12-14-2011, 02:29 AM
|
|
الجزء الحادي عشر
استيقظت روز ، و وقفت امام المرآه ، ونزعت ذلك الاكسسوار من على صدرها ، وبدات تستوعب ا حصل ليلة
الامس ، حيث المطعم الفاخر ، والرقص على اوتار موسيقى هادئة ، و ..." باسم ... لا اصدق .. كيف هذا ؟!"
بدات تتمتم بكلمات وجمل متقاطعه وغير مفهومة ، والدموع تذرف من عينيها ، حتى ان ركبتيها لم تعد
قادرة على حملها للوقوف ، وفي تلك الاثناء ، طرقت والدتها الباب وهي مشغولة الذهن منذ ليلة البارحة
على لتعرف ماذا دار بين باسم و روز وكيف كانت سهرتهما معاً .
- حبيبتي ، أ أستيقظتي ؟ هيا بلا كسل .
واكملت : الساعة الان العاشرة صباحاً ، تعالي واهبريني ماذا حدث بالامس يا سندريلا . وضحكت لامب من
اجل اثارة البهجة ولكي يزداد حماس روز للحديث معها !
كانت روز تبكي بألم و حرقة في تلك الاثناء ، وشعرت بذلك الوهن الشديد والتثاقل ، ولم تجامل والدتها ببنت
شفه ، وبقت متصلبه في مكانها ، وفقدت توازنها وجلست ارضاً ، واجهشت بالبكاء بغيض شديد ، وتجبر
نفسها لخفض صوتها ، وكتم آلامها!
**************
شعر باسم بالرفض ، حين راى تلك النظرة المنصدمة في عيني روز ، انكمش على نفسه ، وبادره شعور بالهرب
الى مكان ما والانطواء على نفسه .
وكانما شعر بالخزي والعار حين أفصح بسره ولأول مرة لاحد.
كان باسم يحتفظ باسراره وشؤون حياته لنفسه ، ونادرا ما يشارك الاخرين افكاره واسلوب حياته ، ودائما ما
كان مستمعاً جيداً أكثر منه متحدث ،وفيه من الغموض مايثير فضول الاخرين لتعرف عليه ، لاكن فور
مجالستهم له ، يستمتعون بصحبته وحسن استماعه ، ويخشون ان يفتقدوه يوما ما .
مع ان الجو كان معتدلاً ، الى ان باسم كان يشعر ببرد شديد ، لدرجة ان اسنانه بدات تصدر صوتا نتيجة
احتكاكها ببعض من شدة البرد الذي كان يشعر به مع طقس الجوو المعتدلا جداً!!
بعد برهه ، بدات روز تفكر في الامر ، وكلما تذكرت انه تربى في ميتم ، وليس معروفاً ان كان له اهلا ام لا ،
تشعر بالكرب وعدم التصديق ، وتبدا تتذكر أحلأم الصبا وتلك الحياة والامنيات التي كانت تنتابها حيال شريكها
الذي طالما رسمته باجمل الالوان و اروع اللوحات .
حينها لم يخطر ببالها ان تجد رجلاً يحبها بهذا القدر من الوسامة والشخصية الافتة للانظار ، ولم يخطر ببالها ايضا
ان تقع في غرام رجلاً لايعرف اصله ولا فصله ..!
- آه ، اكاد أُجن ، ليس معقولاً ما سمعت .
تنهدت روز بهذه الكلمات ومن ثم اغمضت عيناها الدامعتين ، وشعرت بصداع شديد ـ فالقت براسها على
الوسادة ، واجهشت ببكاء عميق .
***************
اثناء تناول وجبة الافطار ، حاولت روز ان تبقى هادئة وتجبر نفسها على الظهور بصورة مبتهجة ، فليس لدى
روز اي رغبه في الحديث بهذا الشـأن مع والدتها
- صبااااح الخير
ردت روز وهي ترسم الابتسامه بعناء " صباح النور "
- اخبريني ، اليس من الرائع ان تستيقظي بعد موعد رومانسي لتجدي امك تحضر لك الافطار "
وضحكت بصوت عالي .
أتسعت عينان روز لوهلة ، فللحظة لم تدرك مقصد والدتها ، ثم شاركتها الضحك وقامت لتحتضنها
وهتفت بمشاعر ساخنة :" انت اكبر هدية منحني اياها ربي .. نعم كم هذا راائعا "
واخذت تقبل يداها ، وتشد ذراعيها معانقتها واشتعل الموقف بالعواطف المتدفقة ، وما لبث حتى تباكيا
سويا . يتبع |