ما يلي ذلك طبقة الميزوسفير حيث يترقق الغلاف الجوي ويزداد دفئاً .
وعند ارتفاعنا 80 كم تبدأ طبقة الأينوسفير التي تمتد من 550 وحتى 1000 كم، تعمل الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس على تأيِّن الغاز في هذه الطبقة، وترفع درجة حرارتها إلى 1100 درجة، تقوم هذه الطبقة المتأيِّنة بِرَدِّ الأمواج الراديوية ولولا ذلك لما عرف الإنسان الاتصالات اللاسلكية والإذاعات بكافة أطوال موجاتها، وأهم خدمة تقدمها هذه الطبقة هي حفظ الأرض من ملايين الشهب التي تمطر سماء الأرض وتحولها إلى رماد، يقول الباري عز وجل : ( وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا ) ] الأنبياء-32 [.
وأخيراً طبقة الأكسوسفير أو ما يعرف باسم الماجينتوسفير والتي هي بمثابة مصيدة تحبس الجسيمات تحت الذرية القادمة من الشمس بواسطة الغطاء المغناطيسي الموجود فيها والذي يحيط بالكرة الأرضية وكأنها مغناطيس عملاق،
يقول الله تعالى : ( وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا ) ] الأنبياء-32 [.
ويحيط بطبقة الأكسوسفير طبقة رقيقة من الهليوم سمكها 1500 كم، ثم طبقة رقيقة من الهيدروجين تمتد إلى 6500 كم .
إن هذا النظام البيع الذي يحيط بكوكب الأرض ليس محض صدفة بل كان نظاماً دقيقاً هيَّأه الخالق ليستقيل خليفة الله في الأرض؛ الإنسان، ولو اختلفت بعض عناصر هذا النظام لما كانت الحياة مستمرة، فلو فرضنا أن محور الأرض لا يميل في مداره حول الشمس لما وجدت الفصول المختلفة ولما تهيأت الظروف المناسبة لنشوء الحياة على الأرض .
ولو أن دورة غاز الكربون لم تكن موجودة على هذا النحو لما كانت الأرض صالحة للحياة، ونرى ذلك جلياً في كوكب الزهرة الذي هو توأم الأرض، ولكنه يفقد دورة غاز الكربون مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة فيه إلى 480 درجة، نتيجةَ غاز الدنيئة وتبخر فيه كل شيء حتى معدن الرصاص، وأما أمطاره فهي من حمض الكبريت .
ولو أن حجم الأرض كان أقل مما هو عليه لهرب المحيط الغازي والماء إلى الفضاء الخارجي كما حدث في المريخ .
ولو أن حجم الأرض كان أكبر بكثير لانسحق الإنسان من شدة الجاذبية .
ولو أن بعد الأرض عن الشمس زاد إلى ما بعد المشتري لكنا في كوكب متجمد غير ملائم للحياة كما في بلوتو .
ولو أننا وُجِدْنَا في كوكب كالمشتري أو زحل أو أورانوس أو نبتون لما كان هناك يابسة نقف عليها .
لقد بحث العلماء عن حياة في جميع كواكب المجموعة الشمسية واستبشروا خيراً بالمريخ وكانت خيبة أملهم بعدم وجود حياة ولا يزال على المريخ ريبورتان آليان بشكل سيارة بستة دواليب تزن 170 كغ تعمل على استكشاف المريخ .
وكان الأمل كبير بعد المريخ في تيتان وهو أكبر أقمار زحل، وتم إرسال المركبة كاسيني في 1/7/2004 ................
إن مركبة الفضاء بعد أن تنطلق تاركة خلفها الأرض وغلافها الجوي ستدخل في ظلام دامس لا يُرى فيه إلا ضوء النجوم، هذا هو الكون الذي أخبر عنه
الله عز وجل بقوله : (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) ] النازعات-29 [.
لأن ضيائية الأرض ناتجة عن انكسار الضوء عند صدمة جزيئات الغلاف الجوي وهو معنى قول الله تعالى أخرج ضحاها خلال الظلام الدامس .
ستسير المركبة في هذا الفضاء المظلم أكثر من سبعة أشهر حتى تصل إلى المريخ .
من أجل استكشاف الكون أرسل العلماء أربعة مركباتٍ هي فويجر1 عام 1977 وفويج
عام 1980 شمال وجنوب الشمس .
وبايونيير10 وبايونيير11 في 1971
973 شرق وغرب الشمس بسرعة 2.6 وحدة فلكية .
جالت المراكب أكثر كواكب المجموعة الشمسية وسوف تنطلق خارج نطاق شمسنا بعد ذلك، في عام 8571 تكون فويجر قد ابتعدت عن الشمس 0.4 سنة ضوئية، وعام 20319 تكون قد قطعت سنة ضوئية .
تدخل فويجر سحابة أورت عام 28635 وتبحر فيها لمدة 2400 سنة، تصل فويجر إلى أقرب نجم من الشمس خلال مليون سنة وهي تسير في صمت وظلام دون أن تصادف أي جرم في طريقها .
تقع منظومتنا الشمسية في الثلث الأخير من المجرة في أحد الأزرع، لو لم تكن في هذا النطاق من المجرة لما أمكن وجود الحياة فلو عبرنا إلى الثلث الأخير تنقص نسبة الفلزية وتتشكل فقط كواكب غازية أو لا يتشكل، ولو عبرنا إلى داخل المجرة فنكون قد اقتربنا من الجحيم حيث تزداد نسبة المستعرات الأعظمية والأشعة الكونية القاتلة والثقوب السوداء وغالباً ما يوجد في مركز المجرة ثقب أسود عملاق تقدر كتلته بمليون إلى بليون من كتلة الشمس .
إن أصغر المستعرات الأعظمية يمكن أن يعطي عند انفجاره حرارة وضوء يعادل خمسة آلاف مرة ما تعطيه الشمس خلال حياتها، ولو كان يبعد عن الأرض ثلاثين سنة ضوئية لفنيت الحياة على الأرض .
أخيراً
أقول ما يقول الله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ) ] المؤمنون-115 [.