكـاه المُنسَجِم فـَأنـتَ أولـَى
مَـن رَحِـم وخـَيـرُ مَـدعُـو دُعِـي
__________________