لغة الاعتذار
لغة أخلاقية حضارية , في زمن فقد العالم كثيراً من حضاريته
و ما إلتماس العذر إلا رغبة منا في إضفاء التسامح
و طلبا للمحبة والأخوة الإنسانية أن تعم بيننا
لما تحمله من روح التسامح و عمق المشاعر النبيلة
حين تخرج الكلمات من القلب ..
لتقرأ هنا ف انها حتماً ستكون ..
خالده بصفحه لايمحيها غبار الزمن .. جائتني الفكرة بمناسبة اقتراب العام الجديد لنبدأ بروح الصفاء والنقاء وخير بداية هي كلام الله عز وجل
قال الله تعالى :
( وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
صدق الله العظيم ومن هذا الدستور وهذا المنطلق أحببت فتح هذه الصفحة
لارواحكم النقيه لنضع فيها اعتذار لمن نريد
ل انفسنا ..للوطن ..للحب ..للصداقه ..لمن ندين له باعتذار
شعرا نثرا من نظمكم او نقلكم
اتمنى ان تنال هذه الصفحة أعجابكم وتزهو بمشاركتكم الجميله
*******
ولنبدأ من البداية شعر الاعتذار
زعيم الاعتذار في العصر الجاهلي هو النابغة الذبياني الذي قال أجود اعتذار قيل في ذلك
قديما لم يكن العرب يجيدون فن الاعتذار لصلافة حياتهم ..وربما لتعصبهم واعتباره
ضعفٌ وإهانةٌ ومنقصة ..
النابغة الذبياني علم من أعلام الشعر العربي في العصر الجاهلي عاش في بلاط المناذرة زمنا
نديما للنعمان بن المنذر يمدحه فيجزل له العطاء وبصحبته المنخل اليشكري.
برع النابغة في شعر المديح والاعتذار ولم يكن العرب
قبله يجيدون فن الاعتذارللاسباب السابق ذكرها ..
حتى كانت قصة المتجردة زوج النعمان وذاك أنها دخلت مجلس النعمان فسقط نصيفها
والنصيف لباس للرأس؛فطلب النعمان من النابغة أن يصف المتجردة وكانت على قدر من
الجمال فقال قصيدة رائعه من أبياتها :
أمن آل مية رائح أومغتد
عجلان ذا زاد وغير مزود
وبعد أن أكمل النابغة قصيدته قا ل المنخل اليشكري :والله ما قالها الا مجرب ..
فغضب النعمان وأهدر دمه ؛وكان هروبه للغساسنة ومن هناك
بدأ ببعث أعتذارته للنعمان ومن ذاك اليوم نشأ فن الأعتذار في الشعر العربي
ومن رقيق اعتذاره قوله:
أتاني أبيت للعن أنـك لمتنـي
وتلك التي أهتم منها وأنصـب
فبت كـأن العائـدات فرشننـي
هراسا به يعلى فراشي ويقشب
حلفت فلم أترك لنفسـك ريبـة
وليس وراء الله للمرء مذهـب
لئن كنت قد بلغت عني خيانـة
لمبلغك الواشي أغش وأكـذب
ولكنني كنت امرأ لـي جانـب
من الأرض فيه مستراد ومذهب
ملوك وإخوان إذا مـا أتيتهـم
أحكـم فـي أموالهـم وأقـرب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم
فلم ترهم في شكر ذلك أذنبـوا
فلا تتركنـي بالوعيـد كأننـي
إلى الناس مطلي به القار أجرب
ألم تر أن الله أعطـاك سـورة
ترى كل ملك دونهـا يتذبـذب
فإنك شمس والملـوك كواكـب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكـب
ولست بمستبق أخـا لا تلمـه
على شعث أي الرجال المهـذب
فإن أك مظلوما ؛ فعبد ظلمتـه
وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتـب