عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-27-2007, 09:58 AM
 
الفرق بين سورة الناس والفلق؟؟

الفرق بين سورة الناس والفلق :

سميت سورة الناس وسورة الفلق بالمعوذتين

والمستفاد من الأحاديث أنَّ سورة الناس

والفلق نزلتا معاً،

ولعلَّ الفرق بينهما أنّه تعالى

في سورة الناس ينقل صورة أخرى عن

الشرور تختلف عن الشرور التي وردت

في سورة الفلق، ففيها يتحدّث القرآن

عن الشر البارز والشر الخفي.



عندما يلجأ الإنسان إلى رب الفلق

من شر ما خلق: الشر البارز.

ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات

في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد:

شرور خفية. إذاً، فكان المطلوب

أن نلجأ إلى الله من الشر البارز، ومن الشر الخفي.


أما سورة الناس فتعلّمنا أن نلجأ إلى الله

من الشر الذي ليس بارزاً كل البروز،

ولا هو خفي كل الخفاء. الوسواس الخناس،

فالخنّاس الذي يختفي بعد ظهوره.


الموجود الذي يظهر، فيهمس في نفس الإنسان،

يحرّضه، يخوّفه، يغريه، يهدده، ثم يختفي.

ثم يظهر في حالة أخرى. هذا الشر الذي

يتراوح بين الحضور والخفاء، نلجأ منه إلى الله.


وهنا نقف عند نقطة واضحة تربوية،

تؤكد أنّ هذا الشر الذي يتراوح بين

الوضوح والخفاء،

نلجأ إلى الله بصفاته الثلاث:

رب الناس، ملك الناس، إله الناس.

بينما التجأنا من أربع

شرور في سورة "الفلق"، ثلاثة منها خفية،

وواحد منها واضح، التجأنا من أربع شرور

إلى الله بصفة واحدة، فاستعذنا

برب الفلق من كلها. ولكن هنا

نلجأ بصفات ثلاث من الله من شر واحد.

وهذا معناه أنّ هذا الشر أخطر من الشرور السابقة.

لأنّ الشر هذا ليس واضحاً لكي نواجهه

ولا خفياً لكي نتحذر، ونتجنب، ونأخذ

التدابير المطلوبة. شر آني يختفي بعد الظهور،

ويخلق للإنسان متاعب غير منتظرة.

منقول