"جآر آلقمر"
يمشي بغرور بين النجوم لا أحد يفوقه جمالاً
رغم أتساع هذه السماء و لكنه الوحيد
الذي يلفت الأنظار
في تلك الليلة!!
...
تتكئ ُ على نافذتها و تنظر إليه و جمالها يباريه
أنا جارتك أيها القمر
أنا صديقتك أيها القمر
أنا...أنا...أنا لست سوى بقايا أنثى فسامحني
...
ينظر إليها بشموخ و إعجاب أتضح بعينيه
أنتي جارتي أيتها الجميلة
أنتي صديقتي أيتها الجميلة
لقد سامحتك و لكن أجيبيني
و من همي أخرجيني
لماذا لا تأتيني؟؟
...
نزلت دموع حفرت مجراها على الخدين
أنا هنا لأرد الدين
أنا حبيسة هذا القصر
أنا خادمة ذاك الأمير
أنا لست سوى بقايا أنثى فسامحني
...
ليتني أستطيع النزول لأصطحبك معي
فهنا...لا يوجد هم
هنا...لا يوجد ألم
هنا...كلاً على حريته
من دون قيود تقيدنا
هيا تعالي يا جارتي!!
...
أنا هنا لأشكي لك ألمي
و لا يمكنني البقاء طويلاً
فالرحيل نهايتنا يا قمري
الرحيل نهايتنا
...
بكى القمر
و هبت الرياح
لتحلق بأوراق الرحيل في السماء
و تُـبلل بدموع القمر
...
و يشرق الصباح على رحيل الجميلة
و تغرق الورود بالندى الذي ليس ألا
بقايا دموع القمر!!
...
و تمضي الليالي مُنارة بضوء القمر الشاحب
و في كل ليلة تمطر السماء بدموع القمر
آواه يا جارة القمر
فقد أبكيتي من فـُتن به الشعار و تغنى به الفنانون
آواه يا جارة القمر
فقد أبكيتي من كان من الصعب إبكاءه
آواه يا جارة القمر
فقد رحلتي و تركتيه شاحباً
......
تذكير.......…….…
تمددت على ظهري فوق السرير بينما قدماي على الأرض و أغمضت عيناي,شعرت بأنفاس على خدي ظننت أنها ذبابة في البداية و لكن عندما أردت أبعادها لمست شيء غريب و بدأت أتحسسه و أنا مغلقة عيناي و أصبت بالذعر عندما علمت أنها تقاسيم وجه أحدهم و أظن أني عرفته و هو السيد منشاذعب (منحرف,شاذ,مرعب)أزدردت لعابي ثم أستعديتُ للقفز و لكن رأسي أصطدم برأسه و سمعت صرخته:أيها اللعين!!
فتحت عيناي و أنا أفرك رأسي من شدة الألم رأيت الغضب أتضح على ملامح وجهه و لا أظنه نوى خيراّ
البارت.....…..
أبتسمت بأرتباك:آسسسف للممم أقصصصد
لا أظن أن الأسف قد نفع معه فقد كان يقترب مني بغضب و لا أعلم ماذا جرى لي و لكنني كنت مرعوبة و ضربته على معدته و هربت أركض بأتجاه الباب دون أن ألتفت إليه,فتحتُ الباب و ذهبت أركض و دخلت غرفة الجلوس و وقفت خلف الأريكة و هو أمامها
أزدردت لعابي:أنا آسسسف أقسسسم أنني لللممم أقصصصد
صرخ بوجهي و عيناه موقدتان بالنار:لو أنها المرة الأولى لكسرت يدك و أنتهيت و لكنها المرة الرابعة لذلك لن أكتفي حتى بقتلك!!
نظرت إلى الباب و أردت الهروب و أظنه قرأ أفكاري لأنني عندما ركضت بأتجاه الباب أمسك ببجامتي و سقطت و هو سقط فوقي و قد ضربت قدمه الطاولة و سقطت الزهرية التي عليها لتقع على رأسه و تنكسر
صرخ بكل قوة لديه:آآآآآآآآآآآآآآآآ
دفعته عني لكي أهرب و عندما أعتدلت بوقفتي و أردت الركض أمسك بالبجامة:تعال إلى هنا أيها اللعين!!
وقف و أنا أحاول الهرب و لكن لا جدوى,أمسكني مع خصري و وضعني على كتفه و ذهب بأتجاه أحد الغرف و أنا لم أتوقف عن ضربه بيداي و لا أظنه شعر فهو كالجدار الحديدي,دخل للغرفة و ألقاني على الأريكة و عندما نظرت إليه صدمت بالدماء التي على جبينه"أكره الدماء أكرهها كثيراً"رفع قبضته ليسدد لكمة على وجهي و لكنه بدأ يترنح ثم جث على ركبتيه أمامي و هو يمسك رأسه من الألم:آآآآآآآآآآآآآآآآ
أزدردت لعابي بخوف:أ أ أأنت بخخير؟؟
نظر إلي نظرة تمنيت الموت قبل أن أراها: و ما شأنك؟؟
-يمكنني مساعدتك
-أخرس و ألا لن ترى خيراً!!
وقفت و أنا أسألـُه:أين صندوق الإسعافات الأولية
-و ما شأنك؟؟
آه من هذا الفتى لا أعلم متى سيغير جملته تلك,ذهبت بأتجاه باب يوجد بالغرفة ظننته باب الخروج و عندما دخلت وجدت دورة مياه لم أحلم بها في حياتي كلها فقد كان الحائط بلونين الأبيض و الأسود و قد كتب عليها أسم كين بطريقة أحترافية و خط جميل و قد كان المغطس باللون الأبيض و واسع و عليه نقوش باللون الأسود و كان هنالك باب أخر داخل دورة المياه دخلت معه و كانت مساحة المكان أوسع بقليل من المساحة السابقة و كانت المكان بنفس ألوان دورة المياه و لكن الأختلاف أن هذا المكان تتوسطه مرآة بيضاء ذات نقش أسود ملكي و يوجد تحتها مغسلة و تحت المغسلة رف مليء بأنواع الصابونات و الرف الذي تحته مليء بالعطورات و يوجد بجوار المرآة من أعلى صندوق أبيض متوسط الحجم و رسمت عليه علامة + حمراء و منها عرفت أنها حقيبة الإسعافات الأولية,حاولت الوصول إليها و لكنني لم أستطع فقد كانت مرتفعة بعض الشيء و فجأة شعرت بأنفاس على رقبتي أردت الألتفات و لكنني لم أستطع,رفع يده و فتح الصندوق و أخرج منه ما أحتاجه و وضعه بيدي و هو يهمس بأذني:أتمنى أنك تجيد تضميد الجراح لأنك أن لم تفعل فسـ..آآآآآآآآآآآآآآآآ
وضع يديه على الجدار الذي أمامي و أضطررت أن ألتفت إليه و أصبت بصدمة شلت لساني عندما رأيت الدم الذي على وجهه
-إلى ماذا تنظر
أشرت إلى وجهه و أنا أمسك الأغراض بيدي الآخرى,تقدم نحو المرآة و نظر إلى شكله و هو ينظر إلي بحقد"سحقاً له كيف ينظر إلي هكذا و هو السبب في سقوط الزهرية و ليس أنا":س س سسأذهب بالأغراض إلى هناك أغسل وجهك و تعال
نظر إلي نظرة مرعبة مما جعلني أردف بعفوية:لو سمحت
أبتسم بأنتصار و أنا خرجت و وضعت الأغراض على الطاولة و فتحت المطهر و كيس القطن و ما أن جلس حتى بدأت بالتنظيف و عندما أنتهيت لففت رأسه بالضماد:أنتهيت
رأيت نظرته المرعبة تلك و أزدردت لعابي:أ أين أغراضي؟؟
أجابني ببرود:أنها في الغرفة الأخيرة
أتجهت نحو الباب لأخرج و لكنه أوقفني بقوله:المفتاح معي!!
ألتفت إليه و أنا أرفع حاجبي:ماذا قلت؟!
أخرج مفتاح ذهبي من جيبه و شدد في كلامه:مفتاح غرفتك معي
أتجهت إليه لأخذ المفتاح و لكنه سحبه قبل أن تصل يدي إليه:أعطني أياه
وقف و رفعه بيده إلى مستوى لا أصل إليه و هو يبتسم:إذا وصلت إليه خذه!!
قفزت عدة مرات حتى أصل إليه و لكنه كان مرتفع عني,ضممت كفاي تحت ذقني و أصبحت أرمش بعيناي ببراءة:أرجوك كين-ساما!!
نظر إلي نظرة غريبة:ساما؟؟
قفزت بطفولية:أرجوك أرجوك أرجوك
أزدرد لعابه بخوف من حماسي:توقف
عندما رأيت أنه بدأ يتأثر:هيا أرجوك أرجوك
جلس على الأريكة و مده إلي و عندما أردت أخذه سحبه و هو يشير بسبابته بمعنى لا:أأ أأ أ لدي شروطي أولاً
سقطت بإحباط:ما هي شروطك؟؟
-تأخذ ملابسك و تستحم ثم تخرج فقط
نظرت إليه بصدمة:لكن لكن
قاطعني و هو يدخل المفتاح في جيبه:حسناً سأخذه
صرخت بسرعة:لا لا سأخذه
أخرجه و مده إلي,أخذته بسرعة و خرجت أركض بأتجاه غرفتي و ما أن فتحتها حتى سقط فكي السفلي ليلامس الأرض من جمالها فقد كانت واسعة جداً و يتوسطها سرير يوجد عليه فراش رمادي و عليه غطاء أسود و الوسائد أسود و رمادي و يوجد من كل زاوية عمود أبيض مزخرف بالأسود و كل عمود ربطت عليه ستارة شفافة باللون الرمادي الفاتح بشريطة بيضاء و توجد على يمين السرير أرائك رمادية و توجد فوقها وسائد بيضاء و سوداء قطنية و في الوسط بين تلك الأرائك توجد طاولة سوداء تتوسطها زهرية بيضاء نقش عليها كلمة في اللغة التركية أقتربت منها ليتضح أنها أسمي!!أي أن الغرفة صممت خصيصاً لي!!لا لا لا أظن ذلك ربما تكون مصادفة,أكملت التجوال بناظراي بأرجاء الغرفة و نظرت إلى النافذة الكبيرة التي تتوسط الجدار الرمادي و صعقت عندما رأيت أسمي كتب بطريقة مزخرفة على الجدار باللون الأسود الداكن
-ألم تنته بعد؟؟
نظرت إلى كين الذي يتكأ على الباب بقدمه و يضع يديه بجيبي بنطاله:أسمي مكـ
قاطعني و هو يعتدل بوقفته:هارو صمم هذه الغرفة قبل شهر
نظرت إليه بصدمة:شهر!!
أبتسم بسخرية:و هل ظننت أن مجيئك إلى هنا و رؤيتك له مجرد مصادفة؟!!
شلت الصدمة لساني و لم أستطع أن أتحدث
تحدث و هو ينظر لساعته:لديك نصف ساعة أن لم تستحم و تخرج فسوف أدخل إليك و أخرجك
خرج و أغلق الباب بقوة و ذهبت أنا بأتجاه أحد الأبواب و أنا لا أعلم ماذا أفعل فالصدمة كانت كفيلة بأن تشل تفكيري و بقوة,فتحت الباب و دخلت و فوجئت بملابس كثيرة مصفوفة بطرية منظمة,نظرت إلى الأسفل فوجدت حقيبتي التي أحضرتها أنّـا البارحة فتحتها و أخرجت بعض الملابس و خرجت و ذهبت ناحية باب أخر و فتحته و"كما توقعت"أنها دورة المياه, فتحت صنبور المياه وغسلت وجهي بسرعة وبدأت بالأستحمام و عندما أنتهيت فتحت الباب بهدوء و خرجت و أنا أضع المنشفة على رأسي و أرتدي سترة برتقالية فيها من الوسط جيب كبير مفتوح من اليمين و اليسار و قد رسم عليه من الوسط دب بني و بنطال جنز فضفاض و حذاء رياضي برتقالي مع مقدمة بيضاء و خيوط بيضاء تقدمت للسرير و مررت بجوار المرآة,أردت أكمال طريقي ولكني عدت إليها,نظرت إلى أنعكاس صورتي بشرود..هل حقاً يصدقون أنني فتى؟...ابتسمت بسخرية...هه ولماذا لا يصدقون وأنا بنفسي أصدق,قطع علي أفكاري صوت رنين هاتفي النقال ألتفتُ إلى الدرج الصغير الموجود بجوار السرير لأرى هاتفي فوقه تقدمت نحوه و أبتسمت عندما رأيت الأسم:أهلاً و سهلاً بصغيرتي
رد علي صوتها الغاضب:قال صغيرتي قال
-هههه ما بالها مدللتي غاضبة؟؟
ردت علي بنفس النبرة:يوشين!!
لا أعلم ماذا جرى لي عندما نطقت بأسمي أنها المرة الأولى التي أشعر بها هذا الشعور
-يوشين أنتي معي على الخط؟؟
أستفقت من ذلك الشعور السخيف و أجبتها:أجل معك
-لماذا لم تتصلي بي عندما وصلتي؟
-أنشغلت ببعض الأشياء
-حسناً لن أؤخرك عن أشغالك وداعاً
-سأتصل بكِ في المساء وداعاً
أغلقت من عندها و ما أن ألتفت رأيت كين يقف خلفي و لم أملك سوى الشهيق بخوف:أهئ
رفع حاجبه ببرود:هل أنا شبح؟
هه و هل لديك شك؟؟الأشباح نفسها مرعوبة منك و تسأل
أجبته و أنا أدخل هاتفي في جيبي:لا و لكنك أخفتني
-حسناً أذن أغرب عن وجهي
رفعت حاجبي:ماذا؟؟
-كما سمعت!!
-لكن شعري مبلول
-جففه و أذهب للمدير
-لماذا
-بالتأكيد للحجز فأنت لم تحضر حصة العلوم و من لا يحضر حصة العلوم يُعاقب و بطريقك خذ مفتاح لغرفتك لأن المفتاح الذي معي أحلم بأخذه
أردت أن أصرخ بوجهه و لكنه وضع يده على فمي و أمسك يداي بيده الأخرى و أقترب بوجهه ناحية وجهي لدرجة أن أنفي ألتصق بأنفه
همس بهدوء:لا تجبرني على فعل شيء لا أريد أن أفعله
أبعد يده عن فمي و هو ما يزال قريباً مني و يمسك بيداي و أشعر بأنفاسي تلمس وجهه و تردد علي و قد أزدادت حرارتها,أبتلعت ريقي و أنا أرى نظراته الثاقبة و أغمضت عيناي و دفعته و ما لم يخطر ببالي أنه سيكون بتلك القوة و أرتد أنا و أسقط و لسوء حظي أنه سقط فوقي و أصطدم أنفه بأنفي!!دفعته بسرعة عني و أنا أمسح شفتاي بقرف و أشمئزاز فقد قبلني عندما سقط علي:أيها اللعين ألا ترى!!
لا أعلم ما الذي جرى لي و كيف نطقت بتلك الجملة و لكن كل ما أعلمه أنني كنت غاضبة و بقوة,نظرت إلى تقاسيم وجهه الغاضبة التي تحولت لملامح أنتصار ما أن رأى غضبي,صرخت بوجهه ثانية و بغضب أكبر:كيف تجرُأ؟!!
أبتسم بسخرية و هو يقف و يمسح الدم الذي يخرج من أنفه:إذا لم تصمت فـ(مسح على شفته السفلى بإبهام يده اليمنى بينما اليسرى على أنفه)سأعطيك أخرى
كيف يجرُأ,ماكوتو و هو ماكوتو لم يستطع تقبيلي فكيف بهذا الحقير الذي لا يساوي ظفر قدمه,أردت أن أتكلم و لكن قطع علي دخول هارو إلى الغرفة:ما ما ما الذي يجري هنا؟؟
دخل بعده تاكيشي و مينورو و أثنان آخران لا أعلم منهما,وقفت و رمقت كين بنظرة أستحقار مما جعله يضحك بسخرية و بصوت عالي:هههههههآي(و بدأ يخرج صوت بلسانه بمعنى الأسى)مسكين مسكين
تقدمت نحوه لأضربه و لكن تاكيشي كان أسرع و أمسكني من يداي:توقف
صرخت بوجهه و أنا أرى كين يأخذ منديل و يضعه على أنفه:أبتعد دعني أعلمه الأدب
أبتسم كين و قال بسخرية أتضحت في صوته:تعال يا صغيري تعال
تقدم هارو نحوي و أمسكني من كتفيّ بعد أن أبعد تاكيشي:متى ستتوقف عن أعمالك الطائشة تلك,لا أعلم ما الذي جرى بينكما و لكني أوقفته اليوم لكي لا يضربك و لن أستطيع أيقافه الآن لذلك أبقى بعيداً عنه
صرخت بوجهه:لا شأن لك ماكوت
|